كسر الكاحل: الأسباب والعلاج

الكاتب - 14 مارس 2023

يعتبر كسر الكاحل "Broken Ankle" من الحالات الشائعة، وهي عبارة عن إصابة العظام في المنطقة الواصلة بين أسفل الساق والقسم الخلفي من القدم بضرر، حيث يتشكل الكاحل من ثلاث عظام تدعى:

  • عظم الظنبوب "Tibia"
  • عظم الشظية "Fibula"
  • عظم العقب "Talus"

حيث أن عظم الظنبوب والشظية في المنطقة أسفل الساق، بينما العقب هو في القسم الخلفي من القدم.

ويتكون الكاحل من مفصلين وهي معلومة لا يعرفها كثيرون:

  • المفصل الأول يربط بين العظام الثلاث السابقة ويسمح بحركة القدم للأعلى والأسفل (وهو المعروف بكونه مفصل الكاحل)
  • المفصل الثاني يتوضع أسفل المفصل الأول ويصل بين عظمي العقب العلوي "Talus" والسفلي "Calcaneus"، ويسمح للقدم بالحركة جانبياً إلى اليمين واليسار

تمتص هذه المفاصل - بمساعدة الأربطة التي تثبت العظام إلى بعضها البعض- الضغط الذي يتعرض له الكاحل أثناء المشي أو الجري أو القفز بالتالي تحمل ثقل الجسم وتؤمن ثباته وتوازنه على الأرض.

وإن تعرَّض أي من العظام السابقة للكسر فيتم وصف ذلك بكسر الكاحل ويمكن أن تكونهذه الكسور إما:

  • كسر غير متبدل "Nondisplaced": حيث يحدث الكسر إلا أنه تبقى الأجزاء المكسورة في مكانها.
  • كسر متبدل "Displaced": وفيه يتغير توضع الأجزاء المكسورة حيث تنسحب العظام من أماكنها الطبيعية.

أنواع كسور الكاحل

نظراً للعظام المتعددة المكونة للكاحل (ثلاث عظام)، لذلك يوجد أكثر من نمط لكسور الكاحل، ومن أهمها:

  • كسر الكعب الوحشي "Lateral Malleolus Fracture": يعتبر النمط الأكثر شيوعاً لكسر الكاحل، ويمثل كسر النتوء الوحشي (الخارجي) من الكاحل، أي في الجزء السفلي من عظم الشظية.
  • كسر الكاحل ثنائي القطب "Bimalleolar Ankle Fracture": ويمثل النوع الثاني الأكثر شيوعاً ويحدث فيه كسر في كل من الكعب الوحشي (الخارجي) والكعب الإنسي (الداخلي) المتوضع في الجزء السفلي من عظم الظنبوب.
  • كسر الكاحل ثلاثي الأقطاب "Trimalleolar Ankle Fracture": يتضمن هذا النوع كسوراً في ثلاث جوانب من الكاحل، الكعب الإنسي والوحشي، بالإضافة إلى الجزء البعيد السفلي من الكعب الخلفي لعظم الظنبوب.
  • كسر بيلون "Pilon Fracture": وهو كسر في الجزء المركزي الحامل للثقل من الكاحل (سقف الكاحل)، ينتج هذا الكسر غالباً عند التعرض لإصابة رضية ذات قوة عالية على سبيل المثال عند السقوط من ارتفاع عالٍ مع وصول القدمين إلى الأرض أولاً.

يؤدي زيادة عدد خطوط الكسر التي تعرض لها الشخص في الكاحل، مع الوقت، إلى زيادة خطر التعرض إلى تخرب المفاصل.

وخاصةً في حال الإصابة بكسر الكاحل ثلاثي الأقطاب وكسر بيلون فهذان النوعان أكثر إصابات الغضروف شيوعاً بالتالي ترفع من خطر تعرض المصاب لالتهاب المفاصل في المستقبل.

أعراض كسر الكاحل

تتضمن الأعراض والمظاهر السريرية لحالة كسر الكاحل، ما يلي:

  • ألم موضعي وتورم مع تشكل تجمع دموي تحت الجلد في مكان الإصابة.
  • ألم عند الضغط على موقع الكعب ، وأماكن ارتكاز الأوتار على المفصل بالإضافة إلى الجزء الخلفي من مفصل الكعب.
  • تحدد وضيق في حركات المفصل.
  • تغيرات في الجلد في موقع الإصابة، كالتمزقات وتغير في اللون بالإضافة إلى ظهور التقرحات.
  • قد يحدث جنوح جانبي للقدم وذلك في حال انفصال المفصل.
  • قد تتصاحب الكسور مع بعض الأذيات الأخرى حسب الحادثة أو الإصابة التي أدت لوقوع الكسر على سبيل المثال: كسر في الجزء القريب من الشظية أو في الركبة أو القدم.
  • عدم القدرة على المشي ولكن ذلك لا يعد من العلامات المهمة للكسر، فقد يستطيع المريض المشي قليلاً مع أخذ استراحات، رغم وجود الكسر.
  • قد يكون الكسر مفتوحاً، حيث يتبارز جزء من العظم المكسور من خلال الجلد، ويتطلب هذا النمط عنايةً أكبر، بسبب ارتفاع خطر التعرض للإنتان.

أسباب كسر الكاحل

هنالك العديد من الأسباب لحدوث كسر الكاحل وترتبط جميعها بالصدمات:

  • صدمة مباشرة للكاحل مثل الوقوع أو التعثر
  • الهبوط بعد القفز على ارض غير مستوية أو الهبوط على قدم واحدة
  • حركة خاطئة او اصطدام وسقوط على سبيل المثال في بعض الرياضات كالتنس و كرة القدم وكرة السلة
  • حادث في السيارة
  • كما أن الإصابة بهشاشة العظام تعد من المخاطر التي تؤهل للإصابة بكسر الكاحل
  • كما أن العضلات "الشظوية" المتوضعة على طول الجزء الخارجي من أسفل القدم وعبر الكاحل هي المسؤولة عن دعم المفصل بالتالي فإن ضعفها يزيد من خطر التعرض للكسر، وتزداد أيضاً فرصة حصول التواء الكاحل أيضاً.
  • وفي حال عدم تقويم الكاحل في الوقت المناسب بعد الإصابة يمكن أن يلتوي بشدة مع حدوث كسر في العظام المشكلة له.

المضاعفات

يعاني العديد من المصابين من التصلب والتورم في منطقة الكاحل المصاب ذلك لعدة أشهر حتى بعد شفاء الإصابة.

وتساعد إجراءات إعادة التأهيل على تحسين حركة الكاحل ومنع التصلب واليبوسة، كما يمكن التخفيف من التورم عن طريق رفع الساق.

ومن المضاعفات الأخرى العامة يوجد الالتئام المعيب (غير الصحيح)، بالإضافة إلى حالة عدم الالتئام التي يحصل فيها عدم التئام الكسر على الإطلاق.

أما من المضاعفات المتعلقة بالعلاج الجراحي التالي لكسر الكاحل الشديد فهي تشمل:

  • العدوى
  • النزيف
  • أذية الأوعية الدموية والأوتار والأعصاب
  • مشاكل في الصفائح أو البراغي المستخدمة في الجراحة على الكاحل
  • التهاب المفاصل
  • تزداد المضاعفات ما بعد الجراحة لدى الأفراد المصابين ببعض الأمراض كالسكري وكذلك لدى كبار السن.

التشخيص

يبدأ الطبيب بالفحص السريري للمريض وتقييم الأعراض، والسؤال عن كيفية التعرض للإصابة، مع القيام بفحص دقيق للكاحل والقدم والجزء السفلي من الساق.

يأتي بعد ذلك دور الفحوصات الإضافية في تأكيد الإصابة:

  • الصورة الشعاعية البسيطة "X-Ray": تستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة لتقييم الأعضاء الداخلية والعظام بشكل رئيسي.
  • التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي "MRI": يتميز هذا الجهاز عن سابقه بعدم استخدم الأمواج الشعاعية وإنما بتوليد حقل مغناطيسي ومن ثم يتم معالجة الصور باستخدام الحاسوب، مما يعطي صوراً تفصيليةً لمكونات الجسم.
  • التصوير الطبقي المحوسب "CT scan": تستخدم الأشعة السينية هنا بطريقة خاصة حيث يتم معالجة الصور باستخدام الحاسوب.
  • اختبار الشدة "Stress test": بناءً على نمط كسر الكاحل لدى المصاب، يقوم الطبيب بتطبيق ضغط عليه بطريقة خاصة، مع أخذ صورة شعاعية بسيطة X-Ray للمفصل، وهذا ما يدعى "اختبار الشدة" ويفيد في تقييم إمكانية الحاجة لإجراء عمل جراحي.

علاج الإصابة والمدة اللازمة للشفاء

يعتمد علاج كسر الكاحل ومدة الشفاء على ثلاث عوامل:

  • موقع الكسر
  • نوع الكسر
  • الضرر الذي تسببه الكاحل للعظام المجاورة او العضلات او المفاصل

في الحالات الخفيفة جداً من الإصابة، لا يحتاج المريض لأي علاج ويمكن الاكتفاء بمراقبة الحالة من قبل الطبيب لملاحظة أي تغيرات على حركة القدم وطريقة المشي.

أما في الحالات الأشد من كسر الكاحل فقد يحتاج المريض إلى:

  • حذاء خاص لدعم مفصل الكاحل
  • قالب جبسي لتثبيت الكاحل في مكانه أثناء عملية التعافي
  • على الطبيب إعادة العظام إلى مكانها الصحيح، حيث يتم ذلك عادةً بعد تخدير منطقة الإصابة
  • إصلاح المنطقة المصابة وتثبيتها جراحياً في بعض الأحيان
  • مراجعة الطبيب بشكل دوري للتأكد من نجاح عملية التعافي

تحتاج كسور الكاحل عادةً إلى فترة تتراوح من ستة حتى ثمانية أسابيع من أجل التعافي، إلا أنها قد تطول أكثر في بعض الحالات.

قد يحتاج المريض لاستخدام العكازات أثناء عملية التعافي لتخفيف الضغط على الكاحل المصاب عند الحركة، كما قد يكون من الضروري في بعض الأحيان الاستعانة بأخصائي في العلاج الفيزيائي لتسريع عملية استعادة القدم لقدرتها على الحركة، وتجنب حالة اليبوسة والتصلب في المفصل بعد فك الجبيرة.

الوقاية

هنالك مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تقلل من احتمال التعرض لكسر الكاحل، تتضمن:

  • ممارسة تمارين الإحماء قبل البدء بالتمارين المجهدة
  • أخذ قسط كافي من الراحة بعد القيام بالأعمال والأنشطة المجهدة
  • اتباع الطرائق والتعليمات الصحيحة أثناء ممارسة الرياضات
  • يجب البدء بالتمارين بشكل تدريجي وببطء قبل زيادة الجهد المطبق
  • ارتداء الأجهزة التقويمية والأحذية الداعمة بشكل صحيح ومناسب للنشاط الممارس
  • الحفاظ على وزن صحي
  • تناول الاطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين D لتقوية العظام مثل البيض ومشتقات الحليب وغيرها