فرط الكالسيوم في الدم: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 29 أغسطس 2022

يعتبر الكالسيوم من أهم المعادن التي تؤمن سلامة وظائف أجهزة الجسم، كوظيفة القلب، ووظائف العضلات، ووظائف الأعصاب، وبالتأكيد صحة العظام والأسنان، لكن في بعض الحالات يحدث خلل في مستوياته ويسبب حالة تعرف بفرط الكالسيوم في الدم.

فما هي هذه الحالة؟ وما مضاعفاتها؟ وما هي العلاجات المتبعة لتعود مستويات الكالسيوم إلى الحد الطبيعي؟

ما هو فرط الكالسيوم في الدم؟

يتم تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم بتعاون مشترك ما بين:

  • الغدد جارات الدرقية عن طريق هرمون الغدد جارات الدرقية PTH
  • والغدة الدرقية عن طريق هرمون الكالسيتونين، وكل من الكلية وجهاز الهضم عن طريق فيتامين د

يُعرّف فرط الكالسيوم في الدم على أنه ارتفاع الكالسيوم في مستوياته الدموية إلى أكثر من 10.2 ممك/دل.

لذلك عندما تظهر نتائج فحص الدم حالة فرط الكالسيوم يقوم الطبيب بفحص مستوى بروتين ألبومين في الدم أيضاً، حيث تتغير قيمة كالسيوم الدم بتغير ألبومين.

ولذلك يحسب الطبيب ما يسمى "نسبة الكالسيوم المصححة" بالنسبة للألبومين، وذلك لتأكيد أو نفي وجود فرط في كالسيوم الدم.

أعراض فرط الكالسيوم في الدم

في الواقع لا يوجد أعراض مميزة وذلك بسبب ارتباط ظهور الأعراض بالجهاز المتضرر من فرط كالسيوم الدم.

لذلك يمكن جمع الأعراض ضمن عدة مجموعات وهي:

١- أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي:

٢- أعراض مرتبطة بالعظام:

  • يمكن أن يتسبب إطلاق الكثير من الكالسيوم من العظام لجعلها ضعيفة
  • كما يمكن تؤدي إلى حدوث الآلام العظمية
  • من الممكن أن تصل إلى هشاشة العظام وتلينها
  • وأيضاً التهاب المفاصل
  • الكسور المرضية

٣- أعراض مرتبطة بالكلية:

إن فائض الكالسيوم يجبر الكلية على العمل بجهد أكبر، ونتيجة لذلك قد تظهر الأعراض التالية:

  • كثرة التبول
  • العطش الشديد
  • الجفاف
  • بالإضافة إلى أنه يسبب حدوث حصيات الكلية

٤- أعراض مرتبطة بالعضلات والأعصاب:

يؤدي فرط كالسيوم الدم الشديد إلى:

  • اختلال وظيفي في الدماغ مصحوباً:
    • الارتباك
    • الاضطرابات العاطفية
    • الهذيان
    • الهلوسة
    • أحياناً الغيبوبة
  • كما يحدث ضعف في العضلات، ويمكن أن يتبع ذلك اضطراب في نظم القلب وتشكل هذه الحالة خطراً على المريض.

وعادةً تبدأ الأعراض بمشاكل الجهاز الهضمي، ثم تظهر الأعراض المرتبطة بالكلية كالتبول الزائد وفرط العطش.

أما الأعراض المرتبطة بوظائف الأعصاب والعضلات نتيجة لحالات فرط الكالسيوم الشديد جداً في الدم.

مقطع يوضح حالة فرط الكالسيوم في الدم
مقطع يوضح حالة فرط الكالسيوم في الدم

أسباب فرط الكالسيوم في الدم

يمكن أن يعاني الرجال والنساء من جميع الأعمار من ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.

ولكنه يعد أكثر شيوعاً عند النساء فوق سن الخمسين (بعد انقطاع الطمث).

بشكل عام تشمل الأسباب الشائعة ما يلي:

  • زيادة هرمون الغدد جارات الدرقية PTH الذي تفرزه الغدد جارات الدرقية بسبب تضخم في واحدة أو أكثر من الغدد جارات الدرقية، أو ورم في إحدى هذه الغدد والذي يكون حميداً في معظم الحالات.
  • تترافق العديد من السرطانات مع فرط كالسيوم الدم خاصةً سرطان الرئة والثدي وسرطان نقي العظام
  • مرض السل
  • الأدوية الحاوية على عنصر "ليثيوم" المستخدمة في علاج بعض الاضطرابات النفسية
  • بعض أنواع الأدوية المدرة للبول
  • تناول المكملات الغذائية الحاوية على الكالسيوم بكثرة، أو حتى الحاوية على فيتامين "د" بجرعات كبيرة، حيث يؤدي فيتامين "د" إلى زيادة امتصاص الكالسيوم في الأمعاء.
  • مرض فرط كالسيوم الدم الوراثي العائلي، وهو مرض وراثي يصيب الغدد جارات الغدة الدرقية، بحيث تفرز الكثير من هرمون PTH مما يؤدي لحالة فرط الكالسيوم.
  • قلة الحركة، حيث أن الأشخاص غير القادرين على الحركة بسبب الشلل أو بعد العمليات الجراحية الكبيرة، يرتفع احتمال تعرضهم لزيادة الكالسيوم.

مضاعفات فرط الكالسيوم في الدم

قد يؤدي فرط كالسيوم الدم في حال إهمال العلاج إلى مضاعفات عديدة على مستوى عدة أجهزة في الجسم، ومنها نذكر:

أجهزة الجسمالمضاعفات
على مستوى الجهاز الهضمي- التهاب البنكرياس
- مرض القرحة الهضمية
على مستوى الكلية- ترسبات الكالسيوم في الكلى التي تسبب التهاب الكلية وضعف وظائفها
- الجفاف
- ارتفاع ضغط الدم الشرياني
- الفشل الكلوي
- حصيات الكلية
على مستوى الجهاز العصبي- الاكتئاب
- صعوبة التركيز والتفكير
على مستوى العظامتشكل كيسات العظام
على مستوى القلبعدم انتظام في ضربات القلب
جدول مضاعفات فرط الكالسيوم في الدم

تشخيص فرط الكالسيوم في الدم

قد لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب بنسبة خفيفة، أو قد تظهر الأعراض الهضمية الخفيفة.

وبسبب عدم التمكن من تمييز حالة فرط كالسيوم الدم عن طريق الأعراض السريرية بسبب تنوعها الكبير.

يتم الاعتماد بالتشخيص على اختبارات الدم التي تقيس مستويات الكالسيوم.

ولكن عندما تظهر التحاليل الدموية زيادة نسب كالسيوم الدم يطلب الطبيب إجراء اختبارات أخرى لتحديد السبب وراء الإصابة، وتشمل هذه الاختبارات:

  • مستوى هرمون الغدد جارات الغدة الدرقية في الدم PTH
  • مستوى فيتامين "د" في الدم
  • مستوى الكالسيوم في البول
  • التصوير بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي وأحياناً تصوير الثدي بالماموغرام، وغيرها من إجراءات التصوير الشعاعي للبحث عن بعض أنواع السرطانات أو أمراض العظام أو أمراض الغدد جارات الغدة الدرقية.
  • التصوير الصدوي للجهاز البولي والكليتين للبحث عن حصيات كلوية
  • رسم القلب الكهربائي لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب
  • قياس كثافة العظام

العلاج

إن علاج فرط كالسيوم الدم يختلف تبعاً لدرجة ارتفاع الكالسيوم ومدى تأثر الأجهزة بهذا الارتفاع، علاوة على ذلك السبب الذي أدى إلى هذا الارتفاع.

كما أن الأشخاص المصابون بفرط كالسيوم الدم الخفيف قد لا يحتاجون إلى أي علاج، وقد تعود مستويات الكالسيوم إلى طبيعتها بمرور الوقت.

أما إذا استمرت مستويات الكالسيوم في الارتفاع أو لم تتحسن من تلقاء نفسها, فيلجأ الطبيب إلى المزيد من الاختبارات، بالإضافة للبدء في الخطوات العلاجية لمنع تفاقم الحالة.

ويتضمن العلاج خطوات عامة وخطوات علاجية خاصة حسب المرض المسبب.

الخطوات العامة

وتشمل الخطوات العامة تثقيف المرضى حول الحفاظ على نظام غذائي جيد مع الحد من تناول الكالسيوم بما لا يتجاوز مدخول الكالسيوم الغذائي الموصى به أي حوالي 1000 ملغ في اليوم.

كما و يجب شرب المزيد من الماء والسوائل غير المحلاة كل يوم لتقليل خطر الإصابة بحصيات الكلية.

ينصح أيضاً باستشارة أخصائي تغذية لتوعية المريض بنوع الأطعمة التي يجب تجنبها.

الخطوات العلاجية

  • قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى إذا كان لديه مستويات عالية جداً من الكالسيوم في الدم، ليتمكن الطبيب من تقليل المستوى وأيضاً مراقبة المريض بانتظام.
  • إذا كان فرط كالسيوم الدم ناتجاً عن فرط نشاط الغدة جارة الدرقية فقد تحتاج إلى جراحة لإزالة الغدة جارة الدرقية.
  • قد يحتاج الشخص المصاب بورم في الغدد جارات الغدة الدرقية إلى عملية جراحية لإزالته.
  • عند النساء في سن اليأس، يمكن للعلاج بهرمون إستروجين أحياناً معاكسة فرط كالسيوم الدم الخفيف.
  • يمكن في بعض الحالات الشديدة من فرط الكالسيوم في الدم أن يحتاج المريض لإجراء غسيل الكليتين إذا كان هنالك فشل شديد في عملهما.

العلاج الدوائي

  • يمكن استعمال بعض أنواع الأدوية المدرة للبول التي تعمل على زيادة إطراح الكالسيوم من الجسم، وذلك حسب استشارة الطبيب.
  • بيفوسفونات والتي تقلل من تكسر العظام.
  • كالسيتونين الذي يشبه هرمون كالسيتوني المفرز من الغدة الدرقية ويساهم في تخفيض كالسيوم الدم.
  • وغيرها من الأدوية الأخرى التي تختلف حسب الحالة.

الوقاية

يمكن أن تساعد بعض تعديلات نمط الحياة في الحفاظ على مستويات الكالسيوم متوازنة، وتشمل هذه التغيرات:

  • شرب الكثير من الماء: يؤدي شرب كميات كافية من الماء إلى خفض مستويات الكالسيوم في الدم، كما أنه يساعد في منع تشكل حصيات الكلية.
  • الإقلاع عن التدخين: فالتدخين يزيد من فقدان العظام، وبالإضافة إلى ذلك فإن الإقلاع عن التدخين سيقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان والمشاكل الصحية الأخرى.
  • الرياضة: فهي تعزز قوة العظام والعضلات وصحتها
  • اتباع الإرشادات الخاصة بالأدوية والمكملات الغذائية: يؤدي اتباع النصائح الطبية إلى تقليل مخاطر تناول الكثير من فيتامين "د" وما تؤدي له من الإصابة بفرط كالسيوم الدم.