داء الليستريات: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 19 سبتمبر 2023

يعد داء الليستريات من الأمراض الجرثومية النادرة والتي تنتقل عن طريق تناول الأطعمة الملوثة بهذه البكتيريا، ويمكن أن يتسبب هذا الميكروب في حالات مرضية خطيرة لدى الإنسان، خاصةً لدى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي المضعف أو النساء الحوامل.

وتتميز عدوى الليستريا بأعراض شديدة مثل الحمى وآلام البطن والإسهال، كما يمكن أن يؤدي إلى تشوهات جنينية خطيرة في حالة الإصابة خلال فترة الحمل.

في هذا المقال الطبي سنتحدث بشكل مفصل عن عدوى الليستيريا، وسنعرف على أسباب الإصابة بها وأعراضها وطرق الوقاية منها.

تعريف داء الليستريات

عدوى الليستريا أو ما يعرف بداء الليستريات "Listeriosis"، ينتقل غالباً نتيجة تناول الطعام الملوث بجراثيم الليستريا.

تعد جراثيم الليستريا "Listeria" هي المسؤولة عن حدوث المرض، وعلى الرغم من وجود 10 أنواع مميزة من الليستريا، إلا أن الليستريا المستوحدة "Listeria monocytogenes" هي أكثر نوع يصيب الإنسان.

تختلف فترة حضانة الليستريا (الفترة الممتدة بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض) من شخص إلى آخر؛ وهي عادةً ما تكون أسبوعاً أو أسبوعين، إلا أنها في الواقع يمكن أن تتراوح بين يومين وثلاثة أشهر.

يوجد العديد من الصور السريرية المختلفة التي قد تظهر في حالات الإصابة بعدوى الليستريا، حيث قد يكون الأمر مقتصراً على وجود التهاب في الجهاز الهضمي بما فيه المعدة والأمعاء، وفي حالات أخرى قد يلاحظ الطبيب التهاباً في السحايا أو إصابة بالتهاب الدم.

حسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" فإن هناك ما يقارب 1600 حالة جديدة مصابة بداء الليستريات كل عام، ومنها حوالي 260 شخصاً تصل بهم الحالة للوفاة. بالتالي فإن داء الليستريات ليس من الأمراض الجرثومية الشائعة إلا أن له معدل وفيات عالي نسبياً.

العدوى

تنتقل جرثومة الليستريا عبر إحدى الطريقين التاليين:

  • الطريق العمودي (من الأم لجنينها): يحدث خلال الحمل عبر المشيمة أو عند عملية الولادة.
  • الطريق الفموي: يحدث نتيجة وصول كمية معينة من الجراثيم، عبر الأغذية الملوثة. يعد الشكل الأكثر شيوعاً للإصابة بنسبة تقدر ب85-95٪ من جميع حالات العدوى.

تنتشر هذه الجراثيم في كل مكان في الطبيعة، خاصةً في التربة والمياه الجوفية والنباتات المتعفنة وبراز الحيوانات.

أعراض داء الليستريات

هنالك مجموعة واسعة من الأعراض التي قد تصاحب داء الليستريات، فهنالك مجموعة من الزعراض التي تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام:

  • لام العضلات
  • الحمى
  • الأعراض الشبيهة بأعراض الإنفلونزا
  • الغثيان
  • الإسهال

تمر عدوى الليستريا دون أن يلاحظها المصاب في كثير من الأحيان، ولكن عند البعض تستمر العدوى في الانتشار لتصيب الجهاز العصبي، حيث قد تشمل الأعراض:

  • الصداع
  • التخليط الذهني
  • تصلب العنق
  • الرعاش والاختلاجات
  • فقدان التوازن

الأعراض عند الحوامل والرضع

إن المرأة الحامل أكثر عرضةً للإصابة بداء الليستريات بحوالي 10 مرات من الآخرين بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" كما قد لا تظهر أية أعراض على الأم الحامل المصابة، إلا أن العدوى يمكن أن تؤثر على الجنين.

ويمكن أن يؤدي داء الليستريات إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما يمكن أن يتعايش المولود مع عدوى مهددة للحياة في الأيام والأسابيع التي تلي الولادة.

ومن الأعراض التي قد تظهر على حديثي الولادة ما يلي:

  • الهيوجية
  • الحمى
  • الإقياء
  • عدم الرغبة بالحصول على التغذية

الأسباب

ينتقل داء الليستريات غالباً عن طريق تناول الطعام الملوث بها، ومن المحتمل أن تكون بعض الأطعمة أكثر عرضة للتلوث بجراثيم الليستريا أكثر من غيرها، بما في ذلك:

  • منتجات الألبان غير المبسترة
  • المثلجات الناعمة "soft serve ice-cream"
  • الأجبان الطرية مثل البري والكامامبير والريكوتا
  • المأكولات البحرية النيئة مثل المحار أو المأكولات البحرية المطبوخة الجاهزة للأكل
  • الفواكه أو الخضار المعدة مسبقاً، مثل تلك الموجودة في بوفيه السلطة
  • الشمام
  • الخضار غير المغسولة
  • باتيه اللحم أو اللحم القابل للدهن
  • اللحوم أو الدجاج البارد، بما في ذلك شرائح اللحوم المعبأة

تُقتل جراثيم الليستريا بسهولة عند تعرضها إلى الحرارة، إلا أن الأطعمة المطبوخة يمكن أن تتلوث في حال عدم استخدام النظافة الجيدة عند التعامل معها أو تخزينها.

كما يمكن أن تنمو الليستريا في الأطعمة المحفوظة في البراد عند الاحتفاظ بها لفترة طويلة.

وتجدر الإشارة إلى أن ملامسة حيوانات المزرعة المصابة بجراثيم الليستريا يمكن أن تنقل المرض أيضاً، ولكن ذلك نادر الحدوث.

عوامل خطر الإصابة

إن البالغين الذين يتمتعون بصحة جيدة أقل عرضةً لخطر الإصابة بداء الليستريات، حيث أن هناك عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، والتي تتضمن ما يلي:

مضاعفات داء الليستريات

يمكن أن يؤدي داء الليستريات إلى حدوث عدوى خطيرة في الدم (إنتان الدم) أو إلى التهاب الأغشية حول الدماغ (التهاب السحايا).

وإذا انتشرت العدوى إلى الدماغ فقد تكون التأثيرات شديدة وخطيرة وقد تتضمن ما يلي:

  • شلل في الأعصاب القحفية
  • التهاب الدماغ "Encephalitis"
  • التهاب السحايا "Meningitis"
  • التهاب السحايا والدماغ "Meningoencephalitis"
  • الخراجات الدماغية

هذا بالإضافة إلى احتمال حدوث اختلاطات أخرى مثل:

  • التهاب شعاف القلب "Endocarditis"
  • التهاب المفاصل الإنتاني "Septic arthritis"
  • التهاب العظم والنقي "Osteomyelitis"
  • العدوى الموضعية الداخلية أو في الجلد
  • الموت

التشخيص

يمكن للطبيب تشخيص داء الليستريات بعد تقييم الأعراض وإجراء الفحوصات المطلوبة.

1- الفحص السريري والقصة المرضية

يسمع الطبيب بدايةً شكوى المريض، من ثم يبدأ بالاستفسار حول:

  • زمن ظهور الأعراض
  • شدتها والمدة التي تبقى موجودة
  • العوامل التي قد تخفف أو تزيد من وطأة الأعراض
  • وجود إصابة مشابهة لدى أحد المُقرَّبين
  • حدوث إصابة سابقة مشابهة
  • السفر لبلد أو مدينة في الفترة الماضية
  • تناول الطعام كم الخارج، وعن مكونات الطعام

بعدها يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل، للبحث عن أي علامات إضافية.

٢- اختبارات إضافية

يطلب الطبيب المزيد من الاختبارات التي تستخدم للتحقق من وجود جراثيم الليستريات المستوحدة:

  • اختبارات الدم
  • أخذ عينة من السائل الدماغي الشوكي وفحصها
  • فحص العقي، وهو البراز الأول للطفل، ويكون بلون أخضر غامق وأكثر لزوجة من البراز العادي
  • فحص القيء
  • فحص الطعام
  • فحص الأعلاف الحيوانية
  • كما قد يتم إجراء زرع للدم أو السائل الشوكي أو المشيمة عند الأم الحامل، وهو اختبار يستخدم لتأكيد ما إذا كان الشخص مصاباً بالعدوى الجرثومية، كما يمكنه أيضاً تحديد نوع الجرثومة التي تسببت في العدوى.

علاج داء الليستريات

إن الخيارات العلاجية التي قد يلجأ لها الطبيب تتوقف على عدة عوامل، منها ما هو مرتبط بالمريض ومنها ما هو مرتبط بشدة المرض، حيثدقد لا تكون هناك حاجة لأخذ الأدوية في حال كان داء الليستريات خفيفاً.

ولكن في الحالات الأكثر خطورة تعتبر المضادات الحيوية الخيار العلاجي الأكثر شيوعاً، ويمكن أخذ أمبيسلين "Ampicillin" بمفرده أو مع مضاد حيوي آخر، والذي يكون جنتامايسين "Gentamicin" غالباً Bm الأموكسيسيلين.

وفي حالة حدوث إنتان الدم أو التهاب السحايا يُعطى المريض المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وقد يتطلب الأمر ما يصل إلى 6 أسابيع من الرعاية والعلاج.

الوقاية من داء الليستريات

هناك طرق تساعد على تقليل فرص الإصابة بعدوى داء الليستريات؛ وهي مهمة بشكل خاص أثناء الحمل، ومنها:

  • غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون قبل تحضير الطعام، وتنظيف الأواني وأسطح العمل بنفس الطريقة.
  • فرك الخضار النيئة تحت الماء الدافئ بفرشاة.
  • الحرص على تسخين أطباق اللحوم والبيض جيداً وفي جميع الأنحاء، ويمكن استخدام مقياس لحرارة الطعام أيضاً.
  • الابتعاد عن الأجبان الطرية أو الأجبان ذات الطراز المكسيكي ما لم يحدد الملصق بوضوح أن المنتج مصنوع من الحليب المبستر.
  • تجنب اللحوم الباردة - وخاصةً الهوت دوغ - ما لم يتم طهيها على درجة حرارة عالية قبل تناولها، وغسل أي شيء يتلامس مع اللحوم النيئة.
  • تجنب المأكولات البحرية المدخنة المبردة ما لم يتم طهيها جيداً قبل الاستهلاك.