سوء التغذية: الأعراض والعلاج

الكاتب - 12 أكتوبر 2022

يعتبر سوء التغذية أحد أهم قضايا الصحة العالمية، نظراً للحالة الصحية التي يعاني منها هؤلاء الأفراد والتي تؤثر على المجتمع العالمي ككُل.

فما هي اهم الأسباب التي تؤدي لسوء التغذية وما هي الأعراض المرافقة لهذه الحالة وكيف يمكن علاجها؟

ما هو سوء التغذية؟

يمكن تعريف سوء أو نقص التغذية "Malnutrition" بعدم حصول الفرد على حاجته من المواد الغذائية الأساسية والضرورية.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO، يتم تقسيم نقص التغذية إلى ثلاث مظاهر سريرية، تتضمن:

  • النحول: أي نقص الوزن نسبة للطول.
  • القِصَر: أي نقص الطول نسبةً للعمر.
  • نقص الوزن المرجعي: أي نقص الوزن نسبةً للعمر.

وتشير التقارير الأخيرة للمنظمة إلى أن أعداد البالغين الذين يعانون من نقص الوزن قد وصل حوالي 462 مليون شخص.

بينما توزعت أعداد الأطفال تحت الخمس سنوات الذين يعانون من نقص التغذية، وفق الشكل التالي:

  • 149 مليون طفل يعاني من قصر القامة
  • في حين يعاني حوالي 49 مليون طفل من النحول

وتشير التقارير السابقة إلى أن 45% من وفيات الأطفال تحت الخمس سنوات، لها علاقة بشكل أو بآخر بسوء التغذية وخاصةً في المجتمعات ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.

أعراض سوء التغذية

تختلف الأعراض على حسب شدة نقص التغذية الحاصل ودرجته، ومنها:

  • نقص الوزن بشكل كبير، حيث يكون النقص بمقدار 5 - 10% من وزن الجسم خلال فترة ثلاث إلى 6 أشهر.
  • مؤشر كتلة الجسم لدى الفرد BMI أقل من 18.5 ويمكن حساب هذا المؤشر لأي شخص من خلال حساب نسبة وزن الجسم بالكيلو غرام إلى مربع طول الجسم بوحدة المتر.
  • نقص الشهية
  • ضعف النشاط العام في أغلب أوقات النهار
  • الشعور الدائم بالتعب
  • الشعور الدائم بالبرد
  • الاكتئاب وانخفاض المزاج
  • تعرض الفرد للمرض بشكل متكرر، وعدم الشفاء إلا بعد مرور فترة طويلة
  • تحتاج الجروح لفترة أطول لتُشفى
  • ضعف قدرة المريض على التركيز وإنجاز المهام المطلوبة

الأعراض عند الأطفال

أما بالنسبة للأعراض والعلامات المميزة لدى الأطفال:

  • عدم نمو الطفل بالشكل الطبيعي، مع نقص في الوزن عن النسب الطبيعية.
  • حصول اضطرابات في التصرفات والمزاج، كأن يصبح سريع الانفعال، مع بطء في الحركة، بالإضافة إلى ذلك تزداد حالة القلق والتوتر.
  • نقص مخزون الطاقة لدى الطفل والتعب بسرعة.

أسباب سوء التغذية

على الرغم من كون نقص المدخول الغذائي يعد السبب الأول لسوء التغذية، إلا أنه توجد العديد من الأسباب الاخرى التي من شأنها أن تسبب نقصاً في الوارد الغذائي للجسم.

ومن هذه الأسباب ما يلي:

١- الحمية الغذائية

تعتبر الحمية ونوع الطعام الذي يتناوله الفرد أحد الأسباب المهمة لسوء التغذية، فعلى سبيل المثال الاعتماد على الوجبات السريعة رغم كمية الحريرات العالية التي تنتجها، لا تفيد الجسم بالحصول على العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها.

كما أن اتباع حمية قاسية لفترة طويلة وعدم الحصول على العناصر الغذائية المهمة من أنماط متنوعة من الخضار والفاكهة واللحوم يمكن أن يكون سبباً بسوء التغذية.

٢- الحالات المرضية

قد تؤثر بعض الحالات المرضية والأعراض الناتجة عنها على شهية المريض ونظامه الغذائي. ومن هذه الحالات:

  • الغثيان
  • الإقياء
  • الامساك المزمن
  • القلق والتوتر النفسي
  • الخضوع للعلاج الكيميائي
  • وغيرها من الحالات

٣- أمراض الجهاز الهضمي

تعتبر الأمراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي - وخاصةً سوء الامتصاص - من الحالات التي تؤثر على امتصاص المواد الغذائية الأساسية، كما أنها تسبب في حال اهمال علاجها سوءاً في التغذية.

ومن هذه الأمراض:

  • الإسهال الناتج عن الإنتانات الهضمية الحادة والمزمنة
  • متلازمة القولون العصبي
  • الداء المعوي الالتهابي
  • الداء الزلاقي
  • القصور الكبدي
  • الذئبة الحُمامية الجهازية

٤- ازدياد الاحتياجات الغذائية

قد تزداد الحاجات الغذائية للجسم في حالات معينة، وفي حال عدم تعويض هذه الاحتياجات ونتيجة لذلك فقد يحصل نقص في التغذية.

ومن أهم هذه الحالات:

  • نمو الطفل والتي تعتبر مرحلة حساسة وتتطلب كميات أكبر من الغذاء اليومي الضروري لتطور البنية الجسدية والعقلية والنفسية للطفل بالشكل الصحيح.
  • حالات المرض الشديد الذي قد يسبب استهلاكاً كبيراً للطاقة، كما في حالة:
    • الإنتانات المزمنة والتي تستمر لوقت طويل
    • العمليات الجراحية
    • السرطانات
    • الأمراض القلبية والكلوية وغيرها
  • عند الحمل يتطلب جسم المرأة مدخولاً أكبر من الطاقة بالإضافة للمغذيات الأساسية، وذلك لنمو الجنين بالشكل السليم، بالتالي يمكن أن يشكل النقص في المدخول الغذائي خطراً على صحة الحامل والجنين معاً.

عوامل الخطورة للإصابة بسوء التغذية

تتعلق العوامل التي يمكن أن تؤدي للإصابة بسوء التغذية في البلدان النامية، بنقص المدخول الغذائي نتيجة الفقر وتردي الوضع الصحية.

ولذلك تحوي هذه البلدان على النسبة الأعظم لحالات سوء التغذية في العالم.

أما العوامل المؤثرة في البلدان المتقدمة فترتبط بما يلي:

  • الأشخاص الكبار بالسن وخاصةً المرضى في المستشفيات ودور الرعاية الصحية
  • الأشخاص المنعزلون عن المجتمع لأسباب مختلفة نفسية أو مرضية
  • ذوي الاضطرابات والأمراض النفسية فهم أكثر عرضةً لنقص التغذية

مضاعفات سوء التغذية

لسوء التغذية تأثيرات عديدة يمكن أن تطال كل أجزاء الجسم، وخاصةً عند نقص العناصر الغذائية الهامة والفيتامينات مثل B12، و فيتامين C و A، ومن المضاعفات المحتملة:

  • يضعف الجهاز المناعي ولذلك تضعف قدرة الجسم على محاربة العوامل البكتيرية الضارة التي قد تدخل إليه
  • ضعف النشاط والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية
  • قلة الحركة قد تزيد من خطر التعرض لتجلط الدم
  • السقوط المتكرر نتيجة ضعف العضلات
  • قصور وضعف العضلة القلبية
  • حاجة الجروح لوقت أطول للشفاء
  • اضطراب عمل الكلية في تنظيم تركيز الماء والملح وباقي الشوارد في الدم
  • نقص التغذية يمكن أن يسبب حالة اكتئاب بالإضافة للانطواء والعزلة الاجتماعية

التأثيرات السلبية على الأطفال واليافعين

  • ضعف نمو الطفل وقصر القامة
  • تأخر تطور الجهاز التكاثري
  • ضعف العضلات
  • ضعف التطور الفكري، والذي يمكن أن يؤدي للتراجع العقلي

تشخيص سوء التغذية

لا يحتاج سوء التغذية الشديد أكثر من الفحص السريري لتشخيصه، إلا أنه وفي بعض الحالات قد يتطلب بعض الفحوصات الدموية.

كما يمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوص لكشف الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية في حال عدم ارتباطه بنقص المدخول الغذائي بل بأمراض أخرى كقصور الكبد أو الكلية أو الإنتانات المزمنة.

وتتضمن هذه الفحوص:

  • تعداد الدم الكامل CBC لكشف أي حالة التهاب في الجسم.
  • تركيز بروتين الألبومين في الدم والذي قد يوجِّه لوجود اضطراب في عمل الكبد.
  • تركيز بعض العناصر والفيتامينات لكشف وجود عوز في هذه المواد المهمة والمرتبط عوزها بنقص التغذية.

علاج سوء التغذية

تختلف طريقة العلاج المتبعة بحسب درجة سوء التغذية الحاصل، فقد تتطلب بعض الحالات الشديدة البدء بالعلاج الفوري في المستشفى.

في حين قد يكون كافياً في حالات أخرى تغيير النظام الغذائي وطريقة تناول الوجبات وطبيعتها، ويتضمن ذلك:

  • تناول وجبات صغيرة ولكن بعدد أكبر، حيث من المفضل تناول ثلاث وجبات رئيسية، مع اثنين إلى ثلاث من الوجبات الصغيرة والخفيفة بين الوجبات الرئيسية.
  • تناول وجبات عالية البروتين النباتي والحيواني مثل السمك أو الدجاج أو البيض.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات منخفضة الدهون أو الخالية من السكر.
  • تجنب شرب المشروبات قبل وقت الطعام بقليل لما ينتج عن ذلك من إحساس بالشبع السريع.
  • قد يصف الطبيب حسب حالة المريض بعض المكملات الغذائية لتعويض نقص بعض الفيتامينات.