عسر الجماع لدى النساء: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 3 يونيو 2023

يُعد عسر الجماع لدى النساء من المشاكل الجنسية الشائعة ويمكن أن يتسبب بعدم الراحة والألم أثناء الجماع، مما يؤثر على جودة حياتهن الجنسية والعاطفية. هنالك العديد من الأسباب لعسر الجماع عند النساء، منها العضوية والنفسية، وغالباً ما يتم العلاج بنجاح بعد استشارة الطبيب واتباع بعض التوصيات.

في هذه المقالة، سنتحدث عن عسر الجماع عند النساء والأسباب المحتملة لحدوثه، بالإضافة إلى طرق العلاج المتاحة.

التعريف

عسر الجماع هو حالة شائعة تتميز بالألم المستمر أو المتكرر خلال أو بعد الجماع. ويحدث هذا الألم في المنطقة التناسلية، وقد تشعر بعض النساء به خارجياً في منطقة الفرج أو فتحة المهبل، أو داخلياً في عنق الرحم أو الرحم أو أسفل البطن.

كما أنه إلى جانب الألم الجسدي، يمكن أن يتسبب عسر الجماع في آثار عاطفية ونفسية سلبية على الزوجين، مثل فقدان الحميمية في العلاقة الزوجية أو الشعور بالتعب العاطفي.

ويمكن أن يوصي الطبيب بالعلاج المناسب بناءً على الأعراض الظاهرة وذلك بعد تحديد السبب الأساسي للألم.

أعراض عسر الجماع

هنالك مجموعة من الأعراض المميزة لحالة عسر الجماع لدى النساء، لذلك تنصح المرأة عند اختبار أي من هذه الأعراض باستشارة الطبيب وتحديد العلاج الأنسب.

ومن هذه الأعراض:

  • الألم الذي قد يحدث عند الفتحة المهبلية أو في أعماق الحوض أثناء الجماع أو عند بدء الإدخال
  • ألم عميق أثناء دفع القضيب
  • قد يكون الألم واضحاً ومتمركزاً في موضع معين أو قد يكون هناك شعور انزعاج على نطاق واسع
  • شعور بالحرق أو النبضان أو التمزيق
  • تشنجات في الحوض
  • عدم الرضا عن الجماع أو فقدان الاهتمام في الجماع

أسباب عسر الجماع لدى النساء

هناك عدة أسباب محتملة لعسر الجماع لدى النساء، ومن بينها:

  • الجفاف الجنسي: قد يحدث عسر الجماع نتيجة عدم ترطيب الجسم بما يكفي، مما يؤدي إلى جفاف المهبل وتهيجه مما يتسبب في آلام أثناء الجماع.
  • التهابات المهبل: يمكن أن تسبب التهابات المهبل، مثل التهابات الخميرة والتهابات المثانة، آلامًا وحكةً واحمراراً في المنطقة التناسلية، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى عسر الجماع.
  • ضمور المهبل: أي تصبح البطانة المهبلية جافة ورقيقة وملتهبة، ويمكن أن يكون ذلك بسبب بعض الأدوية أو انقطاع الطمث
  • حالة البطانة الرحمية المنتبذة وهي حالة تنمو فيها بطانة الرحم في أماكن خارج الرحم، ويمكن أن تسبب عسر الجماع
  • الداء الحوضي الالتهابي: وفيه تصبح الأنسجة في أعماق الحوض ملتهبة.
  • وجود حالة الحمل خارج الرحم
  • العدوى المنقولة جنسياً: مثل الثآليل التناسلية وقروح الهربس وغيرها.
  • إصابة الفرج أو المهبل: كالتمزق الحاصل نتيجة الولادة أو من الجرح الحاصل في العجان (المنطقة بين المهبل والشرج) أثناء المخاض.
  • التوتر والقلق: يمكن أن يزيد التوتر والقلق من الحساسية ويؤدي إلى تشنجات في الجسم.
  • العمليات الجراحية والإصابات السابقة: يمكن أن تؤدي العمليات الجراحية والإصابات السابقة بالمنطقة التناسلية إلى ظهور ندبات وتشنجات في المنطقة، مما يؤدي إلى عسر الجماع. بالإضافة إلى الجماع بعد الجراحة أو الولادة بفترة وجيزة.
  • تغيرات هرمونية: يمكن أن تؤدي تغيرات هرمونية، مثل تلك التي تحدث خلال فترة الحيض والحمل وسن اليأس، إلى تغير في تركيبة المهبل وزيادة الجفاف، مما يزيد من احتمالية الإصابة بعسر الجماع.
  • العوامل النفسية: يمكن أن تؤدي بعض العوامل النفسية، مثل الخجل والتوتر والقلق والاكتئاب إلى زيادة احتمالية الإصابة بعسر الجماع.
  • أن عسر الجماع قد يكون نتيجة لتاريخ جنسي سيء أو اعتداء جنسي يجب على النساء اللواتي يعانين من عسر الجماع الذي ينتج عن تجارب جنسية مؤذية التحدث مع طبيبهم أو معالج الصحة النفسية. من المهم معالجة هذه القضايا بعناية واحترام لمساعدة المرأة على التغلب على العواقب النفسية والجسدية السلبية لتجارب الاعتداء الجنسي أو التاريخ الجنسي السيء.
مقطع يوضح شكل الرحم الطبيعي
مقطع يوضح شكل الرحم الطبيعي

التشخيص

تشخيص حالة عسر الجماع يتضمن تقييم شامل لتاريخ المريضة الطبي، وتحديد أي عوامل قد تؤثر على الألم الجنسي. حيث يجب أن تكون المريضة مستعدةً لشرح موقع الألم في الحوض وتوقيته بدقة، وقد تحتاج إلى مناقشة التجارب الجنسية السابقة والتاريخ الإنجابي.

بعد ذلك يبدأ الطبيب الفحص الجسدي للمنطقة التناسلية للمرأة وأيضاً تقييم وظائف الجهاز التناسلي. ويمكن أن يستخدم الطبيب منظاراً يتم إدخاله ضمن المهبل للفحص البصري، ويمكن أن يسبب هذا الإجراء بعض الانزعاج أو الألم عند النساء المصابات بعسر الجماع. كما يضغط الطبيب أيضاً بلطف على الأعضاء التناسلية وعضلات الحوض لتحديد موقع الألم.

وهنالك مجموعة من الاختبارات التصويرية والمخبرية التي يلجأ لها الطبيب لتحديد السبب بدقة أكبر، وتشمل:

  • اختبارات الصور الشعاعية مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لتحديد أي تغييرات في الأنسجة التناسلية مثل التشوهات البنيوية أو البطانة الرحمية المنتبذة أو الأورام الحميدة أو الخبيثة.
  • تحليل السوائل الجسدية للبحث عن علامات الالتهاب أو الأمراض المنقولة جنسياً التي يمكن أن تسبب الألم الجنسي. في بعض الأحيان، يمكن أن تستخدم أدوات تشخيصية خاصة لقياس الحساسية في المنطقة التناسلية، مثل الأسيتيل كولين، والذي يساعد في تحديد الأعصاب التي تتأثر بالألم الجنسي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرأة وشريكها أن يعملوا مع مقدم الرعاية الصحية لتحديد العوامل المؤثرة في عسر الجماع، والعمل على تطوير خطة علاجية شخصية للتخفيف من الألم وتعزيز الحميمية في العلاقة الجنسية.

العلاج

يعتمد علاج حالة عسر الجماع لدى النساء على الأسباب التي يحددها الطبيب حيث تشمل التالي:

  • إذا كان المهبل جافاً أو لم يكن هناك تزليق مهبلي كافٍ يمكن حل المشكلة بالاسترخاء وزيادة المداعبة واستخدام المزلقات الجنسية. مع العلم أنه يجب استخدام منتجات مائية في حال استخدام الواقي الذكري لأن المزلقات الزيتية يمكن أن تلحق الضرر بالواقيات وتجعلها غير فعالة.
  • أما إذا كان الجفاف المهبلي ناتجاً عن انقطاع الطمث يمكن أن يصف الطبيب أدوية الإستروجين التي تتوفر بشكل كريمات أو أقراص أو حلقات.
  • إذا كانت المريضة تعاني من إفرازات غير عادية أو حكة أو ألم حول الأعضاء التناسلية فقد يوصي الطبيب بعلاج للعدوى المهبلية بالفطور أو إجراء اختبار للأمراض المنتقلة جنسياً وتحديد العلاج المناسب بناءً على النتائج.
  • كما يمكن علاج حالات التشنج المهبلي من خلال جلسات توسيع المهبل وذلك بموسعات متدرجة في الحجم حتى تتعود المريضة على الإيلاج بصورة طبيعية.
  • بعض الحالات تحتاج حقن عضلات الحوض بالبوتكس. حيث يعمل البوتوكس على تخفيف تشنجات عضلات الحوض، مما يحسن القدرة على الجماع.
  • هناك أيضاً بعض السلوكيات التي يمكن القيام بها لعلاج الألم أثناء ممارسة الجنس أو بعده، ومنها:
    • تجربة الأنشطة أو الوضعيات الجنسية التي لا تسبب الألم.
    • أخذ مسكن للألم قبل ممارسة الجنس.
    • إيجاد وقت للاسترخاء والتخلص من التوتر قبل ممارسة الجنس.
    • تطبيق الثلج على الفرج بعد الجماع.

الوقاية

عادةً لا يوجد ما يمكن القيام به لتقليل خطر الإصابة بعسر الجماع، ولكن ومن المهم ألا تتردد المرأة باستشارة الطبيب المختص لمساعدتها على تجاوز هذه الحالة. حيث قد تستطيع المرأة السيطرة على الألم من خلال ممارسة الجنس الآمن والمحمي والحفاظ على النظافة الجيدة واتباع توصيات الطبيب.