دوالي الخصية: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 20 مارس 2024

يحتوي كيس الصفن عند الذكور على مجموعة من الأوردة التي تسمى بالضفيرة المحلاقية، وفي بعض الأحيان قد تتضخم هذه الأوردة داخله، مما يؤدي إلى ظهور حالة تسمى دوالي الخصية.

ما هي هذه الحالة وما أسبابها؟ وكيف يتم علاجها؟ هذا ما سنتعرفه في هذا المقال.

ما هي دوالي الخصية؟

تحدث دوالي الخصية عندما تتضخم أوردة الضفيرة المحلاقية في كيس الصفن (الكيس الجلدي الذي يحمل الخصيتين عند الذكور). وتشبه هذه الحالة دوالي الساقين والتي تلتوي فيها أوردة الساق وتتورم.

تتشكل دوالي الخصية خلال فترة البلوغ؛ ويمكن أن تنمو وتكبر تدريجياً وقد يلاحظها المرء مع مرور الوقت.

تكون هذه الحالة أكثر شيوعاً في الجانب الأيسر من كيس الصفن؛ ويمكن أن توجد على كلا الجانبين في نفس الوقت ولكن ذلك نادر؛ مع العلم أن حوالي %15 من الذكور يعانون من دوالي الخصية.

في معظم الأحيان لا تسبب الحالة أي مشاكل أو أضرار؛ ولكن يمكن أحياناً أن تسبب الألم أو مشاكل في الإنجاب، أو قد تنمو إحدى الخصيتين بشكل أبطأ أو تتقلص.

مقارنة الخصية الطبيعية وحالة دوالي الخصية
مقارنة الخصية الطبيعية وحالة دوالي الخصية

وظيفة الخصيتين

 يتم إنتاج ونضج الحيوانات المنوية داخل الخصيتين، حيث تسير عبر أنابيب البربخ، وهي هيكلية ملتفة خلف الخصية. يتم نقل الحيوانات المنوية إلى البروستات عبر أنابيب الأسهر وتُفرغ في مجرى البول عند القذف عبر نهاية القضيب.

يحتوي الحبل المنوي على الأسهر والشريان الخصوي، الذي يحمل الدم إلى الخصيتين، بالإضافة إلى الضفيرة المحلاقية التي تساهم في تبريد الدم المار إلى الخصيتين. تحتاج الخصيتين إلى درجة حرارة أقل من حرارة الجسم العادية لإنتاج الحيوانات المنوية وتحافظ عليها، وذلك بفضل وظيفة الضفيرة المحلاقية التي تسهل التبادل الحراري.

في حالة انتفاخ الأوردة وتراكم الدم فيها، كما يحدث في حالة دوالي الخصية، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الخصيتين وتأثير سلبي على إنتاج الحيوانات المنوية بالتالي على الخصوبة.

أسباب تشكل دوالي الخصية

ما تزال هناك الكثير من الأمور المجهولة حول سبب تطور دوالي الخصية.

قد يكون السبب هو خلل في صمام داخل الأوردة في الحبل المنوي، والذي يعمل كصمام بمثابة مفتاح تشغيل / إيقاف.

وعندما لا يعمل كما ينبغي، يتراكم الدم الزائد داخل أوردة الخصية، ومع مرور الوقت، يتسبب هذا الخلل في تضخم الأوردة.

الأعراض

غالباً لا تسبب دوالي الخصية أي أعراض؛ وقد يلاحظ:

  • ألم في الخصية أو في كيس الصفن، والذي غالباً ما يتحسن عند الاستلقاء
  • تزداد الأعراض سوءاً بعد ممارسة أنشطة معينة، مثل ركوب الدراجة أو الوقوف على القدمين لساعات
  • تورم الخصية أو كيس الصفن
  • العقم عند الذكور
  • نتوء صغير فوق الخصية المصابة

تشخيص دوالي الخصية

هناك ثلاث درجات من دوالي الخصية:

١- الدرجة الاولى: تكون الدوالي هنا صغيرة وغير مرئية، ولكن يمكن للطبيب أن يشعر بها إذا استخدم مناورة فالسالفا (الزفير عند إغلاق الفم والضغط على الأنف).

٢- الدرجة الثانية: تكون أيضاً غير مرئية، ولكن يمكن الشعور بها بدون إجراء مناورة فالسالفا.

٣- الدرجة الثالثة: تكون دوالي الخصية مرئية.
وإذا كانت الدوالي متضخمة بما يكفي، فقد تبدو وكأنها كيس ناعم من الديدان.

كما توجد حالة تسمى دوالي الخصية تحت السريرية، ولا يمكن اكتشافها إلا من خلال الاختبارات التصويرية، والتي يمكن أن تشمل:

  • التصوير الحراري للصفن
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية بالدوبلر

يساعد اختبار الموجات فوق الصوتية أيضاً في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، مثل الورم في الوريد الخصوي أو بالقرب منه.

كما تشمل الاختبارات الممكنة الأخرى:

  • تحليل السائل المنوي
  • الاختبارات الهرمونية للكشف عن ارتفاع الهرمون المنشط للجريب (FSH) وانخفاض هرمون التستوستيرون

ويمكن القيام بذلك إذا اشتبه الطبيب بوجود خلل وظيفي في الخصية.

لا تشكل دوالي الخصية خطراً عادةً، ولكن إذا كان هناك أي تغيير في الشكل أو الحجم أو الاتساق في منطقة الأعضاء التناسلية، فمن المهم استشارة الطبيب المختص.

الخيارات العلاجية

يفضل الخضوع للعلاج إذا كانت دوالي الخصية:

  • تسبب الألم
  • تسبب ضمور الخصية
  • تسبب العقم

يمكن أن يتم العلاج كما يلي:

  • تصميم دوالي الخصية، حيث يتم سد الأوردة التي تغذي الخصى؛ ومعدلات النجاح على المدى الطويل أقل قليلاً مقارنة بالجراحة المفتوحة.
  • عملية ربط دوالي الخصية التنظيرية، وفيها يتم إدخال كاميرا وأدوات صغيرة إلى البطن، ويتم قطع أو ربط الأوردة التي تغذي دوالي الخصية؛ وهذا الإجراء له أيضاً معدلات نجاح أقل على المدى الطويل.
  • الجراحة المفتوحة وتتضمن عدة طرق وأساليب.

مضاعفات العلاج

تشمل المضاعفات المحتملة لإصلاح دوالي الخصية:

  • نكس الدوالي
  • الكدمات
  • العدوى
  • الألم في الخصية
  • قد تحدث القيلة المائية - وهي تجمع من الماء حول الخصية – عند عدد قليل جداً من الرجال
  • كما أنَّ هناك حالات نادرة جداً بفقدان الخصية

العلاج المنزلي

يمكن أن تخفف العلاجات المنزلية من الأعراض ولكنها لا تشفي ولذلك لا ينبغي الاعتماد عليها يشكل كلي، وقد تشمل ما يلي:

  • التغييرات الروتينية: كتجنب بعض أنواع التمارين الرياضية أو الأنشطة التي تسبب الانزعاج؛ كما يمكن أن يؤدي ارتداء ملابس داخلية ضيقة إلى تخفيف الأعراض الناجمة عن التمرين الرياضي أو الوقوف لفترات طويلة.
  • الثلج: قد يساعد وضع الكمادات الباردة على كيس الصفن على الشعور بالتحسن. ولكن لا يجب وضع الثلج مباشرة على الجلد وذلك لحماية البشرة.
  • الأدوية: قد يزيل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين بعض الآلام الطفيفة في كيس الصفن.