فرط التعرق: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 20 ديسمبر 2022

يُعد التعرق ظاهرة فسيولوجية طبيعية لترطيب الجسم، لكن يُعاني آخرون من إفرازات غزيرة من العرق دون التعرض لدرجة حرارة عالية أو ممارسة أعمال شاقة أو أداء رياضة ذات مجهود بدني عالٍ. وتؤثر تلك الحالة في حياة الإنسان اجتماعياً حيث تُشعره بالحرج إذا كان في العمل أو خلال مقابلة أصدقائه وأقربائه. نستعرض في هذا التقرير، الحديث عن داء فرط التعرق وكيفية الإصابة به وما هي طرق علاجه؟

تعريف فرط التعرق

فرط التعرق "Hyperhidrosis" من أكثر الاضطرابات المرضية انتشارًا، ويكون نتيجة إفرازات غزيرة من العرق دون وجود أسباب تستدعي ذلك. وينتشر إما في الجسم بأكمله، أو مناطق محددة منه مثل الإبطين وكف اليدين وأسفل القدم والوجه والصدر والمنطقة الواقعة أسفل البطن، كما يصيب جانبي الجسد.

أعراض فرط التعرق

يظهر على المريض المصاب بفرط التعرق الأعراض التالية:

  • رطوبة كف اليدين وأخمص القدمين.
  • تعرق غزير
  • بلل الملابس بشكل دائم
  • الألم والتهيج الجلدي: حيث يصاب الجلد بالعدوى الفطرية والبكتيرية
  • تعرض الجلد للتقشر في مناطق فرط التعرق نتيجة لاستمرار رطوبته.

أنماط حالة فرط التعرق

١- النمط الأولي

وهنا لا تصيب حالة فرط التعرق الجسم كاملًا، وإنما تنتشر في منطقة كف اليدين وأسفل القدمين، ويعد ذلك النمط الأكثر شيوعاً، لكن لا يوجد سبب طبي معروف لهذا النوع حتى الآن.

٢- النمط الثانوي

ينتج فرط التعرُّق الثانوي بسبب تناول أدوية معينة، ويسبب هذا النوع عرقاً عزيزاً في جميع أجزاء الجسم، نتيجة اضطراب في الغدد العرقية.

أسباب فرط التعرق

تتسبب الضغوطات النفسية، والتوتر، والعوامل الوراثية، في غزارة الإفرازات لدى المصابين بفرط التعرق من النوع الأولي، بينما تزداد تلك الإفرازات لدى المصابين من النوع الثانوي، لأسباب أخرى، منها:

١- فرط نشاط الغدة الدرقية

حيث تفرز الغدة الدرقية هرمونات مسؤولة عن تنظيم عملية الاستقلاب داخل خلايا الجسم، تُزيد من زيادة درجة الحرارة للجسد، وتتسبب في فرط التعرق.

٢- سن اليأس عند النساء

تعاني النساء في سن اليأس من حدوث اضطراب في إفراز الهرمونات الأنثوية وخاصةً هرمون "إستروجين" وتوقف الدورة الشهرية؛ ما يجعلهن عرضةً لنوبات من ارتفاع حرارة الجسم، وتدفق إفرازات العرق.

٣- الحمل

تتسبب الشهور الثلات الأولى للحمل عند النساء في حدوث تغيرات هرمونية تؤدي إلى حالة شبيهة بفرط التعرق، لكنها تختفي وقت حدوث الولادة.

٤- داء السكري

تتسبب إفرازات الجسم للهرمونات المسؤولة عن رفع سكر الدم نتيجة الإصابة بداء السكري، في زيادة التعرق.

كما يسهم داء السكري في اضطراب الأعصاب المسؤولة عن إفراز العرق بشكل منتظم.

٥- السمنة

ويعاني المصابون بالسمنة المفرطة من فرط التعرق؛ نظراً لأن أجسامهم تعمل بشكل أكبر عن المجهود الطبيعي للأشخاص العاديين.

٦- الأمراض المناعية

يعد السل والإيدز من أكثر الأمراض التي تزيد فرص الإصابة بفرط التعرق.

٧- أمراض أخرى

حيث يعاني المصابون بمرض التهاب العظام وجوف النقي (تجويف النخاع)، وإصابات النخاع الشوكي، وبعض الأورام الخبيثة مثل سرطان الغدد اللمفاوية من فرط التعرق.

٨- الأدوية

تتسبب الأدوية النفسية وأدوية ارتفاع الضغط الشرياني، في زيادة التعرق.

المضاعفات

توجد مجموعة من المضاعفات النفسية والجلدية تصيب المريض، منها ما يلي:

  • المضاعفات النفسية: يشعر المريض بالخجل من التواصل مع الأشخاص نتيجة تسبب التعرق في وجود بقع على ثيابه، ويؤدي ذلك (1) إلى:
    • الاكتئاب
    • ضعف الثقة في النفس
    • ضعف الطاقة البدنية للمصاب
    • الابتعاد عن التجمعات
    • تجنب المصافحة بالأيدي
    • قضاء وقت طويل في تغيير الملابس بشكل متكرر.
    • الاستمرار في وضع الفوط الصحية والمناديل لتجنب ظهور العرق
    • بحث المريض عن الوظائف التي لا تتضمن تواصلاً مباشراً مع العملاء والزبائن لتجنب الإحراج
  • المضاعفات الجلدية: وتشمل ما يلي:
    • تجعد الجلد: نتيجة تعرض مناطق الجلد للرطوبة المستمرة بسبب التعرق الدائم
    • السَّعفة الإربية: هي عدوى فطرية تنشأ في منطقة ما بين الفخذين نتيجة التعرق
    • سَعفة القدم "عدوى قدم الرياضي": تنتج هذه الحالة عن تعرض جلد القدم لعدوى فطرية نتيجة الرطوبة الدائمة مع الحرارة المرتفعة نسبياً
    • عدوى جلدية بكتيرية: ناتجة عن رطوبة الجلد ما يجعله مهيئاً لاستقبال الجراثيم والفيروسات.

التشخيص

توجد طريقتان أساسيتان لتشخيص حالة فرط التعرق، وهما:

  • فحص النشا اليود: حيث يتغير لون مادة اليود إلى اللون البني إذ اختلطت بإفرازات العرق.
  • قياس التبخر عن سطح الجلد: حيث يقيس هذا الجهاز كمية العرق المتبخر على سطح الجلد خلال مدة معينة. (2)

في حين يمكن إجراء اختبارات إضافية لتحديد السبب في حال كان التعرق من النمط الثانوي، ومن هذه الاختبارات:

  • الغدة الدرقية: للبحث عن اضطرابات الغدة الدرقية التي تسبب فرط التعرق الثانوي.
  • قياس سكر الدم: لكشف وجود داء سكري
  • فحص البول
  • قياس مستويات حمض البول في الدم التي تظهر إصابة المريض بمرض "النقرس" المسبب لفرط التعرق
  • البحث عن دلائل الإصابة بداء السل والأمراض الأخرى
  • الفحوصات الإشعاعية التي تكشف وجود اضطرابات مؤدية للنوع الثانوي من التعرق.

علاج حالة فرط التعرق

يعتمد الطبيب المعالج، الخطة العلاجية لكل مريض بناءً على شدة الحالة المرضية، وتتضمن ما يلي:

١- العلاج الدوائي
أ- الكريمات المجففة للبشرة

تعد أكثر الكريمات شيوعاً التي تحتوي على مادة "كلوريد الألمنيوم"، حيث توضع على المنطقة المصابة يومياً في المساء وتُغطى ليمتصها الجلد جيداً.

وينبغي الحذر لاحتمالية تسبب هذه الأنواع من الكريمات ردات فعل تحسسية من المواد المصنوعة منها.

ب- الأدوية الفموية

ويصف الطبيب بعض الأدوية الفموية الفعالة لمنع عمل الأعصاب المسؤولة عن زيادة إفراز العرق (3) إلا أن لها آثاراً جانبيةً مثل جفاف العينين والفم.

٢- النظام الغذائي

يؤثر النظام الغذائي الذي يعتمد على الخضراوات وتقليل استهلاك الأطعمة الدهنية، في تقليل أعراض فرط التعرق.

٣- حقن سم الوشيقية

تثبط مادة توكسين البوتولينوم الموجودة في هذه الحقن إفراز العرق، ويستمر تأثيرها لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. (4)

٤- تدمير الغدد العرقية

ويكون تدمير الغدد العرقية حرارياً دون جراحة عبر تقنية تُستخدم لعلاج زيادة التعرق الموجود في منطقة الإبط دون التأثير في الغدد العرقية الأخرى في باقي الجسم.

٥- الجراحة

وتعد جراحة قطع العصب "الودِّي"، هي الإجراء الأخير لمعالجة فرط التعرق الشديد حال عدم نجاح الخيارات العلاجية السابقة.

الإرشادات

وختامًا؛ نستعرض عددًا من الإرشادات والنصائح، إذا قرر المصاب بفرط التعرق التعايش مع المرض، وهي كالتالي:

  • الاستحمام يومياً بالصابون الذي يحتوي على مضادات الجراثيم؛ للتخفيف من رائحة الجسم الكريهة الناتجة عن فرط التعرق
  • التجفيف الجيد للجسم لمنع تكاثر الجراثيم
  • ارتداء الملابس القطنية لامتصاص العرق
  • وضع الفوط القطنية تحت الملابس في أماكن الإفرازات الغزيرة للعرق.
  • إزالة الشعر من الإبط ومناطق الاحتكاك لمنع نمو الجراثيم والبكتيريا.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية والكافيين والطعام الحار لدورهم في زيادة التعرق.