سرطان المثانة: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 22 مارس 2023

مقدمة عن سرطان المثانة

قد تتعرض الخلايا المشكلة للمثانة لاضطراب يؤدي إلى الانقسام العشوائي وغير المضبوط فيها، وتسمى هذه الحالة سرطان المثانة.

يحتل سرطان المثانة المرتبة السابعة بين السرطانات التي تصيب البشر، وقد بلغت أعداد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة حوالي 79030 حالة، كما بلغت أعداد الوفيات في نفس العام حوالي 16870. (1) (2)

كما ويعتبر هذا السرطان أكثر شيوعاً لدى الرجال منه لدى الإناث، حيث يشير ذات التقرير إلى أن السرطان هذا يحتل المرتبة السادسة بين السرطانات لدى الرجال، والمرتبة السابعة عشر لدى الإناث. (3)

أعراض الإصابة

يشكل الجهاز البولي أحد الأجهزة المهمة في التخلص من العناصر الزائدة والمواد الضارة، التي تنتج عن عمل الجسم.

تشكل المثانة وهي من الأعضاء الأساسية ما يشبه الكيس العضلي الذي تصب فيه ما تنتجه الكلية من البول، ليتم طرحه لاحقاً عن طريق تقلصها.

تتوضع المثانة في القسم السفلي من البطن، حيث يصب فيها الحالبان الآتيان من الكليتين، وتتصل من الأسفل مع الإحليل الذي ينقل البول إلى الخارج.

وعند الإصابة بسرطان المثانة هنالك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على المريض، وليس بالضرورة أن تظهر جميعها سويةً. ونذكر منها:

١- ظهور دم في البول

يعتبر هذا العارض هو الأكثر شيوعاً على الإطلاق حيث يظهر لدى حوالي 80% من المرضى ويدعى البول المدمى "Haematuria".

حيث يشتكي المريض من خروج بول بلون أحمر أو بحالات قليلة بلون بني غامق، كما قد يكون اللون غير واضح في بعض الأحيان، إلا أن الاختبارات البولية تشير إلى وجود الدم فيه.

كما أنه من المهم ملاحظة أن خروج الدم مع البول لا يترافق غالباً مع الألم وهذه الصفات تعتبر شديدة الأهمية.

٢- المشاكل المرافقة للتبول

حيث قد يظهر على المريض بعض الأعراض التالية:

  • زيادة عدد مرات التبول
  • الإلحاح البولي "Urgency" يشير إلى حالة الحاجة المفاجئة للتبول
  • إحساس مؤلم أو حارق أثناء التبول

على الرغم أن هذه الأعراض نجدها في الحالات الإنتانية والسليمة نسبياً أو في حالات ضخامة البروستات لدى الذكور، إلا أننا قد نجدها في حالة سرطان المثانة في بعض الأحيان.

٣- بعض الأعراض الأخرى

  • خسارة في الوزن من دون وجود سبب واضح
  • ألم الظهر أو أسفل البطن وفي العظام
  • الشعور الدائم بالتعب وعدم الراحة

الأنواع

هنالك ثلاثة أنواع رئيسية لسرطان المثانة بناءً على نوع الخلايا التي بدء فيها التحول الخبيث، وهي:

١- سرطانة الخلايا الانتقالية "Transitional Cell Carcinoma"

وهو عبارة عن سرطان يبدأ في الخلايا الموجودة في الطبقات العميقة من نسيج المثانة، والحاوية على الخلايا الانتقالية البولية.

وقد سميت بالخلايا الانتقالية، نظراً لتغير شكلها، حيث تصبح أكثر تسطحاً عند انضغاطها أثناء امتلاء المثانة، في حين تعود لشكلها الأصلي بعد إفراغ البول.

٢- السرطانة شائكة الخلايا "Squamous Cell Carcinoma"

يبدأ التحول السرطاني هنا في طبقة الخلايا الشائكة المبطِّنة لجوف المثانة، ونجد هذا النوع عادةً بعد الحالات الالتهابية والتخريشية طويلة الأمد التي تصيب المثانة.

٣- السرطانة الغدية "Adenocarcinoma"

يحدث التحول الخبيث في السرطانة الغدية في الخلايا الغدية الموجودة في بطانة جوف المثانة، والتي تفرز المادة المخاطية عادةً ويعتبر هذا النوع قليل الشيوع بين الأنواع الأخرى.

أسباب وعوامل الخطورة للإصابة

لا يوجد سبب واضح للإصابة بسرطان المثانة، إلا أن هنالك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة وتتضمن:

  • التدخين واستهلاك النيكوتين بأشكاله والذي يعتبر عامل الخطر الأكثر أهمية في الإصابة بمختلف أنواع السرطانات
  • وجود سوابق عائلية للإصابة بسرطان المثانة
  • بعض الاضطرابات والطفرات الجينية لدى المريض
  • التعرض لبعض العوامل المهنية والمواد الكيميائية المستخدمة في بعض الصناعات، على سبيل المثال العاملين بمجال الطلاء والصباغة والمعادن والمنتجات البترولية.
  • بعض الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي
  • مياه الشرب الحاوية على نسبة عالية من الزرنيخ
  • الإصابة المزمنة وطويلة الأمد بإنتانات السبيل البولي، وبشكل خاص دودة البلهارسيا الدموية، والتي ترتبط هذه الأخيرة بسرطان المثانة شائك الخلايا "SCC"

مضاعفات الإصابة بسرطان المثانة

قد يتعرض مريض سرطان المثانة للعديد من المضاعفات التي تتعلق بالورم بحد ذاته أو بالإجراءات العلاجية المطبقة. ومنها:

١- التأثير النفسي

قد يصاب المريض بحالة من تراكم التأثر السلبي، حيث أنه يصاب بالإحباط بدايةً عن تشخيص إصابته، ومن ثم يزداد هذا التأثير سوءاً عند مواجهة التأثيرات التالية للعلاج.

كما قد تصل هذه الحالة إلى حد الاكتئاب في بعض الأحيان، وتحتاج إلى العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب، بالإضافة إلى العلاجات السلوكية ومن العلامات التي تشير إلى حالة الاكتئاب:

  • الحزن المستمر والاكتئاب والقلق
  • عدم الاستمتاع بالأشياء التي كانت تريح المريض سابقاً

٢- الإصابة ببعض الاضطرابات البولية التالية للعمل الجراحي

يؤدي العمل الجراحي الاستئصالي لسرطان المثانة في بعض الأحيان إلى تغير في تشريح الطريق الطبيعي للسبيل البولي، مما ينتج عنه:

  • استخدام جزء من الأمعاء لتصبح بمثابة المثانة بعد الاستئصال الكامل لها، مع الحاجة إلى إحداث فتحة في جدار البطن لتخرج منها البول أحياناً.
  • السَلَسَ البولي وتشير هذه الحالة إلى فقدان السيطرة والتحكم في موعد التبول.

٣- بعض الاضطرابات الجنسية

يتلو العمل الجراحي في بعض الأحيان، أذية في الأعصاب المسؤولة عن الأعضاء التناسلية، وأذية في الطريق التناسلي الطبيعي. يتمثل ذلك في:

  • ضعف الانتصاب لذى الذكر (الضعف الجنسي أو العنانة)
  • تضيق في جوف المهبل لدى الإناث

تشخيص الإصابة

يعتمد تشخيص الطبيب على الحالة التي يشكو منها المريض، يستمع في البداية إلى القصة المرضية ويجري الفحص السريري وتشمل الإجابة عن بعض الأسئلة:

  • بدء الأعراض
  • شدة الأعراض و وجود ألم أو الشعور بالحرقة
  • وجود أي من الأمراض المزمنة عند المريض
  • وجود حالة سرطان عند أحد أفراد العائلة
  • التاريخ الطبي للمريض والعمليات الجراحية التي أجراها

وعند الشك بوجود حالة سرطان المثانة لابد من إجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل، التي من شأنها تأكيد الإصابة من جهة، وتحديد امتداد ومرحلة الورم من جهة أخرى. وتتضمن ما يلي:

  • اختبارات الدم: تفيد هذه الاختبارات في تقييم عمل الكلية والكبد، والبحث عن الحالات الالتهابية والإنتانية الممكنة.
  • فحوصات البول: يتم أخذ عينة من البول وفحصها بحثاً عن وجود الخلايا السرطانية فيها، أو أي مكونات أخرى توجه نحو الإصابة.
  • تنظير المثانة "Cystoscopy": يعتبر الاختبار الرئيسي والأهم في تشخيص سرطان المثانة.
    • وهو عبارة عن أنبوب يتم إدخاله إلى المثانة، ويكون حاملاً لجهاز تصوير مباشر.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound scan": ويعتبر الإجراء التصويري الأول، حيث يتم مباشرةً بعد الفحص السريري في عيادة الطبيب.
  • التصوير البولي الطبقي المحوسب "CT urogram": حيث يؤمن صوراً شعاعيةً ثلاثية الأبعاد للجهاز البولي.
  • من الإجراءات التصويرية الأخرى التي تقيم مرحلة الورم: التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI scan".
  • التصوير الطبقي بالإصدار البوزيتروني "PET/CT scan".
  • المسح العظمي "Bone scan"

علاج سرطان المثانة

يعتمد اختيار الخطة العلاجية على الحالة العامة للمريض والمرحلة التي وصلها الورم، ودرجة غزوه لطبقات المثانة.

ففي الحالات التي لم يغزو فيها السرطان الطبقة العضلية للمثانة، يكون من الممكن عندها استئصال الكتلة الورمية من المثانة فقط، مع المحافظة على الأجزاء السليمة منها.

ويتم ذلك باستخدام تقنية جراحية تسمى استئصال سرطان المثانة عبر الإحليل "TURBT"، ويتبع هذا الإجراء استخدام العلاج الكيميائي بحقنه مباشرةً في المثانة، وذلك لتقليل خطر عودة الإصابة.

وفي الحالات التي تحمل خطراً عالياً للعودة والظهور، تستخدم عندها تقنية حقن لقاح السل "BCG" ضمن المثانة كأحد الطرائق العلاجية التي ما زالت تحمل نتائجاً إيجابيةً.

أما في الحالات عالية الخطورة من السرطان غير الغازي للطبقة العضلية، وكذلك في الحالات التي وصل فيها السرطان للطبقة العضلية، عندها لا بد من استئصال المثانة بشكل كامل. وتستخدم أجزاءاً من الأمعاء لتعويض وظيفة المثانة المستئصلة.

كما يستخدم العلاج الكيميائي والشعاعي في الحالات غير القابلة للاستئصال أو من أجل تجنب الاستئصال.

وفي الختام من المهم استشارة الطبيب وسؤاله عن الخيار العلاجي الأفضل الذي يمكن أن يحمي المريض من انتشار أو عودة السرطان مرة ثانية.

كما ينصح جميع الأشخاص بالزيارة الروتينية للطبيب العام وإجراء الفحوص الدورية للدم وأعضاء الجسم للكشف المبكر عن أي عوامل خطر يمكن أن يتعرض لها الشخص.