سرطان المعدة: الأسباب والعلاج

الكاتب - 9 مارس 2023

مقدمة عن سرطان المعدة

قد تتعرض الخلايا المشكلة للمعدة لحالة من الانقسام العشوائي وغير المضبوط كما قد تختل وظائفها في بعض الأحيان وتدعى هذه الحالة سرطان المعدة "Stomach Cancer."

يحتل سرطان المعدة وفقاً لأحدث التقديرات المرتبة الخامسة في العالم من حيث انتشار الإصابة بالسرطانات، حيث يتوضع في المرتبة الرابعة لدى الرجال، وفي المرتبة السابعة لدى الإناث. (1)

حيث يشير التقرير السابق نفسه إلى أنه بلغت أعداد الإصابات الجديدة في نفس العام حوالي مليون إصابة، كما بلغت أعداد الوفيات أكثر من 768000 حالة وفاة حول العالم.

كما يشير تقرير آخر إلى امتلاك اليابان أعلى معدل للبقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص، بنسبة تصل إلى حوالي 90%، حيث يعود ذلك إلى طرائق الكشف المبكر المتبعة لديهم. (2)

أعراض سرطان المعدة

تعمل المعدة، والتي تعد من الأعضاء المهمة في الجهاز الهضمي، على هضم الطعام الذي يصل إليها من خلال التقلصات العضلية التي تطبقها بالإضافة أيضا إلى عملية فرز الأحماض والأنزيمات التي تفيد في تفكيك الطعام لتسهيل عملية الامتصاص لاحقاً.

كما وهنالك العديد من الأعراض التي قد ترافق الإصابة بسرطان المعدة إلا أنها قد تكون صعبة الملاحظة في بعض الأحيان مما يؤخر اكتشاف الحالة.

ومن ضمن هذه الأعراض:

  • شعور مزعج في منطقة الصدر يصفه المريض بالحرقة "Heartburn"، بالإضافة أيضا إلى حالة الارتجاع الحمضي المعدي المريئي
  • مواجهة بعض الصعوبات في عملية البلع
  • الشعور بالتعب أو الضعف العام
  • أعراض تشير إلى اضطراب الهضم مثل التجشؤ الشديد
  • الإحساس السريع بحالة الشبع، رغم تناول كميات صغيرة من الطعام
  • نقص الشهية، مع خسارة كبيرة في الوزن دون سبب واضح لذلك
  • وجود كتلة في المنطقة العلوية من البطن
  • الألم الذي يشير إليه المريض في أعلى منطقة البطن لديه
  • فقدان الطاقة والقدرة على القيام بالأعمال اليومية
  • الغثيان أو الإقياء
  • التقيؤ الحاوي على الدم في بعض الأحيان (الإقياء الدموي)
  • التغوط ذي اللون الأسود (التغوط الزفتي) لاحتوائه على الدم

أسباب وعوامل الخطورة للإصابة

لم يتم التوصل حتى الآن إلى السبب المباشر وراء بدء حدوث الانقسام العشوائي في خلايا المعدة، وتحولها إلى سرطان المعدة.

إلا أن هنالك مجموعة من العوامل التي ارتبط تواجدها مع زيادة احتمال الإصابة، ومن ضمن هذه العوامل:

١- الجنس

حيث تشير دراسة إلى أن نسبة إصابة الرجال هي ضعف نسبة إصابة النساء، وقد يرتبط بعوامل الخطورة التي يتعرضون لها بشكل أكبر. (3)

٢- العمر

يمكن أن يصاب الأشخاص بمختلف الأعمار بسرطان المعدة إلا أنه أكثر شيوعاً لدى المتقدمين في السن وخاصةً الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة.

٣- الإصابة بجرثومة الملوية البوابية

تعتبر الإصابة بجرثومة الملوية البوابية إحدى الأسباب المهمة في تطورسرطان المعدة، وبشكل خاص في الحالات السرطانية التي تبدأ في الجزء السفلي أو البعيد من المعدة.

قد تؤدي الإصابة طويلة الأمد بهذه الجرثومة إلى تحول الإصابة إلى التهاب المعدة المزمن، والذي يعتبر من الحالات ما قبل السرطانية.

ولكن في المقابل فإن نسبةً كبيرةً جداً من المصابين بالسرطان لديهم التهاب نتيجة الإصابة بالملوية البوابية، قد تسبب هذه الجرثومة أيضاً نمطاً من اللمفوما في المعدة يدعى "MALT".

٤- السمنة وزيادة الوزن

ترتبط السمنة وزيادة الوزن مع زيادة احتمال الإصابة بالسرطانات التي تتوضع في منطقة الفؤاد من المعدة أي في القسم العلوي منها القريب من المريء.

٥- الحمية الغذائية

تشكل الحمية الغذائية المعتمدة على الأطعمة المخزنة والمملحة مثل السمك واللحوم المملحة بالإضافة للخضروات المُخلَّلة، إحدى عوامل الخطورة للإصابة بسرطان المعدة.

كما أن تناول اللحوم المصنعة أو المشوية على الفحم يزيد من خطر الإصابة، وكذلك نجد هذا الخطر في الحميات قليلة الفواكه.

في حين أن الحِميات الحاوية على الكثير من الفواكه الطازجة وبشكل خاص الحمضيات وأيضاً الحميات الحاوية على كميات متوازنة من الخضروات النيئة، تقلل من خطر الإصابة.

٦- الإفراط في شرب الكحول والتدخين

يعتبر الأشخاص المدمنين على شرب الكحول أو الذين يشربون بشكل يومي بالإضافة إلى استهلاك النيكوتين بمختلف أنواعه هم أكثر عرضةً للإصابة بسرطان المعدة.

٧- خضوع المريض لجراحة سابقة على المعدة

نجد ذلك لدى من خضعوا لجراحة على المعدة لسبب غير ورمي، حيث قد ينتج عن الجراحة نقص إفراز الحمض المعدي أو بسبب عودة بعض المفرزات من الاثني عشر (العفج) إلبها، مثل مادة الصفراء "Bile".

٧- بعض أنماط البوليبات -اللحيمات- "Polyps"

البوليبات (اللحيمات) وهي عبارة عن تبارز من النسيج المبطن للعضو، ولها عدة أنماط شكلية ونسيجية، حيث يعتبر النمط الغدي "Adenomatous Polyps" هو النمط الأكثر احتمالاً نسبياً للتحول الخبيث.

٨- فقر الدم الخبيث -الوبيل- "Pernicious anemia"

وهو عبارة عن حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم بعض أنواع الخلايا في نسيج المعدة، حيث تنتج هذه الأخيرة مادة خاصةً تدعى "العامل الداخلي IF"، تساعد على امتصاص فيتامين B12 من الغذاء، وهو من الفيتامينات الضرورية لتصنيع الخلايا الحمراء الدموية، وينتج عن هذا النقص فقر الدم.

٩- بعض الحالات والأمراض الوراثية

مثل متلازمة لينش "Lynch"، وداء البوليبات الغدية العائلي "FAP"، ومتلازمة بوتز جيغيرز "Peutz-Jeghers".

١٠- العوامل المهنية

إن التعرض المباشر والمستمر للمواد الكيمياوية في المعامل بالإضافة للعمل بمجالات الفحم والمعادن والمطاط يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

١١- عوامل إضافية

هنالك عوامل إضافية تزيد من فرص الإصابة لسرطان المعدة.

  • وجود سوابق عائلية لدى الأقارب والعائلة للإصابة بالسرطان
  • الإصابة بفيروس إبشتاين بار "EBV"

المضاعفات

هنالك مجموعة من المضاعفات الخطرة التي يمكن أن تظهر عند المصابين بسرطان المعدة المتقدم، وتشمل:

  • الانسداد المعوي
  • الحبن وهو تجمع للسوائل ضمن جوف البطن خارج الأعضاء
  • حدوث يرقان من النمط الانسدادي
  • زيادة احتمال تشكل الخثرات الدموية السادة للأوعية الدموية
  • الاستسقاء الكلوي أي تجمع كبير للسوائل ضمن الكليتين

التشخيص

يعتمد تشخيص الطبيب على الحالة التي يشكو منها المريض، يستمع في البداية إلى القصة المرضية والفحص السريري وتشمل الإجابة عن بعض الأسئلة:

  • بدء الأعراض
  • شدة الأعراض و وجود ألم أو الشعور بالحرقة
  • وجود أي من الأمراض المزمنة عند المريض
  • وجود حالة سرطان عند أحد أفراد العائلة
  • التاريخ الطبي للمريض والعمليات الجراحية التي أجراها

يمكن أن يطلب الطبيب في حال الشك بوجود سرطان المعدة القيام بمجموعة من الفحوص والتي تشمل:

  • فحوص دم مخبرية متنوعة مثل تعداد كريات الدم البيضاء، وتعداد الدم الكامل
  • فحص لعينة البراز التي قد توجه لوجود حالة مرضية معينة

الفحوص التصويرية

عند غياب السبب الواضح للإعراض التي يعاني منها المريض وفي حال الشك بوجود سرطان المعدة يتم اللجوء للفحوص التصويري والخزعة لتأكيد التشخيص.

  • يشكل التنظير الهضمي "Endoscopy" أحد الوسائل شديدة الأهمية وذات الفعالية العالية في تشخيص الاضطرابات الهضمية بالإضافة أيضا إلى أخذ الخزعات من المناطق المشبوة، لتأكيد التشخيص.
    • حيث يوفر هذا الإجراء الرؤية المباشرة للطريق الهضمي عبر الكاميرا التي يحملها في مقدمته، وعند رؤية أي منطقة مشبوهة، يستطيع أخذ الخزعات النسيجية منها، لتتم دراستها بواسطة المجهر الضوئي.
  • التصوير الطبقي المحوسب "CT scan"
  • أيضا التصوير الطبقي بالإصدار البوزيتروني "PET scan"
  • بالإضافة أيضا للتصوير بالرنين المغناطيسي "MRI san"
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound"
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية عن طريق التنظير الهضمي "Endoscopic Ultrasound" وتعتبر من الوسائل الحديثة، التي تربط بين التنظير والتصوير، حيث تساعد الطبيب على تقييم درجة غزو السرطان للطبقات العميقة من نسيج المعدة.

علاج سرطان المعدة

يعتمد اختيار العلاج المناسب لمريض سرطان المعدة على عدة نقاطة مهمة، تتضمن:

  • نوع وحجم وموقع السرطان
  • نتائج الفحوصات والتحاليل
  • المرحلة السريرية للورم
  • عمر المريض والحالة الصحية العامة له

وتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

١- العلاج الجراحي

يعتبر الطريقة الأكثر أهمية وشيوعاً في علاج سرطان المعدة، حيث يكون الهدف من العمل الجراحي إزالة واستئصال كامل الكتلة الورمية، بالإضافة لأية بقايا سرطانية محيطة أو منتقلة إلى الأنسجة القريبة.

وبناءً على التقييم السابق للورم، فقد يتضمن العلاج فقط الجراحة على الورم أو أنه قد يتطلب استخدام طرائق علاجية قبل أو بعد العمل الجراحي.

٢- العلاج الهدفي "Targeted therapy"

يصل تأثير الأدوية في هذا النمط من العلاج الهدفي إلى الخلايا السرطانية مباشرةً، على خلاف العلاج الكيميائي والشعاعي، الذي يطال الأنسجة السليمة والخبيثة على حد سواء.

٣- العلاج البيولوجي "Biological therapy"

تستخدم في العلاج البيولوجي أدوية يتم تركيبها بشكل طبيعي في الجسم أو باستطاعتها إيقاف النمو الطبيعي للسرطان، وتتميز بقلة الآثار الجانبية مقارنةً بالعلاج الكيميائي التقليدي. حيث أنها تساعد فيما يلي:

  • زيادة قدرة الجسم على محاربة المرض
  • توجيه الجهاز المناعي نحو الخلايا السرطانية
  • تقوية جهاز المناعي الضعيف

٤- العلاج الكيميائي

تؤثر الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي على الخلايا شديدة النشاط الحيوي، إن كانت سليمة أو خبيثة.

٥- العلاج الشعاعي

يتم استخدام أمواجاً عالية الطاقة من الأشعة لقتل الخلايا الخبيثة.