حمى القش: الأعراض والعلاج

الكاتب - 6 مارس 2023

تعتبر حمى القش حالة شائعة تسبب أعراضاً مشابهة لتلك المشاهدة في نزلة بالبرد، وهي تنتشرعادةً في الجو الدافئ والرطب.

وسنتعرف في هذا المقال على هذه الحالة وكيف يمكن علاجها؟

ما هي حمى القش؟

حمى القش "Hay fever" وهي الاسم الشائع لالتهاب الأنف التحسسي "Allergic rhinitis"، وتحدث بسبب تماس الأنف و/أو العينين مع المواد البيئية المثيرة للحساسية والتي تنتشر في الهواء، مثل حبوب الطلع وعث الغبار.

يربط معظم الناس حمى القش مع فصل الربيع، وذلك عندما يكون انتشار حبوب الطلع في ذروته، وهو ما يعرف باسم التهاب الأنف التحسسي الموسمي أو حمى القش الربيعية؛ إلا أن حمى القش قد تحدث في أي وقت من العام.

وعندما تحدث الأعراض على مدار السنة، تُعرف الحالة باسم التهاب الأنف التحسسي الدائم، وهو عادةً ما يكون ناتجاً عن حساسية تجاه عث الغبار المنزلي أو العفن أو وبغ الحيوانات (تشبه القشرة عند الإنسان ولكن من الصعب رؤيتها) أو المواد المهنية.

أعراض حمى القش

يعاني الشخص المصاب بالحساسية من حبوب الطلع من أعراض أكثر حدة عندما يكون عدد حبوب الطلع المنتشرة مرتفعاً. وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • العطاس
  • تساقط الدمع من العينين
  • حكة في الحلق
  • انسداد أو حكة أو سيلان الأنف

وفي حال الإصابة الشديدة بحمى القش قد تحدث أعراض إضافية تشمل ما يلي:

  • التعرق
  • الصداع
  • فقدان حاستي الشم والتذوق
  • ألم الوجه نتيجة انسداد الجيوب الأنفية
  • انتشار الحكة من الحلق إلى الأنف والأذنين
  • قد يعاني البعض من التعب والتهيج والأرق

في حال كان المريض مصاباً بالربو فيمكن أيضاً أن يعاني من:

  • ضيق في الصدر
  • صعوبة في التنفس
  • سعال وأزيز (صوت صفيري عالي اللحن)

وبشكل عام تستمر حمى القش لأسابيع أو أشهر، وذلك على عكس نزلة البرد التي تختفي عادةً بعد أسبوع إلى أسبوعين.

أسباب حمى القش

تحدث حمى القش عندما تتلامس الجزيئات الصغيرة المسببة للحساسية مع الخلايا التي تبطن الفم والأنف والعينين والحلق، فتهيجها وتؤدي إلى رد فعل تحسسي.

عندما يعاني الإنسان من الحساسية يبالغ جسمه في رد فعله تجاه عاملٍ يعتبره تهديداً له؛ وفي حالة حمى القش فإنَّ مسببات الحساسية هي حبوب الطلع أو عث الغبار المنزلي أو غيرها من المهيجات.

وعندها يستجيب الجهاز المناعي بالخطأ كما لو كان يتعرض لهجوم من قِبل فيروس، ويطلق مواداً كيميائية لمنع انتشار ما يعتبره عدوى فيروسية، مما يسبب أعراض رد الفعل التحسسي المتنوعة.

كما تنتج الأشجار والنباتات المختلفة حبوب الطلع في أوقات مختلفة من العام؛ وبذلك يواجه المريض أعراضاً في الوقت الذي ينتشر فيه نوع حبوب الطلع الذي يشعر بالحساسية تجاهه.

تأثير الطقس

تؤثر أشعة الشمس أو المطر أو الرياح على إطلاق حبوب الطلع ومقدار انتشارها؛ وفي الأيام الرطبة والعاصفة تنتشر حبوب الطلع بسهولة، بينما قد ينخفض انتشار حبوب الطلع في الهواء في الأيام الممطرة.

وخلال موسم حبوب الطلع تطلق النباتات حبوبها في الصباح الباكر، ومع ازدياد الدفء خلال اليوم وتفتح المزيد من الزهور ترتفع مستويات حبوب الطلع؛ بينما في الأيام المشمسة يكون انتشارها أعلى في وقت مبكر من المساء.

عوامل الخطورة

على الرغم من عدم اكتشاف سبب تأثر الجهاز المناعي واستجابته بهذه الطريقة، إلا أن هنالك عوامل خطورة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحمى القش، بما في ذلك:

  • الإصابة بالربو أو حالة حساسية أخرى مثل الإكزيما "Eczema"
  • إصابة أحد أفراد العائلة بحمى القش
  • التعرض لدخان التبغ والديزل خلال مرحلة الطفولة المبكرة

المضاعفات

قد تتضمن المضاعفات الممكنة لحمى القش ما يلي:

  • عدوى الأذن
  • التهاب الجيوب الأنفية
  • السعال المطول
  • النعاس والتعب
  • زيادة شدة الربو عند المصابين به
  • يمكن أن تنتقل حمى القش إلى الرئتين وتتطور إلى ما يسمى بالربو التحسسي "Allergic Asthma"
  • يمكن أيضاً أن يصبح المصابون أكثر عرضة للإصابة بحساسية أخرى مثل عدم تحمل الطعام

التشخيص

تفيد الشكوى الرئيسية التي يأتي بها المريض بالتوجه نحو كسور مشط القدم كتشخيص محتمل، ويشمل التشخيص القصة المرضية والفحص السريري وبعض الفحوص الإضافية.

١- القصة السريرية والفحص السريري

يسأل الطبيب المريض عن الأعراض ومتى بدأت وكم مرة تكررت، وأيضاً في حال كانت تزداد في أوقات معينة من السنة.

بالإضافة لذلك السوال عن وجود أمراض مزمنة لدى المريض أو وجود حالات مشابهة لدى أحد أفراد الأسرة.

كما ويعاين الطبيب خلال الفحص السريري العلامات الحيوية لدى المريض مع فحص مجرى الهواء.

٢- الفحوص الإضافية

قد يطلب الطبيب إجراء اختبار الغلوبولين المناعي immunoglobulin E (IgE)، وذلك لكشف الأجسام المضادة لمسببات حساسية محددة.

يتم بأخذ عينة دم وإرسالها إلى المختبر، ويمكن لهذا الاختبار الكشف عن جميع أنواع الحساسية، بما في ذلك الحساسية الغذائية.

وقد يوصي الطبيب أيضاً بإجراء اختبار وخز الجلد لتحديد مسببات الحساسية التي تسبب الأعراض، وهو اختبار شائع دقيق وغير مؤلم، ولكنه قد يكون غير مريح للبعض.

ويُجرى بوضع عينة صغيرة من مسببات الحساسية المختلفة على جلد المريض (عادةً على الساعد أو الظهر) ويخدش الجلد بإبرة.

وفي حال كان المريض يعاني من حساسية تجاه المادة الموجودة في الإبرة تصبح المنطقة حمراء اللون وحاكة ومتهيجة في غضون 15 إلى 30 دقيقة.

ويعد اختبار وخز الجلد طريقة آمنة وفعالة لتحديد مسببات الحساسية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض.

علاج حمى القش

يمكن أن يشمل العلاج ما يلي:

  • مضادات الهيستامين "Antihistamine" بشكل بخاخات أو أقراص: وهي عادةً ما تخفف الأعراض مثل سيلان الأنف والحكة والعطاس، ولكنها لا تساعد في تخفيف احتقان الجيوب الأنفية؛ كما أن مضادات الهيستامين القديمة تسبب النعاس.
  • القطرات العينية: والتي تقلل الحكة والتورم في العينين؛ وعادةً ما تستخدم مع الأدوية الأخرى؛ وغالباً ما تحتوي قطرات العين على الكروموغليكات "cromoglycate".
  • الكورتيكوستيرويدات الأنفية "Nasal corticosteroids": وهي تعالج الالتهاب الناتج عن حمى القش، وتعتبر علاجاً آمناً وفعالاً على الأمد الطويل، وقد يستغرق ظهور التحسن أسبوعاً بعد البدء بها. وقد تسبب رائحة أو طعم سيئين أو تهيجاً في الأنف. وتشمل الأمثلة عنها:
    • فلوتيكازون "Fluticasone"
    • موميتازون "Mometasone"
    • بيكلوميثازون "Beclomethasone"
  • الكورتيكوستيرويدات الفموية "Oral corticosteroids": قد تستجيب أعراض حمى القش الشديدة بشكل جيد لأقراص بريدنيزون "Prednisone"، وهي تؤخذ للاستخدام قصير الأمد فقط.
    • حيث قد يؤدي الاستخدام المطول إلى حدوث الساد (تغيم في منطقة في عدسة العين، مما يسبب ضعف الرؤية)، وضعف العضلات وهشاشة العظام.
  • العلاج المناعي "Immunotherapy": والذي يمكن أن يوفر راحة على الأمد الطويل، حيث أنه يعمل على إيقاف حساسية الجهاز المناعي لمسببات الحساسية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض بشكل تدريجي.
  • ويأتي بشكل حقن أو قطرات تحت اللسان؛ ويُعطى هذا العلاج عندما تكون الأعراض خطيرة مع عدم استفادة المريض على العلاجات الأخرى.

ومن المهم التحدث إلى الطبيب أثناء الحمل قبل تناول أي دواء وذلك لمنع الآثار الضارة المحتملة على نمو الجنين.

الوقاية

في الواقع لا يوجد ما يمكن فعله للوقاية من حمى القش، ولكن قد يساعد تغيير نمط الحياة على التعايش مع الحساسية.

كما يمكن تخفيف الأعراض عن طريق تجنب المواد التي تسبب الحساسية قدر الإمكان.

ويمكن ذلك باتباع النصائح التالية التقليل من الأعراض الحاصلة:

  • تجنب لمس الوجه وفرك العينين أو الأنف.
  • إغلاق النوافذ المنزل والسيارة في الربيع والصيف وأوائل الخريف عندما تكون مستويات حبوب الطلع مرتفعة.
  • لف الوسائد والفراش بأغطية عث الغبار.
  • إبقاء الحيوانات بعيدة عن الأرائك والأسرة وإغلاق أبواب غرف النوم.
  • استخدام المرشحات (الفلاتر) في المكنسة الكهربائية ومكيف الهواء.
  • غسل اليدين باستمرار، وخاصةً بعد اللعب مع الحيوانات الأليفة.
  • ارتداء قبعة ونظارات شمسية لحماية العينين من حبوب الطلع في الخارج، وتغيير الملابس عند الدخول إلى المنزل.