تمزق شبكية العين: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 9 نوفمبر 2022

تعتبر الأمراض التي تتعرض لها العين ذات أولوية خاصة، وذلك لسرعة تأثيرها على الرؤية وخاصةً الحالات التي تصيب الشبكية مثل تمزق شبكية العين.

فما هي هذه الحالة وكيف يتم علاجها؟

ما هو تمزق شبكية العين؟

طبقة الشبكية في العين هي الطبقة الداخلية الرقيقة المبطنة لكرة العين، والمسؤولة عن الرؤية، حيث تعتبر وظيفتها استقبال الخيال وإرساله إلى الدماغ.

يتم تستقبل الأشعة الضوئية عبر خلايا حسية متخصصة في ذلك موجودة على الشبكية، والتي تقوم بتحويل هذه الأشعة على شكل تنبيه عبر العصب البصري، والذي بدوره يوصله لمنطقة مخصصة من الدماغ، وهنا تفسر هذه التنبيهات ونرى الصورة الكاملة.

بالتالي إذا حدث خلل ما في الشبكية، فلن يتم استقبال الخيال ولن يُرسل إلى الدماغ ولن تحدث الرؤية.

حالة تمزق شبكية العين، يُمكن أن توصف بأنها حدوث ثقب أو شق في الشبكية لسبب ما، وعبر هذه الثقب قد تدخل كمية من السوائل تؤدي لحالة انفصال الشبكية وهي حالة خطرة تهدد حاسة البصر.

وبالتالي فإن تمزق الشبكية ليس مرضاً قائماً بحد ذاته، وإنما هي حالة تصيب الشبكية قد تتسبب بمرض آخر.

أعراض تمزق شبكية العين

قد يتبادر للذهن أن تمزق في الشبكية سيسبب ألم في العين، إلا أن الأمر مخالف لذلك وحالة التمزق في الحقيقة حتى ولو تطورت لانفصال تبقى غير مؤلمة.

ويعتمد ظهور الأعراض على درجة الثقب و الانفصال الحاصلين، ومن الأعراض:

  • ظهور مفاجئ لأشكال غريبة يراها المريض عندما ينظر إلى سطح شديد الإنارة والبياض وتُسمّى هذه الحالة بالذباب الطائر. والذي يمكن أن يأخذ أشكال متعددة غيوم أو كتل أو شبكات عنكبوت والتي تسبح في ساحة الرؤية، وتتحرك بحركة العين وتكون أول ما يلاحظه المريض.
  • الشعور بلمعان أو شرر في العين، والذي يشير لتطور الحالة وبدء الشد على الشبكية.
  • قد تصبح الرؤية مشوشة (ضبابية) وذلك عند حدوث نزف وارتشاح للدم ضمن الجسم الزجاجي.
  • إذا تطورت الحالة لانفصال في الشبكية، فإن ستارة سوداء ستظهر ضمن مساحة الرؤية.

إن ظهور الذباب الطائر، غالباً ما يدفع المريض لزيارة الطبيب، والذي يمكن أن يكون له أسباب غير التمزق، ولكن عند ترافقه مع الشرر والأعراض الأخرى سيدفع الطبيب للشك بالتمزق والانفصال الشبكي.

أسباب تمزق شبكية العين

يمكن وضع عدة أسباب لتمزق شبكية العين و،لكن لا بد من التنويه على أهم وأشهر سبب ألا وهو انفصال الزجاجي الخلفي، وهي حالة تحدث عند المتقدمين في العمر وبشكل خاص من تجاوزت أعمارهم ال60.

المقصود بالزجاجي هنا هو الجسم الزجاجي الهلامي الذي يملأ كرة العين ويكون على تماس مباشرة مع الشبكية.

فمع تقدم العمر تتغير بنيته الهلامية إلى بنية شبه سائلة، بالتالي قد يحدث تباعد بين محفظة الجسم الزجاجي وطبقة الشبكية الملاصقة لها، وقد يُرافق هذا الانفصال تمزق في الشبكية ونزف خفيف.

لا يحدث تمزق الشبكية فقط لدى المتقدمين في العمر، فمن الممكن أن يحدث في مختلف الأعمار، ويمكن أن تشمل الأسباب:

  • قصر (حسر) البصر بحالته المتقدمة وغير المعالجة
  • الساد أو الجلوكوما (الزرق)
  • تعرض العين لرض أو جراحة
  • الأدوية المعالجة للزرق (الجلوكوما) مثل البيلوكاربين المقبض للحدقة
  • إصابة سابقة بانفصال الشبكية
  • إصابات أحد أفراد الأسرة بانفصال الشبكية

تشخيص تمزق شبكية العين

لابد من الزيارة الفورية للطبيب العيون في حال لاحظ المريض أي من الأعراض المرافقة لحالة تمزق الشبكية، ويأتي دور الطبيب في التشخيص السريع للحصول على العلاج المناسب.

بعد أخذ القصة المرضية والفحص السريري، هناك مجموعة من الفحوص الإضافية التي تستطيع أن تؤكّد التشخيص، وهي كالتالي:

١- تنظير العين (Ophthalmoscopy)

يتم هذا الفحص من خلال جهاز منظار العين، الذي يسمح للطبيب بمعاينة البنية الداخلية للعين، التي تتضمن الشبكية، ومنه يستطيع البحث عن علامات التمزق في حال وجودها.

٢- التصوير بالأمواج فوق الصوتية للعين (Ultrasonography)

يعد من الإجراءات المستخدمة بشكل شائع لتشخيص تمزق شبكية العين، فهذه الأمواج تعطي صورة داخلية لشبكية العين والتي تسمح بتشخيص دقيق للحالة.

٣- اختبار شبكة آمسلر (Amsler Grid Test)

هي عبارة عن شبكة من الخطوط العمودية والأفقية المتقاطعة، التي تعطي مربعات صغيرة الحجم. ويمكن لهذه الشبكة أن تكون أدة اختبار للرؤية وكشف بعض المشاكل التي تطال الشبكية.

علاج تمزق شبكية العين

إن علاج تمزق الشبكية في الوقت المناسب والوقاية من تطوره نحو الانفصال، أمر بالغ الأهمية، وذلك تجنباً لأن يفقد المريض رؤيته بشكل لا رجعة فيه.

ويعتمد قرار العلاج على مكان وحجم التمزق، حيث إن بعض الحالات تكون خفيفة وغير خطيرة ولا يلزمها سوى المراقبة، فالجسم يمكن أن يرمم مكان التمزق عبر عملية التهابية والتي تخلف ندبات تغلق الثقب وتمنع الانفصال في الشبكية.

أما الحالات الأخرى فيلزمها تدخلاً علاجياً والتي تضم خيارات متعددة سيتبع الطبيب أفضلها للمريض. ومن أهم الطرق ما يلي:

  • التخثير الضوئي بالليزر: تستخدم عادة في التمزقات صغيرة الحجم، ويعتمد المبدأ على إحداث حروق تحيط بمكان التمزق، وهذه الحروق تصبح ندبات بنفس الآلية الالتهابية التي يستخدمها الجسم، مما يغلق التمزقات ويمنع دخول السوائل المسببة لانفصال الشبكية.
  • تثبيت الشبكية بالتبريد: تستخدم على نطاق واسع، ولكن تعتبر خيار ثاني حيث يلجأ إليه الطبيب في حال وجود عائق أمام التخثير بالليزر، مثل النزف. ويعتمد هذا الخيار على التبريد بدلاً من التخثير الحراري، إلا أن الآلية العلاجية واحدة وتعتمد على إحداث ندبات لإغلاق التمزق.
  • حقن السيليكون: قد يختار الطبيب حقن السيليكون مكان الجسم الزجاجي، لتحقيق ضغط على الشبكية، ومنع انفصالها.

غالباً بعد الجراحة يصف الطبيب مجموعة قطرات مضاد للوذمة وأخرى مضاد حيوي يمنع حدوث عدوى مكان العملية، بالإضافة لرقعة للعين التي توضع لمنع تعرضها لأي عوامل خارجية. وقد يعاني المريض من مشاكل في الرؤية واحمرار في العين وهذا أمر طبيعي عقب العمل الجراحي.

نصائح عقب جراحة تمزق شبكية العين

تتراوح فترة شفاء الشبكية عقب الإصلاح الجراحي، من أسبوع إلى أربعة أسابيع. وخلال هذه الفترة تكون الشبكية بحالة ترميم، وبذلك تحتاج العين عناية خاصة.

وهناك عدة توصيات يفضل اتباعها، وهي:

  • تجنب حركات الرأس السريعة والمفاجئة، والابتعاد عن الأعمال التي تطلب جهداً بدنياً.
  • يفضل أخذ إجازة عن العمل تتراوح من أسبوعين لأربعة.
  • وضع كيس بارد على العين لمدة 20 دقيقة، وذلك لتخفيف الوذمة.
  • تجنب دخول الصابون للعين، وذلك عند غسيل الوجه أو الاستحمام.
  • يفضل وضع نظارة شمسية خلال النهار.
  • الابتعاد عن القيادة خلال هذه الفترة، وخاصة إذا كانت الرؤية غير واضحة تماماً.
  • زيارة الطبيب حسب الموعد المتفق به، وإخباره بشكل فوري في حال تطورت أعراض جديدة.
  • لا يوجد توصيات تخص الطعام، ولكن يفضل الابتعاد عن الوجبات عالية الدسم وخاصة إذا كانت المعدة مضطربة.