داء كرون: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D, FACG
الكاتب - أخر تحديث 6 أكتوبر 2022

ما هو داء كرون؟

داء كرون هو مرض مزمن يتميز بحدوث التهاب وتهيج في الجهاز الهضمي؛ ويمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم وحتى فتحة الشرج، ولكنه أكثر شيوعاً بإصابة الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة.

يصنف داء كرون مع مجموعة من الأمراض التي تشكل ما يسمى داء الأمعاء الالتهابي Inflammatory Bowel Disease" (IBD)".

وغالباً ما يبدأ داء كرون تدريجياً، ويتفاقم بمرور الوقت؛ وقد تكون هناك فترات من الهجوع وغياب الأعراض يمكن أن تستمر لأسابيع أو سنوات.

وينتشر هذا المرض في أوروبا الغربية والولايات المتحدة بشكل أكبر من باقي دول العالم مع أنّ هناك تزايداً كبيراً بحدوثه في منطقة الشرق الوسط ودول الخليج بدون أسباب واضحة.

كما أن اختلاف نمط الحياة وانتشار المأكولات السريعة وغير الصحية ساهم بزيادة حدوثه بالعقدين الماضيين.

أنماط داء كرون

يؤثر داء كرون على مختلف أجزاء الجهاز الهضمي، ولذلك فله أنماط مختلفة ومنها:

  • الالتهاب النصف الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون: والذي يؤثر على القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة (القولون)؛ ويعتبر هذا الشكل من داء كرون هو الأشهر.
  • التهاب النصف الأخير من الأمعاء الدقيقة.
  • داء كرون المعدي العفجي: والذي يؤثر على المعدة والعفج (الاثني عشر) الذي يشكل بداية الأمعاء الدقيقة.
  • التهاب النصف الأول من الأمعاء الدقيقة والنصف الأخير منها: وهو يتميز بمناطق غير مكتملة من الالتهاب في النصف العلوي من الأمعاء الدقيقة
  • التهاب القولون: يؤثر فقط على القولون

أعراض داء كرون

تشمل أعراض داء كرون التي قد تظهر على المرضى ما يلي:

  • ألم في البطن
  • الإسهال المزمن
  • الشعور بالامتلاء
  • الحمى
  • فقدان الشهية، وفقدان الوزن
  • شقوق الشرج
  • النواسير الشرجية
  • النزيف من المستقيم

كما يمكن أن يمر المصابون بداء كرون بفترات هجوع، وخلال هذه الفترة تختفي الأعراض نهائياً أو تكون خفيفة جداً، ويمكن أن تستمر هذه الفترة لأسابيع أو حتى سنوات، ولا يوجد طريقة للتنبؤ بعودة الأعراض الشديدة.

أسباب داء كرون

لا يوجد سبب معروف لداء كرون؛ ولكن قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة، ومنها:

  • الأفراد ما بين سن 20 و29 مع العلم أنَّ داء كرون يمكن أن يصيب أي عمر.
  • تزداد فرص الإصابة بحال وجود أحد أمراض المناعة الذاتية؛ حيث قد تتسبب البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي في مهاجمة جهاز المناعة للخلايا السليمة في الجسم.
  • غالباً ما ينتشر داء الأمعاء الالتهابي (IBD) في العائلات، ولذلك قد يكون للوراثة دور في الإصابة؛ فإذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مثلاً مصاباً بداء كرون، فقد يكون الفرد أكثر عرضةً لخطر الإصابة. كما إن هناك العديد من الطفرات المحددة في الجينات والتي يمكن أن تجعل الناس عرضة للإصابة بمرض كرون.
  • المدخنون
  • الذين يتبعون نظاماً غذائياً عالي الدهون
  • الذين يتناولون أدوية معينة، مثل المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين.

التشخيص

خلال تشخيص داء كرون يسأل الطبيب عن الأعراض التي يختبرها المريض، كما قد يكشف الفحص البدني عن وجود كتلة في البطن ناجمةٍ عن التصاق العرى المعوية الملتهبة مع بعضها.

قد تساعد الاختبارات التالية في تأكيد التشخيص:

  • فحص الدم: وذلك للتحقق من وجود أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء والتي قد تشير إلى وجود التهاب أو عدوى.
    • كما يتحقق الاختبار أيضاً من انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء أو فقر الدم؛ حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بداء كرون من فقر الدم.
  • اختبار البراز: ويتم بفحص عينة من البراز للتحقق من وجود البكتيريا أو الطفيليات؛ وذلك لاستبعاد الالتهابات التي تسبب الإسهال المزمن.
  • التنظير السيني: والذي يتم باستخدام أداة قصيرة ومرنة تشبه الأنبوب لفحص الأمعاء السفلية.
  • تنظير القولون: والذي يتم أيضاً باستخدام أداة مرنة لفحص القولون.
  • التنظير الهضمي العلوي: يتم إدخال أداة طويلة ورفيعة ومرنة عبر المريء نحو الأسفل إلى المعدة، وذلك لفحص الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
  • الرنين المغناطيسي للأمعاء الدقيقة.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي داء كرون إلى مشاكل بمختلف أجزاء الجسم، تشمل فقر الدم أو هشاشة العظام وأمراض الكبد، ويمكن أن يتسبب بمضاعفات أخرى تحتاج علاج فوري، وهي:

  • الخراجات: وهي جيوب مليئة بالقيح، تتكون في هذه الحالة في الجهاز الهضمي أو البطن.
  • الشقوق الشرجية: وهي تمزقات صغيرة في فتحة الشرج، وتسبب الألم والحكة والنزيف.
  • انسداد الأمعاء: حيث يمكن للنسيج الندبي الناتج عن الالتهاب أو النواسير أو تضيق الأمعاء أن يسد الأمعاء جزئياً أو كلياً؛ وبذلك تتراكم النفايات والغازات؛ وهي حالة تتطلب التداخل الجراحي.
  • سرطان القولون: حيث تزداد فرص الإصابة بسرطان القولون عندما يصيب مرض كرون الأمعاء الغليظة لمدة تزيد عن 10 سنوات.
  • النواسير: يمكن أن يسبب مرض كرون ما يسمى بالنواسير والتي هي عبارة عن اتصالات أو ممرات غير طبيعية بين منطقتين في الجسم، وهي تتشكل في جدران الأمعاء؛ وقد تصاب هذه النواسير بالعدوى في بعض الأحيان.
  • سوء التغذية: حيث يمكن للإسهال المزمن أن يصعب عملية امتصاص العناصر الغذائية؛ وتتمثل إحدى المشكلات الشائعة لدى الأشخاص المصابين بداء كرون في نقص الحديد، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى فقر الدم.
  • القرحات: والتي قد تظهر في الفم أو المعدة أو المستقيم.

علاج داء كرون

يختلف علاج داء كرون حسب اختلاف السبب والأعراض وشدتها، بالإضافة لعلاج أي مضاعفات أو مشكلات نتجت عن المرض.

يمكن أن يشمل العلاج ما يلي:

  • المضادات الحيوية: دور المضادات الحيوية محدود بعلاج الخراجات أو قد يساعد في علاج النواسير بشكلٍ مؤقت أو له دور مؤقت بتخفيف شدة الالتهاب الحاد لمرض كرون.
  • الأدوية المضادة للإسهال
  • الأدوية البيولوجية: والتي تشمل الأضداد وحيدة النسيلة والتي تستخدم لكبح الاستجابة المناعية في الجسم.
  • إراحة الأمعاء: قد يوصي الطبيب بالبقاء دون طعام أو شراب لعدة أيام أو أكثر؛ وهنا يمكن الحصول على التغذية عن طريق الوريد.
  • الستيروئيدات القشرية: وهي تعمل على تخفيف الالتهاب.
  • الأدوية المعدلة للمناعة: يمكن أن تهدئ من الالتهاب عن طريق كبح جهاز المناعة.
  • الجراحة: وهي لا تعالج داء كرون، ولكن يمكنها أن تعالج المضاعفات؛ قد مثل النواسير أو الانسدادات أو النزيف.

يساعد تلقي العلاج في تخفيف الأعراض كم أن الأدوية البيولوجية الحديثة ساعدت بشكل كبير بالسيطرة على المرض ومنع تقدمه. وما زالت الدراسات والأبحاث مستمرة للوصول إلى علاجات مستقبلية.