حساسية البيض: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

توجد العديد من أنواع الحساسية لدى الإنسان وأشهرها حساسية الطعام والتي لها العديد من الأنواع، وتعتبر حساسية البيض من أشهرها.

فما هي أعراض هذه الحساسية؟ وكيف يتم تشخيص هذه الحالة؟

تعريف الحساسية من البيض

يعمل الجهاز المناعي  بهدف حماية أجسامنا من العوامل الغريبة التي قد تدخله، وذلك بقدرته على التمييز بين خلايا الجسدية والخلايا الأجنبية.

بناءً عليه عندما تتعرف الكريات البيضاء على أحد الأجسام الغريبة يكون هنالك استجابتين:

  • إما أن تحدد أنها عوامل ممرضة وتبدأ بمحاربتها
  • أو أنها عوامل غير ممرضة ولا تكون هناك أي استجابة

وفي حالة حساسية البيض "Egg Allergy" يقوم الجسم برد فعل مبالغ فيه تجاه أحد المكونات البروتينية الموجودة في البيض، ومنه تظهر الأعراض المتعلقة بالحالة.

تتراوح شدة الحالة من أعراض خفيفة وصولاً لصدمة الحساسية التي قد تهدد حياة المريض.

وتختلف الدراسات الإحصائية التي تحاول أن تحدد مدى انتشار الحساسية من البيض حول العالم، وذلك للتنوع الكبير في شدة ونوع الأعراض حيث إنه من المحتمل أن يكون هناك فئة واسعة من الناس مصابة دون أن تكون على دراية بذلك.

ولكن معظم الأرقام تظهر الانتشار الشائع لهذه الحالة عند الرضع والأطفال الصغار مقارنةً بالأطفال الأكبر سناً والبالغين.

وقد وجدت دراسة إحصائية في الدنمارك أن نسب الإصابة بين صفوف الأطفال كانت حوالي 1.6%، بينما في دراسة أخرى كانت النسبة تصل لل 2.5%.

عوامل الخطورة

هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تزيد -في حال وجودها- من احتمالية الإصابة بالحساسية من البيض، وهي كالتالي:

  • الوراثة: يعتقد أن الاستجابة الخاصة بالخلايا المناعية قد تكون موروثة، حيث هنالك عدة جينات لها تأثير في هذه الحساسية.
    • لذلك فإن وجود حالة حساسية سابقة من البيض لدى أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة سيزيد من نسب حدوث الحالة أيضاً لدى الأبناء.
  • التهاب الجلد التأتبي (إكزيما): إن وجود إصابة سابقة أو حالية بالإكزيما يعتبر عامل خطر مهم لتطور حالة الحساسية من البيض
  • العمر: حيث لوحظ ارتفاع هذه الحالة بين الرضع والأطفال الصغار
  • تناول المضادات الحيوية في الأسبوع الأول من عمر الجنين يرفع من نسبة حصول حساسية لاحقة في الحياة

أعراض الحساسية من البيض

تختلف الأعراض الخاصة بالحساسية من البيض من شخص إلى آخر، وذلك باختلاف رد الفعل المناعي الموجود، كما يختلف زمن ظهور هذه الأعراض من بضع دقائق إلى بضع ساعات.

١- الأعراض الشائعة

الأعراض المشاهدة عادةً، والتي تكون متوسطة الشدة، وهي كما يلي:

  • إقياء
  • آلام بطنية
  • الشعور بتنميل في الفم
  • قد يحدث تورم خفيف في الوجه والعينين
  • صداع

٢- أعراض الصدمة التحسسية (التأق)

إن الإصابة بالصدمة التحسسية نادر الحدوث، ولكن من المهم معرفة الأعراض الخاصة بها، وذلك بهدف سرعة استدراك الحالة وطلب العناية الطبية الفورية، فهذه الحالة تعتبر خطرة وقد تسبب الوفاة.

ومن أعراض الصدمة التحسسية:

  • صعوبة في التنفس
  • تورم اللسان
  • سماع أزيز (صوت يشبه الصفير، ويكون قادم من القصبات التنفسية)
  • حدوث صعوبة مفاجئة في الكلام، أو من الممكن أن تتغير نبرة الصوت
  • دوار
  • فقدان الوعي

٣- الأعراض الجلدية

  • ظهور طفح جلدي مفاجئ
  • حكة
  • ظهور تورمات حمراء اللون مرتفعة عن الجلد

٤- أعراض حمى القش

يمكن أن تأتي حالة التحسس من البيض بأعراض مشابهة لحمى القش، مثل:

  • العطاس
  • سيلان الأنف
  • الشعور بحكة في سقف الفم أو الحلق
  • السعال
  • احمرار العينين
  • دماع

مصادر غذائية تحتوي على البيض

يُستخدم البيض بشكل شائع في العديد من الوجبات من مختلف المطابخ كالشرقي والغربي وغيره.

بالنسبة لمرضى الحساسية من البيض يجب أن يكونوا على دراية جيدة بالمكونات المتضمنة في الأطعمة المتناولة، ومن أمثلة الأطعمة التي تحوي البيض نذكر:

  • الكعك و كيكة المافن والكرواسون والبسكويت
  • المعجنات بأشكالها، كالفطائر والدونات والبريوش
  • بعض الحلويات، مثل الكاسترد أو البودينغ
  • الآيس كريم وغيرها من الحلويات المجمدة
  • الأطعمة المخفوقة أو المفتتة والمعاد تجميعها مثل أصابع السمك أو شنيتزل
  • بعض أنواع البرغر
  • المشروبات المملحة ومساحيق الشراب التي يمكن إضافتها إلى الحليب
  • المعكرونة (النودلز) مع البيض
  • الخبز الفرنسي المحمص
  • الفرتاتة (Frittata) وفطيرة كيش (Quiche)
  • الأرز المقلي مع البيض وبعض الأطباق الآسيوية الأخرى
  • أغلب أنواع المايونيز وبعض أشكال الصلصات

يمكن معرفة محتويات معظم الوجبات من خلال ملصق المكونات الموجود أو سؤال موظف البيع، كما يمكن التأكد مما تحويه الوجبات في المطاعم عبر سؤال النادل.

تشخيص الحساسية من البيض

إن تنوع الأعراض التي قد تأتي بها الحساسية من البيض، تجعل من عملية تحديد الحالة أمراً صعباً، لذلك يعتمد الطبيب على عدة عوامل لتأكيد التشخيص.

فيأخذ الطبيب بعين الاعتبار عمر المريض مع القصة المرضية والعائلية وحالته الصحية.

ويتم تأكيد التشخيص عند اجراء بعض الفحوص التي تشمل:

١- اختبار حساسية الجلد

يعرف أيضاً باختبار وخز الجلد، وفيه يحقن الطبيب المواد المشكوك بتسببها بالحساسية ضمن الجلد، ويتم مراقبة النتائج بدقة، فإن ظهور تورمات مرتفعة عن الجلد يتم تأكيد التشخيص.

٢- تحليل الدم

يجرى تحليل الدم لتحري الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم استجابة للتحسس الحاصل.

٣- اختبار التحدي الفموي

إن مبدأ هذا الاختبار هو إطعام المريض، كمية صغيرة من البيض وزيادتها تدريحياً مع مراقبة الأعراض والعلامات، بالتالي فإن هذا الاختبار يلزمه مراقبة مباشرة من قِبل الطبيب في حال حصول مضاعفات تحتاج لاجراء طارئ.

علاج الحساسية من البيض

إن العلاج الأساسي لهذه الحالة هو تجنُّب البيض والوجبات أو المشروبات التي تحويه. حيث لا يوجد أي علاج يمكن أن يساعد في التخلص من هذه الحساسية.

يمكن وصف بعض الأدوية التي يمكن أن تخفف الأعراض في حال كانت متوسطة إلى خفيفة الشدة، ومن أشهر هذه الأدوية:

مضادات الهيستامين مثل الكلورفينيرامين (Chlorphenamine) أو السيتريزين (Cetirizine)

بالإضافة إلى ما سبق فإنه من المهم أن يكون مع الطبيب حقنة من الأدرنالين للسيطرة على صدمات التحسس بشكل طارئ، كما من المهم شرح تعليمات وطريقة استخدام هذه الحقنة للمريض والمرافقين في حال وقوع حالة طارئة.

اللقاحات والحساسية من البيض

يُنتج بعض أنواع اللقاحات ضمن البيض كوسط مساعد، لذلك من الممكن أن تعلق بعض البروتينات ضمن بنية هذا اللقاح المصنع.

إلا أنه بالعموم هذه الكمية من البروتينات تكون صغيرة جداً، بالتالي تكون معظم اللقاحات آمنة عادةً.

رغم ذلك، لابد من أخذ استشارة الطبيب قبل أخذ أي لقاح لضمان السلامة، وبشكل خاص لما يلي:

  • الأنفلونزا الموسمية (لقاح الأنفلونزا)
  • الحمى الصفراء
  • حمى كيو (Q fever)‏

ذلك لكون نسبة البروتين فيها تكون أعلى من غيرها.

التعايش مع الحساسية من البيض

كشفت الأبحاث الحديثة، أن حوالي 50% من الأطفال المصابين بحساسية الطعام يتخلصون من هذه الحالة بحلول عند بلوغهم الخامسة من العمر.

وفي دراسة أخرى عن الحساسية من البيض، ووجدت أن النسبة تصل لـ 70% من المصابين بعمر 6 سنوات.

رغم ذلك، لابد أن يكون الأشخاص المصابين على دراية بعدة نصائح للتعايش مع الحالة، وهي:

  • قراءة مكونات المنتج في كل مرة يتم شراؤه ويمكن اتباع خطة الأمان، التي تتضمن قراءة هذه المعلومات:
    •  عند الشراء
    • عند الوصول إلى البيت
    • قبل تناوله
  • الانتباه جيداّ للأطعمة المتناولة عند السفر خارج البلاد
  • بالنسبة للحالات الشديدة، فمن المهم الانتباه لبقايا البيض التي قد تكون على الصحون أو الملاعق
  • حمل حقنة الأدرينالين بشكل دائم من قبل المريض ومرافقيه

في الختام، لابد من التأكيد على أهمية التأكد من مكونات الطعام المتناول، وخاصةً في حال وجود حالة حساسية لأحد المكونات، حيث ولحسن الحظ فقد حدث تطور في الصناعات الغذائية للحرص على تلبية الاختلافات الصحية وحالات الحساسية، لذلك يمكن شراء مكونات كتب عليها "خالية من البيض" وتناولها بأمان.

كما لا ينبغي التردد بالسؤال عن مكونات الأطباق في المطاعم وذلك للحرص على الابتعاد عن مسببات الحساسية، كما وينصح المرضى بمراجعة الطبيب واستشارته لمراقبة تطور الحالة عبر الزمن.