علاقة السكر بالالتهابات المزمنة وطرق الوقاية

الكاتب - أخر تحديث 15 يناير 2023

هنالك علاقة مخفية بين تناول السكر والالتهابات المزمنة التي تصيب الجسم، حيث تشير الأبحاث إلى أنَّ اتباع أنظمة غذائية غنية بالسكر المكرر قد يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات المزمنة، فالسكر له دور في تنشيط جهاز المناعة في الجسم، مما يؤدي إلى تلف الخلايا السليمة.

ويمكن أن تساهم الالتهابات الناتجة عن عوامل تتعلق بنمط الحياة في الإصابة بمجموعة من الأمراض، والتي تشمل أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل الروماتويدي وداء الزهايمر.

لهذا يجب فهم علاقة السكر بالاتهابات المزمنة وطرق تقليل الالتهاب بشكل طبيعي.

ما هو الالتهاب؟

عندما يواجه الجسم عاملاً ضاراً أو عندما يعاني من إصابة ما، فإنه ينشط جهاز المناعة، والذي يرسل بدوره الخلايا والمواد الالتهابية.

لتبدأ في الاستجابة الالتهابية للعوامل المختلفة أو تبدأ في عملية التئام الأنسجة المصابة، ويمكن أن تكون النتيجة ألماً أو تكدماً أو احمراراً في المنطقة، ولكن الالتهاب بمختلف أنواعه يؤثر أيضاً على أجهزة الجسم الداخلية التي لا يمكنك رؤيتها.

وهناك نوعان من الالتهابات:

  • الالتهاب الحاد: وهو الاستجابة لتلف الجسم المفاجئ، مثل جرح الإصبع؛ ولشفاء الجرح مثلاً يرسل الجسم خلايا التهابية إلى موضع الإصابة.
  • الالتهاب المزمن: يحدث عندما يستمر الجسم في إرسال الخلايا الالتهابية حتى في حالة عدم وجود خطر خارجي، كما في التهاب المفاصل الروماتويدي.
    • حيث تهاجم الخلايا والمواد الالتهابية أنسجة المفاصل مما يؤدي إلى التهاب يأتي ويذهب ويمكن أن يسبب ضرراً شديداً للمفاصل مصحوباً بألم وتشوهات.

السكر والالتهاب

تشير الأبحاث إلى أنَّ النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الالتهابات في الجسم، فبعض الأطعمة تزيد الالتهاب، بينما يقلل البعض الآخر منه، وقد يكون النظام الغذائي الغني بالسكر عاملاً رئيسياً يساهم في الالتهاب المزمن.

فهنالك علاقة بين الكميات الزائدة من السكر المضاف والكربوهيدرات المكررة بالالتهابات المزمنة، فالنظام الغذائي عالي السكر يزيد من العلامات الالتهابية في الدم.

وفي المقابل تنخفض علامات الالتهاب عند تناول الأنظمة الغذائية التي تحوي القليل من السكريات المكررة.

فبحسب دراسة حديثة في عام 2022 فقد يصاب الأشخاص بالعلامات والأعراض الشائعة التالية نتيجة الالتهابات المزمنة:

  • الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج الأخرى
  • الآلام الجسدية
  • التعب والأرق المستمرين
  • الإمساك، والإسهال، والقلس المعدي المريئي، وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي
  • زيادة الوزن
  • الالتهابات المتكررة

يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط المزمن للسكر إلى:

  • الإصابة بتشحم الكبد وأمراض القلب
  • شيخوخة الجلد المبكرة
  • السمنة
  • الاكتئاب

وفي دراسة طبية في عام 2018 كُشف أن الأشخاص المصابون بنوع معين من الالتهاب المزمن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري والاكتئاب والخرف. بالإضافة إلى ذلك فقد يرتبط الالتهاب المزمن لدى كبار السن أيضا مع زيادة خطر الوفاة.

السكر الطبيعي والسكر المضاف

هناك فرق بين السكر المضاف والسكر الطبيعي، حيث ينزع السكر المضاف من مصدره الأصلي ليضاف إلى الأطعمة والمشروبات المختلفة بمثابة مُحلي أو لزيادة مدة صلاحية المنتج.

يوجد السكر المضاف في الغالب في الأطعمة والمشروبات المصنعة، كما يعتبر سكر المائدة أيضاً سكراً مضافاً.

في الواقع لم يتم ربط السكر الطبيعي بالالتهابات، بل حتى أنَّ العديد من الأطعمة التي تحتوي على السكريات الطبيعية كالفواكه والخضروات قد تكون مضادة للالتهابات. (1)

بالتالي لا ينبغي أن يشكل استهلاك السكريات الطبيعية مصدراً للقلق، فهي تؤثر بشكل مختلف تماماً عن السكر المضاف عند تناولها وهضمها في الجسم.

يمكن أن يكون للنظام الغذائي الغني بالأطعمة الكاملة مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة فوائد صحية أخرى أيضا؛ وبالتالي ليست هناك حاجة للحد من هذه الأطعمة أو تجنبها. (2)

الطرق الطبيعية لتقليل الالتهاب

أظهرت الدراسات أنَّ تناول كميات أقل من السكر يمكن أن يقلل من الالتهاب (3)لذلك يجب الحد من تناول السكر.

كما توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بشدة أن يكون الحد الأقصى لتناول السكر أقل من 10٪ من مدخول الطاقة اليومي.

تشمل طرق تقليل الالتهاب في الجسم ما يلي:

١- الحصول على قسط كاف من النوم

قد يؤدي الحصول على مزيد من النوم إلى تقليل خطر الإصابة بالتهاب مزمن.

٢- الاقلاع عن التدخين

يعتبر التدخين عامل خطر للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الالتهاب المزمن.

٣- اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات

ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تخفيف تناول السكريات
  • تخفيف تناول الدهون
  • الإكثار من الخضار والفاكهة
  • تناول الأطعمة الحاوية على الألياف
  • تناول المكسرات
  • شرب الشاي الأخضر والأسود
  • إضافة زيت السمك إلى النظام الغذائي
  • تناول الأغذية الحاوية على المغنيزيوم وفيتامين D وفيتامين E والزنك والسيلينيوم
٤- الحفاظ على وزن صحي

تشكل السمنة عامل خطر آخر للالتهاب المزمن؛ قد تؤدي الأنسجة الدهنية الزائدة إلى زيادة عوامل الالتهاب. وتكمن الإستراتيجية الأكثر فعالية لتقليل الالتهابات المزمنة في إنقاص الوزن.

كما يمكن تجربة المكملات الغذائية التي تقلل من الالتهاب، بالإضافة لممارسة الرياضة بانتظام.