حمية غذائية لمرضى داء كرون: ما هي الأغذية الممنوعة والمسموحة؟

المراجعة الطبية - .MBBChb, MD
الكاتب - أخر تحديث 19 يونيو 2023

يصيب داء كرون الجهاز الهضمي ويسبب تورماً والتهاباً في أنسجته، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض ومشاكل مختلفة، وعادةً ما ينصح المرضى بإدخال تغييرات على نظامهم الغذائي لتحسين نمط حياتهم . في هذا المقال سنشرح الحمية الغذائية المناسبة لمرضى داء كرون، ونشرح الأغذية التي يجب تجنبها وتناولها خلال النوبات.

تعريف داء كرون

يعتبر داء كرون "Crohn’s disease" مرضاً مزمناً يسبب التهاباً في الجهاز الهضمي، وهو يمكن أن يصيب أي جزء منه بدءاً من الفم ووصولاً إلى فتحة الشرج، إلا أنه عادةً ما يؤثر على الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة.

ويندرج داء كرون تحت بند الداء المعوي الالتهابي "-Inflammatory Bowel Disease -IBD" إلى جانب التهاب القولون التقرحي "Ulcerative Colitis". ويمر مرضى داء كرون عادةً بنوبات من الأعراض الشديدة، والتي تليها أوقات من الهجوع واختفاء الأعراض.

وتشمل الأعراض التي قد تظهر على المريض ما يلي:

  • ألم البطن
  • الإسهال
  • الشعور بالامتلاء
  • الحمى
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن
  • النواسير الشرجية
  • النزيف من المستقيم

حمية غذائية لمرضى داء كرون أثناء النوبات

خلال فترة النوبات لمرضى داء كرون، يصبح من الضروري اتباع حمية غذائية خاصة تساعد في تخفيف الأعراض وتعزيز الشفاء.

١- الأغذية التي يجب تجنبها أثناء النوبات

في الواقع فإن داء كرون ليس مرضاً يمكن علاجه بتغيير النظام الغذائي وحده، بل يحتاج المريض إلى فريق رعاية صحية لوضع خطة العلاج المناسبة.

ولكن بشكل عام أثناء النوبات فهناك بعض الأغذية التي من الأفضل تجنبها، وفيما يلي نذكر أبرزها:

١- الحبوب الكاملة

تتواجد كميات كبيرة من الألياف في بعض الأطعمة مثل خبز الحبوب الكاملة ومعكرونة القمح الكامل والفشار والنخالة. وتسبب هذه الألياف الكثير من الحركات الهضمية، والتي من الممكن أن تكون مزعجةً لمريض داء كرون.

٢- الفاصولياء

تحتوي الفاصولياء على كثير من الألياف، كما أنها تسبب غازات في البطن وهي تسبب إزعاجاً خلال نوبات داء كرون. لذلك ينصح المرضى بتجنبها خلال الحمية الغذائية التي يتبعونها.

٣- الفواكه والخضروات الغنية بالألياف

إن تناول الخضروات والفواكه هام لمرضى داء كرون، ولكن يجب الحذر خلال فترات النوبات. حيث ينصح بتجنب الفواكه والخضراوات ذات النسب المرتفعة من الألياف.

ويمكن تناول الخضار المطبوخة بدلاً من الطازجة لتجنب تهيج الأمعاء؛ كما يفضل تجنب تناول الفواكه والخضروات دون تقشير والحرص على إزالة البذور أولاً.

على سبيل المثال يجد الكثير من المرضى أن الموز أو الكمثرى المعلبة ألطف على الأمعاء من التفاح أو توت العليق، هذا بالإضافة إلى تجنب الخضار التي تسبب الغازات مثل البروكلي والملفوف وكرنب بروكسل.

٤- المكسرات والبذور

يمكن للحواف الحادة للمكسرات والبذور أن تكون مزعجة لبطانة الجهاز الهضمي، ويمكن تجربة تناول زبدة الفول السوداني أو طحينة السمسم بدلاً من ذلك.

٥- الكحول والكافيين

خلال الحمية الغذائية لمرضى داء كرون ينصح بتجنب الكحول والكافيين.

حيث يمكن للكحول أن تسبب تلبكاً للجهاز الهضمي لا سيما أولئك الذين يعانون بالفعل من أعراض في المعدة. كما أن الكافيين يزيد من نشاط الجهاز الهضمي، ولذلك إذا كان المريض يعاني من الإسهال في نوبة داء كرون فيجب أن يتجنب الكافيين تماماً.

٦- المحليات

يمكن للمشروبات السكرية مثل الصودا وعصير الفاكهة وعصير الليمون أن تزيد من الإسهال في النوبات المرافقة لداء كرون.

وينطبق الأمر ذاته على المحليات السكرية، وهي نوع من المحليات المستخدمة في العلكة الخالية من السكر والحلوى وبعض المشروبات. مثل زيليتول "xylitol"، وسوربيتول "sorbitol"، وعادةً ما يتم ذكرها على ملصق الحقائق الغذائية للمنتج. ويتم امتصاص هذه المكونات بشكل سيء في كثير من الأحيان، مما قد يسبب الغازات والانتفاخ والإسهال.

٧- الألبان

في الواقع يمكن لمرضى كرون أن يتناولوا منتجات الألبان؛ ولكن عندما يعاني الشخص من الأعراض المرافقة للنوبات يمكن أن تسبب منتجات الألبان الكاملة بعض المشاكل المعوية، بما في ذلك الحليب الكامل والمثلجات والكريمة الحامضة لذلك ينصح بتجنب هذه الأغذية أثناء النوبات.

٨- الأطعمة الحارة

خلال النوبات يجب تجنب التوابل مثل مسحوق الفلفل الحار والفليفلة الحريفة والكاري الحار، والتي يمكن أن تسبب تهيجاً إضافياً في الجهاز الهضمي.

٩- الأطعمة الدهنية والدسمة

يصعب على الجسم التعامل مع الأطعمة الدسمة والدهنية خلال نوبات داء كرون، كما ويصعب هضم كمية الدهون الموجودة في الوجبات السريعة وغيرها من الأطعمة مثل السجق أو السلامي، مما قد يسبب تفاقم أعراض المرض. لذلك ينصح بتجنبها تماماً ضمن الحمية الغذائية لمرضى داء كرون.

٢- الأغذية التي يمكن تناولها أثناء النوبات

هنالك مجموعة من الأغذية التي تساعد في التخفيف والسيطرة على نوبات وأعراض داء كرون، ومن هذه الأطعمة نذكر ما يلي:

١- الحبوب المكررة

تحتوي الحبوب المكررة على ألياف قابلة للتخمر بكمية أقل من الحبوب الكاملة، ولذلك فهي تمر بسرعةٍ أكبر عبر الجهاز الهضمي، وعادةً ما تكون ألطف على الأمعاء وأقل خطراً في التسبب في التهاب.

وتشمل أمثلة الحبوب المكررة ما يلي:

  • الخبز الأبيض
  • الأرز الأبيض
  • المعكرونة
  • البان كيك والوافل
  • كما تعد حبوب الإفطار منخفضة الألياف خياراً جيداً أيضاً
٢- دقيق الشوفان

يفضل أن يتجنب مرضى داء كرون الأطعمة التي تحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان، والتي يمكن أن تزيد من الإسهال. واستبدال هذه الأطعمة بدقيق الشوفان.

يحتوي دقيق الشوفان على ألياف قابلة للذوبان تسمى بيتا غلوكان "beta-glucan"، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الإسهال عن طريق امتصاص الماء في الأمعاء وتشكيل هلام وإبطاء عملية الهضم وزيادة حجم البراز الصلب.

يمكن تجربة إضافة الشوفان إلى العصائر التي تحتوي على ثمار مقشرة منخفضة الألياف، ومن ثم خلطها في الخلاط، مما يسهل عملية الهضم في المحصلة.

٣- الفواكه المنخفضة الألياف

تعتبر الفواكه منخفضة الألياف لطيفةً على الجهاز الهضمي، ويمكنها أن تساعد في السيطرة على الإسهال، وتشمل الأمثلة عليها ما يلي:

  • الموز
  • الشمام
  • شمام كوز العسل
  • البطيخ الأحمر
  • الدراق

ومن الجدير بالذكر أن كمية الألياف تتغير في قطعة الفاكهة أثناء مراحل نضجها المختلفة، والفواكه الناضجة عموماً تحتوي على ألياف أقل من غير الناضجة. ومع ذلك من الأفضل دائماً تناول الفاكهة في وجبات صغيرة أثناء النوبات.

٤- الفواكه والخضروات المقشرة أو المسلوقة

يمكن لتقشير الفاكهة والخضار أن يقلل من كمية الألياف غير القابلة للذوبان فيها. كما أن سلقها يقلل أيضا من كمية الألياف، وفعلياً فإنه كلما تمت معالجة الفواكه والخضار أصبح من الأسهل هضمها.

وغالباً ما تكون الفواكه المعلبة والمطبوخة منخفضة الألياف كذلك، إلا أنها قد تحتوي على كميات عالية من السكر، ولذلك يفضل تناولها باعتدال.

وكذلك يجب تجنب شوي الخضروات أو قليها بالزيت أو الزبدة، حيث أن الدهون يمكن أن تهيج الجهاز الهضمي وتفاقم أعراض داء كرون؛ ولذلك ينصح بغلي الخضروات أو تبخيرها بدلاً من ذلك.

٥- عصائر الخضار والفواكه

تعتبر عصائر الخضار والفواكه منخفضة الألياف وغنيةً بالفيتامينات والمعادن. صحيح أنه من الأفضل تجنب السكر أثناء النوبات، ولكن شرب كوب يومي من عصير الفاكهة المخفف الذي لا يحتوي على أي سكر مضاف يمكن أن يساعد في زيادة مدخول المواد الغذائية عند المريض. كما أن الفيتامين C الموجود في عصير الفاكهة يمكن أن يساعد أيضاً في امتصاص الحديد.

٦- اللحوم منخفضة الدهون

تكون الدهون صعبة الهضم عند المصابين بداء كرون. لذلك ينصح بتجنب اللحوم الدهنية وبدلاً عنها يجب تناول الدجاج والديك الرومي المنزوعة الجلد، وعند شراء اللحوم الحمراء يجب اختيار القطع التي تحتوي على أقل كميةٍ ممكنةٍ من أي كمية زائدة من الدهون المرئية.

٧- الأسماك الزيتية

تحتوي الأسماك الزيتية على دهون صحية، بما في ذلك أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تحارب الالتهاب وتساعد في تقليل مخاطر أمراض القلب وبعض أنواع السرطان. وغالباً ما يوصي خبراء الصحة بتناول ما لا يقل عن وجبتين من الأسماك الزيتية في الأسبوع.

ومن هذه الأسماك نذكر السلمون والسلمون المرقط والاسقمري والتونة والسردين.

وللحفاظ على مستويات الدهون في حدها الأدنى يمكن شواء الأسماك أو خبزها بكميات صغيرة من الزيت النباتي؛ كما يفضل طهيها لتسهيل عملية هضمها.

٨- الصويا والبيض

تعتبر الصويا والبيض من المصادر الرائعة للبروتين منخفض الدهون المشبعة.

كما أن صفار البيض يحتوي على كميات عالية من فيتامين D، لا سيما أن مرضى داء كرون غالباً ما يعانون من نقص في فيتامين D وفيتامين A.

وتحتوي الصويا على الببتيدات النشطة بيولوجياً، وتشير الأبحاث إلى أنها تحوي أيضاً على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، والتي قد تساعد في السيطرة على أعراض داء كرون.

٩- منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز

تحتوي العديد من الألبان على المعينات الحيوية أو البروبيوتيك "Probiotic"، وهي جراثيم مفيدة قد تساعد في تقليل الالتهاب في الأمعاء. ومع ذلك تشير بعض المصادر إلى أن المعينات الحيوية شديدة التركيز يمكن أن تعود بفوائد مختلفة.

كما أن منتجات الألبان غنية بالكالسيوم، وقد تعززها الشركات المصنعة بفيتامين D كذلك.

ومع ذلك يجب الانتباه إلى أن منتجات الألبان تحتوي على الكثير من سكر اللاكتوز، وينصح عادةً الأطباء بتجنب اللاكتوز عند مرضى داء كرون، لذلك يمكن استبدال المنتجات العادية بالمنتجات الخالية من اللاكتوز.

١٠- الشاي الأخضر

يساعد شرب الشاي الأخضر الأشخاص الذين يعانون من نوبات داء كرون. حيث تشير نتائج إحدى الدراسات إلى أن هناك مادة كيميائية في الشاي الأخضر تسمى "epigallocatechin-3-gallate" تساعد في مكافحة الالتهاب في الخلايا المعوية، إلا أنه لايزال هنالك المزيد من الأبحاث لتأكيد فعالية هذه المادة.

ولكن بشكل عام يعد الشاي الأخضر بديلاً صحياً للقهوة والمشروبات السكرية، واللذين يؤديان إلى تفاقم الأعراض الحاصلة أثناء نوبة داء كرون.