فقر الدم أثناء الحمل: الأعراض والعلاج

الكاتب - 6 ديسمبر 2022

يعد فقر الدم أثناء فترة الحمل من الاضطرابات الشائعة عند الحوامل، ويكون عادةً خفيفاً ولكن في بعض الحالات قد يؤدي لبعض الأعراض المزعجة والمضاعفات، لذلك لا بد من التعرف على هذه الحالة لتجنب المضاعفات والالتزام بالعلاج المقترح من قبل الطبيب المختص.

ما هو فقر الدم أثناء الحمل؟

يمكن بدايةً تعريف فقر الدم، بأنه نقص إما في تعداد كريات الدم الحمراء أو في تركيز الهيموغلوبين، وهو البروتين الرئيسي ضمن الكرية الحمراء والذي يعد مسؤول عن نقل الأوكسجين.

هذا النقص سيؤثر على قدرة الدم في نقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم، ومنه تظهر الأعراض والعلامات الخاصة بفقر الدم.

يعد فقر الدم مشكلة صحية عالمية واسعة الانتشار وحسب منظمة الصحة العالمية "WHO" فإنه يؤثر على ما يقرب من 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، ويكون أعلى معدلاته في فئات محددة، ومنها الحوامل.

يعد فقر الدم من الاضطرابات الشائعة المتعلقة بالحمل، ويكون عادةً خفيف الدرجة، إلا أنه وفي بعض الحالات قد يؤدي لبعض الأعراض المزعجة وحتى مضاعفات خطيرة على الأم والجنين.

تم تقدير معدل انتشار فقر الدم خلال الحمل بين 37% و58%مع ارتفاع النسب في الثلث الثالث من عمر الحمل.

أعراض فقر الدم أثناء الحمل

تتشابه أعراض فقر الدم أثناء الحمل مع الحالات الأخرى، كما قد تحدث بعض الأعراض عند الحامل دوون وجود حالة فقر الدم، ومن الأعراض:

  • تعب عام
  • ضعف
  • دوخة أو دوار
  • صداع
  • شحوب الجلد
  • حدوث متلازمة بيكا، وهي اضطراب يؤثر على الشهوة نحو الطعام، ويميل المريض لتناول بعض المواد مثل الطين.

بالإضافة إلى ذلك في بعض الحالات الشديدة من فقر الدم يمكن أن تسوء الأعراض ويحدث:

  • هبوط في ضغط الدم
  • تسارع في دقات القلب
  • صعوبة في التركيز

أسباب فقر الدم أثناء الحمل

يمر الجسم خلال الحمل بالعديد من التغيرات للتأقلم مع الحالة الجديدة، ومن هذه التبدلات حدوث زيادة في حجم الدم، والذي يكون قبل الحمل حوالي 5 لتر، ويرتفع خلال الحمل لتأمين متطلبات الجنين ليصل بين 7 إلى 8 لتر تقريباً.

كما تتطلب هذه الزيادة في حجم الدم، زيادة في إنتاج كريات الدم الحمراء، والذي يتطلب توافر العناصر الأساسية المهمة لصنع الهيموغلوبين الإضافي المطلوب، والتي تضم الحديد بشكل رئيسي، وفيتامين B12 (كوبالامين)، وفيتامين B9 (حمض الفوليك).

يكون نقص الحديد هو السبب الرئيسي لحدوث فقر الدم أثناء الحمل، وذلك بسبب صعوبة تعويض كمية الحديد المطلوبة، فالحامل تحتاج 3 أضعاف الكمية الطبيعية المطلوبة، كما تزداد الحاجة طرداً مع تقدم العمر الحملي.

يمكن أن يحدث فقر الدم أثناء الحمل، لأسباب أخرى غير متعلقة بالحديد، مثل:

  • نقص فيتامين B12 أو فيتامين B9
  • نتيجة حدوث نزف
  • كأحد مضاعفات حالة تسمم الحمل

عوامل الخطورة

يوجد عدة عوامل قد يكون لها أثر في زيادة احتمال الإصابة بفقر الدم أثناء الحمل، وأبرز هذه العوامل:

  • حدوث الحمل بوقت قريب عن آخر حمل
  • الحمل المتعدد (توأم)
  • التقيؤ المتكرر
  • قلة الوارد من الحديد اليومي
  • وجود غزارة في دم الطمث قبل الحمل

مضاعفات فقر الدم أثناء الحمل

إن حدوث مضاعفات نتيجة وجود فقر الدم أثناء الحمل، يعد أمراً نادراً إلى حد مما وذلك نتيجة التشخيص والعلاج المبكرين، حيث تستطيع الحامل تجنُّب أي مخاطر قد تطال سلامتها وسلامة جنينها من خلال متابعة الحمل والتحاليل الدورية عند الطبيب المختص.

ولكن في حال عدم الالتزام بالعلاج أو اهمال الحالة وعدم المتابعة عند الطبيب يمكن أن تحصل بعض المضاعفات الخطرة التي تشمل:

  • انفصال المشيمة
  • الولادة المبكرة
  • ولادة جنين ميت
  • انخفاض الوزن الجنين عند الولادة
  • زيادة احتمال وقوع الاضطرابات عند حدوث نزف خلال المخاض
  • كما قد يحدث فقر دم بنقص الحديد لدى الطفل في الأشهر الثلاثة الأولى من حياته
  • مشاكل في التطور الدماغي للطفل

التشخيص

تساعد الأعراض والعلامات التي قد تعاني منها الحامل، في توجيه الطبيب نحو فقر الدم كسبب محتمل للحالة، كما يتطلب تشخيص فقر الدم عادةً مجموعة من الفحوص المخبرية، التي غالباً تكون كافية دون اللجوء لأي إجراء إضافي.

تشمل نتائج الاختبارات المطلوبة لتأكيد وجود فقر دم، أن يكون هناك انخفاضاً في:

  • مستوى الهيموغلوبين (Hb)
  • تركيز الحديد في الدم
  • إشباع الترانسفرين في الدم
  • مستوى الفيريتين في الدم

عملياً يكفي إجراء تحليل لتعداد الدم الكامل "CBC" مع مستوى الفيريتين لتأكيد تشخيص الحامل بفقر الدم بسبب نقص الحديد في حال كانت النتائج كالتالي:

  • تركيز الفيريتين في الدم <30 ميكروغرام / لتر
  • مستوى الهيموغلوبين:
    • <11 غ / دل خلال الثلث الأول من الحمل
    • <10.5 غ / دل خلال الثلث الثاني من الحمل
    • <11 غ / دل خلال الثلث الثالث من الحمل

يعتبر قياس تركيز الفيريتين في الدم من أكثر الاختبارات المؤكدة لحالة فقر الدم، إلا أنه قد يرتفع أو يكون طبيعي في بعض الحالات الالتهابية، ولذلك يتم طلب إجراء المزيد من الاختبارات.

فلتأكيد تشخيص فقر الدم يجب أن يكون النقص في قيمتي الفيريتين و الهيموغلبوبين، فإذا كان مستوى الفيريتين في الدم منخفضاً (<30 ميكروغرام / لتر) ولكن الهيموغلوبين طبيعي (≥11 غ / دل) فالتشخيص يكون نقص الحديد وليس فقر الدم.

علاج فقر الدم أثناء الحمل

يعتمد علاج فقر الدم أثناء الحمل على مكملات الحديد التي يمكن أن تؤخذ بشكل يومي، ومن شأنها أن تحسن الحالة وتخفف الأعراض.

يجب أن يكون العلاج الوريدي بالحديد، الخيار الأول لحالات فقر الدم الشديد، وذلك لأن العلاج الوريدي أكثر فعالية وسرعة من العلاج عن طريق الفم.

الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل

تشكل الوقاية أهمية بالغة وهي ممكنة وسهلة عبر مجموعة من الخطوات التي تتضمن تعديلات في نمط الغذاء، بحيث يحتوي 30 ملغ من الحديد يومياً، حيث ينصح بزيادة الحصة الغذائية مما يلي:

  • اللحوم الحمراء
  • البيض
  • الخضار ذو الأوراق الخضراء مثل السبانخ
  • بعض المكسرات
  • الفول والعدس

كما قد يساعد فيتامين C في تحسين امتصاص الحديد، مما يضيف فائدة أكبر من الطعام الحاوي على عنصر الحديد.

ومن الأغذية الغنية بفيتامين C:

  • الحمضيات كالبرتقال
  • الفراولة
  • الكيوي
  • الطماطم
  • الفليفلة