جفاف العين عند الأطفال: ما هي العوامل المؤثرة وكيفية التعامل معها؟

الكاتب - 2 أكتوبر 2023

تساهم العديد من العوامل في حدوث جفاف العينين عند الأطفال، بما في ذلك قلة التغذية، والتعرض للشاشات لوقتٍ مطول، ويمكن أن تكون أحياناً علامةً على حالةٍ أكثر خطورةً من أمراض العيون. وهذا ما سوف نناقشه في مقالنا حيث سنتعرف العوامل المؤثرة على صحة العين ونقترح بعض النصائح الوقائية.

تعريف جفاف العين عند الأطفال

العين الجافة أو المعروفة باسم التهاب القرنية والملتحمة الجاف "Keratoconjunctivitis Sicca" هي حالة تتسبب في حدوث فقدان للتوازن في طبقة الدمع. تعتبر هذه الحالة أقل شيوعاً بين الأطفال، وفي حال تكرارها قد تكون مؤشراً على حالة مرضية في العين.

في الواقع هناك نقص في البيانات حول انتشار جفاف العين عند الأطفال، فقد ذكرت دراسة كورية أن نسبة 6.6٪ من المرضى هم في الصف الأول إلى السادس، في حين ذكرت دراسة هندية أن 7.84٪ من الحالات تحدث في أعمارٍ أصغر من 20 عاماً.

وكما هو الحال مع البالغين يمكن أن يكون جفاف العينين غير مريح ومؤلم للطفل، كما يمكن أن يؤثر على الرؤية بالتالي القدرة على أداء الأنشطة المختلفة مثل الواجبات المدرسية. ولذلك من المهم الانتباه لحالة الطفل إذا كان يعاني من جفاف العين بشكل متكرر، حيث يمكن أن تتطور الحالة إلى مشاكل حقيقية في العين والرؤية إذا تركت دون معالجة.

أعراض جفاف العين عند الأطفال

عندما يصاب الطفل بجفاف العين يمكن أن يشعر بالألم والتهيج وعدم الراحة، كما يمكن أن تظهر عليه أعراض مختلفة، مثل:

  • فرك العينين باستمرار
  • الحكة
  • الشعور بحرقٍ في العين
  • احمرار في العين
  • الرؤية الضبابية
  • الشعور بأن هناك رملاً أو تراباً داخل العين
  • سيلان الكثير من الدمع
  • الحساسية للضوء
  • الانزعاج عند استخدام العدسات اللاصقة
  • صعوبة في القراءة

وإذا لاحظ أحد الوالدين أيةً من هذه الأعراض فينصح باستشارة طبيب عيون الأطفال للمساعدة في تشخيص السبب وتوفير العلاجات المناسبة.

الأسباب

هنالك العديد من العوامل التي تساهم في تطور حالة جفاف العين عند الأطفال، بما في ذلك ما يلي:

١- الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية

ربطت دراسة في عام 2021 استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة مع زيادة احتمال حدوث أمراض سطح العين، كما أشارت الدراسة أيضاً إلى أنه كلما استخدم الطفل هاتفه الذكي انخفض معدل طَرف العين. يزيد ذلك من معدل تعرض سطح العين وتبخره، مما قد يسبب عدم استقرار طبقة الدمع، بالتالي حدوث حالة جفاف العين عند الأطفال.

٢- الحساسية

تعتبر الحساسية العينية عامل خطر لحدوث جفاف العين، وقد تتسبب هذه الأنواع من الحساسية في المشاكل التالية:

  • عدم استقرار طبقة الدمع
  • التهاب وتضرر سطح العين
  • التشوهات الحسية العصبية، والتي تؤثر على أعصاب اللمس والألم والشعور
٣- الحالات الالتهابية

هناك حالة تدعى التهاب الجفن، وفيها تصبح حواف الجفن ملتهبة، ويمكن أن يؤثر ذلك على جودة طبقة الدمع وتسبب جفاف العين. بالإضافة إلى ذلك فإن حالة التهاب الملتحمة قد تسبب جفاف العين أيضا.

كما قد يربط الأطباء هذه الحالة بالوردية وغيرها من الأمراض الجلدية.

٤- ضعف التغذية

يمكن أن يسبب نقص فيتامين A أيضا تغيرات في خلايا العين ويحدث ما يسمى بالحؤول الحرشفي، وجفاف الملتحمة، حيث لا تنتج العيون دموعاً. وكل ذلك يمكن أن يسبب جفاف العين. وتربط الأبحاث عادةً هذا النقص مع سوء التغذية.

ويمكن أن يحدث ضعف التغذية عند الأطفال الذين يعانون من:

  • متلازمة سوء الامتصاص
  • اضطرابات الاكل
  • بعض الأطفال الذين يتناولون الوجبات النباتية فقط بدون تعويض الفيتامينات والمعادن المفقودة من هذه الحمية بالمكملات الغذائية.
٥- الأدوية

يمكن أن تسبب بعض الأدوية من جفاف العين في الأطفال أو تزيد من شدتها، بما في ذلك الأدوية الموضعية والجهازية التي تؤخذ لعلاج حب الشباب ومضادات الهيستامين وبعض قطرات العين.

٦- مرض العين التبخري

توجد في العين غدد تدعى غدد ميبوميان، وهي غدد زيتية تتواجد على طول حافة الجفون حيث توجد الرموش.

ويتسبب الخلل في غدد ميبوميان في حوالي 85٪ من حالات جفاف العين، وعندما لا تعمل الغدة بشكل صحيح فإنها تفرز الزيوت بشكلٍ أقل، مما يسبب تبخر الدموع أسرع، ويسبب ذلك جفاف العين.

حيث يمكن أن تعطل بعض الأمراض من أداء هذه الغدد، مثل الوردية أو الحساسية أو السكري ومتلازمة شوغرن والتهاب المفاصل الروماتويدي.

٧- ارتداء العدسات اللاصقة

يساهم ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة في حدوث جفاف العين، حيث وجدت دراسة أن ارتداء العدسات الشبيهة بالقرنية – والتي تهدف إلى إعادة تشكيل القرنية – يمكن أن تسبب ضرراً في طبقة الدمع ويسبب أعراض جفاف العين.

المضاعفات

إن المضاعفات الناتجة عن جفاف العين عند الأطفال نادرة في حال تم علاج الحالة، ولكن في حال إهمال العلاج فقد تتطور لمضاعفات تشمل:

  • انزعاج دائم في العين
  • مشاكل في الرؤية
  • أضرار في السطح الأمامي للعين (القرنية)، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تندب دائم.

تشخيص جفاف العين عند الأطفال

  • القصة المرضية: يسأل الطبيب عن شكوى المريض والأعراض الحاصلة كالحكة والرؤية الضبابية، حيث يمكن أن يسأل عن:
    • زمن بدء الأعراض
    • شدة الأعراض
  • الفحص السريري: يفحص الطبيب العينين عن قرب، ويبحث عن أية تغيرات ظاهرة عيانياً.
  • كما يطلب الطبيب اختبارات لتأكيد تشخيص الحالة، ومنها ما يلي:
    • اختبار شريمر "Schirmer test"، وفيه ويتم قياس كمية الدموع المنتَجة عن طريق قطعةٍ من الورق الموضوعة تحت كل عين لامتصاص الدموع التي تم إفرازها لمدة خمس دقائق.
    • وقت تفكك طبقة الدمع، وهو اختبار يعتمد على وضع الأصباغ على سطح العين لمراقبة وقت تفكك طبقة الدمع.
    • اختبار صبغة الفلورسين، حيث توضع صبغة برتقالية على العين ويسلَّط ضوء أزرق لمراقبة الأنسجة الدقيقة للأنسجة التي تغطي مقدمة ظهارة القرنية.
    • اختبار حلولية طبقة الدمع، والذي يحدد كمية الذوائب في طبقة الدمع بالنسبة إلى المذِيب (الماء).

السبل العلاجية

يعتمد علاج جفاف العين عند الأطفال على السبب في المقام الأول، ولكن يصف الطبيب عادةً قطرات العين لتجديد أو الحفاظ على رطوبة سطح العين، وقد تتضمن العلاجات ما يلي:

  • الدموع الاصطناعية أو الهلام (الجِل) أو المراهم.
  • استخدام سدادة القناة الدمعية، وهي تستخدم لسد القناة التي تصرف الدمع من العين، وذلك لمنع تصريف الدموع وإبقائها على العين.
  • الجراحة لإغلاق القنوات الدمعية بشكل دائم.
  • قطرات العين التي تزيد من إنتاج الدموع.
  • الأدوية، مثل الستيروئيدات القشرية الموضعية، ومدرات الإفراز الموضعية، والسيكلوسبورين الموضعي.

النصائح الوقائية

يمكن للآباء تجربة العلاجات المنزلية للوقاية من جفاف العين عند الأطفال أو تخفيف الحالة في حال حدوثها، حيث تتضمن النصائح الوقائية ما يلي:

  • تقليل التعرض لوقت الشاشة
  • استخدام مرطبات الجو
  • استخدام القطرات بانتظام إذا كان الطفل يستخدم العدسات اللاصقة
  • استخدام الدموع الاصطناعية الخالية من المواد الحافظة بانتظام
  • ارتداء النظارات الشمسية في الهواء الطلق
  • تطبيق الضغط الدافئ (مثل قماشة مبللة دافئة) لمدة 5 دقائق يومياً لتحفيز إنتاج المسيل للدموع
  • أخذ فترات راحة من استخدام الحاسوب أو الهاتف الذكي
  • اتباع قاعدة 20-20-20: لكل 20 دقيقة يقضيها الشخص في التحديق في الشاشة يجب عليه أن ينظر إلى شيءٍ آخر يبعد حوالي 20 قدماً لمدة 20 ثانية لتقليل إجهاد العينين.
  • زيادة تواتر طَرْف العينين
  • اتباع نظام غذائي متوازن وتناول الأطعمة التي تدعم صحة العين
  • تناول مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية