سرطان القولون: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - .MBBChb, MD
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعتبر سرطان القولون من السرطانات الشائعة التي تصيب البشر، ويحتل المرتبة الثالثة بين جميع السرطانات. ويوضح هذا المقال أهم الحقائق الطبية المرتبطة بسرطان القولون.

ما هو سرطان القولون؟

ينتج سرطان القولون عن حدوث تكاثر عشوائي وغير مضبوط في خلايا القولون وهو ما يزيد من معدلات انقسام الخلايا، وهو ما قد يسبب ضيقاً في تجويف القولون.

على الرغم من شيوعه، يسبب سرطان القولون، العديد من الوفيات، حيث يعد ثاني أكثر سبب للوفيات السرطانية، بأعداد تصل لحوالي 1 مليون حالة وفاة سنوياً. (1)

ويشير تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)أيضاً إلى أن أعداد الإصابات الجديدة سوف تزداد بين عامي 2020 و2040، وأنها قد تصل إلى حوالي 3 مليون إصابة جديدة سنوياً. كما أن أعداد الوفيات قد ترتفع بنسبة تقارب 69%.

كما تشكل الإصابات في القارة الآسيوية ما يقارب نصف أعداد الإصابات والوفيات الإجمالية، وتتركز هذه الحالات بشكل رئيسي في الصين واليابان.

هذه الأرقام وغيرها الكثير تجعل من دراسة سرطان القولون والتوعية تجاهه أمراً شديد الأهمية.

أعراض الإصابة بسرطان القولون

قد لا يعاني المريض المصاب بالسرطان من أية أعراض مهمة، فقد تكون هناك بعض الأعراض البسيطة التي لا تثير اهتمام المريض.

طبقا لمركز مكافحة الأمراض (CDC)، يعاني حوالي 90% من المصابين من عرض واحد على الأقل من الأعراض التالية:

  • تغيرات في العادات الهضمية: زيادةً في عدد مرات التغوط، ويكون البراز طرياً وأقرب للسائل، ويصاحب ذلك ألماً في البطن غالباً.
  • خروج الدم مع البراز، وهذا ما يعرف "بالبراز الدموي"، من دون وجود أعراض للبواسير الشرجية، والتي تعد أحد أسباب البراز الدموي.
  • آلام في البطن والانتفاخ وعدم الارتياح الدائم، والذي يأتي مع تناول الطعام. وهو ما يقلل من رغبة المريض في الطعام، ما قد يسبب نقصاً في الوزن.
  • الإمساك: قد يحدث صعوبة في التغوط مع زيادة سماكة البراز وقساوته. يشير هذا العرض في حالة حدوثه في مرضى سرطان القولون الى وصول المرض إلى مرحلة خطيرة عادةً.

وعلى الرغم من وجود تلك الأعراض في سرطان القولون إلا أنها لا تعني بالضرورة وجود أورام القولون حيث تعد هذه الأعراض من الأعراض الشائعة لأمراض أخرى غير خطيرة في الجهاز الهضمي.

قد يسبب السرطان انسداداُ في القناة الهضمية في بعض الأحيان، مانعاً مرور الفضلات عبره (2).

يعرف ذلك بانسداد الأمعاء. ومن أعراض ذلك:

  • يحدث ألم متقطع في البطن بعد تناول الطعام، وقد يكون شديداً في بعض الأحيان.
  • خسارة الوزن بطريقةٍ غير مفسرةٍ.
  • انتفاخ البطن بشكل دائم
  • الإعياء والتعب العام

تعتبر الحالة السابقة من الحالات الخطيرة التي تتطلب تدخلاً سريعاً.

مراحل الإصابة

من أجل فهم مراحل الإصابة لا بد من فهم بنية الأمعاء الغليظة (القولون). يمكن وصف القولون بالأنبوب المؤلف من ثلاث طبقات رئيسية من الخلايا:

  • الطبقة الداخلية وتدعى بالمخاطية، ويشكل القسم الأقرب منها لتجويف القولون ما يدعى بالبطانة.
  • تليها الطبقة الأعمق والتي تدعى بالطبقة العضلية.
  • ثم نصل للطبقة الخارجية التي تدعى بالطبقة المصلية أو الشحمية (3).

وبناءً عليه، فقد تم تقسيم مراحل تطور سرطان القولون إلى:

  • المرحلة صفر (Stage 0): تكون الخلايا السرطانية فيه ما زالت في البطانة من الطبقة المخاطية.
  • المرحلة الأولى (Stage 1): يصبح السرطان أكثر عمقاً مما سبق في الطبقة المخاطية.
  • المرحلة الثانية (Stage 2): يغزو السرطان الطبقة العضلية من القولون.
  • المرحلة الثالثة (Stage 3): ينتقل السرطان إلى العقد اللمفاوية.
  • المرحلة الرابعة (Stage 4): تعتبر المرحلة النهائية من تطور السرطان، والتي يصل فيها إلى أعضاء أخرى خارج القولون.

يفيد ما سبق في تحديد الخطة العلاجية التي سوف يخضع لها المريض، وطريقة تطبيقها.

أسباب الإصابة بسرطان القولون

لا يوجد ما يفسر حدوث السرطان إلى الآن، إلا أن حصول طفرات واضطراب في الحمض النووي للخلايا، من شأنه أن يؤدي لبدء انقسام الخلايا القولونية بشكل عشوائي، وغير قابل للضبط.

يقوم الجهاز المناعي للجسم، في العديد من الحالات، بمهاجمة هذه الخلايا المضطربة وقتلها. إلا أنه في حال بقائها، فإنها تبدأ بالتكاثر والانقسام العشوائي، ليتطور السرطان (4).

على الرغم من عدم وجود سبب واضح، لكنه قد تم تحديد العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون أو تنقصها.

عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة

تتعدد العوامل المؤدية لتطور سرطان القولون حيث يشير مركز مكافحة الامراض (CDC)إلى أن خطر الاصابة بسرطان القولون قد تزيد مع كل مما يلي:

  • العمر: تزيد إمكانية الإصابة بعد عمر 50 سنة، حيث أن أغلب الإصابات الجديدة تحدث في هذا العمر.
  • تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون: إن وجود شخص ذو قرابة من الدرجة الأولى (أب، أو أخ، أو ابن) يزيد من احتمال الإصابة.
  • اصابة سابقة بسرطان القولون او الأمراض المرتبطة به: إن تعرض الفرد نفسه لأحد الحالات التالية، يرفع من إمكانية الإصابة مثل:
    • إصابة سابقة بالسرطان وتم علاجها.
    • وجود ما يسمى بلحميات القولون او البوليبات لدى المريض. ولحميات القولون هي عبارة عن نتوءات من تجمعات الخلايا ضمن جوف القولون، وقد تصل الواحدة منها إلى أكثر من 1 سم في الارتفاع.
    • إصابة سابقة بسرطان المبيض.
    • الإصابة بأحد اشكال الداء المعوي الالتهابي IBD، مثل داء كرون، والتهاب القولون التقرحي.
  • شرب الكحول: إن شرب ما يزيد عن ثلاثة من المشروبات الكحولية في اليوم يزيد من احتمال الإصابة.
  • تدخين السجائر: يرتبط التدخين مع زيادة خطر الإصابة والوفاة بسبب السرطان، كما أنه يزيد من احتمال تشكل "البوليبات".
    • يعد المدخنين تحت خطر عالٍ لإعادة ظهور البوليبات بعد العمل الجراحي عليها.
  • العِرق: يعتبر ذوي العِرق الأسود تحت خطر أعلى للإصابة مقارنةً بغيرهم.
  • السمنة: تزيد السمنة من خطر الإصابة ومن الوفيات الناتجة عن الإصابة.

العوامل التي تقلل من خطر الإصابة

على الرغم من عدم وضوح طريقة حصول سرطان القولون إلا ان المنظمات المعنية بالأورام مثل الجمعية الأمريكية للأورام السرطانية American cancer society تشير الى العديد من العوامل التي قد تقي من سرطان القولون ومن أهمها ما يلي:

  • النشاط البدني: تقلل ممارسة التمارين البدنية بانتظام من خطر الإصابة.
  • الأسبرين: تناول دواء الأسبرين يقلل من خطر الإصابة ومن أعداد الوفيات المرتبطة بسرطان القولون، وذلك لدى الذين يأخذون الدواء لسبب ما لفترة تزيد عن 10 وحتى 14 سنة (5).
  • الأدوية الهرمونية التعويضية: التي تأخذها النساء بعد سن اليأس حيث تعد الأدوية الهرمونية التي تحتوي على هرمونات الأنوثة، ذات تأثير إيجابي في الوقاية من سرطان القولون المتقدم، وذلك لدى النساء بعد سن اليأس.
    • إلا أن هذه الأدوية تزيد، في نفس الوقت، من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وأمراض القلب، وتجلط الدم (6).
  • إزالة البوليبات أو لحميات القولون: لمّا كانت هذه الأورام السليمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، فإن استئصالها وعلاجها. وبشكل خاص تلك التي يزيد طولها عن 1 سم، يقي من خطر تتطور السرطان.

مضاعفات سرطان القولون

قد يتعرض المريض المصاب بسرطان القولون إلى عدة مضاعفاتٍ متعلقةٍ بتطور الورم. بعضها قد يكون خطيراً أو مهدداً للحياة، مثل:

  • النزف: يتعرض المريض لحدوث نزفٍ بسيط لكنه مستمر ضمن القناة الهضمية، ولمدةٍ طويلةٍ قبل اكتشافه في بعض الأحيان، مما ينتج عن ذلك:
    • فقر الدم: ينخفض عدد كريات الدم الحمراء وقد يصاب بفقد الوعي في بعض الأحيان. قد يكون هذا العرض في بعض الحالات هو المؤشر الذي يدفع المريض لزيارة الطبيب، ومن ثم تشخيص الإصابة.
    • دم في البراز: إن حدوث نزف من القسم الأيمن من القولون يسبب خروج براز بلون أسود.
    • في حين أن النزف الحاصل في القسم الأيسر من القولون يسبب خروج دم واضح مخلوط مع البراز، وهذا ما يعرف بالبراز الدموي.
  • قصور وفشل الجهاز الدوراني: إن حصول نزف شديد وسريع، يؤدي إلى انخفاض حجم الدم ضمن الأوعية الدموية بشكل سريع، وعدم قدرة الجسم على تعويض النقص الحاصل.
    • يعتبر ما سبق من الحالات الطارئة التي تتطلب العلاج بأسرع وقت.
  • الانسداد: قد يؤدي تأخر التشخيص وبدء العلاج إلى نمو الورم وزيادة حجمه، إلى درجة قد تؤدي لانغلاق تجويف القولون.
    • يؤدي ذلك إلى حدوث توسع قبل مكان الانسداد، بالإضافة إلى خسارة السوائل والمعادن المهمة.
  • انثقاب القولون: نتيجة تقرح مكان الإصابة بسرطان القولون وغزوه لطبقات القولون، يمكن أن يحدث انثقاب في الجدار، بحيث قد تصل الفضلات الموجودة داخل القولون إلى جوف البطن.
    • يعتبر ذلك من الحالات الخطيرة جداً لكنها نادرة الحدوث. (7)

تشخيص سرطان القولون

يبدأ الطبيب بفحص المريض وتدوين جميع الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض، مع أخذ التاريخ المرضي لديه ولدى أفراد أسرته. كل ذلك من شأنه أن يساعد الطبيب في التوجه إلى التشخيص.

وتتلخص أهم الفحوصات والتحاليل المطلوبة لسرطان القولون طبقا للجمعية الأمريكية للأورام السرطانية American cancer society في:

۱ - الدراسات المخبرية

  • إجراء تعداد كامل للخلايا الدموية CBC.
  • إجراء الاختبارات المتعلقة بوظائف الكبد والمعادن الدموية.
  • قياس البروتينات الدموية التي تزداد في حال الإصابة ببعض السرطانات، وتدعى بـ"دلالات الاورام".

۲- الدراسة الشعاعية

  • صورة الصدر البسيطة
  • تصوير الصدر والبطن والحوض الطبقي المحوسب CT
  • إجراء صورة للبطن باستعمال الصبغة
  • تصوير البطن والكبد بالأمواج فوق الصوتية Ultrasound
  • تصوير البطن والحوض بالرنين المغناطيسي MRI
  • مسح الجسم باستخدام التصوير الطبقي بالمواد المشعة PET Scan

۳- بعض الإجراءات الأخرى

  • منظار القولون
  • أخذ عينات من المناطق المُحْتَمَل إصابتها بالسرطان

علاج سرطان القولون

۱- علاج الحالات الباكرة من الإصابة

تتعدد أساليب علاج الحالات المبكرة من سرطان القولون فيما يلي:

  • الجراحة: تعتبر الخط العلاجي الأول للحالات الباكرة من الإصابة بسرطان القولون. يقوم الجراح هنا باستئصال الكتلة الورمية مع جزء من النسيج المحيط بها.
  • المعالجة الشعاعية: عادةً ما تستخدم قبل العمل الجراحي لضمان القضاء على الخلايا المجهرية الصغيرة خارج الورم.
  • العلاج الكيميائي التالي للجراحة: يتم ذلك بعد الجراحة لضمان عدم عودة السرطان للظهور (الانتكاس).

۲- علاج الحالات المتقدمة من الإصابة

اما بالنسبة لعلاج الحالات المتأخرة فيتمثل العلاج فيما يلي:

  • العلاج الجهازي: (أدوية تؤثر على كامل الجسم) يتم اللجوء لها في حال عدم إمكانية استئصال الورم بشكل كامل، وذلك في الحالات المتقدمة.
  • الجراحة: يتم هنا إجراء عمل جراحي للتقليل من الأعراض وليس لاستئصال الكتلة السرطانية.
    • كأن يتم استئصال جزء من الورم بسبب حدوث انسداد كامل في جوف القولون، يساعد ذلك في تخفيف أعراض المريض فقط .

نسب النجاة

تم وضع ما يعرف بـ "توقع الحياة بعد 5 سنوات من التشخيص"، لتوقُّع البقاء على قيد الحياة في السرطانات بعد التشخيص، وهي تقريبا 67% في سرطان القولون.

وعليه تقسم نسب النجاة لمدة خمس سنوات كالتالي:

  • السرطان الذي ما زال في نفس المنطقة التي نشأ فيها، فإن احتمال البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، هي حوالي 90%.
  • السرطان الذي وصل إلى المناطق والأعضاء القريبة من مكان الورم أو إلى العقد اللمفاوية، هي حوالي 73%.
  • السرطان الذي انتقل إلى مناطق وأعضاء بعيدة عن مكان الورم الأصلي، هي حوالي 17% .