دراسة جديدة: مليار شخص أصيبوا بالسمنة في عام 2022

الكاتب - أخر تحديث 2 مارس 2024

تعد الإصابة بالسمنة من أهم المشكلات الصحية التي تواجه المجتمعات لكن يمكن علاجها من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام وفي بعض الحالات قد يلزم التدخل الطبي.

ما هي السمنة؟

تعرف السمنة "Obesity" بأنها تراكم مفرط للدهون أو الأنسجة الدهنية في الجسم التي تضعف الصحة لارتباطها بخطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.

ويستخدم لتحديد الإصابة بالسمنة مقياس خاص يعرف باسم مؤشر كتلة الجسم "Body Mass Index" ويرمز له اختصاراً (BMI).

ويقيس هذا المؤشر نسبة الدهون في الجسم من خلال قسمة وزن الشخص بالكيلو غرام على طوله بالمتر المربع، وتصنف النتائج وفق ما يلي: (1)

طبيعة الوزنمؤشر كتلة الجسم
نقص الوزنأقل من 18.5
الوزن الصحي18.5 إلى 24.9
الوزن الزائد25 إلى 29.9
السمنة30 إلى 39.9
السمنة المفرطة40 أو أكثر
جدول يوضح نوع الوزن تبعاً لمؤشر كتلة الجسم

دراسة جديدة حول الإصابة بالسمنة

أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة لانسيت الطبية (The lancet) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) أن أكثر من مليار شخص في العالم أصيبوا بالسمنة في عام 2022. (2)

وقدمت منظمة الصحة العالمية بعض الإحصاءات حول معدلات الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن. إذ بيَّنت زيادة نسبة الإصابة بالسمنة لدى البالغين على مستوى العالم بأكثر من الضعفين منذ عام 1990. بينما قفزت نسبة الإصابة بين المراهقين بمقدار أربع مرات.(3)

كما أظهرت المنظمة أنه في عام 2022 أصيب واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم بالسمنة. بينما 43% من البالغين كانوا يعانون من زيادة الوزن في نفس العام.

وأشارت إلى أنه في عام 2022 كان هناك 2.5 مليار بالغاً تتجاوز أعمارهم 18 عاماً يعانون من زيادة الوزن. بينما كان من بينهم 890 مليون شخصاً مصابون بالسمنة.

كما كشفت المنظمة أنه في عام 2022 كان هناك 37 مليون طفلاً تحت سن الخمس سنوات يعانون من زيادة الوزن.

وبيّنت المنظمة أن 390 مليوناً من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 19 عاماً كانوا يعانون من زيادة الوزن في عام 2022 من بينهم 160 مليوناً مصابون بالسمنة.

أكثر الدول إصابة بالسمنة

أوضحت الدراسة أنه رغم تراجع معدلات نقص التغذية إلا أن هذا الأمر لا يزال يشكل تحدياً للصحة العامة في العديد من المناطق خاصة في جنوب شرق آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.

وكشفت الدراسة أن الدول الجزرية في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط ذات أعلى معدلات للإصابة بالسمنة.

كيفية مواجهة السمنة

يشير الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أهمية التركيز على الوقاية من السمنة وإدارتها منذ سن مبكرة وحتى مرحلة البلوغ. كما بيّن ضرورة العمل على تحسين النظام الغذائي وتعزيز النشاط البدني وتقديم الرعاية الصحية اللازمة.

وأضاف أن العمل نحو تحقيق الأهداف العالمية لمكافحة السمنة يتطلب جهوداً مشتركة من الحكومات والمجتمعات والقطاع الخاص.

من جهة أخرى أكدت منظمة الصحة العالمية أهمية دعم الممارسات الصحية منذ الصغر بما في ذلك تشجيع الرضاعة الطبيعية. كما أوصت بفرض مراقبة على التسويق الضار للأطعمة والمشروبات الموجهة للأطفال. ودعت إلى ضرورة تعزيز سياسات التغذية المدرسية ومراقبة مبيعات المنتجات الضارة بالقرب من المدارس.

بالإضافة إلى ذلك أوصت المنظمة بأهمية تنظيم حملات تثقيف وتوعية عامة بشأن الأسلوب الغذائي الصحي وممارسة الرياضة.

كما دعت إلى ضرورة توفير خدمات الوقاية وإدارة السمنة في الرعاية الصحية الأولية وتحديد سياسات تسعير لتعزيز النظم الغذائية الصحية.

وأكد الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية بمنظمة الصحة العالمية وأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة أن هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذ السياسات الرامية إلى ضمان الحصول على أنظمة غذائية صحية بأسعار معقولة وتشجيع بيئات تدعم النشاط البدني.

وبيَّن أهمية تضمين الوقاية من السمنة وإدارتها في الخدمات الصحية الأساسية واتخاذ إجراءات شاملة عبر القطاعات لضمان حصول الجميع على فرصة للحياة الصحية.