قرحات التماس في الحبال الصوتية

الكاتب - أخر تحديث 14 نوفمبر 2022

تتعرض الحبال الصوتية نتيجة استخدامها بشكل دائم للإصابة بالعديد من الاضطرابات في عملها وتعتبر قرحات التماس واحدة من أشهر الحالات.

فما هي قرحة التماس وكيف تحدث وما هي التدابير العلاجية المتبعة؟

ما هي قرحات التماس في الحبال الصوتية؟

قرحات التماس في الحبال الصوتية "Contact Ulcers" أو "Granuloma" هي حالة يحدث فيها إصابة بجرح أو تقرح في جزء من الحبل الصوتي.

هذا التقرح في الحبل الصوتي يكون ناجم عادةً عن استعمال قوي ومفرط للحبال الصوتية كما في حالة الصراخ المفاجئ أو المتكرر أو أذية رضية مباشرة على الحبل الصوتي.

تعمل الحبال الصوتية على إصدار الأصوات من خلال اهتزازها واحتكاكها مع بعضها ومع الهواء الذي يمر في الحنجرة، وبالتالي تكون بحالة احتكاك واهتزاز دائم طالما كان الشخص يتكلم ويتحدث.

ولكن عندما تتعرض الحبال الصوتية لحالة شدة وقوة مفاجئة تجعلها تحتك بشدة وعنف مع بعضها البعض بشكل خارج عن المألوف، يحدث رض على الحبال الصوتية ويجعلها تتقرح وتصاب في أماكن الاحتكاك، وهذا ما يسمى بقرحات الحبال الصوتية.

في بعض الحالات التي يحدث فيها إصابة متكررة بالقرحات في الحبال الصوتية أو عدم علاجها بشكل كامل، يحدث ما يدعى بالحبيبوم "Granuloma" في الحبل الصوتي على أرضية القرحة نفسها غير الشافية أو المتكررة.

وهو عبارة عن تكاثر نسيجي يتكون من خلايا التهابية وخلايا مناعية وظهارة الحبال الصوتية.

يملك الانسان حبلين صوتيين أيمن وأيسر وهما عبارة عن نسيج قابل للاهتزاز يبرز ضمن القسم السفلي من الحنجرة وكل حبل مكون من رباط وعضلة ومغلف بغشاء مخاطي. ويمكن للقرحات أن تحدث في حبل صوتي واحد وهنا تكون أحادية الجانب أو تحدث في الحبلين الصوتيين معاً وتسمى ثنائية الجانب.

أعراض قرحات التماس في الحبال الصوتية

هناك العديد من الأعراض التي تظهر عند الإصابة بقرحات التماس في الحبال الصوتية. وتختلف من حيث الشدة والظهور من شخص لآخر.

ولكن العرض الأساسي المشترك والأشهر هو حدوث بحة أو تغير في حدة صوت الشخص المصاب.

وتشمل أبرز الأعراض التي ترافق قرحات الحبال الصوتية ما يلي:

  • حدوث بحة وتغير في صوت المصاب بدرجات متفاوتة ومتنوعة، حيث يصبح صوت المصاب خافت أو ضعيف أو حتى غير قادر على الكلام
  • تغير في حدة الصوت ونوعيته
  • الإحساس بتورم في البلعوم والحنجرة
  • السعال المتكرر
  • الألم في منطقة الحنجرة خصوصاً عند التكلم والبلع
  • الإحساس بوجود جسم غريب عالق في الحنجرة

أسباب قرحات التماس في الحبال الصوتية

يعتبر حدوث قرحات التماس ناتج عن آلية رضية على الحبال الصوتية.

فينتج عن اجهاد صوتي شديد ومتكرر للحبال الصوتية، أو رض مباشر على الحبل الصوتي، أو حتى تخريش ببعض المواد الكيميائية.

وبالتالي تكون أشهر الأسباب التي تؤدي للإصابة بقرحات الحبال الصوتية ما يلي:

  • الاستعمال المفرط والحاد للصوت بشكل، كحالات الصراخ المتكرر أو الفجائي وخاصة عند الصغار أو التحدث لفترات زمنية طويل ومتكررة كما هو الحال عند المدرسين مثلاً.
  • الرض المباشر على الحبال الصوتية اثناء عملية التنبيب خلال التحضير لعمل جراحي مثلاً أو في الحالات الإسعافية.
    • عملية التنبيب (Intubation) هي إجراء يتم فيه إدخال أنبوب من الفم إلى الحنجرة وصولاً للرغامى وذلك لتأمين وصول الأوكسجين والتهوية للرئتين بشكل مباشر.
  • تعرض الحبال الصوتية لتخريش بشكل متكرر من بعض المواد الكيميائية سواء داخل الجسم أو من خارجه.
    • مثل الناتجة عن الإصابة بالقلس المعدي المريئي (GERD) وهي حالة يحدث فيها ارتجاع وصعود لمفرزات المعدة الحامضية إلى الفم والبلعوم، بالتالي تسبب تخريش وتهيج في الحبال الصوتية.
    • وأيضاً يعد التدخين الشديد واستهلاك الكحول المفرط من المخرشات التي قد تسبب حدوث قرحات الحبال الصوتية.

كما تبين أن معدل إصابة الذكور بقرحات الحبال الصوتية هو 69% أعلى من الاناث 31% وذلك بناءً على دراسة في أحد المستشفيات في البرازيل.

وكان وجود الارتجاع الحمضي المعدي المريئي هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة ويليه الرض المباشر والتنبيب ومن ثم الاجهاد الصوتي أخيراً.

تشخيص الإصابة

يتم تشخيص الإصابة بقرحات التماس في الحبال الصوتية من خلال مجموعة من الفحوصات والإجراءات التي يجريها طبيب متخصص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة.

وتتضمن هذه الإجراءات التشخيصية ما يلي:

  • أخذ القصة المرضية والاستجواب السريري للتحقق من الأعراض وكيف بدأت وما هي الأعراض المرافقة للحالة
  • اجراء فحص سريري من خلال الفحص المباشر بالعين المجردة للفم والبلعوم والبحث عن وجود علامات تورم أو وذمة. كما ويتم التأكد من الصوت من خلال وجود بحة أو تغير في الصوت
  • تنظير الحنجرة (Laryngoscopy) عن طريق أنبوب مرن مزود بكاميرا ويمكن إدخاله عبر الفم أو الأنف. يتم فيه اجراء معاينة مباشرة وقريبة للحبال الصوتية والتحقق من جود قرحات أو تورم وإصابة في الحبال الصوتية.

طرق علاج قرحات التماس في الحبال الصوتية

يعتمد اختيار العلاج المناسب للقرحات في الحبال الصوتية على العامل الذي أدى لحدوثها في الدرجة الأولى بالتالي تراجع الأعراض والشفاء.

وتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

١- علاج النطق (Speech Therapy)

يستخدم هذا العلاج في حالات قرحات التماس في الحبال الصوتية الناجمة عن الاجهاد الصوتي والاستخدام المفرط للصوت المرتفع.

حيث يتم فيه إعطاء تمارين للتحكم بالصوت وحدته واراحة الحبال الصوتية من خلال اتباع تقنيات معينة.

وذلك لللتخفيف من حدة أعراض بحة الصوت المرافقة لقرحات التماس في الحبال الصوتية والسماح للحبال بالشفاء.

٢- العلاج الدوائي

تستخدم الأدوية لعلاج السبب المرضي الذي أدى لحدوث قرحات التماس في الحبال الصوتية كما هو الحال في الارتجاع الحمضي المعدي المريئي، حيث تستخدم أدوية مضادة للحموضة للتخفيف من تخريش مفرزات المعدة للمري والحنجرة.

وأيضاً تستخدم بعض أنواع الأدوية للتخفيف من الوذمة والتورم الحاصل في الحبال الصوتية والناجم عن اصابتها بالقرحات، وذلك لتخفيف الأعراض والتسريع بشفاء الحبل الصوتي.

٣- العلاج الجراحي

يستخدم هذا الخيار في حالات قرحات التماس المتكررة في الحبال الصوتية والتي تحولت إلى حبيبوم (Granuloma).

حيث يبرز هذا الحبيبوم كانتفاخ على سطح الحبل الصوتي ويؤدي إلى إعاقة شبه دائمة في حركة الحبل الصوتي وبالتالي استمرار الأعراض المرافقة للقرحات على الحبل الصوتي.

ويمكن أن يكون هذا الحبيبوم كبير أو ثنائي الجانب وبذلك يؤثر على الحبل الصوتي ومجرى الهواء وحركته ضمن الحنجرة والرغامى وهذا يتطلب استئصاله جراحياً.

نصائح وتوجيهات

يمكن تجنب الإصابة بقرحات التماس في الحبال الصوتية من خلال تطبيق مجموعة من النصائح الحياتية التي تساهم في تقليل الاجهاد والرض على الحبال الصوتية.

وتشمل أبرز النصائح التي يمكن أن تقي من الإصابة بقرحات الحبال الصوتية ما يلي:

  • تجنب الإجهاد الصوتي كالصراخ، الحديث لفترات طويلة دون راحة.
  • شرب السوائل بكثرة سواء الماء أو المشروبات الساخنة لأنها ترطب البلعوم والحنجرة.
  • محاولة الامتناع عن التدخين واستهلاك الكحول المفرط.
  • تجنب المنبهات
  • تجنب الأجواء الجافة أو المغبرة لأنها قد تزيد من حساسية الحبال الصوتية وتعرضها للتقرح.

إن قرحات التماس في الحبال الصوتية في غالب حالاتها ليست خطيرة وتستجيب للعلاج بشكل جيد وتتراجع في حال كشفها مبكراً والبدء بعلاجها. لذلك لا يجب التردد عند الشعور بأي أعراض بطلب استشارة الطبيب.