تورم العقد اللمفاوية: الأسباب والعلاج

الكاتب - 23 يناير 2023

يعتبر تورم العقد اللمفاوية "Swollen Lymph Nodes" علامة مهمة للعديد من الحالات المرضية التي تصيب الجسم، ويمكن أن تكون هذه الحالات سليمة أو خبيثة مثل وجود أورام.

ولذلك فهو ليس مرض بحد ذاته بل حالة تصاحب أمراض أخرى، فما هي أسباب حدوث تورم في العقد اللمفاوية وما هي الوسائل العلاجية الموجودة لهذه الحالة؟

تعريف الجهاز اللمفاوي

في البداية لابد من التعرف على الجهاز اللمفاوي "Lymphatic system" ووظائفه.

حيث يتألف الجسم البشري من مجموعة من الأجهزة كالجهاز الهضمي والقلبي الوعائي وغيرها، والتي تتعاون مع بعضها للقيام بالوظائف الحيوية المتعددة.

ويندرج ضمن هذه الأجهزة الجهاز اللمفاوي "Lymphatic system"، وهو عبارة عن شبكة من الأوعية مشابهة للأوعية الدموية في الوظيفة والتفرع.

كما ويضاف لهذه الأوعية أعضاء أخرى كالطِّحال والغدة الصعترية (التيموس) واللوزتان، وأخيراً مجموعة واسعة من العقد على مسار الأوعية، والتي تعرف بالعقد اللمفاوية "Lymph Nodes".

يمكن تعريف هذه العقد بكونها كتل صغيرة (على شكل حبة فول) من النسيج اللمفاوي، تعمل بمثابة نقاط تفتيش، حيث تقوم بما يلي:

  • تجميع الخلايا اللمفاوية (نوع من أنواع الكريات البيض)
  • التخلص من الفضلات والخلايا التالفة (مثل الخلايا السرطانية) من الأوعية اللمفاوية
  • تقوم بمهاجمة الجراثيم أو الفيروسات التي تمر من خلالها

تورم العقد اللمفاوية

تتوزع العقد اللمفاوية في كافة أنحاء الجسم، ويختلف عددها من منطقة إلى أخرى من الجسم كما أنها تكون على شكل مجموعات، وذلك على الشكل التالي:

  • العنق: تعرف بالعقد اللمفاوية العنقية أو الرقبية
  • الصدر: يطلق عليها اسم العقد اللمفاوية الصدرية أو المنصفية
  • الإبط: العقد الإبطية
  • البطن: تعرف بالعقد حول الأبهرية أو المساريقية
  • الفخذ: تعرف بالعقد الإربية

ويعتبر تورم العقد اللمفاوية "Swollen Lymph Nodes" من العلامات الدالة على العديد من الأمراض التي قد تصيب الجسم، فمنها ما يكون خفيف الأعراض ومنها ما يسبب خطراً على حياة المريض.

إن القطر الوسطي للعقد اللمفاوية يكون أقل من سم واحد عادةً، بالتالي فإن أي زيادة عن هذا الحد يمكن أن تعتبر تضخم في العقد، ولكن هناك بعض الاختلافات حسب العمر والحجم وموقع العقد.

فعلى سبيل المثال يمكن أن يصل قطر العقدة الليمفاوية الإربية (في منطقة الفخظ) الطبيعية إلى 1.5 سم، بينما يكون الحد الأعلى للعقد اللمفاوية الرقبية 0.5 سم.

أعراض مرافقة لتورم العقد اللمفاوية

يمثل تورم العقد اللمفاوية علامة لمرض يصيب الجسم، ولذلك فغالباً ما يكون هنالك أعراض إضافية لتورم العقد وقد تشمل:

المرضالأعراض
العدوى- ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)
- إقياء
- إسهال
- تعب عام
الأورام- ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)
- التعرق الليلي
- فقدان الوزن غير المفسر
أمراض المناعة الذاتية- ألم المفاصل
- ضعف العضلات
- الطفح الجلدي
أعراض مرافقة لتورم العقد اللمفاوية

أسباب تورم العقد اللمفاوية

يحدث تورم العقد اللمفاوية نتيجةً لوجود عملية تكاثر غير طبيعية للخلايا اللمفاوية، حيث أن أغلب أسباب حدوث هذا التورم تكون سليمة دون خطر على حياة المريض، ولكن يكون لعمر المريض دوراً هاماً في التوجه لسبب حدوث التضخم بالإضافة لمكانه. (1)

فبحسب إحدى الدراسات المجراة على 249 مريض مصاب بتورم العقد اللمفاوية، كانت العلامات التي قد تدل على وجود مرض خبيث غير موجودة تقريباً، كما وأجريت أيضا خزعة من العقد لـ 3% من المرضى، ولم تشخص أي حالة بأي ورم خبيث. (2)

وقد كشفت دراسة أخرى أن من بين حوالي 2556 مريضاً كانوا يعانون من تورم عقد لمفاوي غير مفسر من طبيب العائلة، طُلب من 10% منهم إجراء خزعة لدراسة الورم، وكانت حصة الأورام من هذه النسبة حوالي 1.1 %. (3)

ومن المسببات المرضية لحدوث تورم العقد اللمفاوية، نذكر:

١- العدوى

تشكل العوامل الممرضة كالجراثيم أو الفيروسات وحتى الفطور والطفيليات الأسباب الأكثر شيوعاً لتضخم العقد اللمفاوية.

بالإضافة إلى ذلك فإن هذا التضخم غير مرتبط بشدة العدوى الموجودة، فمن الممكن أن تكون العدوى بدون أعراض (غير عرضية)، مع وجود تضخم في العقد.

ومن أبرز الأمثلة عن هذه الإصابات:

٢- الأورام

كما أن الأورام الخبيثة تعتبر سبباً لتطور تورم العقد اللمفاوية، إلا أنها ليست سبباً شائعاً كما ذكرنا، ومن هذه الأمراض:

  • سرطان الثدي
  • سرطان البروستات
  • ابيضاض الدم (اللوكيميا)
  • ساركوما كابوسي (يصيب الأوعية الدموية واللمفاوية)
  • سرطان الغدد اللمفاوية (اللمفومة):
    • الهودجكينية
    • اللاهودجكينية

٣- أمراض المناعة الذاتية

من ناحية أخرى يمكن أن يكون تورم العقد اللمفاوية أحد مظاهر الاضطرابات التي تصيب الجهاز المناعي، ومن أبرز هذه الأمراض:

٤- الأدوية

كما أنه وبالإضافة إلى الأسباب السابقة فإن هنالك مجموعة من الأدوية واللقاحات والتي قد تسبب في حالات نادرة تورماً في العقد اللمفاوية، ومنها:

  • ألوبيورينول (Allopurinol)
  • أتينولول (Atenolol)
  • كابتوبريل (Captopril)
  • كاربامازيبين (Carbamazepine)
  • لقاح COVID-19
  • الهيدرالازين (Hydralazine)
  • البنسلين (Penicillin)
  • الفينيتوين (Phenytoin)
  • بريميدون (Primidone)
  • بيريميثامين (Pyrimethamine)
  • كينيدين (Quinidine)
  • تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول (Trimethoprim/sulfamethoxazole)

التشخيص

يستطيع الطبيب في بعض الحالات أن يصل لسبب تضخم الغدد الليمفاوية، عبر القصة السريرية للمريض بالإضافة لفحص سريري شامل، مع التركيز على المنطقة المصابة ولكن في بعض الحالات الأخرى، قد يلجأ الطبيب لفحوصات إضافية، التي قد تشمل:

  • تحليل الدم: قد يكشف ارتفاعاً في أرقام كريات الدم البيض، والذي قد يوجه نحو العدوى.
  • الفحوص التصويرية: يمكن أن تقدم الصور معلومات مفيدة، لدراسة العقد بشكل دقيق، وتضم:
    • التصوير بالأمواج فوق الصوتية
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT)
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
  • الخزعة: إن استمرار وجود تورم العقد اللمفاوية لعدة أسابيع أو كان هناك أي عرض من الأعراض الموجهة للخباثة، يدفع الطبيب للقيام بخزعة.
    • حيث يخدر الطبيب منطقة التورم، ويجري شق صغير لأخذ عينة من العقدة وإرسالها للمخبر ليتم دراستها.
  • شفط الإبرة الدقيقة (FNA): وهو إجراء نادر لا يلجأ له الأطباء عادةً، ويتضمن سحب بعض الخلايا من العقد اللمفاوية عبر حقنة خاصة.

علاج تورم العقد اللمفاوية

إن علاج تورم العقد اللمفاوية مرتبط بعلاج العامل المسبب، فيكون العلاج بحسب الحالة المرضية المسببة كالتالي:

  • في حال كان هناك عامل ممرض مسبب، فلابد من شفاء العدوى سواءً أكان ذلك بشكلٍ عفوي أو عبر المضادات الحيوية
  • في حال كان هناك مرض مناعي ذاتي، لابد من زيارة الطبيب المختص من أجل إجراء الفحوص الأساسية بالتالي وصف الأدوية المناسبة.
  • إذا كان هناك ورم مسبب، تكون الأولوية بالطبع لعلاج الورم بعد تحديده
  • أيضًا إذا كان هناك أدوية يتناولها المريض قد تكون مسببة لحد،ث التورم، فسوف يحدد الطبيب البدائل المناسبة.