كسر الأنف: الأعراض والعلاج

الكاتب - 8 مارس 2023

يحتل كسر الأنف "Nose fracture/ Broken Nose" المرتبة الأولى من حيث انتشاره من بين كسور الوجه الأخرى، وتختلف أعراض الإصابات وشكلها حسب شدة الكسر.

حيث يمكن للكسور الطفيفة أن يتم مراقبتها من قبل الطبيب خلال الأسبوع الأول من الإصابة للتأكد من عدم تأثيرها على الشكل الطبيعي للأنف، بينما في الإصابات الخطيرة ينبغي الحصول على العناية الطبية بشكل فوري.

كما وتحتاج بعض الرضوض وكسور الأنف للقيام بعمل جراحي لإعادة تصحيح الأنف أو الحاجز الأنفي الذي تعرض للكسر بسبب الإصابة، ويكون ذلك خلال الأسبوعين الأولين بعد حدوث الكسر.

أعراض كسر الأنف

تختلف الأعراض التي يعاني منها المصاب بكسر الأنف باختلاف الموقع الذي تعرض للإصابة من الأنف.

حيث يتكون الأنف بشكل عام، من قسمين الأول ذي طبيعية غضروفية ويشكل القسم الأمامي منه، بينما الثاني في القسم الخلفي ويمثل الجزء العظمي.

ويفصل بين مجريي الأنف الأيمن والأيسر، حاجز غضروفي من الأمام وعظمي في الخلف، ويدعى الحاجز الأنفي.

ويعتبر التغير الشكلي الذي يطرأ على الأنف بعد الكسر هو العرض الأكثر شيوعاً والذي يمكن ملاحظته من خلال النظر للإصابة، حيث تشمل هذه التغيرات الشكلية الغضاريف الأنفية أو العظام أو الاثنين معاً.

كما من الممكن أن يترافق كسر الأنف في بعض الأحيان مع كسور أخرى في المنطقة الوجهية ويمكن سماع صوت طقطقة عظام عند لمس الأنف المكسور في بعض الأحيان.

الاضطرابات الشكلية للأنف

تتضمن الاضطرابات الشكلية للأنف، ما يلي:

  • تشوه وانفتاح سقف الأنف: يشير ذلك إلى تضرر عظام الأنف، حيث يحدث افتراق في العظام الأنفية التي تشكل الثلث العلوي منه، بشكل بنية هرمية في الحالة الطبيعية. بالتالي قد تتشكل نتوءات من العظام على الوجه العلوي منه، ولا تتجمع بشكل صحيح.
  • الأنف المنحرف: قد يميل محور الأنف وينحرف في بعض الأحيان، إلى أحد الجانبين، مما يشير إلى حدوث كسر على مستوى العظام أو الغضاريف الأنفية.
  • انحراف جسر الأنف: قد يشمل الكسر الحاجز الأنفي، مما ينتج عنهه انحرافاً في الجزء الأوسط من الحاجز. عادةً ما تكون الأعراض خفيفةً، إلا أنها من الممكن أن تسبب انسداداً ونزيفاً، مع تنفس صاخب أثناء النوم.
  • الأنف السرجي: يحدث الكسر هنا في الحاجز الأنفي، مما يؤدي إلى حدوث ترهل وانهيار في الجزء الأوسط من الأنف، بشكل هبوط في منتصفه، يشار إليه باسم السرج.

أعراض إضافية

بالإضافة إلى الاضطرابات الشكلية سابقة الذكر، يعاني المريض من مجموعة من الأعراض والعلامات، تتضمن:

  • النزيف والكدمات: نشاهد ذلك بعد كسر الأنف، حيث يعاني المريض من حدوث نزيف من أحد فتحتي الأنف، أو كليهما. كما قد تظهر كدمة على الخدين، وحول العينين، حيث يشار إلى هذا الأخير باسم "علامة عيني الراكون".
  • انسداد المجرى الهوائي الأنفي: يؤدي تعرض بنية الأنف إلى الكسر بأي أشكاله، إلى تغير قدرة المصاب على التنفس من خلال الممرات الأنفية، حيث يعاني المريض من انخفاض أو حتى غياب للقدرة التنفسية عبره. نجد ذلك بشكل خاص في تلك الأذيات التي تصيب الحاجز الأنفي.
  • ألم الأنف: يشعر المريض بالألم، وخاصةً عند محاولة لمسه.

أسباب كسر الأنف

ينتج كسر الأنف عن اللإصابات الوجهية الرضية، كتلك الناتجة عن الرياضات التي يحدث فيها اتصال والتحام بين المتنافسين أو بسبب السقوط أو التصادم بالإضافة إلى ذلك فإن الإصابات التي تصيب الفم والأسنان قد تؤدي إلى كسر الأنف أيضاً.

يعد صدم الأنف بشكل مباشر أو غير مباشر عاملَ الخطر الأكثر شيوعاً للتعرض لكسر الأنف، كما في:

  • لعبة كرة القدم أو رفع الأثقال أو الملاكمة أو السقوط عن الدراجة وغيرها من الرياضات
  • حوادث السيارات
  • المشاجرات الجسدية

المضاعفات

تتضمن المضاعفات الناتجة عن كسر الأنف:

  • تغيرات في الشكل الخارجي ، أو في ذروة (مقدمة) الأنف
  • تورم وتبارز في الحاجز الأنفي الفاصل بين فتحات الأنف، أي تشكل تجمع (ورم) دموي في تلك المنطقة
    • حيث تؤدي إصابة الغضروف الأنفي إلى تشكل تجمع دموي داخل الأنف ويحتاج هذا التجمع الدموي إلى تصريف فوري ، وفي حال عدم القيام بذلك، سوف يتشكل تجمع التهابي (خرّاج) أو تشوه دائم وانسداد فيه.
  • يحدث أيضاً تموُّت في الأنسجة وانهيار في الأنف في بعض الأحيان
  • انثقاب الحاجز الأنفي أو انهيار في الجسر الفاصل بين الفتحتين
  • انحراف هيكل الأنف إلى أحد الجهتين
  • صعوبة دائمة في التنفس
  • سيلان أنفي مستمر من أحد الفتحتين الأنفيتين أو كليهما
    • قد ينتج ذلك عن تشكل مجرى غير طبيعي يصل بين الدماغ والجوف الأنفي، ويكون السائل عبارةً عن السائل الدماغي الشوكي "CSF" المحيط بالدماغ.
  • إصابة الجيوب الأنفية وعظام الوجه
  • تغير أو حتى فقان لحاسة السم

التشخيص

يتم تشخيص حالة الأنف المكسور بعد قيام الطبيب بفحص سريري كامل للمريض وأخذ القصة المرضية والتعرف على الحادث الذي أدى للحالة، مع تدوين أية أمراض أخرى يعاني منها المريض.

يتم تأجيل التقييم الدقيق للأذية أحياناً عدة أيام، إلى أن تخف شدة الكدمة والتوم الموجود على الأنف، ومن ثم يتم إعادة التقييم.

قد يكون من الضروري في بعض الأحيان إجراء صورة شعاعية بسيطة "X-Ray" للأنف، في حين تحتاج بعض الحالات الأخرى التي تتضمن إصابات متعددة للوجه إجراء تصوير طبقي محوسب للناحية المصابة "CT scan".

العلاج والمدة اللازمة للشفاء

لا تحتاج الحالات الخفيفة من كسر الأنف سوى أخذ مسكن للألم مثل الباراسيتامول، وفي حال كان الألم شديد يمكن أخذ بعض مسكنات الألم الأقوى.

أما بالنسبة للأذيات الشديدة التي تتضمن تغيراً في الشكل الخارجي للأنف، عندها لا بد من استشارة الطبيب المختص أو طلب الرعاية في المستشفى.

ويكن بشكل عام يحتاج كسر الأنف حوالي 6 أسابيع على الأقل حتى التعافي الكامل.

آ- الحالات التي تتضمن تبدلاً في شكل الأنف

قد يستطيع الطبيب تقويم وإعادة شكل الأنف ضمن المستشفى، من خلال استخدام يده بشكل مباشر أو بالاستعانة ببعض الأدوات.

مع العلم، قد لا يمكن تطبيق هذا الإجراء مباشرةً من أول يوم للإصابة بسبب تورم الأنف؛ لذلك يمكن أن يتم إرسال المريض إلى المنزل ثم يعود بعد عدة أيام بعد أن يخف الورم. إلا أنه من المهم تطبيق هذا الإجراء خلال أول 14 يوماً من الإصابة.

أما في حال تخطي المدة السابقة عندها يصبح لا بد من القيام بعمل جراحي تصحيحي للأذية الأنفية.

يصف هذا الإجراء المحاولات اليدوية التي يطبقها الطبيب على الأنف لإعادته إلى شكله الطبيعي، ويتم ذلك بعد تخدير المريض بالكامل، أو بتخدير منطقة الأنف بشكل محدد. لا تكون النتيجة مثالية دائماً، لكنه يفي بالغرض في أغلب الأحيان.

ب- كسور الأنف المفتوحة على الوسط الخارجي

يقوم الأطباء هنا بتنظيف الجرح وإغلاقه باستعمال الغرز والشرائط في المستشفى.

ج- الحالات التي تتضمن استمرار النزيف الأنفي فيها

في الاحلات التي يتسمر فيها النزيف الأنفي قد يستخدم الطبيب الضمادات وقطع الشاش الناعمة ويضعها في الأنف، ثم يعود المريض بعد عدة أيام لإزالة الضماد.

نصائح خلال وبعد العلاج

بعد انتهاء إجراء رد الأنف إلى الشكل الطبيعي وفي حال استعمال المخدر يفضل وجود مرافق للمريض، حيث لا يستطيع الاعتناء بنفسه بشكل كامل.

أما في المنزل، فعلى المريض اتباع ما يلي خلال أول يوم:

  • يجب أن يأخذ بعض المسكنات "الباراسيتامول" كل أربع ساعات.
  • عدم شرب الكحول خلال أول 24 ساعةً بعد العمل الجراحي، لما لذلك من تأثير سلبي على التخدير الذي حصل عليه المريض
  • تجنب حمل أية أشياء ثقيلة أو حتى القيام بأي عمل مجهد خلال أول 24 ساعة
  • يجب طلب استشارة الطبيب في حال استمرار الألم رغم تناول المسكنات أو في حال خروج مفرزات أنفية ذات لون أخضر أو أصفر

أما النصائح التي تخص الأيام التالية:

  • توخي الحذر وعدم تعريض الأنف لأي رض حتى لو كان خفيفاً
  • مسح الأنف بلطف، وعدم الشد عليه أو إخراج الهواء منه بقوة
  • فتح الفم أثناء العطاس، لتخفيف الضغط عن الأنف
  • إبقاء الضماد اللاصق جافاً على الأنف مع تجنب التعرض للشمس ويجب المحافظة على اللاصق في مكانه لفترة لا تقل عن أسبوع
  • يمكن أن يساعد استنشاق بخار الماء وبعض السوائل الملحية عبر الأنف، على تخفيف لزوجة المفرزات الأنفية لتجنب الضغط عليه لتنظيفها
  • يجب تجنب القيام بالرياضات التي تتطلب الالتحام الجسدي خلال الأربعة أسابيع التالية أثناء تعافي الأنف

الوقاية من كسر الأنف

يمكن الوقاية من حالة كسر الأنف باتباع ارشادات السلامة مثل:

  • ارتداء الأقنعة الواقية للوجه أثناء الألعاب العنيفة، وأثناء ركوب الدراجات أو ألواح التزلج، وغيرها من الألعاب الخطيرة.
  • كما يعد من الضروري ارتداء حزام الأمان أثناء القيادة للوقاية من الإصابات التي قد يتعرض لها الوجه أثناء الحوادث.
  • تجنب المشاجرات الجسدية