سرطان الخلية القاعدية "BCC": الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 11 أكتوبر 2023

سرطان الخلية القاعدية هو نوع من أنواع سرطان الجلد الذي ينتج عن نمو الخلايا السرطانية في الأنسجة القاعدية للجلد.

يمثل هذا النوع من سرطان الجلد حوالي 80% من حالات سرطان الجلد وهو الأكثر شيوعاً في العالم. ومع ذلك، فإن سرطان الخلية القاعدية نادراً ما يشكل خطراً على الحياة.

الخلايا الجلدية

يمكن تقسيم الجلد تشريحياً إلى قسمين رئيسين، وهما البشرة والأدمة.

وتتألف البشرة من عدة طبقات وهي من الأعلى إلى الأسفل:

  • الطبقة القرنية وهي الطبقة الخارجية التي تتبدل باستمرار
  • الطبقة الظاهرية
  • الطبقة الحبيبية
  • طبقة الخلايا الشائكة الحرشفية والتي تحتوي عدة صفوف من هذا النمط من الخلايا ويتطور منها سرطان الخلية الشائكة "SCC"، وهو ثاني أكثر السرطانات الجلدية.
  • طبقة الخلايا القاعدية وتعد الخلايا الجلدية الأهم فهي المسؤولة عن تشكيل الطبقات السابقة، بالإضافة إلى ذلك هي الطبقة التي يتطور منها سرطان الخلية القاعدية.

أعراض الإصابة بسرطان الخلية القاعدية

هنالك مجموعة من العلامات والأعراض المترافقة مع الإصابة بسرطان الخلية القاعدية، وقد لا تطرأ كلها على المريض. (1)

  • تظهر أورام الخلية القاعدية في الغالب على الوجه والرأس والرقبة بنسبة قد تصل إلى 85% من جميع الحالات التي تم تشخيصها.
    • بينما تظهر النسبة الباقية على الجذع والأطراف، في حين قد يحدث هذا النمط من الأورام بشكل نادر جداً على الأصابع.
  • ارتفاع جلدي "حطاطة" دهني القوام يحتوي على انخفاض مركزي بشكل "فوهة البركان" وتتميز بالتالي:
    • لؤلؤي الشكل والمظهر
    • تكون هذه الحطاطة ذات مركز متآكل ومتقرح ومصطبغ
    • سهلة النزف لدى التعرض لأي رض بسيط
  • تكون السرطانات الكبيرة من الخلايا القاعدية نازةً وذات قشور غالباً
  • هذه الآفة ذات حواف مدورة مرتفعة
  • يمكن وصفها بالشفافة للضوء نسبياً
  • يظهر حول الآفة أوعية دموية دقيقة متوسعة، ويعتبر ذلك علامةً واسمةً جداً لسرطان الخلية القاعدية.
  • تعتبر هذه الأورام ذات نمو بطيء نسبياً، حيث تكبر بمقدار "0.5 سم" كل عام إلى عامين
  • تأخذ هذه الأورام لوناً أسوداً مزرقاً أو بنياً
  • في حال ظهور الورم على العين، فغالباً ما يتوضع على الجفن السفلي للعين

الأنماط السريرية لسرطان الخلية القاعدية

يوجد عدة تصنيفات سريرية لسرطان الخلية القاعدية، ولكل من هذه الأنماط سلوك مختلف مميز عن الآخر، حيث تصنف إلى:

  • النمط العقيدي: ويعتبر النمط الأكثر شيوعاً لسرطان الخلية القاعدية، حيث قد يكون ذي شكل كيسي مصبغ متقرن، ويكون لؤلؤي المظهر مع توسع في الأوعية الدموية المحيطة به.
  • النمط الارتشاحي: تكون حدود الورم في هذا النمط غير واضحة، بسبب اختراقه وارتشاحه لأدمة الجلد.
  • العقيدات الدقيقة: لا يتعرض هذا النمط للتقرح، ويكون بلونين هما الأصفر والأبيض، كما يكون صلب القوام عند تعرضه للضغط، وأيضاً واضح الحدود غالباً.
  • نمط يدعى بالـ"قُشَيعة": حيث يبدو هذا النمط كلويحات مسطحة بيضاء أو صفراء، وذات قوام شمعي، كما قد يحتوي على تقرح وانخفاض في بنيته أيضاً.
  • النمط السطحي: يظهر هذا النمط من سرطان الخلية القاعدية على الجذع والكتفين غالباً، ويبدو كسطح محمر ذي حواف دائرية محددة بشكل واضح.

أسباب وعوامل الخطورة للإصابة

هنالك عوامل طبيعية وأخرى من تأثير الإنسان نفسه قد تزيد من احتمال إصابته بسرطان الخلية القاعدية. وهذه العوامل يطلق عليها اسم "عوامل الخطورة".

ولكن من الضروري قبل ذكر هذه العوامل أن نؤكد على أن وجود عامل أو مجموعة من العوامل لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان.

ومن جهة أخرى فقد يظهر هذا السرطان لدى فرد سليم لا يمتلك أي من هذه العوامل.

١- التعرض للأشعة فوق البنفسجية UV

يعتبر التعرض لأشعة الشمس أحد أهم عوامل الخطورة التي من شأنها أن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الخلية القاعدية وغيره من السرطانات الجلدية.

حيث تشكل عامل الخطورة المشترك بين جميع سرطانات الخلايا الجلدية عموماً.

ويعود هذا التأثير ناتج الضرر الذي قد تلحقه هذه الأشعة على الحمض النووي للخلايا الجلدية، بالتالي يحدث اضطراب في تكاثر هذه الخلايا، ويصبح غير مضبوط مما يزيد من احتمالية تحولها لخلايا سرطانية.

٢- الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة

يعتبر الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الخلفية القاعدية. ولكن هذا لا ينفي إمكانية إصابة أي شخص بالسرطان مهما كانت طبيعة بشرته.

يعتبر أصحاب البشرة البيضاء أعلى خطورةً للإصابة بسبب نسبة الميلانين العالية الموجودة لديهم بالمقارنة مع أشخاص البشرة الغامقة التي تقيهم من تأثيرات أشعة الشمس الضارة.

كما يعتبر الأشخاص المصابون بالمهق من الفئات العالية الخطورة للإصابة بالسرطانات الجلدية.

والمهق هو مرض وراثي يغيب فيه صباغ الميلانين من جسم الشخص مما يجعل البشرة فاتحة والشعر مائل للون الأبيض.

٣- ضعف الجهاز المناعي

يعد الجهاز المناعي هو المسؤول عن محاربة أي اضطراب يصيب الجسم، ومن ضمن ذلك السرطانات.

لذلك فإن ضعف جهاز المناعة بشكل مرضي كما في الأمراض المناعية أو بشكل صنعي عند استخدام مضادات الالتهاب الستيروئيدية "الكورتيزون" أو أي كابتات أخرى للمناعة، قد يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطانات. بشكل عام.

٤- أسباب إضافية

  • التقدم في العمر: يزداد احتمال الإصابة بسرطان الخلية القاعدية مع التقدم في العمر؛ نتيجة الأثر التراكمي للتعرض للشمس، إلا أنه وفي الوقت الحالي نجد زيادةً في نسبة إصابة الأعمار الأصغر بسبب التعرض الزائد لأشعة الشمس.
  • التعرض لبعض المواد الكيميائية: يعد التعرض لمستويات عالية من مادة الزرنيخ ضمن الطعام أو الشراب أحد عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الخلية القاعدية.
  • التعرض للإِشعاع: يعد التعرض للإشعاع لأسباب طبية أو لأسباب مهنية أحد عوامل الخطورة للإصابة بأي سرطان.
  • الإصابة بالتهاب أو رض جلدي شديد أو طويل الأمد كالحروق والالتهابات الجلدية والعظمية صعبة العلاج.
  • علاج الصدفية: تعتبر الصدفية أحد الأمراض الجلدية المزمنة والتي يدخل في علاجها تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، ومن هنا يأتي خطر هذا العلاج على إمكانية تطوير سرطان جلدي.
  • التعرض السابق لسرطان جلدي فقد يرفع ذلك من خطر عودة ظهور السرطان نفسه أو سرطان جلدي آخر.

علاج سرطان الخلية القاعدية

هنالك مجموعة من الخيارات العلاجية المستخدمة لحالة سرطان الخلية القاعدية وتشمل:

١- إزالة الورم جراحياً

هنالك ثلاثة أنماط لهذه الطريقة العلاجية، وعلى الطبيب إطلاع المريض عليها حسب حالته الصحية. وهذه الأنماط هي:

  • الجراحة الاستئصالية: يقوم الطبيب باقتطاع الورم مع المنطقة المحيطة به لتأمين استئصال الورم.
  • جراحة "Mohs": حيث تستخدم هذه التقنية لاستئصال الأورام المتوضعة على الأقسام من الجسم التي تمتلك ثخانةً جلديةً رقيقةً كالأنف والعين . حيث يتم اقتطاع أجزاء جلدية بشكل شرائح رقيقة، ومن ثم يقوم بفحصها في كل مرة، حتى يصل الجراح إلى الأجزاء السليمة، عندها يتوقف. (2)
  • الجراحة الكاشطة باستخدام التخثير الكهربائي: تستخدم هذه التقنية في حال توضع الورم على الجذع أو الساعد أو الساق فقط. حيث تقلل هذه الطريقة من النزف المحتمل أثناء إزالة الورم، وذلك باستخدام التخثيرالكهربائي.

٢- الجراحة القرنية التبريدية

يتم خلال هذا الإجراء تبريد المنطقة الورمية بدرجة حرارة منخفضة جداً، ومن ثم تسقط هذه الكتلة بعد أن تفقد خصائصها وتموت.

٣- الأدوية الموضعية

هنالك أدوية يمكن تطبيقها موضعياً على سطح الآفة، حيث قد يعمل بعضها على تحفيز جهاز المناعة على محاربة الخلايا السرطانية، في حين يعمل البعض الآخر على قتل الخلايا السرطانية بشكل مباشر.

٤- العلاج بتطبيق الأشعة النووية

يتم إجراء هذا النمط داخل المشفى أو ضمن مراكز متخصصة بالعلاج النووي.

كما يمكن تطبيق العلاج الشعاعي كعلاج متمم بعد الجراحة للقضاء على أية بقايا ورمية.

الخلاصة

في الختام وبسبب كون التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الخلية القاعدية لذلك ينصح الأشخاص الذين يتعرضون للشمس بكثرة ولفترات طويلة الانتباه لأي علامة غيد عادية على جلدهم واستشارة الطبيب المختص بشكل مباشر دون تأجيل.