داء السرميات (الحُرقُص): الانتشار وطرق الوقاية

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

يعد داء السرميات من الأمراض التي يسببها نوع من الديدان، حيث يوجد عدة كائنات حيّة تستطيع التطفل على أجسامنا والتُسبب بالأمراض، ومن بينها ديدان تدعى "الديدان الطفيلية".

ولا يعد داء السرميات مرض خطير حيث أن أعراضه خفيفة ويمكن علاجه بالأدوية المناسبة.

فما أعراض هذه الحالة وكيف يتم تشخيصها؟

ما هو داء السرميات؟

يسمّى أيضاً "الحُرقُص" وهو مرض يتسبب بحدوثه أحد أنواع الديدان الطفيليّة والتي تدعى السرميّة الدوديّة أو الشعريّة أو الدبوسيّة.

ويتلقى الإنسان هذه الديدان على شكل بيوض ومن ثم تنمو وتُصبح ديداناً بالغة بقياس عدة مليمترات تسكن القولون أو المستقيم (من الأمعاء).

وتنتشر هذه الدودة في جميع أنحاء العالم وتصيب جميع الفئات العمرية، إلا أنها تنتشر أكثر بين الأطفال خاصةً بين عمر ١٠ - ١٥ سنة.

العدوى بداء السرميات

يعتمد انتشار داء السرميات على انتقال البيوض من الشخص المصاب.

وتتميّز البيوض بقدرتها على مقاومة الظروف الخارجية وبالتالي تعيش لفترة قد تصل إلى ٣ أسابيع.

ويمكن أن تنتقل البيوض بأحد الطرق التالية:

١- الانتقال الذاتي

تكثر عند الأطفال وخاصة من لا يعتنون بنظافتهم الشخصية.

ويبدأ المريض بحك منطقة الشرج وتعلق البيوض على أصابعه وبين أظافره، ومن ثم يستخدم يده في تناول الطعام مثلاً فتدخل البيوض إلى الجسم وتتجه الأمعاء لتكمل دورتها، وبالتالي يزداد عددها وتتكاثر.

٢- الانتقال للآخرين

قد تسقط البيوض منتشرة على أماكن في الوسط المحيط مثل ملابس المريض أو السرير أو الأثاث في الغرفة.

وقد يلتقطها أحد أفراد العائلة من المريض وتنتقل لهم العدوى.

٣- الانتقال عبر الطعام

قد يتلوث الطعام ببيوض السرميّة الدودية، سواءً كان هذا التلوث من داخل المنزل أو من خارجه، وبالتالي تسبب العدوى للشخص الذي سيتناول الطعام.

أعراض داء السرميات

تعتمد الأعراض المرتبطة بداء السرميات على حركة وانتقال الدودة الحاملة للبيوض، وتتمحور أغلب الأعراض حول الحكة.

١- الحكة الشرجية: هي العارض الرئيسي والأكثر أهمية في داء السرميّات، وتحدث نتيجة قيام دودة السرمية البالغة بغرز نهايتها الدبوسية في الشرج وترك بيوضها في المنطقة مما يُسبب تهيجاً. يشعر المريض بها كل ٣-٤ أيام وتختفي فترة لتعود مع كل دورة للدودة.

٢- مشاكل في النوم: يكون انتقال دودة السرمية البالغة ليلاً وبالتالي فإن الحكة تزداد في الليل ويترتب على ذلك، أرقاً ليلاً ومشاكل في النوم.

٣- الحكة المهبلية: قد تنتقل الدودة عند بعض الإناث من فتحة الشرج، إلى فتحة المهبل وتسبب حكة مهبلية.

٤- ضعف الشهية وفقدان الوزن: تحدث في حالات العدوى الشديدة، حيث يكون عدد الديدان كبير.

٥- السلس البولي: بشكل خاص لدى الأطفال، حيث تصل الدودة للإحليل (أنبوب ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم) وتسبب تهيجاً به وخروجاً لا إرادياً للبول.

مضاعفات داء السرميّات

عادةً يكون داء السرميات بسيطاً ولا يتسبب بمضاعفات، ولكن في حالات متقدمة وغير معالجة يمكن أن تظهر بعض المضاعفات.

ومن المضاعفات محتملة الحدوث:

  • قد يؤدي الحك المُستمر لمنطقة الشرج، لحدوث جرح مكان الحك، الامر الذي يسبب دخول أحد العوامل الممرضة للجرح وبالتالي التسبب بخراج شرجي أو مستقيمي أو التهاباً في النسيج الخلوي في الشرج.
  • رغم وجود الديدان ضمن الأنبوب الهضمي إلا أن الأعراض الهضمية قليلة، وتظهر فقط في الحالات المتقدمة ونتيجة لأعدادٍ كبيرة من الديدان. وتتمثل بما يلي:
    • غثيان وإقياء
    • آلام بطنية وفقدان الشهية
    • سوء تغذية نتيجة تغذي الديدان على العناصر الغذائية المهمة الموجود في الأمعاء.
    • إسهال
  • قد تظهر التهابات ضمن الجهاز التناسلي الأنثوي، نتيجة دخول الدودة من المهبل وصعودها للرحم. وتتمثل بما يلي:
    • التهاب المهبل
    • التهاب باطن الرحم

علاج داء السرميات

يعتمد علاج داء السرميات على الأدوية المُضادة للديدان، حيث قد يصف الطبيب "الميبيندازول" و"الألبيندازول" والتي تعد من الأدوية الفعّالة في القضاء على الدودة.

ويوجد خيار آخر لا يحتاج وصفة طبية وهو "بيرانتيل باموات".

ويعطى الدواء على جرعتين تكون الأولى للقضاء على الديدان البالغة الموجودة، أما الثانية فتكون بعد حوالي ١٤ يوماً للقضاء على أي دودة جديدة من البيوض المتبقية.

وينصح الطبيب المعالج عادةً بإعطاء الأدوية المضادة للديدان لكل أفراد الأسرة وذلك لاحتمال وجود عدوى غير ظاهرة.

وهنالك أدوية إضافية للأطفال وتتضمن أدوية مضادة للحساسية أو الكريمات وذلك لإيقاف الحكة الموجودة، وتجنب أي مضاعفات نتيجة الحك المستمر.

هل ينصح بالعلاج عبر الطب البديل؟

لا ينصح باللجوء إلى وسائل العلاج الطبيعي كعلاج أساسي لأنّها لم تثبت فعاليتها الكاملة عند جميع المرضى، ولكن من الممكن استخدامها كوسائل مساعدة للعلاج الدوائي.

من أهم طرق العلاج الطبيعي:

  • زيت جوز الهند: لديه خصائص مضادة للجراثيم والفيروسات وكذلك الطفيليات، لذلك يمكن شرب ملعقة منه مع دهن المنطقة حول الشرج.
  • الجزر: إضافته إلى النظام الغذائي أو شرب عصيره يفيدان في زيادة حركة الأمعاء وبالتالي طرد الديدان منها.
  • الثوم: يفيد تناول الثوم في مكافحة الديدان وطردها من الجسم
  • بذور اليقطين: أثبتت دراسة في عام ٢٠١٦ أهمية دور بذور اليقطين في مقاومة الديدان الطيفيليّة وطردها من الجسم.
  • بذور البابايا: بينت دراسة ثانية فائدة بذور البابايا المجففة بالهواء في طرد الديدان.

الوقاية من داء السرميات

تعد الوقاية عاملاً مهماً في داء السرميات، وذلك لسهولة وسرعة انتشاره.

من أهم الإرشادات الوقائية:

  • غسل اليدين جيداً، قبل الطعام وعند استخدام المرحاض
  • العناية بنظافة الأظافر وتقليمها باستمرار
  • تبديل الملابس الداخلية يومياً، وغسلها بالماء الساخن
  • الاستحمام بشكل يومي (من المفضل الاستحمام صباحاً)
  • تجنب الحك المستمر لفتحة الشرج
  • غسل الخضروات والفواكه بشكلٍ جيد
الملخص

النظافة الشخصية أمر مهم وخاصة فيما يتعلق بأطفالنا الذين يحملون بدون أن يشعروا بعض الجرائيم والأوساخ التي لا ترى بالعين المجردة.

لذا ينصح بمراعاة غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام وتعليم الأطفال بعمر مبكر الاهتمام الدائم بالنظافة العامة ضمن المنزل وخارجه.