خلع الكتف: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 17 يناير 2023

يعتبر خلع الكتف من أشهر أنواع الأذية وقد تحصل نتيجة السقوط أو تلقي ضربة على المنطقة؛ حيث يعد الكتف المفصل الأكثر عرضةً للخلع في الجسم.

لنتعرف أكثر على هذه الحالة؟ وما هي سبل العلاج المتبعة لهذه الحالة وكيف يمكن الوقاية منها؟

ما هو خلع الكتف؟

يعتبر مفصل الكتف الأكثر قدرة على التحرك بحرية بمختلف الاتجاهات في الجسم، وهذا ما يجعل من الكتف غير مستقر.

فبالرغم من تواجد العديد من العضلات والأوتار والأربطة التي تدعم المنطقة، إلا أن الكتف لا يزال الأكثر احتمالاً للتعرض للخلع، حيث تشاهد هذه الحالة بنسبة 50% من حالات الخلع الموجودة في غرف الإسعاف.

يحدث خلع الكتف "Dislocated shoulder" عندما يبتعد رأس عظم العضد (الكرة المستديرة في الجزء العلوي من الذراع) عن الجوف الحقاني (التجويف الموجود في عظم لوح الكتف).

وهذا يعني حدوث انفصال رأس العضد عن الجوف وتوضع رأس عظم العضد خارج مكانه. يمكن أن تصاب بعض الأنسجة التي تدعم العظام، بما في ذلك العضلات والأوتار والأربطة.

كما أن تمزق الغضروف ممكن أيضاً، والذي هو عبارة عن نسيج مطاطي يغطي ويحمي نهايات العظام.

قد ينخلع الكتف جزئياً في بعض الحالات، ويعني ذلك أن جزءاً فقط من رأس عظم العضد يخرج عن الجوف الحقاني.

أعراض خلع الكتف

يمكن للأشخاص المصابين بخلع الكتف أن يعانوا من أعراض مختلفة تشمل:

  • الألم المفاجئ في المنطقة
  • تراجع نطاق حركة الكتف
  • الشعور بالعظام التي تخرج من الجوف الحقاني
  • الشعور بطقطقة في الكتف
  • خدر في الذراع
  • تغير في شكل الكتف
  • كدمات
  • ضعف العضلات
  • تورم حول الكتف

أنواع خلع الكتف

١- خلع الكتف الأمامي

وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويحدث نتيجة السقوط على الطرف العلوي أو على الكتف نفسه، وفي الحالات الشديدة قد تترافق هذه الحالة مع إصابات الكفة المدورة وهي مجموعة العضلات والأوتار التي تحيط بمفصل الكتف.

٢- خلع الكتف الخلفي

ويحدث نتيجة التعرض لضربة مباشرة على مقدمة الكتف أو نتيجة التواء عنيف في الذراع.

٣- خلع الكتف السفلي

وهو الشكل الأقل شيوعاً ويحدث غالباً نتيجةً لأذية رضية مثل تعثر و وقوع عن الدراجة النارية، ويرافق هذه الحالة غالباً إصابة بالأنسجة الرخوة أو الكسور.

كما يمكن أن يحدث إصابات وعائية وعصبية بما في ذلك إصابة العصب الإبطي.

هنالك نوعان لخلع الكتف
الخلع الأمامي والخلفي

المضاعفات

عندما تتحرك عظام الكتف من مكانها، يمكن أن تتلف الإصابة البنى التي تحيط وتدعم المفصل؛ ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث نذكر ما يلي:

  • أذية الأنسجة الرخوة أو الأعصاب أو الأوعية الدموية: يمكن أن تسبب إصابة العصب الإبطي ضعفاً وخدراً في الكتف؛ وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي الخلع إلى أذية الشريان الإبطي، وهو الوعاء الدموي الكبير الذي يحمل الدم المؤكسج إلى الذراع.
  • تكرار الخلع: بمجرد خلع الكتف لمرة، يصبح المصاب عرضةً لخطر التعرض لخلع جديد، فيتعرض الكتف للانزلاق مراراً وتكراراً.
    • يطلق على الحالة اسم عدم استقرار الكتف المزمن؛ تعتمد فرص تكرار خلع الكتف من جديد على العمر (لا سيما لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً أو تزيد عن 40) بالإضافة إلى مدى جودة الأنسجة المحيطة بالمفصل في الخلع الأول.
  • الكسور: تحدث الكسور عند الكثير من المصابين بخلع الكتف؛ والنوع الأكثر شيوعاً هو آفة هيل ساكس وهو كسر في عظم العضد.
  • إصابات الكفة المدورة: يعاني البالغون الأكبر سناً من خطر أكبر للإصابة بالكفة المدورة في حال خلع الكتف؛ ويصعب في بعض الأحيان تحديد هذه الإصابات الثانوية وتشخيصها. وقد تتطلب عدة زيارات للطبيب لتحديد مدى الضرر الحاصل بشكل كامل.

التشخيص

عند الاشتباه في حالة خلع الكتف، يجب التوجه إلى الطبيب أو قسم الإسعاف على الفور، لا يجب أن يحاول المصاب تحريك كتفه، فالقيام بذلك يمكن أن يتسبب في حدوث مزيد من الضرر في المنطقة.

وينصح المصاب بالحفاظ على ذراعه ثابتةً قدر الإمكان ريثما يصل إلى الطبيب، وذلك باستخدام دعامة أو جبيرة، ووضع الثلج على مكان الإصابة، والذي قد يساعد في تخفيف الألم وتقليل التورم.

يمكن للأطباء في كثير من الحالات تشخيص الكتف المخلوع عن طريق فحصه، وأيضاً سؤال المريض عن كيفية حدوث الإصابة، ومدى درجة الألم.

وعادةً ما يتم إجراء تصوير بالأشعة السينية لتأكيد التشخيص ولمعرفة ما إذا كانت هناك أي عظام مكسورة قبل محاولة إعادة المفصل إلى مكانه.

علاج خلع الكتف

بعد تأكيد شخيص خلع الكتف، يعطى المريض في البداية بعض مسكنات الألم.

ومن ثم يتم رد المفصل إلى مكانه إما في قسم الإسعاف أو في غرفة العمليات في بعض الأحيان وتحت التخدير العام بمساعدة فريق مختص بتقويم العظام.

يتم رد المفصل من خلال تدوير الطبيب للذراع حول مفصل الكتف إلى أن تعود إلى الجوف الحقاني، وقد يستغرق ذلك بضعة دقائق.

وعادةً ما يجرى تصوير بالأشعة السينية مرة أخرى للتحقق من أن الكتف في الموضع الصحيح.

وفي حال تمزق الأربطة والأوتار والأنسجة الأخرى قد يحتاج المريض إلى الخضوع إلى عملية جراحية لإصلاحها، ويمكن أن يقلل هذا الإجراء بشكل كبير من فرصة خلع الكتف نفسه مرة أخرى في المستقبل.

كما ويمكن أحياناً تجنب الجراحة عن طريق القيام بتمارين مناسبة لتعزيز الكتف إذا كانت الأنسجة الممتدة ولكن غير متمزقة.

التعافي

خلال فترة تعافي المصاب من خلع الكتف يحتاج إلى إراحة ذراعه وتعليقها بدعامة لبضعة أيام بينما يهدأ الألم.

كما يمكن أن يحتاج للعودة إلى المستشفى لمتابعة الحالة بانتظام، وفي بعض الأحيان قد يتطلب بعض العلاج الفيزيائي لتأهيل الكتف وتعزيزه.

قد يوصي الطبيب المسؤول عن الحالة بأداء بعض تمارين الذراع والكتف اللطيفة في المنزل والتي تساعد على:

  • تقليل التيبس
  • تخفيف الألم نوعاً ما
  • تعزيز القوة من جديد في عضلات الكتف

من المحتمل أن يشعر المريض ببعض الآلام أو الانزعاج عند القيام بهذه التمارين؛ وإذا كان يعاني من ألم شديد لأكثر من 30 دقيقة، يمكنه تطبيق التمارين لوقت وبشدة أقل.

تسكين الألم

قد يكون الألم شديداً للغاية خلال الأيام الأولى في المنزل وقد يحتاج المصاب إلى أخذ مسكنات الألم مثل باراسيتامول أو إيبوبروفين.

وإذا لم يكفِ ذلك لتسكين الألم فيمكن أن يصف الطبيب مسكناً أقوى مثل الكودائين.

زمن التعافي

يمكن التوقف عن ارتداء الدعامة بعد بضعة أيام، لكن الأمر يستغرق حوالي 12 إلى 16 أسبوعاً للتعافي تماماً من حالة الكتف المخلوع.

وعادةً ما يكون المصاب قادراً على استئناف معظم الأنشطة في غضون أسبوعين.

ولكن يجب تجنب حمل الأشياء الثقيلة وأنواع الرياضة التي تحتاج إلى تحريك الكتف لمدة تتراوح بين 6 أسابيع و3 أشهر حسب توصيات الطبيب.

أما في حال وجود كسر في الذراع أو الكتف، فقد يحتاج المصاب إلى ارتداء الدعامة لمدة تصل إلى 6 أسابيع وسيستغرق التعافي وقتاً أطول.

الوقاية من خلع الكتف

يمكن لارتداء دعامة أو مشد الكتف بعد الشفاء أن يساعد في الوقاية من حدوث الخلع من جديد في المستقبل.

حيث أنها توفر الدعم وتمنع الكتف من التحرك نحو النطاق الأكثر عرضة للخطر؛ ومن المهم أيضاً ارتداء المشد في حال الإصابة المتكررة.

إن القيام بتمارين التعافي المنتظمة تحت إشراف أخصائي العلاج الفيزيائي وتجنب الوضعيات الغريبة غير المعتادة يمكن أن يقلل أيضاً من خطر خلع الكتف مرة أخرى.