علامات تمدد الجلد والعلاجات المتبعة

الكاتب - أخر تحديث 29 أغسطس 2022

تمدد الجلد وعلاماته التي يتركها على الجسم من خطوط أشبه بالندبات يعتبر من أكثر المشاكل الجلدية شيوعاً. ومن أكثرها إزعاجاً، وخاصة من الناحية الجمالية، فما هو تمدد الجلد وما علاماته؟

ما هي علامات تمدد الجلد

علامات التمدد (Stretch Marks) هي الحالة التي يحدث فيها مد وشد الجلد بطرق غير طبيعية وغريبة ويؤدي هذا التمدد بالجلد إلى التسبب بتغيرات في بنية المواد المكونة له.

بعبارة أخرى، يحدث نوع من الأذية في بنية الجلد أي في المناطق المتأثرة بالتمطط والشد، مما يؤدي إلى ظهور علامات التمدد وندوب على السطح الخارجي للجلد.

وتكون هذه الأذية عبارة عن خطوط تمتد بشكل طولي أو عرضي على مناطق الجسم، غالباً تكون منطقة البطن والجذع.

ما هي طبقات الجلد وما علاقتها بظهورعلامات التمدد؟

يتشكل الجلد من عدة طبقات هي بالترتيب من الخارج إلى الداخل: البشرة ، تليها الأدمة، ثم الطبقة تحت الأدمة.

والطبقة المسؤلة عن الحفاظ على بنية الجلد وتماسكه ومرونته هي طبقة الأدمة لما فيها من ألياف الإيلاستين وألياف الكولاجين المسؤولة عن تماسك الجلد ومرونته ومواجهته للأعراض الخارجية من التمدد والشد.

وعندما يتعرض الجلد لحالة من الشد بشكل كبير ومفاجئ، تتأثر الألياف الموجودة في طبقة الأدمة (ألياف الكولاجين، وألياف الإيلاستين) وتتضرر مما يفقدها مرونتها وتتشقق.

ويؤدي ذلك إلى الالتهابات والإنتفاخات في المناطق المتأثرة فتظهر علامات التمدد كنتيجة لهذه العوامل.

وتصيب علامات التمدد النساء بشكل أكبر من الرجال، مع الإشارة إلى إمكانية حدوثها في أي عمر حيث تظهر بدايةً على شكل ندبات وردية اللون أو حمراء ثم يتغير شكلها للخطوط البيضاء في الحالة الاعتيادية.

أعراض الإصابة بعلامات التمدد

رغم قلة الأعراض المرافقة لحدوث التمددات الجلدية إلا أنها تختلف فيما بينها من مريض إلى أخر، وذلك اعتماداً على عدة عوامل منها طبيعة الجلد وصحته، بلإضافة للونه الطبيعي ومرونته والجزء من الجسم الذي يتعرض للتمدد، أما أبرز الأعراض التي ترافق حدوثها فهي:

  • ظهور خطوط مستقيمة بشكل طولي أو عرضي على سطح الجسم خصوصاً في مناطق البطن والجذع (الثديين)، والذراعين، والكتف، والإبطين.
  • تتنوع الخطوط وتتدرج في ألوانها فتكون حمراء زهرية أو بنية غامقة بحسب لون الجلد الأصلي.
  • ترقق الجلد وتجعده في مناطق الخطوط والتمدد الجلدي فتبدو علامات التمدد أحياناً كخطوط بيضاء.
  • حدوث حكة في الجلد وتهيج واحمرار في مناطق ظهور علامات التمدد، وذلك قبل بداية ظهورها بفترة وجيزة.

أسباب حدوث علامات التمدد الجلدية

تعتمد الآلية الرئيسية لحدوث خطوط وعلامات التمدد الجلدي على حدوث شد مبالغ فيه للجلد، وبالتالي أي حالة صحية أو جسدية أو سبب مرضي يؤدي لشد الجلد بسرعة دون إعطائه الوقت الكافي ليتأقلم مع هذا التبدل الأمر الذي سيؤدي لظهور علامات التمدد والخطوط على سطح الجلد.

وتشمل أبرز الحالات والأسباب لحدوث علامات التمدد في الجلد ما يلي:

١- الحمل: بسبب شد البطن المتوافق مع نمو الجنين في الرحم وزيادة الوزن المرافقة للحمل.

٢- البلوغ: حيث تعتبر فترة البلوغ عند الاناث والذكور فترة تتميز بحدوث نمو متزايد على مستوى الجسم وزيادة في الوزن فتترافق هذه التبدلات الجسدية السريعة عند بعض الأشخاص بحدوث علامات التمدد في الجلد.

٣- البدانة: بسبب تراكم النسيج الشحمي تحت الجلد باستمرار وفي حالة زيادة الوزن الشديدة ونتيجة عدم قدرة الجلد على التأقلم مع الوزن الزائد تظهر علامات التمدد في الجلد.

٤- الأدوية: الاستخدام المفرط للأدوية والمستحضرات التي تحوي الستيروئيدات،هي مواد هرمونية تشابه هرمون الكورتيزول الذي يصنع في الجسم، والذي له دور في عملية الاستقلاب وبناء العضلات وإعطاء الطاقة للجسم وغيرها من الوظائف الأخرى.

وهي التي يلجأ إليها عادةً بعض الرياضيين للحصول على نتائج أسرع وبناء الأجسام والعضلات بسرعة.

٥- حالات مرضية: بعض الحالات المرضية تسبب زيادة في الوزن أو تبدل وخلل في بنية الجلد. نذكر من هذه الحالات متلازمة كوشينغ، ومتلازمة "إهلر دانلوس".

وبحسب دراسة أجريت لتحديد الأسباب التي تؤدي لظهور علامات تمدد الجلد فقد كان أكثر سبب شيوعاً هو الحمل بنسبة (٤٣-٨٨) % والبلوغ من (٦-٨٨) % والبدانة (٤٣-٨٦) %.

كيف يتم تشخيص وجود علامات التمدد؟

في حال تشخيص وجود علامات التمدد الّجلدي يكون الأمر سهلاً، ويحتاج فقط لأخذ القصة المرضية للمصاب من خلال بضعة أسئلة.

وتشمل الأسئلة بداية ظهور العلامات وعن وجود سوابق لحمل عند الإناث، أو زيادة وزن.

وبعد الانتهاء من الاستجواب يتم إجراء فحص جلدي بسيط لمنطقة ظهور العلامات وملاحظة شكلها وامتدادها لاستنتاج التشخيص مباشرة من قبل الطبيب.

علاج علامات تمدد الجلد

باعتبار هذه العلامات نوع من الندبات التي تصيب الجلد بعد أذيته فلا يوجد علاج شاف بشكل كامل لإزالة علامات التمدد.

علاوة على ذلك يقتصر الهدف الرئيسي من العلاج على إخفاء أثار التمدد والتقليل من وضوحها، وبعبارة أخرى فهو علاج تجميلي،

وهناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن استعمالها للتخفيف من آثار وعلامات التمدد وتتضمن هذه الخيارات إما وضع أدوية موضعية أو اجراء عمليات تداخلية كبيرة أو صغيرة على مناطق التمدد بواسطة أجهزة أو عمل جراحي، وفيما يلي أبرز الخيارات التي تستخدم لعلاج علامات التمدد:

أولاً: العمليات التداخلية

يكون الهدف من هذا العلاج التقليل من لون ومظهر علامات تمدد الجلد، ما يؤدي إلى تحسين بنية الجلد المتضرر وتقريب لونه من لون الجلد الطبيعي.

ولتحقيق ذلك تتم عدة جلسات للحصول على أفضل نتيجة، ومن أبرز هذه العمليات والعلاجات:

  • التقشير الكيميائي: ويتم بوضع مواد كيميائية على مناطق تمدد الجلد بهدف تقشير الطبقة السطحية. ومن ناحية أخرى تحريض الطبقات العميقة على إنتاج خلايا جديدة أكثر مرونة ونعومة.
  • تقشير الجلد الدقيق: حيث يتم العمل على تجريف دقيق في مناطق علامات تمدد الجلد بهدف التخلص من الطبقة الخارجية، وبالتالي تحريض طبقات الجلد العميقة لإنتاج خلايا جديدة.
  • العلاج بالليزر: وفيه يتم تسليط أشعة الليزر على المناطق المصابة لتجديد الجلد وإخفاء علامات تمدد الجلد والخطوط البيضاء والملونة.
  • العلاج بالوخز بالإبر الدقيقة: وهو وخز المناطق المصابة بالتمدد بواسطة إبر دقيقة.
    والهدف منها إحداث جروح دقيقة ليبدأ الجلد برد فعل لإغلاقها وذلك عبر إنتاج ألياف جديدة من الكولاجين والايلاستين، مما يسبب زيادة عددها ويساعد في التخفيف من علامات تمدد الجلد.
  • العلاج بالأمواج الراديوية: باستخدام أمواج ذات تردد معين إلى الطبقات العميقة من الجلد، الأمر الذي يؤدي إلى تحريض زيادة ألياف الكولاجين والإيلاستين، مما ينتج عنه المساعدة على ترميم الجلد وإعادة شده وإخفاء آثار علامات تمدد الجلد والتقليل منها.

ثانياً: العلاج الموضعي

يتم فيه استخدام منتجات موضعية توضع على علامات تمدد الجلد مباشرةً مثل: المراهم، الزيوت، والكريمات.

وهذه المنتجات تحوي مركبات مختلفة بعضها يكون طبيعي المصدر (زيت الزيتون، جوز الهند، الألوفيرا).

كما أن بعضها يحوي مواداً دوائية تساعد في تقشير الجلد وترميميه كحمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid) وغيره.

طرق الوقاية

بدايةً وللتوضيح، تجدر الإشارة إلى أن عملية الوقاية من حدوث علامات التمدد معقدة وغير سهلة لسببين:

أولاً: صعوبة التنبؤ بحدوث التبدلات السريعة على مستوى الجلد والجسم والتي تسبب تمدد الجلد.

ثانياً: بسبب اختلاف بنية الجلد من شخص لآخر، حيث يتمتع بعض الأشخاص ببنية جلد أكثر مرونة من غيرهم.

مما يجعلها تتحمل حالات الشد على عكس أشخاص أخرين يعانون من علامات التمدد عند تعرضهم لنفس عملية الشد والتمدد.

ومع ذلك هنالك مجموعة من النصائح التي تخفف نسبياً من حدوث علامات التمدد وتشمل:

  • تجنب التغيرات السريعة في الوزن من خلال تنظيم الحمية، بلإضافة لضرورة المتابعة عند الطبيب المختص في حال تعاطي الأدوية التي تزيد أو تنقص الوزن.
  • محاولة تشخيص وعلاج الاضطرابات الغدية والهرمونية لأنها تؤثر على الوزن وشكل الجسم.
  • الاهتمام بالجلد من ناحية وضع بعض مواد الرعاية الجلدية كالمغذيات والمرممات عند اللزوم.
  • وضع الكريمات والزيوت المانعة لعلامات التمدد وخاصة في فترة الحمل فهي تساهم في تخفيف علامات تمدد الجلد وتساعد البشرة في العودة إلى الشكل السابق بعد الولادة.
  • مراجعة طبيب الجلدية عند بداية ملاحظة علامات التمدد لأن البدء بالعلاج باكراً يعطي نتائج أفضل.

الملخص

لا يعتبر تمدد الجلد وعلاماته حالة خطيرة بل هي أقرب لردة فعل طبيعية للجسم، وبالتالي لا داعي للقلق منها إلا من الناحية الجمالية.

كما أن العلاجات المتوفرة حالياً تعد خيارات جيدة للتخفيف من هذه العلامات. وفي حال الحاجة لأي معلومات إضافية يمكن استشارة الطبيب المختص.