كسور مشط القدم: الأعراض والعلاج

الكاتب - 6 مارس 2023

تشريح القدم

قبل الحديث عن كسور مشط القدم "Metatarsal Fracture" يجب فهم تشريح عظام القدم، وذلك لفهم آلية الكسور التي يمكن أن تحدث في مشط القدم وطرق علاجها.

تقسم عظام القدم إلى ثلاث مناطق لكل منطقة مجموعة خاصة من العظام. على الشكل التالي:

  • مؤخَّر القدم (Hindfoot): هي عبارة عن المنطقة المحيطة بالكعب، تشكل تقريباً الثلث الأول من القدم، وتتألف من عظم الكاحل وعظم العقب.
  • أوسط القدم (Midfoot): يشغل أوسط القدم ما يُعادل 20% من مساحة القدم، ويكون أمام مؤخَّر القدم مباشرةً.
    • يتكون من مجموعة من العظام الصغيرة، التي تكون متصلة مع بعضها البعض وتعد صلة الوصل ما بين مؤخر القدم، والأمشاط في مقدم القدم.
  • مقدَّم القدم (Forefoot): يشكل مقدَّم النصف الأمامي من القدم، ويمكن أن نعتبر أن لكل أصبع مجموعة من العظام، تبدأ بالمشط من ثم السلاميات.

لفهم التقسيم المذكور آنفاً، يمكننا شرحها حسب لمس القدم للأرض عند المشي، حيث تبدأ الخطو بلمس مؤَّخر القدم للأرض من ثم ترتكز القدم بأوسطها، ويكون مقدم القدم آخر قسم يلمس الأرض.

بالإضافة إلى ذلك يكون هناك خمس عظام مشطية، تبدأ بإبهام القدم وتنتهي بالإصبع الخامس، يكون المشط عبارة عن عظم مستقيم مع قاعدة عريضة تشبه القبضة.

بعبارةٍ أخرى، يمكن وصف عظام مشط القدم، بأنها العظام التي تصل الكاحل بأصابع القدم، ويكون لها دور كبير في التوازن والوقوف.

ما هي كسور مشط القدم؟

يمكن تعريف حالة كسور مشط القدم "Metatarsal Fracture" بأنها حدوث كسر بأحد العظام المشطية الخمسة، نتيجةً لسبب مباشر أو غير مباشر.

وتعتبر من الحالات الشائعة في قسم الإسعاف وغرفة الطوارئ، حيث تشكل بين 3.2-6.8% من جميع الكسور، كما أنها فإنها تمثل 88.5% من كسور القدم بشكلٍ خاص. (1)

يقدر العمر الوسطي للإصابة بكسر مشط القدم بـ42 عام، مع ميلان الأرقام للإناث مع التقدم في العمر. (2)

أعراض كسور مشط القدم

تختلف الأعراض المشاهدة في حالات كسور مشط القدم، حيث قد لا يشعر بعض المرضى بوجود أي مشكلة أو قد يشعرون بألم خفيف.

وفي حالات أخرى من الممكن أن يكون الألم شديداً ويسبب صعوبة في الحركة.

وتتشابه الأعراض العامة لكسور مشط القدم مع أنواع الكسور الأخرى عادةً وهي تشمل:

  • الألم
  • عدم القدرة على المشي
  • تورم القدم المصابة
  • ظهور كدمات مكان الأذية
  • المضض (Tenderness) أي شعور بألم أو انزعاج عند لمس المشط المصاب

أسباب كسور مشط القدم

يوجد مجموعة واسعة من الأسباب التي قد تؤدي في النهاية لحدوث كسر في أحد عظام مشط القدم، وهي كالتالي:

١- الرض

يعد الرض من الأسباب الشائعة المتعلقة بكسر مشط القدم، والذي يمكن أن يحدث، بشكلين:

  • مباشر: أي يكون هناك رض مباشر على مشط القدم يتسبب بحدوث كسر في العظم، على سبيل المثال أن يسقط جسم ثقيل على القدم.
    • تشاهد هذه الحالات في المهن الصناعية بشكل خاص، وتتراوح الشدة من حدوث كسر خفيف إلى وجود إصابة هرسية (أي الرض نتيجة انضغاط) مع كسور متعددة، وضرر في الأنسجة الرخوة.
  • غير مباشر: يتمثل عادةً بحدوث التواء لمفصل الكاحل، الذي قد يترافق مع وجود كسر في قاعدة المشط الخامس.
    • يحدث في التواء الكاحل، انقلاب مؤخر القدم للخارج مع محاولة مقدم القدم إصلاح الوضعية، نتيجةً لذلك يحدث شد للوتر المستقر على قاعدة المشط الخامس ومنه يحدث الكسر.

٢- الكسور الجهدية

الكسور الجهدية أو كسور المسيرات "March fracture" تحدث نتيجة وجود قوة متكررة، تشاهد بشكل خاص لدى راقصات الباليه والرياضيين والجنود.

يحدث نتيجة الإجهاد المتكرر للقدم، كسر صغير في مشط القدم وقد يزداد باستمرار النشاط البدني. 

المضاعفات

عند إهمال علاج كسور مشط القدم من الممكن أن تحدث بعض المضاعفات، وهي:

  • عدم اندمال الكسر أو تأخر اندماله
  • اندمال مَعيب للكسر (اندمال الكسر بشكل خاطئ)
  • استمرار الألم مكان المشط المتضرر
  • تغير شكل ومحور القدم
  • التهاب المفاصل القريبة
  • تأذي العصب الربلي (Nerve Sural)

التشخيص

تفيد الشكوى الرئيسية التي يأتي بها المريض بالتوجه نحو كسور مشط القدم كتشخيص محتمل، ويشمل التشخيص القصة المرضية والفحص السريري وبعض الفحوص الإضافية.

١- القصة المرضية

للقصة المرضية دور محوري لفهم طريقة الكسر وآلية حدوثه، تفيد مجموعة من الأسئلة يطرحها الطبيب لفهم الحالة:

  • وجود رض مباشر على القدم أو سقوط جسم ثقيل على القدم
  • وجود التواء للكاحل خلال هذه الفترة
  • الاستفسار عن وجود أي سقوط عمودي على القدم
  • السؤال عن المهنة (في حال كان رياضي أو جندي وغيرها)

٢- الفحص السريري

يتم الفحص السريري لكشف وجود أي علامة على مشط القدم مثل الازرقاق والوذمة (التورم)، بالإضافة للمس المباشر لتحديد مكان الألم.

٣- الفحوص الإضافية

يكون للفحوص التصويرية دور أساسي في تأكيد وجود الكسر. وهي كالتالي:

  • الصورة عبر الأشعة السينية: تعد الخيار الأول أمام طبيب العظمية، وتستطيع هذه الصورة كشف الكسر في حال وجوده.
    • تشخص هذه الصورة معظم حالات الرضوض المباشرة وغير المباشرة، إلا أن هناك قسم كبير من الكسور الجهدية، تكون غير مرئية على صورة الأشعة السينية.
  • التصوير عبر الطبقي المحوري المحوسب (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI): قلّ ما يلجأ الأطباء لهذا الخيار، ويكون لبعض الحالات الصعبة وغير المكتشفة.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية: قد يساعد التصوير بالأمواج فوق الصوتية في كشف بعض الكسور غير المكتشفة في التصوير العادي.

علاج كسور مشط القدم

يعتمد العلاج المتَّبع لكسور مشط القدم على نمط الكسر وشدته وعمر المريض وحالته الصحية وعليه يختار الطبيب ما بين العلاج غير الجراحي (المحافظ) والعلاج الجراحي.

آ- العلاج غير الجراحي

يعتمد العلاج غير الجراحي على ترك العظم لأن يلتئم بنفسه مع تحقيق الشروط المناسبة، والتي تتم عبر مايعرف ببروتوكول "RICE"، والذي هو:

  • الراحة (Rest): إن أهم خطوة للحصول على رد جيد للكسر، هي إراحة العظم المصاب.
  • الثلج (Ice): يساعد وضع القليل من الثلج فوق مكان الكسر، في تخفيف الأعراض (كالألم والتورم).
    • يوضع الثلج لمدة تقارب ال20 دقيقة، من ثم يتلوها 40 دقيقة من الراحة ومن ثم إعادة نفس الدورة.
  • الضغط (Compression): يساعد تطبيق ضغط خفيف ومتواصل في تقليل فرص حدوث تورم مكان الكسر، ويمكن ارتداء رباط مدعم حول القدم.
  • الرفع (Elevation): أيّ رفع القدم المصابة قليلاً فوق مستوى قلبك لتقليل التورم.

قد يتطلب الكسر في حالات أخرى وضع جبيرة من الجبس محيطة بالقدم المُصابة وذلك لتثبيت الكسر، وضمان حدوث التئام جيد للعظم، وتبقى هذه الجبيرة لمدة 4 أسابيع على الأقل.

ب- العلاج الجراحي

قد يلجأ الطبيب في بعض حالات كسور مشط القدم الشديدة إلى إجراء عملية جراحية من أجل رد وتثبيت العظام.

تتم العملية تحت التخدير العام أو الناحي (أي تخدير قسم كبير من الجسم)، يجري الطبيب شق مكان الكسر ومن ثم يثبت المشط المكسور عبر الصفائح والمسامير. 

بعد العملية، يجب أن تبقى القدم ضمن قالب جبسي لمدة 4 أسابيع تقريباً، و يستغرق شفاء العظام بشكل عام حوالي 6 أسابيع، قد يحتاج التورم إلى 3 أشهر تقريباً من أجل أن يستقر.

الوقاية من كسور مشط القدم

تساعد مجموعة من الإجراءات الوقائية، في تجنب خطر حدوث كسور مشط القدم.

  • الحفاظ على السلامة الشخصية، وبشكلٍ خاص خلال أوقات العمل وذلك من خلال ارتداء ملابس الأمان المطلوبة واتباع التعليمات الموصى بها.
  • ارتداء أحذية مناسبة ومريحة، وخاصة في حال كان المريض يمشي لمسافات طويلة.
  • بالنسبة لراقصي الباليه، قد يكون من المفيد اختيار أرضية مناسبة للرقص، وارتداء الأحذية والألبسة المناسبة.
  • الحرص على اتباع الأسلوب والتعليمات الصحيحة سواءً أكان عند الرقص أو ممارسة رياضة.
  • أخذ الكميات الموصى بها من الكالسيوم والفيتامين د فهي تساعد على حماية العظام من الكسور.
  • تجنب التدخين والمشروبات الكحولية والغازية.