4 علامات مبكرة للنوبة القلبية يجب أن تعرفها

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

تحدث النوبة القلبية عندما لا يحصل القلب على ما يكفي من الدم، مما يؤدي إلى تضرره وإلى عواقب وخيمة عند عدم تلقي العلاج المناسب. وهناك بعض العلامات المبكرة التي يمكن أن تدل على الإصابة بالنوبة القلبية، والتي سوف نناقشها في هذا المقال.

ما هي النوبة القلبية؟

النوبة القلبية "Heart attack" أو ما يعرف باحتشاء عضلة القلب أو الجلطة القلبية هي حالة خطيرة تحدث نتيجة لعدم تدفق الدم إلى عضلة القلبوالذي يكون سببه عادةً انسداد شريان أو أكثر في القلب.

وبدون تدفق الدم، يبدأ تلف الأنسجة في القلب، وإذا لم يتم علاجها بسرعة يمكن أن تؤدي إلى تلف دائم في عضلة القلب أو الموت. لذلك، يجب الاتصال بالطوارئ عند الشعور بأي أعراض تشير إلى النوبة القلبية، مثل الألم الحاد في الصدر وضيق التنفس والغثيان. ويجب الاستجابة لهذه الأعراض بسرعة والحصول على العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن، حيث يمكن استعادة التدفق الدموي إلى القلب والحد من الأضرار التي يمكن أن تحدث بسبب النوبة القلبية.

العلامات المبكرة للنوبة القلبية

معظم النوبات القلبية مفاجئة ولا التباس فيها، ولكن في بعض الحالات قد تبدأ النوبة القلبية بشكلٍ تدريجي نوعاً ما؛ ويمكن أن تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر. وتتضمن بعض العلامات المبكرة الشائعة ما يلي:

١- الألم الصدري

يعد الألم الصدري من العلامات المبكرة للنوبة القلبية حيث يشعر المصاب بالنوبة بألم حاد في الصدر نتيجة لتلف في عضلة القلب بسبب نقص في تدفق الدم والأوكسجين إلى القلب. وعندما يحدث هذا النقص في التدفق الدموي، يبدأ نسيج القلب في التموت، وهذا يسبب الألم الحاد في الصدر. يمكن أن يصف المصاب هذا الألم بأنه ضغط مؤلم أو شعور بالثقل أو الضيق في الصدر، وقد يمتد هذا الألم إلى الأذرع والرقبة والفك والظهر أيضا. ومن المهم التأكد من هذه الأعراض واستدعاء الإسعاف الطبي الفوري لتقديم العلاج اللازم.

من الجدير بالذكر أن النوبة القلبية لا تؤثر على القلب فقط، بل يمكن أن يشعر المرء بآثارها في جميع أنحاء الجسم، حيث من الممكن أن يحدث الألم أو الانزعاج في:

  • أحد الطرفين العلويين أو كليهما
  • الظهر
  • الرقبة
  • الفك
  • المعدة

٢- ضيق التنفس

يشعر المريض بالنوبة القلبية بضيق في التنفس نتيجة لعدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الرئتين والجسم، وذلك بسبب تضرر عضلة القلب التي تؤدي إلى تدني وظيفة القلب. قد يصف المريض الضيق في التنفس على أنه شعور بعدم القدرة على التنفس بشكل صحيح، أو عدم الشعور بأن الهواء يصل إلى الرئتين بشكل كافٍ أو شعور بضيق في الصدر.

بالإضافة إلى ذلك، قد تصاحب ضيق التنفس العديد من الأعراض الأخرى مثل:

  • الخفقان
  • الدوخة
  • الإغماء
  • العرق البارد
  • الشعور بالتعب
  • الشعور بالغثيان
  • القيء
  • خفقان شديد بضربات القلب
  • القشعريرة
  • القلق والتوتر

٣- الغثيان

يشعر مريض النوبة القلبية بالغثيان والتقيؤ بسبب عدة عوامل، منها الاضطرابات الهضمية والاضطرابات العصبية التي تحدث نتيجة لضيق التنفس والألم في الصدر. كما أن بعض الأدوية التي يتم إعطاؤها لمريض النوبة القلبية، مثل الأسبرين والمورفين، يمكن أن تسبب نفس الأعراض.

وبالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ، يمكن أن يصاحب ذلك عدة أعراض أخرى مثل الدوخة والتعرق والإحساس بالتعب الشديد، والتي تحدث نتيجة لتقلص وتضيق الأوعية الدموية في الجسم. ويمكن أن تكون هذه الأعراض مصدر قلق وخطورة إذا لم يتم التعرف على النوبة القلبية وتلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب. لذلك، ينصح بالبحث عن المساعدة الطبية فوراً إذا كانت هذه الأعراض موجودة.

٤- الدوار

يمكن أن يشعر مريض النوبة القلبية بالدوار بسبب انخفاض ضغط الدم أو قلة تدفق الدم إلى المخ. وبالإضافة إلى الدوار، يمكن أن تصاحبه عدة أعراض أخرى مثل:

  • الإغماء
  • الإسهال
  • العرق البارد والشديد

ومن المهم الإشارة إلى أن الدوار يمكن أن يشير أيضا إلى حدوث جلطة دموية في المخ، لذلك يجب استشارة الطبيب فوراً إذا شعر المريض بالدوار والأعراض المرافقة له.

تشخيص النوبة القلبية

عند الشك بالإصابة بالنوبة القلبية يجب التوجه إلى المستشفى بسرعة للحصول على التقييم الفوري. وهناك العديد من الاختبارات التي تساعد في تحديد أي تغيرات أو أضرار في القلب وتشخيص النوبة القلبية ومنها:

  • تخطيط القلب الكهربائي “Electrocardiogram": وهو اختبار يقيس النشاط الكهربائي في القلب ويمكن استخدامه للتحقق من وجود تغيرات في نبضات القلب. وفيه يتم وضع المساري الكهربائية على الصدر والذراعين والساقين لتسجيل الإشارات الكهربائية التي تسير عبر عضلة القلب.
  •  فحص الإنزيمات القلبية (Cardiac Enzyme Test): وهو اختبار يستخدم لتحديد مستويات الإنزيمات القلبية في الدم والتي تفرزها العضلة القلبية عند وقوع النوبة القلبية.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية  "x-ray" ويستخدم للتحقق من وجود تغيرات في هيكل القلب والرئتين.
  • تصوير الأوعية "angiography" أو القثطرة القلبية: والتي تتم بإدخال أنبوب صغير في شريانٍ في الفخذ أو المعصم، والذي يمكن بعد ذلك توجيهه إلى القلب ليتم حقن صبغةٍ خاصة في الشرايين التاجية، فيظهر ما إذا كان هناك تضيق أو انسداد في هذه الشرايين
  • تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية "ultrasound" والذي يعرف باسم الإيكو وتساعد الصور الناتجة عنه في تشخيص النوبة القلبية من خلال تقييم حجم القلب ووظيفته وتحديد موقع أي تغييرات في الأنسجة القلبية. كما يمكن استخدام الإيكو لتحديد مكان انسداد الشريان المسؤول عن النوبة القلبية وتحديد حجم ونطاق التلف في عضلة القلب.
  • التصوير المقطعي المحوسب "CT" أو التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب "MRI" وتستخدم هذه الفحوص لتحديد حجم وشكل القلب وتظهر بشكل واضح ما إذا كان هنالك أي تغيرات في الأوعية الدموية.

العلاج

عند علاج النوبة القلبية، يتم التركيز على استعادة تدفق الدم إلى القلب بأسرع وقت ممكن، حيث تعتمد خلايا عضلة القلب على الأوكسجين لتعمل بصورة صحيحة. وكلما طالت فترة انقطاع تدفق الدم والأوكسجين عن خلايا القلب، كان الضرر الناتج عنها أكبر وأكثر استمرارية.

١- علاج الشريان المسدود

تتضمن العلاجات التي يمكن أن تساعد على حل مشكلة الإنسداد أو التضيق للشريان المسدود وتعيد تدفق الدم إلى القلب ما يلي:

  • رأب الأوعية التاجية: وهو إجراء يعتمد على فتح الشريان التاجي المسدود باستخدام بالون خاص يتم إدخاله عبر القثطرة القلبية
  • العلاج الحالة للخثرة، وهو دواء يذيب الخثرة الدموية في الشريان التاجي المسدود
  • جراحة المجازة القلبية، وتنطوي على إعادة توجيه الدم لتجاوز الانسداد في الشريان التاجي
٢- العلاج الدوائي

يتم إعطاء الأدوية لعلاج النوبة القلبية والوقاية من حدوث نوبة قلبية أخرى، ويتضمن ذلك ما يلي:

  • مسكنات الألم
  • الأدوية التي تقلل من تخثر الدم مثل الأسبرين
  • النترات لتحسين تدفق الدم عبر الشرايين التاجية
  • أدوية القلب وأدوية ضغط الدم
  • أدوية خفض الكوليسترول

الوقاية

يعد إجراء التغيرات في نمط الحياة الطريقة الأفضل لخفض خطر الإصابة بنوبة قلبية. وهناك عدة طرق يمكن من خلالها تحسين صحة القلب:

  • الإقلاع عن التدخين
  • تناول نظام غذائي صحي
  • استشارة الطبيب للمساعدة في السيطرة على مستويات الكوليسترول وضغط الدم
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
  • الحفاظ على وزن صحي والتخلص من الوزن الزائد
  • التخفيف من شرب الكحول أو الإقلاع عنه
  • السيطرة على التوتر