حالة التراخوما: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 19 ديسمبر 2022

إن حالة التراخوما هي واحدة من أشكال العدوى الجرثومية التي تصيب العين والتي تعتبر خطيرة ومهددة للنظر في حال عدم معالجتها بالشكل الصحيح.

فما هي حالة التراخوما وما سبب حدوثها وكيف يمكن التعامل معها؟

ما هي حالة التراخوما؟

تعرف حالة التراخوما (Trachoma) بأنها عدوى جرثومية تصيب العين. وتحديداً الغشاء الرقيق الذي يغطي كرة العين من الأمام ويبطن الجفن من الداخل والذي يعرف باسم ملتحمة العين (Conjunctiva).

وتكون الجرثومة المسؤولة عن حدوث هذه العدوى هي جرثومة الكلاميديا التراخومية (Chlamydia Trachomatis). وتصيب ملتحمة العين وتسبب الالتهاب فيها، وتكمن الخطورة في أن هذا الالتهاب في حل عدم العلاج يكون قابل للتكرار والعودة مسبباً التهاب ملتحمة بشكل متكرر.

تتميز حالة وعدوى التراخوما بأنها حالة مرتبطة بوجود سوء نظافة شخصية والوجود في محيط ملوث ويفتقر لشروط النظافة العامة. مثل العيش في أماكن مزدحمة جداً وغير منظمة وغياب الشروط الصحية للحياة كعدم وجود صرف صحي معزول أو مياه شرب نظيفة.

وهذا الأمر جعل حدوث حالة التراخوما والاصابة بها أمراً مرتبطاً بالمجتمعات والدول الفقيرة والنامية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن مرض التراخوما موجود وبشكل خاص بدول افريقيا وبعض دول أسيا وأميركا الجنوبية والتي تعتبر من الدول الفقيرة.

وتسبب التراخوما حدوث العمى وضعف النظر عند 1.9 مليون شخص بالإضافة للتسبب بـ 1.4% من حالات العمى حول العالم.

الأعراض المرافقة لحالة التراخوما

هناك عدد كبير من الأعراض التي تترافق وتتطور على مراحل بعد الإصابة بحالة التراخوما، وهذه الأعراض تكون بداية خفيفة ومشابهة لحالات أخرى من العدوى التي تصيب العين.

لكن تكمن المشكلة في اهمال هذه الأعراض وعدم علاجها مبكراً بالتالي قد تؤهل للدخول في حلقة متكررة من التهاب الملتحمة بالكلاميديا التراخومية وهو الأمر الذي يسبب تطور الإصابة ومضاعفاتها.

تصيب الكلاميديا التراخومية جميع الأعمار وتبدأ الأعراض بالظهور بعد 5-12 يوم من التعرض للجرثومة، وتتطور الأعراض وفق ما يلي عادة:

  • إحساس بتهيج في العين مع احمرار ومفرزات
  • تورم ووذمة في الجفن
  • شعور بالحرقة والحكة في العين
  • تطور التهاب للجريبات اللمفية المجودة ضمن نسيج الجفن العلوي
  • تبدأ علامات الندب والتشوه بالظهور في الجفن العلوي في حال تكرار الإصابة بحالة التراخوما وعدم العلاج الصحيح
  • يتطور بعد ذلك انقلاب الجفن العلوي بحيث يصبح الجزء الداخلي منه ظاهراً بشكل متورم وغير طبيعي، وذلك بسبب الالتهاب والندبات ويصبح على احتكاك بقرنية العين تحته ويسبب ضرر وتخرب فيها.
  • تستمر الندبات والالتهاب والنمو غير الطبيعية للجفن الملتهب والمقلوب وتتشكل أوعية دموية ضمنه.
  • يسبب أخيراً التشوه والندبة الكبيرة الناجمة عن التهاب الجفن والملتحمة تخريب وتشويه كامل لطبقة القرنية الشفافة التي تغطي سطح العين بشكل كامل.
  • وهذا الأمر يفقد القرنية وظيفتها ويمنعها من ادخال الضوء للعين لتكون المحصلة تندب القرنية وتراجع القدرة على النظر وقد يصل في النهاية لمرحلة العمى.

ليس بالضرورة لهذه الأعراض أن تظهر كلها عند المصاب وذلك في حال تشخيص العدوى باكراً والبدء بالعلاج ومنع تكرار حدوثها، وأيضاً هناك احتمال لوجود إصابة بالعدوى بدون أعراض وتسمى إصابة لا عرضية.

أسباب وعوامل الإصابة بالتراخوما

تحصل العدوى بالتراخوما نتيجة للتماس والوصول المباشر للجرثومة إلى العين والملتحمة تحديداً.

يحصل هذا الوصول والتماس للجراثيم بعدة أساليب وطرق نذكر منها ما يلي:

  • الاختلاط المباشر مع مريض مصاب بالتراخوما يمكن أن يسبب في نقل العدوى وذلك بسبب التعرض بشكل غير مقصود للمفرزات العينية أو الأنفية التي تحمل جراثيم الكلاميديا التراخومية ضمنها.
  • استعمال أدوات المصاب الشخصية
  • للذباب دور أيضاً في نشر العدوى بين الأشخاص لأنه ينقل الجراثيم بينهم بسهولة
  • استعمال مصادر مياه ملوثة وغير موثوقة في الحياة اليومية للشرب مثلاً أو لغسيل الوجه والجسم

ووفقاً لطرق الانتقال السابقة للعدوى بالتراخوما نلاحظ بأن للعوامل البيئية والظروف الصحية في المجتمع دوراً هاماً في تحديد خطر وانتشار الإصابة بحالة التراخوما.

حيث تكون شائعة في المناطق ذات المواصفات التالية:

  • المناطق المزدحمة والمكتظة بالسكان بشكل عشوائي وغير منظم
  • المناطق التي لا تحتوي عل خدمات صرف صحي آمنة
  • المناطق الفقيرة بمياه الشرب النقية والتي تعتمد على مصادر غير موثوقة للحصول على الماء
  • المناطق والمجتمعات التي تعتبر فيها قواعد العقامة والنظافة الخصية غير محققة أو موجودة

طرق التشخيص

يعتبر تشخيص الإصابة بالتراخوما أمراً سهلاً بشكل عام حيث يمكن لطبيب العينية المختص الكشف عن وجود التهاب في الملتحمة من خلال الفحص المباشر.

ويتم تحديد وجود حالة التراخوما من خلال بعض الفحوص المتممة الأخرى والتي تشمل:

١- القصة المرضية

يسأل الطبيب عن طبيعة الأعراض والمدة الزمنية لبدايتها، وإن كانت قد تفاقمت مع الزمن.

كما يسأل الطبيب إن كان المريض قد تعرض لمياه ملوثة أو احتكاك مع مرضى مصابين إصابات عينية وغيرها من الأسئلة التي يكون الهدف منها التوجه للحالة والشك بوجود إصابة بالتراخوما.

٢- الفحص السريري للعين

يفحص الطبيب العين بشكل مباشر عن طريق أدوات وأجهزة خاصة مزودة بإضاءة وعدسات مكبرة.

قد يتم الفحص عن طريق معاينة أنسجة الجفن والملتحمة بشكل مباشر حيث تبدو التبدلات الالتهابية واضحة من خلال الفحص إضافة لوجود الاحمرار والمفرزات ضمن العين.

يمكن أن يجري الطبيب إجراء إضافي يشمل أخذ عينة من مفرزات العين الملتهبة وارسالها للزرع الجرثومي، وذلك للتأكد من أن جرثومة الكلاميديا التراخومية هي العامل المسبب والبدء بالعلاج المناسب.

علاج التراخوما

يعتمد علاج التراخوما على نوعية الحالة ومدى تطورها، فبدء العلاج إذا كانت العدوى باكرة ودون تكرار يختلف في حال وجود عدوى تراخوما طويلة مسببة للمضاعفات كانقلاب وتشوه الأجفان.

كما تم وضع استراتيجية عامة ومشتركة لعلاج حالات التراخوما وذلك بإشراف منظمة الصحة العالمية(WHO)، تؤمن الخطوات والاستراتيجية العلاجية.

وتدعى هذه الخطة والاستراتيجية اختصاراً بمصطلح (SAFE) والتي تتضمن ما يلي:

١- الجراحة

في الحالات المتقدمة من حالة التراخوما والتي يحدث فبها تندب وزيادة سماكة في الجفن تضغط على القرنية وتخربها.

كما يتم من خلال الجراحة التخلص من الكتل والندبات على الجفن إضافة لإيقاف تخريش وتخريب الملتحمة وتجنب العمى.

٢- إعطاء الصادات الحيوية

تعطى الصادات الحيوية الخاصة والتي تقضي على جرثومة الكلاميديا خلال تطور المرض، في مراحل الانتان والالتهاب الفعال من الإصابة.

حيث يكون الهدف إيقاف الانتان والقضاء على الجراثيم ومنع تطور المضاعفات.

٣- نظافة الوجه

تنتقل الإصابة نتيجة الإصابة بالعدوى الناجمة عن الاحتكاك بالمصابين ومفرزاتهم أو استعمال الأدوات الملوثة ومن ثم لمس الوجه والعينين.

كما يعتبر الاعتناء بنظافة الوجه بشكل عام والعينين والغسيل المتكرر وتعقيم اليدين.

٤- تحسين البيئة المحيطة (Environmental improvements)

وذلك من خلال العمل على تحسين الظروف المعيشية في المناطق التي يشيع فيها انتشار الإصابة.

ويتم ذلك عن طريق محاولة تأمين مصدر مياه شرب نظيفة وشروط سكن صحية مناسبة ومحاولة نشر التوعية والثقافة الصحية في المجتمع لوقف سلسلة العدوى.

الملخص

ختاماً يجب التأكيد على أهمية الوقاية والحرص بالدرجة الأولى من خلال اتباع قواعد الصحة العام، لأنها تشكل حجر الأساس في تجنب الإصابة والتعرض للعدوى.

وأيضاً لا بد من التأكيد على عدم اهمال الأعراض المرتبطة بالتهاب العين بكافة اجزائها وذلك لوضع التشخيص الباكر والعلاج المناسب تفاديا لتطور أي مضاعفات مدمرة مستقبلاً.