قصر النظر: الأسباب والوقاية

الكاتب - أخر تحديث 21 فبراير 2023

قصر النظر من الأمراض التي تصيب العين وتؤثر على مدى الرؤية. فما هي الأسباب التي تؤدي لقصر النظر؟ وكيف يمكن علاج هذه الحالة؟

ما هو قصر النظر؟

قصر النظر "Myopia" أو كما يطلق عليه "حسر البصر" هو مرض يصيب العين ويؤثر على القدرة البصرية للشخص، ويصنَّف من أمراض الأخطاء الانكسارية.

فالرؤية السليمة يلزمها قدرة من القرنية أو العدسة لعكس أشعة الخيال القادمة باتجاه العين وتجميعها بشكل حزمة إلى المنطقة المسؤولة على الرؤية وهي الشبكية.

فعند وجود خلل في عمل القرنية أو العدسة أو أي سبب آخر يؤدي لعدم تنظيم وتجميع أشعة الخيال على المنطقة المخصصة من الشبكية سيؤدي إلى غياب الرؤية السليمة والواضحة.

وفي حالة قصر النظر يتوضع الخيال أمام الشبكية ولا يصل إليها، وينتج ذلك كون القوة الكاسرة للأشعة "القرنية - العدسة" تكسر الأشعة بشكل أكبر من اللازم أو أن المحور الأمامي الخلفي للعين أطول من الطبيعي، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على الرؤية وخاصة للمسافات البعيدة.

ويعد أشهر أنواع أخطاء الانكسار التي تصيب العين، حيث يقدر الخبراء أن ربع سكان العالم مصابون بقصر النظر، ووفقاً لدراسة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب العيون "American Academy of Ophthalmology" فإنه بحلول عام 2050 سيعاني نصف سكان العالم من قصر النظر.

أعراض حسر النظر

إن العرض الأساسي والوحيد لقصر النظر هو مشاكل في القدرة البصرية المتمثلة بعدم وضوح الأشياء البعيدة، يمكن أن تصاحبها بعض الرؤية الضبابية وصداع.

ويمكن أن يلاحظ الأهل مجموعة من الأشياء المتعلقة بحالة الرؤية عند الطفل بالتالي كشف الإصابة والعلاج الباكر.

وأهم ما يمكن ملاحظته هو التالي:

  • مشاكل في رؤية أو قراءة الكلمات الصغيرة الموجودة على السبورة أو الشاخصات الموجودة في الطريق أو حتى بعض الكلمات في التلفاز
  • قد يترتب على هذا الضعف في الرؤية مشاكل في التعلُّم أو تأدية بعض الأعمال
  • الجلوس في الصفوف الأمامية في الفصل الدراسي أو الغرفة الصفية
  • الاقتراب من شاشة التلفاز لرؤية التفاصيل
  • تقريب الكتاب من العينين عند القراءة

تبدأ الأعراض السابقة عند الأطفال في سن المدرسة (8-9) عادةً وتزداد سوءاً في فترة المراهقة لتصبح ثابتة في العشرينات تقريباً، ولكن يوجد بعض الحالات التي تظهر بعمرٍ متأخر أي في الثلاثينيات مثلاً.

أسباب قصر النظر

إن المتفق عليه هو أن قصر النظر سببه وراثي، وقد تزيد العوامل البيئية من احتماليّة حدوثه.

فقد أجرى العلماء عدة دراسات كشفت عدة مورثات متَّهمة في التسبب بهذه الحالة والتي تترافق مع شكل محدد من القرنية أو طول أقصر لمحور العين (1)مما يؤدي لحدوث قصر النظر، وبالتالي إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب تزداد احتمالية حدوثه للأفراد الأخرين.

ومن العوامل البيئية التي قد تزيد من احتمال تطور الحالة نذكر:

  • التعليم والعمل عن قرب: يعد كل من التعليم والعمل الذي يتطلب اقتراب الرؤية وإجهاد العيون أسباباً بيئية مهمة لقصر النظر (2)
  • النظام الغذائي والسكري: يعتبر الباحثين أن للنظام الغذائي المتَّبع دور في حدوث قصر النظر، حيث يعد ارتفاع سكر الدم وارتفاع الأنسولين الحاد أو المزمن والسمنة المفرطة من الأسباب التي تؤهب لحدوث قصر النظر (3)
  • قلة النشاط البدني والبقاء في المنزل: إن المكوث في المنزل لفترات طويلة دون الخروج أو ممارسة نشاط بدني منتظم قد يكون له دور إضافي في التسبب بقصر النظر، وخاصة في مرحلة الطفولة (4)

طرق التشخيص

إن تشخيص قصر النظر يعتمد على عدة فحوص سريرية وأسئلة تشخيصية تجرى في عيادة طبيب العينية، والتي تضم:

١- القصة السريرية والتاريخ الطبي

يجب أن تشمل أسئلة الطبيب عدة نقاط، أبرزها:

  • سيسأل الطبيب بدايةً عن الأعراض الموجودة ووجود مثل الرؤية ضبابية والصداع الجبهي
  • وجود أيّة أمراض سابقة في العين المُصابة أو كلا العينين
  • وجود إصابة مُشابهة لدى أفراد العائلة
  • قد يبحث الطبيب عن أعراض عصبية وذلك لنفي الإصابة في الجهاز العصبي

٢- فحص حدة البصر "Measure Visual Acuity"

يعتبر الخطوة الأولى لفحص القدرة البصرية للعين، ويعتمد على وضع مخطط على مسافة محددة من المريض، واختبار رؤيته للأحرف أو الأرقام أو الأشكال المكتوبة بالأحجام من الكبيرة للأصغر والأصغر، والتي تعكس بدورها الحالة.

يوجد عدة مخططات متبَّعة مثل مخطط سنيلين "Snellen chart" أو مخطط E أو C وتختلف في الأحرف المكتوبة والمسافة المُقدرة.

٣- اختبار الثقب "Pinhole test"

يجرى عادةً للبالغين والأطفال الأكبر سناً من 7-8 سنوات، ويتم اجراء هذا الاختبار باستخدام عدسة سوداء ذات فتحة ضيقة ويطلب من المريض النظر إلى لوحة الأرقام أو الأشكال من خلالها.

إن النظر من الثقب يحسن الرؤية لدى المرضى المصابين بقصر النظر.

في المقابل إن صعوبة الرؤية من خلاله يشير إلى وجود مرض بقعي أو عتامة في العدسة المركزية أو أسباب أخرى لضعف الرؤية.

٤- فحوصات إضافية

  • فحص انكسار العين (Eye Refraction Test): يجرى هذا الفحص لقياس التصحيح المثالي لأخطاء الانكسار، ومنه يستطيع الطبيب أن يحدد الوصفة الطبية الدقيقة للنظارات أو العدسات اللاصقة.
  • فحص المصباح الشقي (Slit Lamp Exam): هو عبارة عن جهاز يفحص الطبيب من خلاله البنية الداخلية للعين، وذلك من أجل نفي أي أمراض بنفس أعراض قصر النظر.

الوقاية

يوجد عدة نصائح وتوصيات عامة يمكن أن تحمي أو تبطئ من ظهور قصر النظر. وتخص هذه النصائح بشكل خاص الأطفال. وتضم هذه التوصيات:

  • التشخيص الباكر عبر ملاحظة التغيرات من قبل الأهل أو الزيارة الدورية لطبيب العيون.
  • تجنّب البقاء لأكثر من 3 ساعات ضمن نشاط يتطلب جهد بصري مستمر مثل القراءة أو مشاهدة التلفاز.
  • يُفضل أخذ فترات منتظمة من الراحة، حيث يمكن أخذ استراحة لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة.
  • تقليل الساعات التي يقضيها الطفل على الأجهزة اللوحية.
  • الخروج للهواء الطلق سواء أكان للعب أو التمشية، وينصح الأطباء بالخروج 90 دقيقة يوميّة على الأقل.