قسطرة القلب وكل ما تحتاج معرفته عنها

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

تعتبر عملية القسطرة القلبية من أكثر العمليات التي يتم إجراؤها لمرضى القلب عموماً، حيث تقدم خيارات تشخيصية وعلاجية ممتازة للحالات القلبية المختلفة.

فما هي عملية قسطرة القلب ولماذا وكيف يتم إجراؤها؟

التعريف

عملية قسطرة القلب (Cardiac catheterization) هي إجراء طبي يتم فيه إدخال أنبوب طويل مجوف من الداخل وصغير القطر في أحد الشرايين الموجودة في الجسم بهدف الوصول للقلب وتقييم حالته.

يتم ادخال القسطرة غالباً من منطقة الفخذ عن طريق الشريان الفخذي أو من منطقة الذراع عن طريق الشريان الكعبري، وأحياناً عن طريق شرايين العنق، ويسمى الأنبوب الذي يدخل في الشريان ويصل للقلب بالقسطار، وحالما يصل هذا القسطار إلى مكانه في القلب تبدأ الإجراءات التشخيصية والعلاجية حسب كل حالة.

وتتضمن الإجراءات الممكنة عبر قسطرة القلب خيارات عديدة مثل:

  • قياس الضغط ضمن أجواف القلب
  • حقن مواد ظليلة على الأشعة ضمن أجواف القلب لتقييم حالتها وحالة الصمامات
  • تصوير الشرايين التي تغذي القلب للبحث والكشف عن تضيقات وانسدادات فيها

كما ويتم رصد هذه الإجراءات ومتابعتها عبر الأشعة بشكل مستمر، حيث يتم تصوير القسطار والقلب بشكل متواصل خلال العملية بالأشعة السينية.

لماذا يتم إجراء قسطرة القلب؟

تسمح قسطرة القلب بالوصول بشكل مباشر للقلب وتصويره من الداخل، وهذا الأمر يوفر للطبيب فكرة دقيقة وواضحة عن حالة القلب ووظيفته، وحالة الشرايين والصمامات، وبالتالي يتمكن الطبيب من وضع تشخيص دقيق لحالة القلب.

إضافة للتشخيص فإن قسطرة القلب توفر أيضاً خيارات علاجية لعدة أمراض قلبية، حيث يمكن عن طريق مدخل القسطرة عبر الشرايين إدخال أدوات طبية معينة وإيصالها للقلب بهدف علاج الخلل والمرض القلبي الحاصل.

على سبيل المثال في حالة وضع الدعامات المعدنية أو ما يعرف بالشبكات (stents) في حالة مرض وتضيق الشرايين الإكليلية التي تغذي القلب وغيرها من الحالات القلبية.

وهذا سبب اعتبار قسطرة القلب إجراء تشخيصي وعلاجي في الوقت نفسه.

ومن أهم الأمراض القلبية التي تساهم قسطرة القلب في تشخيصها:

  • التصلب العصيدي (Atherosclerosis) الذي يسبب تضيق وانسداد في الشرايين المغذية للقلب
  • مرض الشرايين الاكليلية
  • اعتلال العضلة القلبية (Cardiomyopathy)
  • أمراض القلب الخلقية (Congenital heart diseases)
  • قصور القلب (Heart failure)
  • أمراض الصمامات القلبية

التحضير لعملية القسطرة القلبية

يتم تقرير موعد إجراء القسطرة القلبية بالتنسيق مع طبيب القلبية وينصح باتباع تعليمات محددة في اليوم السابق لموعد القسطرة، وتشمل التعليمات:

  • صيام عن الطعام والشراب قبل ٦- ٨ ساعات من موعد القسطرة، ويستثنى منه الأدوية الضرورية في حال وجودها حيث تؤخذ مع كميات صغيرة من الماء.
  • الاستحمام وتنظيف المنطقة بشكل جيد، ويمكن إزالة الأشعار بحذر في حال وجودها في منطقة الفخذ أو الذراع.
  • التحضير وارتداء ملابس مريحة واسعة، ويفضل أن تكون قطنية.
  • اتباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بالأدوية القلبية، كأدوية الضغط ومميعات الدم قبل القسطرة.
  • الحضور للمشفى قبل موعد القسطرة بساعتين وإحضار مرافق واحد لأن المريض لن يتمكن من الحركة لعدة ساعات أو أكثر بعد القسطرة مباشرةً.
  • إخبار الطبيب في حال وجود سوابق تحسس من المادة الظليلة التي يتم حقنها في القلب والشرايين أثناء إجراء القسطرة القلبية ليتم التحضير لهذا الأمر.

كيف يتم إجراء عملية قسطرة القلب

يتم إجراء عملية قسطرة القلب في المشفى عادةً أو في مراكز متخصصة بالقسطرة والأمراض القلبية، وذلك بالتعاون بين الطبيب المختص وفريق طبي مكون من عدة ممرضات وفنيين متخصصين بالتخدير والأشعة والقسطرة، ويجدر الإشارة أن العملية تستغرق حوالي الساعة وسطياً.

وتتضمن خطوات إجراء قسطرة القلب ما يلي:

١- قبل العملية:

  • قبل البدء تضع الممرضة قسطرة ضمن أحد الأوردة في الذراع، وتدعى قسطرة الوريد، وتستخدم لحقن الأدوية كالمهدئات والمسكنات عند الحاجة.
  • يتم الكشف عن منطقة دخول القسطرة ويكون عادة في منطقة الفخذ، ويتم تنظيفها وحلاقة الشعر في حال وجوده وتعقيم المنطقة.
  • يتم تخدير منطقة الدخول بعد تعقيمها عن طريق حقن مخدر موضعي في المنطقة وتدعى منطقة البزل (puncture area).

٢- أثناء العملية:

  • يُجري الطبيب البزل أو الثقب للدخول إلى الشريان الفخذي عن طريق إبرة كبيرة نسبياً، حيث يتأكد أنه ضمن الشريان من خلال خروج الدم وتدفقه عبر إبرة البزل.
  • بعد ذلك يُدخل الطبيب أنبوب القسطرة أو (القسطار) من خلال هذا المدخل والثقب الذي أحدثه في الشريان، ويكون هذا الأنبوب طويل ونحيف وقطره صغير، بحيث يبدأ بالسير ضمن الشريان من الداخل.
  • يراقب الطبيب مسار القسطار وطريقه عبر الشريان وصولاً إلى القلب من خلال شاشة عرض تعرض القسطار بشكل مباشر عبر تصويره بالأشعة السينية بشكل مستمر.
  • عندما يصل أنبوب القسطار إلى المكان المراد تشخيصه أو علاجه تبدأ عندها الإجراءات الطبية المختلفة حسب الحالة.

٣- بعد العملية:

  • بعد انتهاء الإجراء المطلوب يسحب الطبيب أنبوب القسطرة من الشريان بحذر، ويطبق أحد المساعدين ضغطاً شديداً لفترة من الزمن على منطقة بزل الشريان لمنع النزف وإيقافه.
  • يتم وضع ضماد ضاغط بعد توقف النزف للتأكد من الإغلاق الجيد لمنطقة الدخول إلى الشريان.

وتعتبر هذه الخطوات إجراءات متبعة أثناء قسطرة القلب سواء كانت لحقن المادة الظليلة في أجواف القلب أو الشرايين وتصويرها بشكل مباشر أو لوضع الدعامات المعدنية وفتح الشرايين المتضيقة أو إصلاح الصمامات.

وتختلف هذه الإجراءات فيما بينها فقط في المدة الزمنية ونوع الأدوات المستخدمة لعلاج الخلل في القلب.

القسطرة القلبية
مواضع إدخال القسطرة القلبية

توصيات النقاهة بعد العملية

تعتمد مدة البقاء في المشفى بعد إجراء قسطرة القلب على نوع الإجراء والتداخل الطبي الذي أجري على القلب من خلال القسطرة.

فتتراوح مدة البقاء من عدة ساعات والخروج في نفس اليوم من المشفى إلى ٢٤ ساعة وأحياناً إلى عدة أيام.

وتتضمن التوصيات الأساسية بعد إجراء قسطرة القلب ما يلي:

  • الراحة والابتعاد عن الجهد في الفترة الأولى بعد القسطرة.
  • الانتباه للضماد الموضوع على منطقة دخول القسطرة والحذر في حالة حدوث تورم أو نزف.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب المتعلقة بتناول الأدوية ومواعيد المراجعة والزيارات الروتينية.
  • محاولة تغيير نمط الحياة والالتزام بنمط صحي كممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين.

الاختلاطات المحتملة

تعد عملية قسطرة القلب أمنة بشكل عام، ولكن يوجد احتمال لحدوث بعض الاختلاطات التي تكون معظمها بسيطة قابلة للسيطرة.

وبحسب دراسة تم إجراؤها في الولايات المتحدة على المرضى الذين خضعوا لعملية قسطرة القلب، بلغت نسبة حدوث الاختلاطات الخطيرة أقل من ١%في حين أن نسبة حدوث الوفاة كانت ٠,٠٥% فقط، لذلك تعتبر العملية آمنة إلى حد كبير.

وتشمل الاختلاطات الأساسية التي ترافق إجراء قسطرة القلب:

  • الألم والتورم في منطقة إدخال القسطار والدخول للشريان.
  • النزف تحد الجلد في منطقة بزل الشريان والدخول إليه وتشكل ما يعرف بالورم الدموي.
  • حدوث التحسس والارتكاس التحسسي عند المريض بسبب حقن المادة الظليلة أثناء تصوير القلب والشرايين.

في حين تتضمن الاختلاطات التي قد تكون خطيرة وناجمة عن قسطرة القلب ما يلي:

  • تمزق وتخرب الشريان الذي تم ادخال أنبوب القسطرة منه.
    وهذا الأمر بحاجة لمراقبة وتداخل عند الضرورة لأنه قد يسبب نزفاً أو انقطاعاً للتروية الدموية عن الطرف.
  • حدوث الجلطة القلبية (Heart attack) في بعض الأحيان حيث ترافق حقن المادة الظليلة أو إدخال أنبوب القسطرة ضمن الشرايين المغذية للقلب مع حدوث انسداد مفاجئ للشريان وحدوث الجلطة.
  • حدوث الجلطة الدماغية (Stroke).
  • حدوث القصور الكلوي وتأذي الكلية بسبب حقن المادة الظليلة على الأشعة والتي يتم طرحها من الجسم عن طريق الكلية مع البول.
    وتزداد نسبة حصول هذا الاختلاط في حال وجود سوء أو قصور في وظيفة الكلية مسبقاً عند المريض.

الملخص

باختصار نلاحظ أن عملية القسطرة القلبية عملية شائعة كإجراء تشخيصي أو علاجي، كما أنها آمنة بشكل عام ويمكن للمريض بمعظم الحالات العودة إلى منزله في نفس اليوم.

ويعد من المهم اتباع نصائح وارشادات الطبيب قبل وبعد العملية ومناقشة الإجراءات المتبعة، كما يجب على المريض عدم التردد بمراجعة طبيبه في حال أحس بأي عارض بعد العملية.