طرق قياس ضغط الدم

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 22 مارس 2023

يعتبر ضغط الدم من الأمراض الشائعة، وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر عليه فهو لا يبقى ثابتاً على الدوام، ويمكن لمختلف الحالات المرضية أن تزيده أو تنقصه من ولذلك لا بد من معرفة طرق قياس ضغط الدم بالإضافة لمعرفة المعدلات الطبيعية وكيفية اختلافها من شخص إلى آخر.

ما هو ضغط الدم؟

قبل التعرف على ضغط الدم، يجب التطرق بدايةً إلى الدورة الدموية في جسم الإنسان.

في الدورة الدموية يضخ القلب الدم إلى الرئتين للحصول على الأوكسجين منهما ليعود الدم المحمل بالأوكسجين إلى القلب من جديد، ثم يرسله عبر الشرايين إلى مختلف الأنسجة والأعضاء في الجسم لتستخلص منه الأوكسجين اللازم لعملها.

ومن ثم تنقل الأوردة الدم ناقص الأوكسجين إلى القلب لبدء دورةٍ دمويةٍ جديدة.

أما بالنسبة لضغط الدم فهو القوة التي تحرك الدم عبر الأوعية، وبفضله يصل الدم إلى كل أنحاء الجسم؛ بالإضافة إلى دوره في إيصال الأوكسجين والمواد اللازمة لخلايا الجسم فهو يوصل أيضاً خلايا الدم البيضاء والأضداد المناعية والهرمونات إلى الأنسجة.

يرتفع ضغط الدم عندما ينبض القلب ويضخ الدم وهذا ما يسمى بالضغط الانقباضي؛ بينما عندما يكون القلب في حالة راحة بين النبضات، ينخفض ضغط الدم، وهذا ما يسمى بالضغط الانبساطي.

ولقراءة ضغط الدم يُستخدم كل من الضغطين الانقباضي والانبساطي؛ وعادةً ما تُكتب قيمة الضغط الانقباضي قبل أو فوق قيمة الضغط الانبساطي.

فعلى سبيل المثال، 120/80 تعني أنَّ ضغط الدم الانقباضي 120 ميلي متر زئبقي والانبساطي 80 ميلي متر زئبقي.

ميلي متر زئبقي هي الواحدة المستخدمة عالمياً لقياس ضغط الدم واختصارها "ملمز"

الأجهزة المستخدمة

يتم قياس ضغط الدم بعدة طرق وباستخدام عدة أجهزة، ومنها:

  • الطريقة اليدوية (السمعية): وتتم باستخدام كم الضغط المؤلف من الحزام القابل للنفخ والمنفاخ ومقياس الضغط الذي يمكن أن يكون هوائياً أو زئبقياً، بالإضافة إلى سماعة الطبيب.
  • الطريقة الأوتوماتيكية (الإلكترونية): والتي تكون باستخدام جهاز قياس الضغط الأوتوماتيكي، والذي يظهِر على شاشة رقمية كلاً من ضغط الدم ومعدل نبض القلب.
  • تطبيقات الهاتف المحمول: وهي مفيدة في تتبع ضغط الدم، لكنها لا تستطيع في الواقع قياسه، فهي تستقرئ ضغط الدم من بيانات أخرى مثل نبض الإصبع، ولا تعتبر هذه الطريقة دقيقة.
  • القثطرة الشريانية: والتي يتم إدخالها مباشرةً إلى الشريان، وهي تستخدم للحصول على قراءة ثابتة لضغط الدم؛ وتعتبر أكثر دقة من الطريقة اليدوية في قياسه.
    • حيث ترسل القثطرة باستمرار قراءة لضغط الدم إلى شاشةٍ رقمية، وبالتالي يمكن للفريق الطبي أن يراه بسهولة، وتستخدم عند المرضى ذوي الحالات غير المستقرة الذين يحتاجون إلى مراقبة مستمرة لضغط الدم، وأخذ عينات دم متكررة، وتحليل غازات الدم.

طريقة قياس ضغط الدم

إن قياس ضغط الدم بالطريقة اليدوية وهي الأكثر شيوعاً بشكل عام سواءً في وضعية الجلوس أو الاستلقاء.

حيث تمنع بعض الحالات الصحية بعض الأشخاص من الجلوس، مثل الذين أجروا جراحة أو يعانون من حالة حرجة.

كما يمكنك قياس ضغط الدم بنفسك، ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

  • اجلس مع ثني ذراعك قليلاً واسترح بحيث يكون الجزء العلوي من ذراعك في نفس مستوى قلبك.
  • لفَّ الحزام حول أعلى ذراعك بعد تعريته من الملابس، مع العلم أنه يجب أن تكون الحافة السفلية للحزام على ارتفاع 2.5 سم فوق ثنية المرفق
  • أغلق الصمام الموجود على المنفاخ، ثم اضغط على المنفاخ بسرعةٍ باليد المعاكسة، وذلك لضخ الهواء في الحزام
  • استمر في الضغط حتى يشير المقياس إلى أعلى بحوالي 30 ملمز من ضغطك الانقباضي المعتاد
  • إذا كنت لا تعرف ضغطك المعتاد، فانفخ الحزام حتى يشيرالمقياس إلى 210 ملمز
  • سيؤدي الضغط في الحزام إلى إيقاف تدفق الدم بالكامل في ذراعك مؤقتاً
  • ضع السماعة الطبية فوق الشريان الكبير من الداخل فوق الكوع بقليل، يمكنك العثور على هذا الشريان من خلال استشعار نبضه بأصابع يدك الأخرى
  • لا تدع السماعة الطبية تحتكّ بالحزام أو بملابسك؛ فقد يتسبب ذلك في حدوث ضوضاء تجعل من سماع النبض صعباً
  • افتح الصمام برفق، يجب أن تنخفض الأرقام الموجودة على مقياس الضغط تدريجياً بمعدل 2 إلى 3 ملمز في الثانية
  • استمع عبر السماعة، وأثناء مشاهدة الضغط ينخفض ​​ببطء، دوِّن الرقم الموجود على المقياس عندما تبدأ في سماع صوتٍ نابض
  • هذا الصوت النابض ناتج عن بدء تحرك الدم عبر الشريان المغلق، والرقم الذي دونته عند سماع الصوت يمثل ضغط دمك الانقباضي
  • استمر في ترك الهواء يخرج ببطء، ستخفت الأصوات وتختفي في النهاية؛ دون الرقم الذي يشير إليه المقياس عندما تختفي الأصوات تماماً ويمثل آخر صوت ضغط الدم الانبساطي
  • وأخيراً دع كل الهواء المتبقي يخرج وفك الرباط

المعدل الطبيعي لضغط الدم تبعاً للعمر

إنَّ نطاقات الضغط الطبيعي ليست ثابتة بل تختلف حسب عمر الشخص.

فمثلاً الضغط الانقباضي الطبيعي لحديثي الولادة يتراوح بين 60 إلى 90 ملمز بينما يتراوح الضغط الانبساطي بين 20 و60 ملمز، وتزداد هذه القيم مع التقدم في العمر حتى يصل الضغط الانقباضي إلى ما بين 112 و128 ملمز في مرحلة المراهقة، والانبساطي إلى ما بين 66 إلى 80 ملمز.

فوفقاً لجمعية القلب الأمريكيةيكون الضغط الطبيعي للدم عند البالغين (من سن 20 عاماً وما فوق) أقل من 120/80 ملمز.

كما وأنه مع التقدم في العمر، تصبح الأوعية الدموية أكثر تيبساً ويمكن أن تتراكم المواد الدهنية فيها مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

وإذا أصبح ضغط الدم مرتفعاً جداً، يصبح الإنسان أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وغيرها.

وحسب دراسة في 2016، فإن متوسط ضغط الدم في جميع أنحاء العالم بين عامي 2015-1975 كان حوالي 127/79 ملمز عند الرجال، و122/77 ملمز عند النساء.

عوامل الخطورة

هناك عدة عوامل خطر لارتفاع ضغط الدم، ومنها:

  • قلة أو عدم ممارسة الرياضة: الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام يكونون أكثر عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • النظام الغذائي غير الصحي: تساهم الأنظمة الغذائية الغنية بالملح والسكر والدهون المشبعة والدهون المتحولة في ارتفاع ضغط الدم وزيادة المخاطر على القلب والأوعية الدموية.
  • السمنة: إنَّ زيادة الوزن أو السمنة تجعل قلبك يعمل بجهد أكبر لنقل الدم والأكسجين عبر الأوعية.
  • التدخين: يمكن أن يؤدي تدخين التبغ أو التعرض للتدخين السلبي إلى تلف الشرايين ورفع ضغط الدم.
  • تناول الكحول: حيث يساهم الإفراط في شرب الكحول في ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب الأخرى.
  • الوراثة: يميل ارتفاع ضغط الدم إلى الانتشار في عائلاتٍ دون غيرها، وتزداد نسبة الإصابة في حال وجود أحد أفراد الأسرة مصاب بارتفاع الضغط.
  • العمر والجنس: تزداد احتمالية إصابة الرجال بارتفاع ضغط الدم أكثر من النساء، وتزداد الخطورة لدى كل شخصٍ مع تقدمه في العمر.