سرطان البروستات: الأعراض والتشخيص

المراجعة الطبية -
الكاتب - 6 فبراير 2023

ما هو سرطان البروستات؟

سرطان البروستات من أنواع السرطان الخطرة التي تصيب الذكور، وتكمن خطورته كنتيجة لتأخر ظهور الأعراض والتشخيص ولذلك يعتبر ثاني أكثر السرطانات تسبباً بالوفاة بين الذكور بعد سرطان الرئة.

فحسب إحصائية عام 2018 كان سرطان البروستات مسؤول عن وفاة 3.8% من وفيات السرطان بين الذكور.

يحدث هذا النوع من السرطان في البروستات أو الموثة هي غدة صغيرة على شكل حبة الجوز، وتعد جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري وتقع بين المثانة والقضيب.

وتحدث حالة السرطان عندما تبدأ الخلايا بالانقسام بشكل عشوائي بدون أن تموت الخلايا وتؤثر على الأعضاء والأجهزة في الجسم، كما يمكن أن تنتقل هذه الخلايا من مكان لآخر وتسمى النقائل السرطانية.

عوامل الخطورة للإصابة

لا يمكن وصف سبب مباشر لسرطان البروستات مثل أغلب السرطانات والتي تعتبر مجهولة السبب إلا أن هنالك عوامل من شأنها أن تزيد من احتمالية الإصابة، ومنها:

  • العمر: نادراً ما يصيب سرطان البروستات الرجال تحت سن الأربعين، إلا أن إمكانية الإصابة به تزداد بشكل متسارع بعد سن الخمسين.
  • العِرق: هنالك زيادة واضحة في نسب إصابة الأمريكيين وسكان بحر الكاريبي من أصل أفريقي بسرطان البروستات، في حين تقل هذه النسبة لدى سكان أمريكا الجنوبية ذوي الأصل اللاتيني وذوي الأصل الآسيوي ولكن لم يتم التوصل إلى الرابط بين ذلك حتى الآن.
  • التاريخ العائلي: على الرغم من أن أغلب الإصابات الجديدة لسرطان البروستات تظهر لدى الأفراد من دون سوابق عائلية للإصابة إلا أنه فرص حدوث إصابة تزداد لدى بعض الأفراد ذوي الأقارب المصابين، وخاصةً في حال إصابة الأخ بالحالة وذلك بنسبة أعلى من إصابة الأب.
  • الطفرات والتغيرات الجينية: تزداد نسبة إمكانية الإصابة بهذا السرطان بوجود بعض الطفرات والتغيرات على الحمض النووي للفرد، ومن هذه التغيرات لدينا طفرات مميزة لهذا السرطان إلى حد ما على المورثة BRCA1 وBRCA2.
    • بالإضافة إلى وجود متلازمة "لينش" والتي تدعى السرطان القولوني الوراثي غير البوليبي، والتي تزداد احتمالية الإصابة بهذا السرطان بالترافق معها.

عوامل أقل أهمية

يمكن لهذه العوامل أن يكون لها تأثير في حدوث سرطان البروستات:

  • النظام الغذائي: لا زالت الأبحاث تجري لكشف ارتباط تناول بعض الأغذية مع زيادة إمكانية حدوث سرطان البروستات.
    • ومن هذه المواد لدينا منتجات الألبان التي تزيد هذه احتمالية الإصابة بشكل بسيط، حيث يتم حالياً دراسة ارتباط استهلاك كميات زائدة من الكالسيوم مع هذا السرطان.
  • السمنة: لا يوجد ما يثبت إرتباط السمنة الزائدة مع ظهور السرطان، إلا أن السمنة الزائدة قد تزيد من احتمال أن يكون السرطان الذي لدى المريض عنيفاً.
  • التدخين: لا زالت الأبحاث تجري لتحديد الارتباط بين التدخين والموت بسبب سرطان البروستات.
  • التعرض لبعض المواد الكيميائية: وخاصةً لدى رجال الإطفاء أو العاملين في المصانع الكيميائية.
  • التهاب البروستات: قد تزيد الإصابة بالتهاب البروستات المزمن من إمكانية الإصابة بالسرطان.
  • الإنتانات المنتقلة عن طريق الاتصال الجنسي.
  • جراحة دوالي الخصية: ما تزال هذه الحالة قيد الدراسة لمعرفة إن كان لها دوراً لهذه الجراحة في حدوث السرطان أم لا.

أعراض الإصابة بسرطان البروستات

لا يظهر على مريض سرطان البروستات عادةً أي أعراض في المراحل المبكرة من المرض، نتيجة التوضع التشريحي للسرطان.

إلا أنه في بعض الحالات فقد يتشكل حول المنطقة المحيطة بالإحليل البولي، عندها من الممكن أن تظهر بعض العلامات المبكرة للمرض. ومن هذه الأعراض:

  • صعوبة في بدء التبول وفي إفراغ المثانة
  • ضعف في رشق البول
  • الإحساس بعدم الإفراغ الكامل للمثانة بعد التبول
  • أستمرار التنقيط البولي بعد الإنتهاء من التبول
  • زيادة في عدد مرات التبول، وهذا ما يدعى بالإلحاح البولي
  • السَلَس البولي، وهو عدم القدرة على ضبط عملية التبول في الوقت المناسب

أما في حال التأخر في التشخيص ووصول السرطان لمراحل متقدمة وحصول النقائل، فقد يعاني المريض مما يلي:

  • آلام عظمية نتيجة وصول النقائل للعظام، كألم الظهر والحوض والورك
  • ضعف في انتصاب القضيب
  • ظهور دم في البول أو ضمن القذف مع النطاف
  • خسارة غير مفسرة في الوزن

طرق الكشف والتشخيص

إن طرق الكشف المبكر لسرطان البروستات تكون عبر اجراء الفحوص والتحاليل كالتالي:

  • اختبار PSA الدم: وهو اختبار عالي الحساسية للكشف المبكر عن سرطان البروستات، وينصح بشكل عام باجرائه بشكل روتيني لجميع الرجال بعد سن الأربعين سنة.
  • المس الشرجي: حيث يرتدي الطبيب قفاز ويدخل إصبعه في المستقيم لفحص البروستات بحثاً عن وجود أي تورم أو ألم، كما وينصح بإجراء هذا الفحص بشكل دوري أيضاً بعد سن الخمسين، وبعمر أبكر لدى الأفراد الذين لديهم سوابق عائلية للإصابة بالسرطان.

أما تأكيد التشخيص فيكون كالتالي:

تعتبرالخزعة الإجراء الأول والأهم عند الشك بوجود سرطان، حيث يتم أخذ خزعة من البروستات ليتم فحصها من قبل مركز مسؤول عن ذلك.

وفي حال تم تأكيد وجود الخلايا السرطانية فيتم إجراء تقييم لنوع هذا السرطان والمرحلة السريرية له.

بعدها يتم إجراء مسح تصويري باستخدام التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي لتحديد أماكن انتشار السرطان ودرجة تقدمه.

و تهدف كل هذه الإجراءات إلى تحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدى.

علاج سرطان البروستات

يتم وضع الخطة العلاجية لسرطان البروستات بناءً على حالة المريض العامة ومتوسط عمره وقابلية خضوعه للعلاج، بالإضافة إلى ذلك يؤخذ بعين الاعتبار مدى انتشار النقائل ودرجة السرطان.

غالباً ما يكون سرطان البروستات غير قابل للعلاج عند وضع التشخيص، حيث يكون في مراحل متقدمة عادةً.

وتضم الخيارات العلاجية الممكنة بعد وضع التشخيص:

  • الانتظار والمراقبة الدقيقة والمستمرة
  • جراحة استئصالية للبروستات
  • العلاج الشعاعي لوحده أو مع العلاج الهرموني

في حال تقدم مرحلة السرطان ووصوله لدرجة غير قابلة للعلاج مع وجود نقائل، عندها يعتمد العلاج على إراحة المريض وتخفيف أعراضه، وإطالة أمد الحياة لديه قدر الإمكان.

إلا أنه لجميع الخيارات العلاجية السابقة آثارها الجانبية، والتي قد تتضمن، خسارة القدرة على الانتصاب في القضيب. بالإضافة إلى أضرار تلحق بالجهاز البولي، حيث قد يحتاج المريض إلى قثطرة دائمة أو مؤقتة من أجل إفراغ المثانة.

يجب على كل الرجال في عمر محدد القيام بإجراءات مسحية ودورية من أجل الكشف المبكر عن هذا السرطان لما لذلك من دور في إمكانية المعالجة الجذرية له في وقت مبكر.