يسبب قمل الرأس القلق للكثيرين من الأشخاص في حال كانوا هم المصابين أو كان أحد ما من معارفهم.
فهم يبذلون قصار جهدهم للتخلص منه قبل أن ينتشر، فما هو قمل الرأس؟ وما أعراضه؟ ومن الأشخاص المؤهلين للإصابة به؟
تعريف قمل الرأس
قمل الرأس هو عبارة عن طفيليات صغيرة يصل طولها إلى ٣ مم أي بحجم حبة السمسم، ولونها بني إلى أبيض مائل للرمادي وتتغذى على الدم من فروة الرأس.
تضع أنثى القمل البالغ بيضها أو ما يسمى بالصئبان عند جذر الشعرة بالقرب من فروة الرأس، ويلتصق بإحكام في مكانه حيث تكون درجة الحرارة مثالية ليفقس.
وتكون الصئبان صغيرة جداً، وتظهر غالباً قبل أن تفقس باللون البني أو الأصفر.
يفقس بيض القمل بعد أسبوع إلى أسبوعين من وضعه، وتبدو القشرة المتبقية بيضاء أو صافية فتصبح أوضح.
كما وتبقى ملتصقة بساق الشعرة لذا تتحرك بعيداً عن فروة الرأس مع نمو الشعرة.
ويقع البيض الذي يمكن أن يفقس على بعد أقل من نصف بوصة من قاعدة الشعرة أي حوالي ١.٥ سم.
أما الصئبان التي تقع على بعد أكثر من نصف بوصة من قاعدة الشعرة تكون إما قد فقست أو غير قابلة للحياة.
طريقة العدوى
يتحرك قمل الرأس عن طريق الزحف، ولا يمكنه القفز أو الطيران لذا ينتشر عن طريق الاتصال المباشر مع شعر الشخص المصاب.
ويمكن أن يعيش قمل الرأس البالغ حوالي ٣٠ يوماً على رأس الشخص لكنه يموت خلال يوم أو يومين إذا سقط منه.
بينما تموت الصئبان في غضون أسبوع إذا سقطت ولا يمكن أن تفقس عند درجة حرارة أقل من تلك القريبة من فروة الرأس، وبالتالي:
- يكون خطر الإصابة بقمل قد سقط على سجادة أو أثاث ضئيلاً للغاية.
- قد ينتشر عن طريق ملامسة الملابس مثل القبعات والأوشحة والمعاطف أو الأشياء الشخصية الأخرى التي يستخدمها الشخص المصاب مثل المشط أو الفرشاة أو المناشف أو الوسادة.
- يكون خطر انتقال قمل الرأس من الباروكة ضئيلاً للغاية، خاصةً إذا لم يتم ارتداء الباروكة خلال ٤٨ ساعة الماضية من قبل الشخص المصاب.
- كذلك من المهم معرفة أن العدوى لا تنتقل عن طريق الحيوانات الأليفة.
الأشخاص المعرضون للإصابة بقمل الرأس
تشيع الإصابة عند الأطفال الصغار خاصة بين ٣- ١١ عاماً، وأيضاً أفراد أسرة الأطفال المصابين، وعادةً ما تصاب الفتيات أكثر من الأولاد.
حيث تعد ملامسة الرأس شائعةً أثناء اللعب في المدرسة وفي المنزل وأيضاً خلال الأنشطة الرياضية والمخيمات ومراكز رعاية الأطفال.
كما أنه لا علاقة للنظافة الشخصية في المنزل أو المدرسة بالإصابة بقمل الرأس.
أعراض قمل الرأس
يمكن أن يكون من الصعب ملاحظة القمل في الشعر لكن نستدل على وجوده من الأعراض التي يسببها وهي:
- الشعور بدغدغة وحركة شيء ما في الشعر.
- حكة ناتجة عن رد فعل تحسسي للدغات ولعاب قمل الرأس.
- تختلف حساسية الأشخاص تجاه اللعاب وبالتالي درجة الحكة، فقد لا تبدأ الحكة على الفور وتستغرق أحياناً حتى ستة أسابيع لتظهر، لكن تبدأ أبكر في حال الإصابة السابقة.
- يمكن أن تستمر الحكة الناتجة عن قمل الرأس لأسابيع بعد زوال القمل.
- التهيج وصعوبة النوم، فيكون قمل الرأس أكثر نشاطاً في الظلام.
- تقرحات في الرأس ناجمة عن الخدش أثناء الحك، ويمكن أن تصاب هذه القروح أحياناً بالعدوى بالبكتيريا الموجودة على الجلد، تظهر كاحمرار مترافق بقشور أو نز، وقد تترافق بتورم العقد اللمفاوية في العنق.
تشخيص قمل الرأس
الطريقة الوحيدة للتأكد من الإصابة بقمل الرأس هي العثور على قمل حي على فروة الرأس أو الشعر.
وأكثر ما يتواجد قمل الرأس والصئبان حول الأذنين وخلفهما وفي أسفل العنق، وقد تتواجد على الرموش أو الحاجبين، ولكن هذا غير شائع.
كما قد يكون من الصعب رؤية القمل البالغ لأنه صغير جداً، فهو يتحرك بسرعة ويتجنب الضوء لذا قد يفيد استخدام العدسة المكبرة والمشط دقيق الأسنان بعد تبليل الشعر وفحصه كأجزاء تحت ضوء ساطع.
وفي حال عدم رؤية القمل فقد نستدل على الإصابة بالعثور على الصئبان الملتصقة بإحكام على مسافة بوصة من جذر الشعر، لكن ذلك لا يؤكد أن الشخص مصاب ويجب معالجته.
غالباً ما يتم الخلط بين الصئبان وقشرة الرأس أو قطرات مثبت الشعر أو الأوساخ الأخرى، لكن تتميز الصئبان بعدم إمكانية إزالتها عند سحبها لأنها ملتصقة بشدة.
علاج قمل الرأس
يجب تحديد الأشخاص الذين هم بحاجة علاج، فمثلاً إذا لم يتم رؤية القمل البالغ وكانت الصئبان على بعد أكثر من بوصة من الفروة فمن المحتمل أن تكون الإصابة قديمة ولم تعد نشطة ولا تحتاج إلى العلاج.
ويجب فحص كل فرد في المنزل والبدء في علاج كل الأشخاص المصابين في نفس اليوم.
وتتضمن طرائق العلاج:
١- التمشيط الرطب
تعد أول طريقة يتم تطبيقها عادةً وهي الخيار الوحيد للأطفال بعمر شهرين أو أقل، ويتم تطبيقها كالتالي:
- غسل الشعر بالشامبو العادي.
- وضع ما يكفي من البلسم لفك كل التشابكات في الشعر، فيصبح تثبت القمل بالشعرة ضعيف.
- تمشيط الشعر بالكامل على أجزاء صغيرة من الجذور إلى الأطراف عن طريق مشط خاص دقيق الأسنان.
- تكرار التمشيط لكل جزء من الرأس ٤ أو ٥ مرات على الأقل.
- البحث عن القمل أو بيضه على المشط، أو يمكن مسح المشط على منديل لتسهيل رؤيتها.
وعادةً يستغرق تمشيط الشعر القصير حوالي ١٠ دقائق، ومن ٢٠ إلى ٣٠ دقيقة للشعر الطويل أو المجعد أو المتموج.
ويجب تكرار التمشيط الرطب في الأيام ١ - ٥ - ٩ - ١٣ لالتقاط أي قمل فقس حديثاً، ويتم التحقق من خلو الشعر من القمل في اليوم السابع عشر وإلا يتم اللجوء لعلاجات أخرى.
٢- الأدوية
تهدف هذه المعالجة إلى قتل أي قمل على قيد الحياة قبل أن ينتج بيضاً جديداً.
بالنسبة لبعض الأدوية يوصى بإعادة العلاج بشكل روتيني بعد حوالي أسبوع لتسعة أيام من العلاج الأول وذلك بحسب نوع الدواء.
أما بالنسبة لأدوية أخرى يُعاد العلاج فقط إذا شوهد القمل متحركاً خلال هذه الفترة، ولا يوصى بإعادة العلاج نفسه أكثر من ٢-٣ مرات.
وإذا لم يتم العثور على قمل ميت بعد ٨- ١٢ ساعة من تطبيق العلاج وبدا القمل نشطاً كما كان، قد يكون السبب استخدام الدواء بشكل خاطئ أو مقاومة القمل للدواء وعندها من الضروري تغيير الدواء.
نصائح عند العلاج الدوائي
١- لا يجب استخدام الشامبو أو البلسم قبل استخدام دواء القمل، ولا يجب غسل الشعر حتى يومين بعد إزالة الدواء.
٢- يؤدي التمشيط باستخدام مشط الصئبان كل ٢- ٣ أيام بعد كل علاج إلى تقليل فرصة إعادة الإصابة، ويجب الاستمرار في التمشيط لمدة ٢-٣ أسابيع للتأكد من اختفاء كل القمل والصئبان.
٣- يجب غسل الرأس من هذه الأدوية بالمياه الجارية فوق المغسلة بدلاً من غسله خلال الاستحمام للحد من تعرض الجلد لهذه المواد، كما وينصح باستخدام الماء الدافئ بدلاً من الماء الساخن لتقليل امتصاصها.
٤- لا يجب استخدام كميات إضافية من أي دواء للقمل إلا بعد استشارة الطبيب، حيث يمكن أن تكون هذه الأدوية خطيرة في حال الإفراط في استخدامها.
٥- يجب إبقاء جميع الأدوية بعيدة عن العين.
٦- ينصح بتوخي الحذر عند استخدام منتجات علاج قمل الرأس للحوامل والمرضعات والأطفال أقل من سنة والمرضى الذين يعانون من الحساسية أو الربو وفي حال الجروح المفتوحة في فروة الرأس.
أنواع الأدوية
أولاً: أدوية تعطى دون وصفة طبية
١- البيرثرينات
- تقتل البيريثرينات القمل الحي فقط، ولا تقتل بيض القمل.
- تشطف البيرثرينات بعد عشر دقائق من تطبيقها.
- يوصى بتكرار العلاج بعد ٩ إلى ١٠ أيام من العلاج الأول لقتل أي قمل فقس حديثاً.
- تستخدم للأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنتين وما فوق.
- يجب الحذر في استخدامه عند الأطفال الذين يعانون حساسية من الأقحوان.
٢- غسول بيرميثرين ١%
- مشابه اصطناعي للبيريثرينات الطبيعية.
- يقتل البيرميثرين القمل الحي ولكن لا يقتل البيض.
- يشطف بعد عشر دقائق من تطبيقه.
- قد يستمر في قتل القمل حديث الفقس لعدة أيام بعد العلاج.
- غالباً ما يكون العلاج الثاني ضرورياً في اليوم التاسع لقتل أي قمل فقس حديثاً.
- يستخدم بيرميثرين للأطفال الذين تبلغ أعمارهم شهرين وما فوق.
ثانياً: الأدوية تعطى بوصفة طبية
١- غسول كحول البنزيل
- يقتل قمل الرأس ولكنه لا يقتل البيض، ويترك لمدة عشر دقائق على الشعر.
- هناك حاجة إلى علاج ثانٍ بعد أسبوع من العلاج الأول.
- مخصص للاستخدام على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ٦ أشهر.
- يمكن أن يكون مهيجاً للجلد.
٢- غسول إيفرمكتين ٠.٥%
- يستخدم لعلاج قمل الرأس لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ٦ أشهر وما فوق.
- لا يقتل البيض لكنه يقتل قمل الرأس حديث الفقس، ويُشطف بعد ١٠ دقائق.
- يعد فعال في معظم المرضى عند استخدامه لمرة واحدة على الشعر الجاف دون تمشيط.
- لا ينبغي إعادة استخدامه دون استشارة الطبيب.
٣- غسول الملاثيون ٠.٥٪
- الملاثيون يقتل قمل الرأس ويقتل بعض للبيض، ويجب شطفه بعد ٨ إلى ١٢ ساعة.
- يوصى بعلاج ثانٍ إذا كان القمل الحي لا يزال موجوداً بعد ٧- ٩ أيام من العلاج.
- مخصص للاستخدام مع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ٦ سنوات فما فوق.
- يمكن أن يكون مهيجاً للجلد.
- غسول الملاثيون قابل للاشتعال لذا يجب الحذر عند تطبيقه من التدخين أو استخدام مصادر الحرارة الكهربائية، بما في ذلك مجففات الشعر أو أدوات التجعيد أو التسبيل.
٤- سبينوساد ٠.٩ %
- يقتل القمل الحي وكذلك البيض لذا لا حاجة إلى إعادة المعالجة عادةً، ولا لتمشيط الصئبان.
- يشطف بعد عشر دقائق.
- يستخدم لعلاج الأطفال المصالين بقمل الرأس من عمر ٦ أشهر وما فوق.
٥- شامبو الليندين ١%
- يجب أن يقتصر استخدامه على المصابين بقمل الرأس الذين فشلت علاجاتهم السابقة.
- يمكن أن يكون الإفراط في استخدامه أو ابتلاعه عن طريق الخطأ ساماً للدماغ والجهاز العصبي.
- لا ينبغي استخدامه لعلاج الخدج والرضع والأطفال والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والصرع والحوامل أو المرضعات والأشخاص الذين يعانون من تهيج شديد في الجلد أو تقرحات حيث يتم وضع الليندين.
٣- إجراءات إضافية
- يجب غسل القبعات والأوشحة والوسائد والفراش والملابس والمناشف التي كان يرتديها أو يستخدمها الشخص المصاب خلال يومين قبل بدء العلاج، وذلك باستخدام الماء الساخن والتجفيف الساخن لمدة ٢٠ دقيقة على الأقل.
- يمكن تنظيف العناصر والمواد التي لا يمكن غسلها بوضعها في كيس بلاستيكي لمدة أسبوعين.
- يمكن نقع الأمشاط والفرشاة ومشابك الشعر في ماء ساخن لمدة ١٠ دقائق.
- من الممكن تنظيف الأرضية والأثاث بالمكنسة الكهربائية، لا سيما في مكان تواجد الشخص المصاب.
تحذيرات لعلاج القمل
- لا يجب استخدام المبيدات الحشرية لعلاج قمل الرأس .
- لا يجب استخدام الزيوت العطرية لقتل قمل الرأس مثل زيت شجرة الشاي حيث يمكن أن تسبب حساسية جلدية، رغم أن الدراسات متضاربة حول فائدتها لكن أوضحت إحدى الدراسات احتمالية تطوير مركبات كيميائية اعتماداً على الخصائص المفيدة لهذه الزيوت.
- لا يجب استخدام المواد القابلة للاشتعال كالكاز أو البنزين أو الكيروسين.
- لا ينجح عادةً استخدام الفازلين أو المايونيز أو الخل في قتل قمل الرأس.
الوقاية من قمل الرأس
١- يكمن أساس الوقاية من قمل الرأس في نصح الأطفال بعدم مشاركة ملابس الآخرين مثل القبعات والأوشحة، وكذلك الأشياء الشخصية بما في ذلك المناشف ومشابك الشعر وسماعات الرأس.
٢- يفيد التمشيط الرطب أو الجاف بانتظام بكشف الإصابة مبكراً.
٣- لا ينصح الخبراء باستخدام المستحضرات الطبية للوقاية من قمل الرأس.
٤- ليست هناك حاجة لغياب الأطفال عن المدرسة عند إصابتهم في حال بدء العلاج، لكن يجب تجنب الاتصال المباشر مع الأطفال الآخرين.
الملخص
إن حالة قمل الرأس من الحالات الشائعة والتي تنتشر بسهولة ولا داعي للقلق في حال الإصابة أو الشك بوجود إصابة ضمن الأسرة.
حيث ينصح بفحص جميع أفراد الأسرة من قمل الرأس في حال الشك بوجود حالة مع غسل جميع فراشي الشعر في ماء مغلي لقتل أي قمل أو بيض.
كما وينصح باتباع وسائل الوقاية والعلاج بحذر بعد استشارة الطبيب، خاصة في حالة الأطفال الصغار.
