دراسة تربط بين استهلاك مشروبات الطاقة وتعاطي المخدرات لدى المراهقين

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

يشهد استهلاك مشروبات الطاقة انتشاراً واسعاً بين المراهقين والشباب، حيث يعمل هذا النوع من المشروبات على زيادة مستويات الطاقة وتحفيز الأداء البدني والذهني لدى المستهلك. ومع ذلك، فإن هذه المشروبات تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين والسكريات المضافة والمنشطات، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة اليقظة والطاقة بصورة زائدة.

نص الدراسة

أجرى الباحثون دراسة نشرت في مجلة طب الادمان "Journal of Addiction Medicine" للبحث في تأثير مشروبات الطاقة بين المراهقين، حيث تمت ملاحظة أن المراهقين الذين يستهلكون مشروبات الطاقة الحاوية على نسبة عالية من الكافيين معرضين أكثر لتعاطي الكحول أو المخدرات أو السجائر.

كما أن هنالك العديد من الآثار السلبية لمشروبات الطاقة على صحة الإنسان، حيث لها العديد من المخاطر ولا ينبغي استهلاكها من قبل الأطفال والمراهقون على الإطلاق.

تضمنت الدراسة حوالي 22000 طالب مشارك من الصفوف (الثامن، والعاشر، والثاني عشر)، وقد تبين أن:

  • 30% من المشاركين قد شربوا مشروبات الطاقة عالية الكافيين
  • أكثر من 40% شربوا مشروبات غازية بانتظام بشكل يومي يومياً
  • 20% شربوا الصودا الخالية من السكر بشكل يومي

وقد كان المراهقون الذين شربوا مشروبات الطاقة أكثر عرضةً بحوالي مرتين إلى ثلاث مرات لتعاطي المخدرات أو الكحول أو السجائر، وذلك مقارنةً بالمراهقين الذين لم يشربوا مشروبات الطاقة. كما أن شرب المشروبات الغازية مرتبطاً بتعاطي المخدرات كذلك، ولكن بدرجةٍ أقل بكثيرٍ مقارنةً بما هو عليه مع مشروبات الطاقة.

وفي الدراسة وجد أن تواتر استهلاك مشروبات الطاقة أعلى بكثير عند الذكور المراهقين مقارنةً بالإناث المراهقات.

وفي الواقع تبين أن طلاب الصف الثامن كانوا أكثر عرضة بكثير لشرب مشروبات الطاقة مقارنةً مع طلاب الصفين العاشر والثاني عشر. ولوحظ هذا الأمر أكثر في العائلات التي وصل فيها الوالدين لمستوى تعليمي متوسط.

حسب التقارير فإن هناك بعض المواصفات التي تزيد من عرضة الشخص إلى شرب مشروبات الطاقة، وخاصة الرغبة بالخوض في المخاطر، مما يزيد في المحصلة من احتمال تجربة المواد الإدمانية كالمخدرات.

خلاصة الدراسة

يُذكر أن هذه الدراسة لا تثبت العلاقة السببية بين استهلاك مشروبات الطاقة وتعاطي المخدرات، إلا أنه من الضروري توعية الآباء والأمهات حول أهمية الانتباه إلى هذا الأمر، وبذل الجهود اللازمة لنشر المعرفة بين الشباب. ويمكن تحقيق ذلك من خلال نشر المعلومات المتعلقة بمكونات مشروبات الطاقة مثل الكافيين وغيرها من المنشطات، وعلاقتها بمشاكل تعاطي الكحول والمخدرات.

كما يمكن التركيز على المجموعات التي يتوقع أن تستهلك مشروبات الطاقة بشكل خاص وتتعاطى المخدرات، وذلك لتحفيزهم على تجنب استهلاك هذه المشروبات والحد من مخاطر التعاطي لاحقاً.

تأثير مشروبات الطاقة

تحتوي مشروبات الطاقة عموماً على جرعاتٍ كبيرة جداً من الكافيين والمنشطات المختلفة (مواد تزيد يقظة الفرد وقدرته العصبية مثل التورين والجنسنغ)

كما تضم بعض هذه المشروبات إضافاتٍ أخرى مثل مادة غوارانا "Guarana"، والتي قد تحتوي على حوالي أربعة أضعاف كمية الكافيين التي تحتويها حبوب القهوة.

 وتساعد في التركيز وتحسين وظيفة الدماغ، إلا أنها تحمل عواقب وآثارًا سلبية وضارة على الجسم. ومن بين هذه الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن استهلاك المشروبات الطاقة بشكل متكرر:

  • رفع ضغط الدم وزيادة معدل نبض القلب
  • زيادة خطر الإصابة باللانظميات القلبية
  • القلق، والصعوبة في النوم
  • زيادة خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني، وتقليل حساسية الجسم إلى هرمون الأنسولين
  • زيادة الوزن نتيجة زيادة الوارد اليومي من السعرات الحرارية
  • التجفاف بسبب زيادة كمية الماء والملح التي يطرحها الجسم
  • تحمل الكافيين
  • تهيج المعدة بالإضافة إلى الآلام والانتفاخات
  • ارتعاش العضلات
  • زيادة خطر التعرض لإدمان الكحول والمخدرات

لذلك ينبغي على الأشخاص توخي الحذر وتقييم الآثار الإيجابية والسلبية لاستهلاك المشروبات الطاقة قبل تناولها بكميات كبيرة.

الإقلاع عن مشروبات الطاقة

يوجد بعض النصائح التي يمكن أن تساعد على الإقلاع عن مشروبات الطاقة بين المراهقين والبالغين أيضاً، وهي:

  • تقليل تناول المشروبات تدريجياً حيث يمكن أن يساعد ذلك على تقليل أعراض الانسحاب.
  • العثور على مصادر بديلة للطاقة، فبدلاً من الاعتماد على مشروبات الطاقة من المهم الحصول على الطاقة من مصادر طبيعية مثل ممارسة التمارين الرياضية والتغذية الجيدة والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • تجنب شراء مشروبات الطاقة وتخزينها في المنزل.

أعراض انسحاب مشروبات الطاقة

هنالك بعض أعراض الانسحاب التي تشاهد عند التوقف عن شرب مشروبات الطاقة بين المراهقين والبالغين بشكل سريع أو مفاجئ، وقد تشمل:

  • التهيج
  • الاكتئاب
  • انخفاض مستويات الطاقة
  • التعب والنعاس
  • صعوبة التركيز على مهمة واحدة

قد لا يشعر المرء بالارتياح لبعض الوقت بعد التوقف عن تناول مشروبات الطاقة، ولكن الجسم والحالة النفسية للشخص تعود للحالة الطبيعية بعد فترة؛ ولذلك من المهم عدم اليأس والتمسك بالخطة.

وخلال مرحلة الانسحاب يمكن أن تساعد النصائح التالية للتعامل مع الأمر وتخفيف صعوبته:

  • أخذ قسطٍ من النوم: حيث أن الراحة هي أفضل وأسرع طريقة لاستعادة الصحة الجيدة.
  • ممارسة التمارين الرياضية: فالتمرين وسيلة رائعة لتعزيز الصحة الذهنية والبدنية بشكل طبيعي.
  • تناول نظام غذائي متوازن والإكثار من الأطعمة الغنية بالمغذيات، والابتعاد هن استهلاك كمية كبيرة من الكاربوهيدرات.
  • طلب الدعم: قد يكون من المفيد التحدث إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة أو الطبيب حول مشكلة إدمان مشروبات الطاقة، والذين يمكنهم تقديم الدعم ومساعدة الشخص في التوصل إلى خطةٍ للإقلاع عن مشروبات الطاقة.
  • الانشغال قدر الإمكان: عن طريق العثور على أنشطةٍ لملء الوقت ومقاومة الرغبة في الحصول على مشروب الطاقة؛ يمكن أن يتضمن ذلك اتخاذ هواية جديدة، أو الذهاب للتنزه والمشي، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.