قرحة الساق الشريانية: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 7 ديسمبر 2022

ما هي قرحة الساق؟

قبل تعريف قرحة الساق الشريانية يجب أولاً تعريف قرحة الساق، وهي أذية تبدأ في جلد الساق، الأمر الذي يسمح للهواء والجراثيم والملوثات الأخرى بالوصول إلى الأنسجة الأساسية داخل الساق.

ويحدث هذا عادةً بسبب إصابة قد تكون في الأوعية الدموية للساق أو أعصابها أو ربما إصابة خارج الساق وتتأثر بها الساق لاحقاً كالإصابات الالتهابية والمفصلية.

تلتئم هذه الإصابة عند معظم الناس دون صعوبة في غضون أسابيع، وفي بعض الأحيان قد لا تلتئم القرحة وتسوء أكثر ويتطلب ذلك علاجاً أكثر صعوبة.

أنواع قرحة الساق

إن أغلب قرحات الأطراف السفلية سببها خلل في عمل الأوردة، وتشمل الأسباب الأخرى أذية الشرايين والاعتلال العصبي المرتبط بمرض السكر.

وفي حالات أقل شيوعاً، يمكن أن تحدث القرحة بسبب العدوى أو الصدمة أو التهاب الأوعية الدموية أو حتى الورم الخبيث في جلد الساق.

أسباب الإصابة بقرحة الساق

تشترك قرحات الساق بالمجمل بمجموعة مشتركة من عوامل الخطر وخاصةً المرتبطة بالسلوكيات الخاطئة، مثل قلة الحركة، والضغط المطول على البروز العظمي (قرحات الضغط)، مما يؤدي إلى أذية الجلد والنخر في نهاية المطاف.

بالإضافة إلى عوامل خطر جهازية عامة تسبب أذية التهابية في الأوعية الدموية وفي الجسم عموماً وتشمل:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • أمراض الأوعية الدموية
  • الداء السكري
  • أمراض المفاصل في مستوى الساق والقدم
  • ارتفاع شحوم الدم
  • البدانة وقلة الحركة
  • التدخين وتناول الكحول
  • التقدم بالعمر

ويبقى هنالك أسباب وعوامل خطر محددة بكل نوع من أنواع القرحة سنذكرها تباعاً.

ما هي قرحة الساق الشريانية؟

إن قرحة الساق الشريانية "Arterial Ulcer" أو كما يطلق عليها أيضاً القرحة الإقفارية، تحدث بسبب ضعف التروية الدموية في الأطراف السفلية مما يؤدي إلى حرمان الجلد والأنسجة فيها من الأكسجين. يؤدي هذا إلى قتل الأنسجة والتسبب في تكوين جرح مفتوح في المنطقة يتطور في النهاية إلى قرحة.

وتحدث الإصابة الشريانية غالباً بسبب تصلب الشرايين أي تضيق الشرايين بسبب رواسب المواد الدهنية في جدران الأوعية الدموية التي تحدث غالباً بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول ويفاقمها ارتفاع ضغط الدم. وبالنهاية تفشل الشرايين في توصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الساق والقدم مماً يؤدي إلى انهيار الأنسجة.

أسباب الإصابة بقرحة الساق الشريانية

تشمل أسباب الإصابة بقرحة الساق الشريانية ما يلي:

  • تصلب الشرايين ويعتبر السبب الأكثر شيوعا والأهم
  • أمراض الأوعية الدموية الطرفية، كالتهاب الأوعية الدموية وقصور الأوعية الدموية المزمن.
  • الداء السكري
  • الفشل الكلوي
  • ارتفاع ضغط الدم
  • تحدد حركة المفاصل
  • التقدم بالعمر
  • الأحذية الرديئة التي لا تحمي بشكل كاف من الضغط المتواصل
  • البدانة
  • غياب الإحساس العصبي بسبب الاعتلال العصبي المحيطي

أعراض وعلامات قرحة الساق الشريانية

تتميز أعراض قرحة الساق الشريانية بما يلي:

١- الموقع

غالباً ما توجد قرحات الشرايين بالشكل التالي:

  • بين أو على أطراف أصابع القدم
  • على الكعب أو الكاحل الخارجي
  • عند وجود ضغط من المشي أو نتيجة ارتداء الأحذية الضيقة
٢- الألم

تكون القرحات الشريانية مؤلمة خاصة أثناء ممارسة الرياضة أو أثناء الليل خلال الراحة.

يمكن تخفيف الشعور بالألم عبر تدلي الساقين من على حافة الكرسي أو السرير مما يسمح بتدفق الدم حسب الجاذبية إلى الأسفل حيث مكان القرحة.

قد يكون هناك آلام تشبه التشنج في الساقين عند المشي، والمعروفة باسم العرج المتقطع، حيث لا تتلقى عضلات الساق ما يكفي من الدم لتعمل بشكل صحيح، وتساعد الراحة بالتخفيف من هذا الألم.

٣- الشكل

تشترك القرحات بمظهر مثقوب، وشكل مستدير مع حواف جرح واضحة المعالم غير نازف. ويتغير لونها بين أصفر أو بني أو أسود بحسب عمر الحالة.

تكون الجروح نفسها عميقة بشكل مميز، وغالباً ما تمتد إلى الأوتار الأساسية، دون علامات لنمو نسيج جديد.

ونتيجة النبض الشرياني الضعيف في الأطراف تكون باردة أغلب الأحيان، بالإضافة لضمور الجلد والأظافر وتساقط الشعر، وأيضاً مظهر جلدي لامع ورقيق وجاف.

كما قد يتحول اللون الأساسي للأطراف إلى اللون الأحمر عندما تتدلى ويصبح شاحباً عند رفعها.

تشخيص الإصابة

يعتمد التشخيص على العلامات السريرية المذكورة أعلاه بالإضافة إلى بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص بواسطة تصوير الشرايين سواء بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية أو بالطبقي المحوري.

علاج قرحة الساق الشريانية

الهدف الأساسي من علاج القرحة الشريانية هو زيادة الدورة الدموية في المنطقة، إما جراحياً أو طبياً.

وتتنوع الخيارات العلاجية بحسب الحالة حيث قد تتم من خلال:

  • إعادة تكوين الأوعية الدموية بعمليات توسيع الشرايين وتخفيف تضيقها لاستعادة تدفق الدم الطبيعي
  • إعادة التأهيل في المرضى الذين لا يمكن إعادة تكوين الأوعية الدموية لديهم
  • في الحالات الشديدة جداً قد يلجأ الطبيب للبتر

أما بالنسبة للعلاجات غير الجراحية، فإن تعديل العوامل المساهمة بحدوث القرحة يمكن أن يبطئ أو يوقف نقص التروية الدموية وبالتالي علاج القرحة، حيث ينصح بالتالي:

  • ارتداء أحذية خاصة لزيادة التروية للطرف المصاب
  • تنظيف وتطهير القرحة باستمرار لمنع أي عدوى جرثومية

مضاعفات الإصابة

يمكن أن تؤدي القرحة الشريانية التي تترك دون علاج إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك العدوى ونخر الأنسجة وفي الحالات القصوى بتر الطرف المصاب.

ولا تختلف مظاهر العدوى في القرحة الشريانية عن مظاهر العدوى في أنواع القرحات الأخرى والتي تشمل:

  • تفاقم الألم
  • الإفرازات كريهة الرائحة
  • ارتفاع درجة حرارة الساق ودرجة حرارة الجسم ككل

وهي أعراض وعلامات يجب الانتباه لحدوثها منعاً من تفاقم الإصابة وتطور مضاعفات أكثر خطورة.

الوقاية من الإصابة

يمكن أن تساعد الاحتياطات التالية في تقليل مخاطر الإصابة بقرحات الشرايين لدى المرضى المعرضين للخطر وتقليل المضاعفات عند المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض بالفعل:

  • فحص القدمين والساقين بشكل دوري للبحث عن أي تغيرات غير عادية في اللون أو المظهر.
  • الإقلاع عن التدخين باعتباره من أهم عوامل خطر تصلب الشرايين وانسدادها.
  • ضبط ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية والسكر في الدم.
  • التأكد من أن الأحذية مناسبة بشكل صحيح لتجنب الاحتكاك أو الضغط، مع تجنب ارتداء الجوارب الضيقة.
  • تجنب تشابك الساقين أثناء الجلوس
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة
  • تجنب درجات الحرارة الباردة
  • ممارسة الرياضة بشكل متكرر
  • الراحة هي عامل هام في القرحة الشريانية، من خلال إبقاء الساقين للأسفل وتحريرهما من أي ضغط، حيث يجب عدم رفع الساق وعدم استخدام الضغط في القرحات الشريانية، لأنه سيؤدي إلى تفاقم نقص إمدادات الدم.

إن القرحة الشريانية ليست إلا مظهراً يعكس أن هنالك مشكلة أكثر أهمية وخطورة لدى المصاب، ولو لم يتم إهمالها لما تطورت القرحة الشريانية لديه.

لذلك تبقى الوقاية والالتزام بالتوصيات الطبية، والعادات الصحية والغذائية السليمة هي العامل الأهم في منع حدوث القرحة الشريانية أو على الأقل تفاقهما.