تضيق الصمام التاجي: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 19 ديسمبر 2022

الصمام التاجي هو أحد من صمامات القلب الأربعة، وكغيره من أجزاء القلب فهو معرض للإصابة بالأمراض والاضطرابات المختلفة، وتضيق الصمام التاجي هو أحد هذه الاضطرابات، وتسبب هذه الحالة خللاً في عمل الصمام التاجي.

فكيف يحدث تضيق الصمام التاجي وما هي أعراضه؟

تعريف تضيق الصمام التاجي

يقع الصمام التاجي "Mitral valve" في الجهة اليسرى من القلب بين الأذينة اليسرى في الأعلى والبطين الأيسر في الأسفل.

ومهمته الأساسية هي السماح للدم بالمرور من الأذينة اليسرى إلى البطين الأيسر وبعدها يقوم البطين الأيسر بضخ الدم إلى الشريان الأبهر لتروية الجسم.

في الحالة الطبيعية ينفتح الصمام التاجي بالتزامن مع تقلص الأذينة اليسرى سامحاً للدم بالمرور باتجاه البطين الأيسر بشكل سهل ودون مقاومة أو ضغط، وذلك عبر فتحة الصمام التاجي، ثم بعد ذلك ينغلق الصمام التاجي ويمنع الدم من العودة باتجاه الأذينة اليسرى أثناء تقلص البطين الأيسر.

في حالة تضيق الصمام التاجي فإن فتحة الصمام التاجي الطبيعية تتضيق وتصبح مساحتها أصغر وذلك بسبب عدة عوامل مرضية تؤدي لتضيق هذه الفتحة أو نقص في قدرة الصمام التاجي ووريقاته على الانفتاح.

بالتالي تمر كمية أقل من الدم عبر فتحة الصمام التاجي المتضيقة ونتيجة لذلك تقل كمية الدم التي يضخها القلب لأنحاء الجسم.

كما ويؤدي التضيق في فتحة الصمام إلى رفع الضغط في الأذينة اليسرى نتيجة الجهد الإضافي المبذول لضخ الدم عبر فتحة الصمام.

وهذا ينعكس على الأذينة اليسرى أولاً ومن ثم ينتقل تأثيره للرئتين والجهة اليمنى للقلب، ومع استمرار التضيق وتفاقمه تبدأ أعراض الإصابة بالظهور.

صمامات القلب
صمامات القلب

تصنيف درجات تضيق الصمام التاجي

يتألف الصمام التاجي من وريقتين - وريقة أمامية ووريقة خلفية - وتكون مساحة فتحة الصمام في الحالة الطبيعية (4-6) سم مربع.

وعادة ما تبدأ أعراض الإصابة بالظهور عندما تصبح مساحة سطح الصمام أقل من 2 سم مربع.

وبناءً عليه يتم تقسيم درجات تضيق الصمام التاجي وفق ما يلي:

درجات التضيقيكون فيه
تضيق خفيف في الصمام التاجي- مساحة الصمام (1.5) سم مربع أو أكثر
- فرق الضغط عبر فتحة الصمام (Pressure gradient) أقل من 5 ميليمتر زئبقي
- ضغط الشريان الرئوي (pulmonary artery pressure) أقل من 30 ميليمتر زئبقي
تضيق متوسط- مساحة الصمام (1-1.5) سم مربع أو أكثر
- فرق الضغط عبر فتحة الصمام (Pressure gradient) من (5-10) ميليمتر زئبقي
- ضغط الشريان الرئوي (pulmonary artery pressure) من (30-50) ميليمتر زئبقي
تضيق شديد- مساحة الصمام أقل من (1) سم مربع أو أكثر
- فرق الضغط عبر فتحة الصمام (Pressure gradient) أكثر من 10 ميليمتر زئبقي
-ضغط الشريان الرئوي (pulmonary artery pressure) أكثر من 50 ميليمتر زئبقي
تصنيف درجات تضيق الصمام التاجي

أعراض تضيق الصمام التاجي

قد تتأخر الأعراض المرافقة لتضيق الصمام التاجي بالظهور ويبقى المريض لفترة طويلة دون أي أعراض تذكر، وذلك حتى يتطور التضيق في فتحة الصمام، عندها تبدأ الأعراض بالظهور.

هذه الأعراض قد تبدأ بالتطور وتزداد شدتها وتتضح بشكل تدريجي أو قد تظهر فجأة عند المصاب بالتضيق دون سابق إنذار، وخاصةً في حالات الشدة والضغط على الجسم كحالات العدوى الجرثومية أو الفيروسية أو عند النساء الحوامل.

كما تشمل أبرز الأعراض المرافقة ما يلي:

  • صعوبة في التنفس وزلة تنفسية تظهر بشكل رئيسي عند القيام بالجهد البدني
  • ألم في الصدر أو إحساس بعدم الراحة
  • سعال متكرر وقد يكون مترافق مع مفرزات دموية
  • ضيق وصعوبة في التنفس تظهر بشكل خاص عند الاستلقاء على الظهر، وأحياناً توقظ المريض من نومه حيث يشعر بالاختناق
  • تكرار الالتهابات والعدوى الجرثومية أو الفيروسية في الرئتين والقصبات
  • التعب والوهن
  • تورم في القدمين والكاحلين
  • الإحساس بالخفقان وزيادة في عدد ضربات القلب

أسباب تضيق الصمام التاجي

الأسباب التي تؤدي لحدوث تضيق الصمام التاجي متنوعة، لكن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تعتبر الأكثر شيوعاً من بقية الأسباب المؤدية لحدوث الإصابة.

ووفقاً للجمعية الأوروبية لأمراض القلب كانت الحمى الرثوية السبب الرئيسي لحدوث الإصابة بنسبة 85% وخصوصاً في البلدان النامية.

في حين جاء تنكس الصمام التاجي وتكلسه في المرتبة الثانية بنسبة 12% من حالات الإصابة.

وتشمل الأسباب:

١- الحمى الرثوية (Rheumatic fever)

الحمى الرثوية والتي تعد من الأسباب الرئيسية لحدوث تضيق الصمام التاجي، وهي أحد المضاعفات التي قد تحدث بعد الإصابة بالتهاب البلعوم بنوع من الجراثيم يعرف باسم العقديات "Strep" وذلك نتيجة عدم العلاج الفعال لهذه الجراثيم. فيحدث اضطراب في جهاز المناعة ناجم عن هذه الإصابة بالجراثيم وعدم علاجها.

وتهاجم عندها الخلايا المناعية المضطربة وريقات الصمام التاجي وتخربها وتجعلها متماسكة ولا تتحرك بشكل جيد فتحدث الإصابة.

٢- تنكس وتكلس الصمام التاجي

ويعد تنكس وتكلس الصمام التاجي هو السبب الأكثر شيوعاً لحدوث تضيق الصمام التاجي عند كبار السن. حيث يحدث تنكس وتراجع في وظيفة وحركة وريقات الصمام التاجي بسبب التقدم بالعمر وأيضاً تتراجع قدرة الخلايا على التجدد.

وكما يترافق هذا التراجع في الوظيفة مع ترسب لمادة الكالسيوم على وريقات الصمام وكذلك ضمن الخلايا وهذا يجعل حركة الصمام وانفتاح وريقاته أصعب مع الوقت.

٣- تشوهات القلب الخلقية

تشوهات القلب الخلقية هي عبارة عن اضطرابات تشريحية ووظيفية في القلب تكون موجودة منذ لحظة الولادة وتسبب حدوث مشاكل قلبية مختلفة.

حين تحدث هذه التشوهات على مستوى الصمام التاجي قد تؤدي لحدوث تضيق خلقي فيه وحتى انسداد تام في بعض الحالات.

مضاعفات الإصابة

تظهر المضاعفات الناجمة عن تضيق الصمام التاجي نتيجة التأخر في التشخيص وعلاج الحالة. حيث أن معظم الأعراض قابلة للسيطرة لكنها تتفاقم في حالة الإهمال.

وتشمل أبرز المضاعفات ما يلي:

  • الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation) أو الرفرفة الأذينية (Atrial flutter)
    • وهما نوعان من اضطرابات النظم القلبية التي تحدث على مستوى أذينات القلب وتكون ناجمة عن توسع جوف الأذينة وارتفاع الضغط فيها الناجم عن تضيق الصمام التاجي.
  • وذمة الرئة (PULMONARY EDEMA)
    • ينجم عن تراكم السوائل وتجمعها في الرئتين والأسناخ الرئوية المسؤولة عن تزويد الدم بالأوكسجين ويسبب هذا الأمر ضيق في التنفس ونقص نسبة الاوكسجين في الدم. ويحدث بسبب ارتفاع الضغط في الشريان الرئوي الناجم عن تضيق الصمام التاجي.
  • حدوث الجلطات بسبب ركودة الدم وضعف ضخه من الأذينة اليسرى والأذينة اليمنى، حيث تتشكل خثرات ضمن جوف الأذينات، وقد تنطلق للدماغ أو أي عضو من أعضاء الجسم.
  • قصور القلب في المراحل المتقدمة

تشخيص الإصابة

يعتمد تشخيص الإصابة بالأمراض القلبية وحالة تضيق الصمام التاجي على إجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل المخبرية والشعاعية التي تتضمن ما يلي:

  • الفحص السريري وأخذ التاريخ المرضي، حيث يستفسر الطبيب عن الأعراض وشدتها ومتى بدأت. بالإضافة لأخذ العلامات الحياتية كقياس ضغط الدم، والإصغاء لأصوات القلب والرئتين.
  • اجراء صورة شعاعية بسيطة للصدر chest x-ray لوضع تقييم مبدئي للرئتين والقلب
  • تخطيط قلب كهربائي (ECG) للتحقق من تقلص العضلة القلبية والتنبيه الكهربائي فيها والتأكد من أن نظم القلب طبيعية ولا يوجد اضطرابات فيه.
  • اجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية للقلب "Echocardiography" ويعتبر اجراء مهم جداً فيما يتعلق بالصمامات.
    • فهو يمكن من قياس مساحة سطح الصمام وتقييم جريان الدم عبره والتحقق من حالة وريقات الصمام وسماكتها وحركتها بالإضافة لقياس الضغوط ضمن أجواف القلب وتقييم حجم أجواف القلب.

علاج تضيق الصمام التاجي

يحتاج تضيق الصمام التاجي الى علاج تداخلي يتضمن الوصول للصمام وتوسيع الفتحة أو إصلاحها، وذلك لأن تضيق الصمام التاجي وخاصةً الذي يسبب أعراض لا يمكن علاجه بالأدوية فقط.

حيث تستخدم الأدوية فقط للسيطرة على الأعراض والتخفيف من حدتها والتخفيف من حدوث المضاعفات.

وتتضمن الخيارات العلاجية للصمام التاجي ما يلي:

  • الأدوية: وتشكل جزء من العلاج وتضم مجموعة مختلفة من الأدوية كالمدرات، والمميعات، وخافضات الضغط، والأدوية التي تضبط سرعة وعدد ضربات القلب.
  • توسيع الصمام التاجي بالبالون (Balloon valvuloplasty): يتم ادخال بالون عن طريق قسطرة القلب والوصول لفتحة الصمام التاجي المتضيقة ونفخ البالون ضمنها لتوسيع الصمام التاجي.
  • اصلاح الصمام التاجي: وفيه يتم اجراء عمل جراحي (قلب مفتوح) والوصول للصمام التاجي بالإضافة لتوسيع جراحي للصمام بشكل جراحي.
  • تبديل الصمام التاجي: في الحالات الشديدة من تضيق الصمام التاجي وغير القابلة للإصلاح يتم استئصال وريقات الصمام وزرع صمام صنعي في مكان الصمام المتضيق لإصلاح الخلل والمشكلة.

يمكن القول بأن تضيق الصمام التاجي قابل للسيطرة والعلاج بنسبة كبيرة لكن يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع المراقبة والمتابعة المستمرة للأعراض في حال حدوثها عند الطبيب المختص لتجنب الاختلاطات ووضع العلاج المناسب.