فحص سائل الحبن (Peritoneal Fluid Analysis)

الكاتب - أخر تحديث 16 يناير 2024

يعد فحص سائل الحبن "Peritoneal Fluid Analysis" أداة تشخيصية هامة في مجال الطب الحديث. حيث يتم استخدام هذا الفحص لتقييم السوائل الموجودة في التجويف البطني وفحصها لاكتشاف أي تغيرات أو علامات تشير إلى وجود حالات مرضية. فهذا الفحص يساعد في تحديد التشخيص الصحيح للأمراض المحتملة واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.

ما هو الحبن وكيف يتم فحص سائل الحبن؟

الحبن "Ascites" عبارة عن حالة مرضية تتصف بتراكم كميات زائدة من السوائل في البريتوان "Peritoneum". والبريتوان عبارة عن غشاء يبطن جدار البطن من الداخل ويحيط بعدد كبيرة من الأحشاء البطنية. بحيث يشكل حاجزاً يدعم تلك الأحشاء ويؤمن بعض الحماية لها.

يتواجد هذا السائل بشكلٍ طبيعي بكميات قليلة تترواح بين 5 إلى 20 ميلي ليتر، حيث يساهم في ترطيب وتسهيل حركة الأحشاء البطنية وحمايتها من الاحتكاك الناجم عن تلك الحركة.

يمكن أن تزداد كمية هذا السائل نتيجة أسباب عديدة، كما يمكن أن تترافق العديد من الأمراض بظهور الحبن ومنها مذكر:

  • معظم الأمراض الكبدية، وأهمها: 
    • تليف الكبد "Cirrhosis" يعتبر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالحبن، ويوصف بأنه تموّت الخلية الكبدية وعدم قدرتها على أداء وظائفها بشكل طبيعي. حيث يصاب حوالي 80% من المصابين بتليف الكبد بالحبن.
    • التهاب الكبد المزمن الناجم عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد  B أو C
    • تشمع الكبد "Fatty Liner Disease"
    • القصور الكلوي "Kidney Failure"
  • استهلاك الكحول المزمن
  • القصور القلبي "Heart Failure"
  • التهاب البنكرياس "Pancreatitis"
  • خثار وريد الباب "Portal Vein Thrombosis" وهو الوريد الاساسي الذي ينقل الدم من أعضاء الجهاز الهضمي (كالمعدة والأمعاء، والبنكرياس..) إلى الكبد، حيث يعمل الكبد فيما بعد على تنقية الدم من السموم والمواد الضارة.
  • ارتفاع ضغط وريد الباب "Portal Hypertension"
  • الإنتان "Infection" وهو عدوى الجسم بإحدى أنواع العوامل الممرضة (كالجراثيم والفيروسات والفطور..).
  • السرطان "Cancer" وبشكلٍ خاص سرطان الكبد، وسرطان البنكرياس، وسرطان القولون، وسرطان الرحم، وسرطان المبيض

يتم في الحالات المرضية السابقة وغيرها الحصول على عينة سائل الحبن باستخدام إبرة تدخل عبر جدار البطن، وغالباً ما يتم توجيه دخول تلك الإبرة بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound"، وذلك لأخذ الاحتياط الكامل وتجنب أي أذية ممكنة للأحشاء.

وتساهم هذه العينة التي تخضع للعديد من الفحوص بتحديد وتشخيص الحالة المرضية.

يتراكم سائل الحبن ضمن التجويف البطني في بعض الحالات المرضية
يتراكم سائل الحبن ضمن التجويف البطني في بعض الحالات المرضية

إجراءات فحص سائل الحبن

تخضع عينة سائل الحبن إلى مجموعة من الفحوص المختلفة، التي تساعد بتشخيص وتحديد الحالة المرضية. ومن أهم الفحوص نذكر:

  • المظهر الخارجي: يتم تحديد مظهر العينة فيما إذا كانت صافية أو ضبابية أو مدماة أو غيرها
  • التحاليل الكيمائية الحيوية: تتضمن تلك التحاليل قياس كمية مجموعة من القيم المخبرية في السائل مثل البروتين، والسكر، والأميلاز.
  • الفحص المجهري: يفيد الفحص المجهري في تحديد عدد كل من الكريات الحمراء والبيضاء الموجودة في العينة.
  • تحليل نازعة هيدروجين اللاكتات "LDH"
  • مدروج الألبومين في المصل وسائل الحبن "Serum Ascitic Albumin Gradient": يعبّر هذا التحليل عن الفرق بين كمية الألبومين في سائل الحبن وكميته في مصل الدم.

أسباب إجراء الاختبار

غالباً ما يرتبط إجراء فحص سائل الحبن، مع وجود مجموعة من الأعراض السريرية التي توجه نحو إصابة الشخص بالحبن، ومن أهم هذه الأعراض:

  • تورم البطن
  • زيادة الوزن
  • الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء
  • الغثيان والإقياء
  • تورم الطرفين السفليين
  • ضيق النفس
  • وجو حالة البواسير والتي تعرف على أنّها تورم وانتفاخ الأوردة الموجودة في الشرج والمنطقة السفلية من المستقيم.

إضافةً لما سبق، يطلب فحص سائل الحبن بشكلٍ أساسي عند الاشتباه بوجود مشكلة في البريتوان، حيث أن هذا الفحص يطلب في الحالات التالية:

  • التهاب البريتوان
  • الاشتباه بسرطان البريتوان
  • استسقاء البطن (تراكم السوائل في البطن) العائد لسبب غير معروف: حيث يسمح تحليل سائل الحبن في هذه الحالة بالوصول إلى تشخيص حالة المريض.
  • انثقاب المعدة أو الأمعاء

نتائج فحص سائل الحبن

تساهم التحاليل المختلفة لسائل الحبن، في الوصول إلى تشخيص حالة المريض، حيث أنّ نتيجة كل قسم من أقسام الاختبار قد تساعد في نفي أو تشخيص حالة مرضية ما، مثل: 

١- المظهر الخارجي للسائل:

تختلف نتائج فحص سسائل الحبن باختلاف المظهر الخارجي للسائل، حيث يشير كل مظهر إلى حالة مرضية مختلفة.

  • الصافي: يترافق مع التشمع الكبدي
  • الضبابي: قد يشير إلى الإصابة بالتهابات البريتوان الجرثومية إضافةً لالتهاب البنكرياس
  • المدمّى: قد يوجه نحو الإصابة بإحدى الأمراض السرطانية
  • الكيلوسي (الحليبي): يترافق هذا المظهر مع الإصابة بالسل أو اللمفوما أو غيرها من الخباثات في بعض الحالات
٢- التحاليل الكيميائية الحيوية:
  • تعتبر قيم السكر والأميلاز في سائل الحبن طبيعية إذا كانت قريبة من قيمها في الدم، ولا بدّ من التنويه إلى أن القيم المرتفعة من الأميلاز توجه في غالبية الحالات إلى الإصابة بالتهاب البنكرياس.
  • البروتين: تتراوح القيم الطبيعية للبروتين في سائل الحبن بين 0.3 و 4 غرام/ديسيليتر (g/dL).
٣- الفحص المجهري:
  • الكريات الحمراء: في الحالة الطبيعية لا تحوي عينة سائل الحبن على أية كريات حمراء، ولكن القيم الأكثر من 100 كرية في الميكروليتر قد توجه نحو الإصابة بالخباثة أو السل.
  • الكريات البيضاء: إن القيم الأقل من 250 كرية في الميكروليتر قد تشير نحو الحالة الطبيعية أو إلى الإصابة بالتشمع، بينما تشير القيم الأكثر من ذلك إلى الإصابات الإنتانية.
٤- مدروج الألبومين في المصل وسائل الحبن (SAAG):
  • إن قيم SAAG الأعلى من 1.1 غرام/ديسيليتر تشير إلى أن سائل الحبن رشحيTransudate، وغالباً ما تنجم هذه الحالة عن:
    • تشمع الكبد
    • قصور الكبد
    • التهاب الكبد الكحولي
    • الإصابة بأمراض سوء التغذية: مثل داء كواشيوركور
    • متلازمة بود كياري وهي متلازمة تتصف بانسداد الأوردة الكبدية
  • بينما تشير قيم SAAG الأقل من 1.1 غرام/ديسيليتر إلى أن سائل الحبن نتحي أو إفرازي Exudate ، ومن أهم الأسباب المؤدية لتلك الحالة:
    • وجود حالة سرطان
    • الالتهابات بشكل عام
    • التهاب البنكرياس
    • المتلازمة النفروزية إحدى الأمراض الكلوية التي تسبب تسرباً لكميات كبيرة من البروتين في البول، مؤدية بذلك إلى نقص كمية البروتين في الدم.
٥- تحليل نازعة هيدروجين اللاكتات "LDH"

يساهم هذا التحليل أيضا في تمييز نوع سائل الحبن فيما إذا كان رشحياً أو نتحياً، حيث أن:

  • قيم "LDH" الأقل من 225 وحدة / ليتر تترافق مع سائل الحبن الرشحي"Transudate"
  • بينما تترافق قيم "LDH" الأعلى من 225 وحدة / ليتر تترافق مع سائل الحبن النتحي "Exudate".

المخاطر المرافقة للاختبار

على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يقدّمها هذا الاختبار، إلا أنّه قد يترافق مع مجموعة من المخاطر وهي:

  • الإنتان أو العدوى: والذي ينجم في غالبية الحالات عن دخول العوامل الممرضة إلى الجسم بفعل إبرة الفحص.
  • النزف
  • انخفاض ضغط الدم
  • انثقاب إحدى الأحشاء البطنية: وتقدر نسبة حدوث هذا الاختلاط بحوالي 1 لكل 1000 شخص خاضع للاختبار.