داء الكلاميديا: الأعراض والعلاج

الكاتب - 24 أكتوبر 2022

ما هو داء الكلاميديا؟

داء الكلاميديا أو المتدثرات "Chlamydia" هو من أشهر الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس "Sexually Transmitted Diseases"، وهو مرض ناتج عن حدوث إنتان بجرثومة تدعى بـ"الكلاميديا التراخومية"، التي يمكن أن تصيب كل من الذكور والإناث.

إلا أنها قد تسبب تخرباً وتعطلاً في الجهاز التكاثري الأنثوي على وجه الخصوص.

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد الإصابات قد بلغت في عام 2016 حوالي 127 مليون إصابة بين ذكور وإناث، والذين تتراوح أعمارهم بشكل وسطي بين 15 و49 سنة، مع العلم أن نسبة إصابة الإناث هو ضعف نسبة إصابة الذكور.

كما تسبب الإصابة بالطريق البولي التناسلي التهاباً في الإحليل لدى الذكور، في حين قد تسبب التهاباً في عنق الرحم والإحليل لدى الإناث، ويمكن للكلاميديا أن تصيب أجزاءً أخرى من الجسم كملتحمة العينين والمستقيم والبلعوم الأنفي.

وتكون الإصابة بالجرثومة غير عرضية في 70% من إصابات الإناث، في حين أنها تكون عرضيةً لدى 50% من الذكور المصابين.

كما تعتبر الكلاميديا أكثر شيوعاً لدى الصغار في السن، حيث يشير تقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC إلى أن حوالي ثلثي الإصابات الجديدة كانت لدى الفئة التي تتراوح أعمارها بين 15 و24 سنة. ويشير التقرير أيضاً إلى أنه بين كل 20 أنثى نشطة جنسياً كان هنالك أنثى مصابة بهذه الجرثومة.

أعراض الإصابة بداء الكلاميديا

إن الإنتان الناتج عن داء الكلاميديا يكون بدون أعراض غالباً، إلا أنه قد تظهر الأعراض على البعض بعد فترة تتراوح بين أسبوع وحتى ثلاثة أسابيع، في حين قد تتأخر لدى البعض الآخر لعدة شهور. كما أنه للتوضيح لا يعتبر غياب الأعراض أو ظهورها دليلاً على عدم الإصابة أو الشفاء منها.

الفئةالأعراض
الأعراض التي تظهر على الإناث- الألم أثناء التبول
- خروج مفرزات مهبلية غير طبيعية أو غير معتادة من حيث اللون والقوام
- ألم بطني أو حوضي
- ألم أثناء الجماع
- حدوث نزف بعد الجماع
- حدوث نزف رحمي شاذ خارج أوقات الدورة الشهرية
الأعراض التي تظهر على الذكور- الألم والحرقة أثناء التبول
- خروج مفرزات قيحية بيضاء عكرة أو مائية من فتحة القضيب الذكري
- إحساس حارق أو حاك في الإحليل البولي للقضيب
- ألم في الخصيتين
الأعراض في حال إصابة المستقيم أو البلعوم أو العينين- ألم وعدم ارتياح في منطقة الشرج مع خروج مفرزات قيحية منه
- يعتبر التهاب البلعوم غير شائع في سياق الكلاميديا، إلا أنه قد يلتهب ويحمر ويترافق مع ارتفاع في الحرارة
- احمرار في العينين مع ألم وحدوث التهاب، مع خروج مفرزات قيحية من الملتحمة
أعراض الإصابة بالكلاميديا

أسباب وطرق انتقال الكلاميديا

تنتقل العدوى بجرثومة داء الكلاميديا من شخص لآخر عن طريق النشاطات الجنسية، وبشكل خاص الجنس الشرجي والمهبلي، ولا يحتاج انتقال الجرثومة حصول إدخال كامل للقضيب، حيث في حال حدوث اتصال بين المهبل أو عنق الرحم أو الشرج أو القضيب أو الفم، مع مفرزات، وسوائل تحتوي على الجرثومة، عندها يكون هنالك احتمال عالٍ للعدوى.

ولكن يجب التنويه أن الجنس الفموي يحمل احتمالاً أقل لنقل العدوى من الطرق السابقة.

كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن إصابة المستقيم بالالتهاب ليس بالضرورة أن تحدث بعد الجنس الشرجي، لأن الجراثيم يمكنها الانتقال إلى الشرج من المهبل بعد الجنس المهبلي.

يمكن أيضاً للإصابة الانتقال من الأم المصابة إلى الطفل المولود أثناء مروره عبر الطريق التناسلي المصاب أثناء الولادة.

عوامل الخطورة للإصابة

  • إن صغار السن النشيطين جنسياً هم أعلى خطراً للإصابة بداء الكلاميديا
  • الوضع الاجتماعي والاقتصادي حيث يزداد انتشار المرض ضمن المجتمعات الفقيرة والمنخفضة الدخل.
  • عدد وطبيعة الشركاء الجنسيين، حيث يزيد تعدد الشركاء من احتمال الإصابة بالمرض.
  • عدم استخدام وسائل منع الحمل كالواقي الذكري والقلنسوة المهبلية، أو استخدامها بالشكل غير الصحيح سوف يزيد من احتمال الإصابة.
  • العمر عند حصول أول اتصال جنسي، حيث كلما كان العمر أصغراً فإن احتمال الإصابة سوف يزداد.

اختلاطات الإصابة

  • يعتبر الداء الحوضي الالتهابي PID أحد أشيع الاختلاطات لدى الإناث، والذي يتضمن حدوث التهاب في بطانة الرحم وقناتي فالوب مع خراج في النسج الحوضية الأخرى، وتعتبر هذه الحالة خطيرة وصعبة العلاج.
  • العقم أو الحمل خارج الرحم أو الألم الحوضي المزمن، وجميع ما سبق قد ينتج عن الداء الحوضي الالتهابي يالكلاميديا.
  • انتقال الإصابة للجنين في فترة الولادة قد تسبب التهاباً رئوياً له أو إصابةً عينيةً.
  • التهاباً مفصلياً من النمط "الارتكاسي"، والذي يصف حالة التهاب المفاصل الذي قد يحدث كرد فعل مناعي ذاتي تجاه الإنتان الحوضي بالكلاميديا، دون مهاجمة الجرثومة بحد ذاتها للمفصل.
  • حدوث إجهاضات متكررة
  • التهاب الخصيتين والذي قد يسبب العقم
  • بعض الاختلاطات أثناء الحمل والتي تشمل:
    • الولادة المبكرة
    • نقص وزن الجنين المولود
    • تمزق الأغشية المشيمية قبل الأوان
    • موت الجنين داخل الرحم

تشخيص الإصابة بداء الكلاميديا

يتضمن التشخيص فحص المريض بشكل جيد من قبل الطبيب، وأخذ القصة السريرية الكاملة، وتسجيل جميع الأعراض التي يشتكي المريض منها، كما يجب السؤال عن العلاقات الجنسية وطبيعتها، لربطها مع الأعراض السريرية.

بعد ذلك يأتي دور الفحوصات الإضافية لتأكيد التشخيص، حيث يطلب الطبيب من مريضه إجراء اختبارات الدم التي قد تشير لوجود حالة التهاب في الجسم، مثل إجراء تعداد كامل للخلايا الدموية، بالإضافة لذلك فإن ارتفاع الخلايا البيضاء في تحليل الدم يشير لحالة الالتهاب.

كما يأخذ الطبيب مسحات من السوائل والمفرزات القيحية من المهبل لدى الإناث أو التي تخرج من قضيب الذكر، ويتم إرسالها إلى المختبر لفحصها تحت المجهر؛ ومن ثم فإن رؤية الجرثومة ضمنها يؤكد الإصابة بالمرض.

قد يجري الطبيب في بعض الحالات، كما في الداء الحوضي الالتهابي الذي يحصل في سياق الكلاميديا، تصويراً للجسم باستخدام جهاز التصوير الطبقي المحوري لتحديد امتداد الالتهاب، والأعضاء المتأذية.

علاج داء الكلاميديا

بعد تأكيد التشخيص يجب البدء بالعلاج لتجنب حصول المضاعفات كالعقم أو الحمل خارج الرحم لدى الإناث.

على المريض الخاضع للعلاج أن يعيد إجراء الاختبارات التي تكشف عن الإصابة، كل ثلاثة أشهر بعد العلاج، خوفاً من عودة حصول الالتهاب.

تعالج الكلاميديا بالمضادات الحيوية مثل "الأزيترومايسين" بجرعة وحيدة أو "الدوكسي سايكلين" لمدة أسبوع وغيرها من أدوية الالتهاب، علماً أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، مثل:

  • الإسهال
  • الألم البطني
  • الغثيان
  • القلاع المهبلي
  • الطفح الجلدي الناتج عن دواء الدوكسي سايكلين عند التعرض للشمس

يجب على المريض تجنب القيام بأية علاقات جنسية طوال فترة العلاج ولمدة أسبوع على الأقل من انتهاء العلاج، كما يجب علاج جميع الشركاء الجنسيين الذين حصل بينهم وبين المريض اتصالاً جنسياً خلال فترة الـ60 يوماً السابقة للتشخيص.

تعتبر أفضل طريقة للوقاية من المرض هي باستخدام الواقيات الجنسية كالواقي الذكري، لما لها من دور في تقليل نسبة حصول العدوى والحفاظ على الصحة الجنسية.

إن الكلاميديا وغيرها من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس تعتبر من الأمراض الشائعة، لكنها تحظى باهتمام قليل في بعض المجتمعات، نتيجةً لعوامل ثقافية أو عرفية تجعل من التوعية تجاهها أمراً صعباً.

لذلك من المهم في حال الشعور بأي أعراض عدم التردد باستشارة الطبيب وإجراء الفحوص اللازمة لتحديد الأسباب وتلقي العلاج المناسب.