كيفية التعرف على أعراض ضربة الشمس والتعامل معها

الكاتب - أخر تحديث 26 مايو 2023

ضربة الشمس "Sunstroke" أو ضربة الحرارة هي حالة صحية تنجم عن تعرض الجسم لأشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة دون حماية كافية وفي كثير من الحالات تكون ضربة الشمس تالية لحالة الإنهاك الحراري "Heat Exhaustion". يحدث ذلك عندما يفقد الجسم قدرته على التحكم في درجة حرارته الداخلية بشكل فعال.

تسبب ضربة الشمس في ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 40 درجة مئوية وهي مستويات خطيرة وتضر بوظائفه الحيوية فقد تؤدي إلى تلف في الدماغ أو فشل الأعضاء

أعراض ضربة الشمس

عند حدوث الانهاك الحراري ترتفع حرارة الشخص بشكل كبير ويفقد الماء والأملاح من جسمه، مما يؤدي إلى تعب وضعف عام بالإضافة إلى تشنجات العضلات.

وعند الوصول إلى مرحلة ضربة الشمس يفقد الجسم القدرة على الحفاظ على درجة الحرارة الصحيحة، وترتفع حرارة الجسم بشكلٍ خطير. ويرافقها العديد من الأعراض:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير وهو السمة الرئيسية لضربة الشمس.
  • اضطرابات ذهنية يمكن أن تشمل التخليط الذهني، والاختلاج (خاصة عند الأطفال)، والهذيان، والكلام المتداخل، والدخول في غيبوبة.
  • خلال ضربة الشمس، يحدث اضطراب في توازن السوائل والمعادن في الجسم نتيجة للتعرض الطويل للشمس الحارة. يزداد خطر فقدان السوائل والتراكم الزائد للحرارة في الجسم، مما يؤثر على عملية التبريد الطبيعية للجسم من خلال التعرق الزائد والشعور بالعطش الشديد.
  • الغثيان وهو الشعور بالحاجة إلى التقيؤ.
  • يمكن أن يعاني الشخص من صداع شديد ومستمر بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم وتوتر الأوعية الدموية في الدماغ.
  • تغير لون الجلد حيث قد يتحول لون الجلد إلى الأحمر عندما يصبح الجسم أكثر سخونة.
  • صعوبة في التنفس فقد يشعر الشخص بصعوبة في التنفس وزيادة التنفس بسبب تأثير ارتفاع درجة حرارة الجسم على الجهاز التنفسي.
  • عندما يحاول الجسم أن يبرد نفسه يزداد معدل ضربات القلب.

الأسباب وعوامل الخطر

تحدث ضربة الشمس عندما لا يستطيع الجسم أن يبرد نفسه خلال التعرض لدرجات حرارة مباشرة وعالية بشكل مستمر.

يوجد في الدماغ بنيةً تدعى الوطاء، وهو ما يتحكم في العديد من الوظائف الجسدية، ويحافظ على درجة حرارة الجسم الأساسية. حيث عادةً ما يضبط درجة حرارة الجسم عند حوالي 37 درجة مئوية، ولكن عندما يتلقى الجسم حرارة بقدر أكبر مما يصدر من الحرارة فإن درجة الحرارة الداخلية ترتفع فوق الدرجات الطبيعية.

عوامل الخطر

يمكن لأي شخص أن يُصاب بضربة الشمس، ولكن بعض المجموعات قد تكون أكثر عرضة من غيرها، إذ تتضمن العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة ما يلي:

  • العمر: يعتبر الأطفال الصغار والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً هم الأكثر عرضةً لخطر ضربة الشمس.
  • الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس، مثل:
    • مقبضات الأوعية
    • حاصرات بيتا
    • مدرات البول
    • مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان
  • التعرض المفاجئ للشمس والحرارة بعد الخروج من مكان بارد مقل غرفة مكيفة
  • يمكن أن يزيد الحرمان من النوم من احتمال الإصابة بضربة الشمس.
  • في حال وجود بعض الحالات الطبية مثل أمراض القلب والرئة، والسمنة، ونمط الحياة الخامل، والتهاب المعدة والأمعاء، يمكن أن يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس

مضاعفات ضربة الشمس

يمكن أن تؤدي ضربة الشمس إلى ما يلي:

  • الصدمة، وهي حالة تهدد الحياة، تحدث عندما لا يحصل الجسم على تدفقٍ كافٍ من الدم، ويمكن أن تتلف العديد من الأعضاء نتيجةً لذلك
  • الدخول في غيبوبة
  • متلازمة الضيق التنفسي الحاد (ARDS)، وهي حالة خطيرة تصيب الرئتين، وتسبب انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم
  • تورم الدماغ
  • الفشل كلوي
  • الفشل الكبدي
  • ضعف الاستقلاب (عملية تحويل الغذاء إلى طاقة)
  • تلف الأعصاب
  • انخفاض تدفق الدم إلى القلب، ومشاكل الدورة الدموية الأخرى

التشخيص

يمكن للطبيب عادةً تشخيص ضربة الشمس من مظهر الشخص وسؤاله عن مكان تواجده وطبيعة عمله، كما يمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختباراتٍ طبية أحياناً لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، وقد تتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  • اختبارات الدم: والذي يقيس مستويات الغازات في الدم، وكذلك مستويات البوتاسيوم والصوديوم، وذلك للتحقق من حدوث تلفٍ في الجهاز العصبي المركزي (CNS).
  • اختبار البول: للتحقق من وظيفة الكليتين، علماً أن البول الداكن يعد علامةً على أن المريض يعاني من حالةٍ تتعلق بالحرارة.
  • اختبار العضلات: يؤكد ما إذا كان قد حدث أي ضررٍ لأنسجة العضلات.
  • التصوير بالأشعة السينية (X-ray): والذي يمكن أن يتحقق من حدوث أي ضررٍ في الأعضاء الداخلية للجسم.

علاج ضربة الشمس

يتمثل الهدف الرئيسي لعلاج ضربة الشمس في خفض درجة حرارة المريض ومنع حدوث مزيد من الأضرار في أجهزة الجسم. وهناك عدد من الطرق لتحقيق ذلك، مثل:

  • الغمر: حيث يمكن غمر الشخص الذي يعاني من ضربة الشمس في الماء البارد أو في حوضٍ من الجليد.
  • التبريد بالتبخر: يتم وضع الماء البارد على الجلد بينما يُوجَّه الهواء الدافئ على الجسم، مما يسبب التبخر، والذي يبرد الجلد بدوره.
  • بطانيات التبريد وحزم الثلج: يمكن لف بطانيات التبريد حول الشخص المصاب بضربة الشمس. كما يمكن أن توضع حزم الثلج في المناطق التي تكون فيها الأوردة الكبيرة قريبةً من سطح الجلد، مثل الفخذ والإبط والرقبة والظهر؛ حيث يساعد ذلك على خفض درجة حرارة الدم بسرعة.
  • المرخيات العضلية: من الممكن أن يتم إعطاء بعض الأدوية إذا لم تنخفض درجة حرارة الجسم، مثل البنزوديازيبينات "Benzodiazepines"، والتي تمنع الجسم من الارتعاش استجابة للعلاجات الباردة.

تعتبر ضربة الشمس عموماً حالةً خطيرة، ويجب طلب المساعدة الطبية على الفور. وأثناء انتظار المساعدة يمكن مساعدة الشخص المصاب وتخفيف درجة حرارته عن طريق ما يلي:

  • نقل الشخص المصاب إلى مكانٍ بارد
  • إزالة جميع الملابس غير الضرورية مثل السترة أو الجوارب
  • إعطاؤه مشروباً رياضياً أو ماءً بارداً
  • منعه من شرب الكحول
  • تبريد جلده عن طريق رش الجسم بماءٍ بارد، كما يمكن لف حزم التبريد بقطعة قماش ووضعها تحت الإبط أو على الرقبة
  • البقاء مع المريض لمراقبته في حال أغمي عليه
  • ومن المفترض أن يبدأ في الشعور بالتحسن في غضون 30 دقيقة
أساليب الوقاية من ضربة الشمس
أساليب الوقاية من ضربة الشمس

الوقاية

هناك خطر كبير للإنهاك الحراري وضربة الشمس في الطقس الحار. وللمساعدة في الوقاية من حدوث ذلك يمكن اتباع النصائح التالية:

  • شرب المزيد من المشروبات الباردة والمياه وخاصةً عند ممارسة الرياضة
  • ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة ذات ألوان فاتحة
  • تجنب التعرض للشمس بين الساعة 11 صباحاً و3 مساءً
  • تجنب الإكثار من شرب الكحول أو الامتناع عن شربه
  • تجنب ممارسة التمارين القاسية في ساعات شمس الظهيرة
  • إغلاق الستائر في الأيام الحارة جداً، وإغلاق النوافذ وإيقاف تشغيل المعدات الكهربائية والأضواء التي تنتج الحرارة
  • استخدام مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس عند الخروج ويمكن أيضا استخدام القبعات أو المظلات
  • تجنب البقاء ضمن سيارة مقفلة تحت أشعة الشمس دون وجود نوافذ مفتوحة وتكييف