فيتامين H: الفوائد المصادر

الكاتب - أخر تحديث 11 يناير 2023

يعرف فيتامين H بأنه من الأنواع الفرعية لمعقد فيتامين ب (B complex vitamins)، ومن المتعارف عليه أن فيتامين B من العناصر الغذائية المهمة.

فما هو دور فيتامين H ووظيفته وكيف يمكن أن نحصل عليه؟

ما هو فيتامين H؟

فيتامين H أو ما يعرف باسم البيوتين (Biotin) هو واحد من أنواع وأجزاء مجموعة الفيتامين B، وتحديداً الفيتامين B7 من مجموعة الفيتامين B.

ويعتبر من الفيتامينات المنحلة في الماء، وهذا يعني أنه يتم امتصاصه بشكل مباشر عبر الأمعاء ولا يمكن تخزينه في النسيج الشحمي للجسم، كما يساهم الفيتامين H بالعديد من الوظائف الفيزيولوجية والعمليات الحيوية في الجسم.

وعملية الاستقلاب هي أحد أهم هذه الوظائف حيث تساعد في تحويل الكربوهيدرات في الطعام إلى مصدر للطاقة (سكريات) كما تساعد في استقلاب وهضم المواد الدسمة والبروتينية، وله دور في الحفاظ على صحة الشعر والجلد والأظافر وغيرها من الوظائف.

فوائد فيتامين H ودوره في الجسم

يمتلك فيتامين H العديد من المهام والفوائد للجسم وأنسجته، حيث يساهم في عمليات نوعية كالمساعدة في عملية الهضم، بالتالي يساعد في الحفاظ على بنية ومتانة الأنسجة المختلفة، إضافة لتأثيرات وفوائد على الجهاز العصبي.

ويمكن تلخيص الفوائد كالتالي:

١- العمل كمساعد أنزيمي في عملية الاستقلاب

يساهم فيتامين H في عملية الاستقلاب للعناصر الغذائية التي نتناولها وذلك بسبب عمله ودوره كمساعد انزيمي (Coenzyme)، بالتالي له دور في صنع وتنشيط وتفعيل وزيادة النشاط للأنزيم الذي يرتبط به.

ويعتبر هذا الفيتامين مكون داعم ومساعد أنزيمي لمجموعة من الأنزيمات الهاضمة التي تعرف بأنزيمات الكاربوكسيلاز (Carboxylase Enzymes).

و لها دور فيما يلي:

  • استقلاب وصنع الحموض الدسمة (Fatty acids)
  • استقلاب وصنع الحموض الأمينية (Amino acids)
  • صنع وتركيب المواد السكرية (Gluconeogenesis)
٢- المحافظة على صحة الشعر، الأظافر والجلد

يساهم فيتامين H في الحفاظ على صحة وسلامة الشعر والأظافر، حيث تبين أن له تأثير إيجابي على تحريض نمو واستعادة صحة الشعر، كما أنه يساهم في الحفاظ على بنية أظافر متينة وصحية.

أما بالنسبة للجلد فيدخل الفيتامين H بتركيب العديد من المنتجات والمستحضرات التجميلية للعناية بالبشرة، وذلك نظراً لمساهمته في الحفاظ على نضارة الجلد ومتانة خلايا البشرة وصحتها.

وفي إحدى الدراسات عن فائدة الفيتامين H (البيوتين) والمكملات الأخرى تبين أنه عند تناوله من قبل النساء اللواتي يعانين من خفة كثافة وتساقط الشعر لمدة 3 أشهر، فهو يحسن بوضوح في قوة كثافة الشعر لديهن. (1)

٣- المساهمة في ضبط سكر الدم

لفيتامين H دور في عملية ضبط مستويات السكر في الدم والتقليل من ارتفاعه عند مرضى السكري، سواء كان السكري من النمط الأول أو من النمط الثاني لمرض السكري.

فقد وجدت بعض البحوث علاقة بين الفيتامين H وتحريض افراز هرمون الأنسولين من البنكرياس وهذا بدوره يساهم في عملية ضبط مرض السكري.

بالإضافة إلى ذلك فقد وجدت دراسة عن تأثير الحمية عالية الفيتامين H على ضبط سكر الدم عند مرضى السكري النمط الأول، وقد بينت أن المستويات العالية من الفيتامين قد ساهمت في ضبط لمستويات السكر في الجسم. (2)

٤- الحفاظ على صحة الأعصاب

يعد الفيتامين H عنصراً ضرورياً لعمل أنزيم بيروفات كاربوكسيلاز (Pyruvate carboxylase) الذي تكون وظيفته تحويل البيروفات إلى مادة أخرى والمساهمة في صناعة الطاقة على مستوى الخلية.

وعند نقص فيتامين H تضطرب هذه العملية كما يتراجع تحويل مادة البيروفات التي تتراكم مع الوقت ضمن الخلية.

وعندما يزداد تركيزها يصبح لها أثر ضار على الخلايا عموماً والخلايا العصبية والأعصاب بشكل خاص، لذلك يملك فائدة وتأثير إيجابي أيضاً في الحفاظ على صحة الأعصاب والجهاز العصبي.

٥- المساهمة في علاج التصلب المتعدد (multiple sclerosis)

اقترحت عدة دراسات أن الفيتامين H يمكن أن يخفف من شدة وحدة الأعراض كما ويحسن الحالة عند المرضى المصابين بالتصلب المتعدد.

التصلب المتعدد هو مرض عصبي مناعي ذاتي مجهول السبب، ينجم عن وجود خلل في الجهاز المناعي للجسم يجعل الخلايا المناعية للجسم تهاجم عن طريق الخطأ الخلايا العصبية وتخربيها.

مما يسبب مشاكل عصبية متعدد كالضعف العضلي والشلل وغيرها، وقد أثبت أن العلاج بجرعات عالية منه يعتبر آمن. (3)

كما أن أخذ ثلاث جرعات يومياً من الفيتامين لمدة 9 أشهر أظهر حصول تراجع وتحسن في الأعراض عند المرضى.

٦- المساهمة في علاج مرض العقد العصبية القاعدية (Basal ganglia disease)

يعد اضطراب العقد العصبية القاعدية اضطراب نادر وغالباً ما يكون للوراثة دور فيه، حيث يؤثر على مجموعة من الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ والتي تعد مسؤولة عن تنظيم الحركة والتقلص العضلي فتسبب هذه الحالة تقلصات عضلية لا ارادية، وضعف عضلي وأعراض أخرى.

كما وجد أن هذا الاضطراب قد يستجيب وتتحسن أعراضه في حال تناول مكملات غذائية حاوية عليه.

الجرعة الموصى بها

تختلف الحاجة اليومية اللازمة من الفيتامين H بحسب العمر ولا يشكل الجنس فارقاً هاماً بالنسبة لكمية الجرعة اليومية ولكن تحتاج الحامل والنساء إلى نسب أعلى نوعاً ما.

كما يمكن الحصول على الحاجة اليومية بسهولة بشكل عام من المواد الغذائية المتوفرة، ويمكن تلخيص الحاجة اليومية وفق الجدول التالي:

العمرالجرعة اليومية
0-6 أشهر5 ميكروغرام في اليوم
7-12 شهر6 ميكروغرام في اليوم
1-3 سنوات8 ميكروغرام في اليوم
4-8 سنوات12 ميكروغرام في اليوم
9-13 سنة20 ميكروغرام في اليوم
14-18 سنة25 ميكروغرام في اليوم
فوق 19 سنة30 ميكروغرام في اليوم
النساء الحوامل30 ميكروغرام في اليوم
النساء المرضعات35 ميكروغرام في اليوم
الجرعة اليومية

المصادر الغذائية

هناك العديد من الأطعمة والأغذية التي تحوي على كميات جيدة من الفيتامين H ويمكن أيضاً بسهولة من خلال استهلاكها تحقيق الحاجة اليومية للجسم، وذلك لأن الجرعة اليومية منه تعتبر صغيرة.

كما تشمل أهم الأطعمة الغنية به ما يلي:

  • البيض المطبوخ
  • الشوفان
  • القمح
  • الفطر الأبيض
  • السبانخ
  • الحليب
  • الجزر
  • البندورة (الطماطم)
  • التفاح
  • السمك
  • الأفوكادو
  • كبد العجل
  • لحم الدجاج
  • الحبوب

أعراض نقص فيتامين H

على الرغم من كون الحاجة اليومية من فيتامين H هي قليلة ويمكن الحصول عليها بسهولة إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن يحدث نقص وعوز في الفيتامين H.

كما أن السبب الأهم لذلك هو نقص الوارد الغذائي من المواد الغنية بالفيتامين إضافة لوجود اضطرابات أو مشاكل تؤثر على امتصاص الفيتامين والاستفادة منه.

ويمكن أيضاً تلخيص أشهر الحالات والأسباب التي قد تترافق بنقصه بما يلي:

  • الاضطرابات والمشاكل على مستوى الأمعاء لأنها تقلل من امتصاص فيتامين H بالتالي تمنع الحصول على الكميات الكافية منه وتصنيعه
  • استهلاك الكحول المفرط يسبب مشكلة في امتصاصه
  • الأمراض الكبدية ولا سيما تليف الكبد (Cirrhosis)
  • بعض الأدوية كمميعات الدم، وحاصرات مستقبلات بيتا (beta blockers)
  • عوز البيوتين الخلقي وهو حالة نادرة يحدث فيه نقص في الأنزيم المسؤول عن امتصاص البيوتين في الجسم وتنظيم استعماله

كما يترافق حصول النقص والعوز في الفيتامين H بالعديد من الأعراض والمشاكل الصحية التي تشمل ما يلي:

  • انخفاض في كثافة وقوة الشعر
  • ضعف وتكسر الأظافر
  • جفاف الجلد وزيادة حدوث الآفات الجلدية كالاحمرار والطفح الجلدي
  • التعب والارهاق
  • الاكتئاب
  • حدوث خدر وشعور بالوخز في الأطراف العلوية والسفلية

كما يكون العلاج في حالة نقص فيتامين H هو تعويض هذا الفيتامين عن طريق المكملات الغذائية الحاوية عليه، بالإضافة إلى ذلك لاتباع حمية غذائية غنية بالمواد الحاوية على المادة.

في الختام يمكن القول بأن فيتامين H هو عنصر أساسي ومهم لخلايا الجسم، كما أنه على الرغم من كون الحاجة إليه يمكن الحصول عليها بشكل سهل، إلا أنه يجب الانتباه والحذر بشكل دائم من حصول النقص فيه وذلك لتجنب الاختلاطات التي قد تنجم عن نقصه.