فتق السرة عند الأطفال: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

ما هو فتق السرة عند الأطفال؟

يمكن تعريف فتق السرة عند الأطفال أو كما يعرف بالفتق السري "Umbilical Hernias" بأنه انتفاخ يمكن رؤيته أو الإحساس به في منطقة السرة في منتصف البطن.

وحسب تصنيف جمعية الفتق الأوروبية فإن أي فتق يحصل بين 3 سم فوق السرة إلى 3 سم أسفلها، يمكن أن يعتبر فتق سري.

يظهر هذا الفتق، نتيجة شذوذ طفيف في تطور جدار البطن، ويخرج نتيجةً لذلك كيس الفتق الذي قد يضم سوائل أو أنسجة شحمية وأيضاً قسام من الأمعاء.

لا يشكو الطفل عادةً من أيّة أعراض، ولكن يبدو الانتفاخ الموجود واضحاً، في بعض الأحيان قد يعاني الطفل من بعض الآلام، وفي حالات نادرة قد تسوء الحالة وتتحول إلى ما يعرف بالفتق المختنق والذي يتطلب عناية فورية.

ولكن بشكل عام فإن معظم الحالات تبقى على حالها وتبدأ بالتراجع إلى أن تختفي بعمر 3-4 سنوات.

آلية تشكل الفتق

يتشكل خلال تطور الجنين حبل يصل الجنين بالأم، وتكون وظيفته الأساسية تغذية الجنين ومساعدته على التنفس، ويخرج هذا الحبل من منتصف البطن، وتحديداً من مكان السرة.

حيث يكون يكون هناك حلقة ليفية تؤمن خروج الأوعية الدموية من جدار البطن خلال فترة الحمل، وهذه الحلقة تتراجع بعد الولادة، وذلك مع تطور عضلات جدار البطن الخاصة بالطفل بالإضافة لاندماج الطبقات البريتونية المُغلفة لهذا الجدار.

يوجد مجموعة من الاضطرابات المتعلقة بتأخر أو فشل تراجع الحلقة السرية والقناة المتصلة به، والفتق السري هو أكثر اضطرابات السرة شيوعاً عند الرضع والأطفال.

فهذا الانتفاخ ينتج عن فشل جدار البطن في الانغلاق التام أثناء النمو، تاركاً مجال لجزء من الأنسجة الشحمية أو السوائل أو حتى الأمعاء لتخرج من خلاله.

ويكون هذا الفتق موجود منذ ولادة الطفل، ولكنه يظهر بوضوح أكثر مع مرور الوقت، حيث تبقى السرة نقطة ضعف نسبياً في جدار البطن، وتكون معرضة للفتق خلال أي مرحلة عمرية نتيجة لزيادة الضغط داخل البطن.

أعراض فتق السرة عند الأطفال

يمكن تقسيم الفتق لفئتين حسب درجة الحالة على الشكل التالي:

١- الفتق الردود

المقصود بذلك، أن محتويات الفتق أي الأمعاء تخرج مع زيادة الضغط داخل البطن، وترتد بشكلٍ طبيعي دون أي مشاكل. 

يلاحظ الأهل هذه الحالة بكل وضوح حيث يظهر نتوء أو انتفاخ في منطقة السرة، وغالباً بكون ذلك بعدة عدة أسابيع أو حتى أشهر من الولادة، ونادراً ما يصاحب هذا النوع أعراض أخرى مثل الألم.

ولكن يلاحظ أن حجم الفتق يزداد عند سعال أو بكاء الطفل أو خلال أي عمل يتطلب زيادة الضغط داخل البطن، بينما يتراجع الفتق عند هدوء الطفل أو استلقائه.

٢- الفتق المختنق

إن وصول فتق السرة عند الأطفال لهذه الحالة أمر نادر، وذلك لوجود الحلقة الليفية التي تستطيع أن تؤمن خروج محتويات البطن دون أن تتعرض لضغط أو اختناق.

لكن في بعض الحالات قد تخرج الأمعاء دون أن تستطيع الارتداد للداخل، ومع ضغط العضلات المحيطة، تصبح التروية الدموية لهذه القطعة المعوية ضعيفة، ومن الممكن أن تنقطع وعندها يصبح الفتق مختنقاً. وهي تعتبر حالة طبية مهددة للحياة، ويلزمها تدخل طبي فوري.

وتتضمن أعراض هذا الفتق:

  • يصبح الفتق بلون أرجواني أو أحمر
  • تطبُل البطن
  • ألم عند لمس منطقة قريبة من الفتق
  • حمى
  • إمساك
  • إقياء

الأسباب وعوامل الخطورة لفتق السرة عند الأطفال

لا يوجد حتى الآن سبب مباشر لحدوث هذه الحالة، إلا أنه يوجد مجموعة من عوامل الخطورة، التي تزيد من احتمالية الإصابة بفتق السرة عند الأطفال. وهي تشمل:

  • الولادة المبكرة: تعرف أيضاً بالخداج، وهي ولادة الطفل قبل إتمام مدة الحمل، وتحديداً قبل الأسبوع 37 من الحمل.
  • وزن الولادة المنخفض: يشكل وزن الجنين عند الولادة عامل مهم، حيث تكون  نسب الإصابة حوالي 84% عند الأطفال حديثي الولادة الذين يتراوح وزنهم بين 1 كيلوغرام و 1.5 كيلوغرام. وتنقص النسب لتصل إلى حوالي 21% للرضع الذين يزيد وزنهم عند الولادة عن 2.5 كيلوغرام.
  • قصور الغدة الدرقية الخِلقي: يعتبر حدوث فتق السرة أمر شائع لدى الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية الخِلقي.
  • متلازمة داون: تشكل الإصابة بهذه المتلازمة عامل خطر لتطوير فتق سري. (1)
  • متلازمة بكوث-ودمان: يعد وجود فتق السرة من الأعراض الأساسية في هذه المتلازمة. (2)
  • متلازمة إهلر-دانلوس: ينتشر فتق السرة عند الأطفال المشخصين بهذه المتلازمة.
  • الأطفال المنحدرين من العرق الأسود: تصل نسبة الأطفال من العرق الأسود المصابين، إلى 26.6% لأسباب غير معروفة.

تشخيص الحالة

يستطيع الطبيب أن يصل لتشخيص فتق السرة عند الأطفال، من خلال مظهر الانتفاخ ومكانه، بالإضافة للفحص السريري المتمم، ولعمر الطفل دور في تحديد التشخيص أيضاً.

يمكن أن يلجأ الطبيب في بعض الحالات النادرة، إلى تصوير البطن بالأشعة السينية أو عبر الأمواج فوق الصوتية أو التصوير الطبقي المحوري (CT)، وذلك لتحديد حجم الفتق ودراسة أبعاده.

علاج فتق السرة عند الأطفال

تتراجع معظم حالات فتوق السرة عند الأطفال، بشكلٍ تلقائي بعمر 3 إلى 4 سنوات، وذلك دون الحاجة  إلى أي تدخل علاجي.

أما إذا ما استمرت الحالة لعمر الخمس سنوات تصبح الجراحة خياراً وارداً للتخلص من الفتق.

كما يمكن اللجوء للخيار الجراحي بعمر أصغر للطفل في حال:

  • قطر الفتق أكبر من 1 سم
  • حجم كيس الفتق كبير
  • الفتق المختنق
  • وجود ألم شديد
  • حدوث انسداد في الأمعاء

جراحة إصلاح الفتق

تعد جراحة إصلاح الفتق، إجراءً بسيطاً نسبياً ولا يحتاج عادةً أكثر من 30 دقيقة.

تجرى الجراحة تحت التخدير العام، ويجري الجرَّاح شق في قاعدة كيس الفتق، ويعيد الأمعاء لداخل التجويف البطني في حال وجودها. ومن ثم تغلق نقطة الضعف عبر خياطة العضلات، مع إمكانية وضع دعامة.

بعد العمل الجراحي، يمكن لمعظم الأطفال العودة إلى المنزل في غضون ساعات قليلة ويمكن استئناف النشاطات الاعتيادية خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

أما الأطفال حديثي الولادة والخُدَّج، وخاصة الذين يعانون من حالات طبية معينة، فقد يلزمهم مراقبة لمدة 24 ساعة.

المضاعفات المتعلقة بجراحة إصلاح الفتق

يعد ظهور المضاعفات عقب جراحة فتق السرة عند الأطفال، أمراً نادراً إلا أنه وفي بعض الحالات قد تظهر المضاعفات التالية:

  • عدوى في مكان الجرح، ويصبح بلون محمر، ويخرج منه إفرازات صفراء أو بيضاء مصفرة، ويكون متورم ويترافق مع وجود ألم.
  • قد يحدث نزيف من مكان الجرح
  • عدم التئام الجرح بالشكل المطلوب
  • عودة الفتق من جديد
  • حدوث ما يعرف بالفتق الجراحي، وهو فتق يظهر في خياطة الجرح، إلا أنه من المضاعفات النادرة جداً. (3)

كما ينصح استشارة الطبيب والالتزام بالتعليمات لحالة فتق السرة عند الأطفال، وذلك لتجنب المضاعفات.