لقاح الإنفلونزا للأطفال: أهميته وتوقيته

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

يعد لقاح الإنفلونزا للأطفال من اللقاحات الضرورية لأي طفل، ويوصي الأطباء بالنوع الأفضل لكل شخص بناءً على عمره وحالته الصحية، حيث يتواجد أربعة أنواع من اللقاحات.

فما هي أنواع هذا اللقاح المناسبة للأطفال؟ وما هو الوقت الأنسب للحصول عليه؟

ما هو لقاح الإنفلونزا للأطفال؟

الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تنفسية يمكن أن تصيب كل الأشخاص، واللقاحات المتوفّرة تَحمي من فيروسات الإنفلونزا الأربع.

وتتضمن اللقاحات المستخدمة للأطفال بشكل خاص نوعان هما:

١- لقاح الإنفلونزا الرباعي المعطل

يتضمن عدة أشكال تختلف بطريقة تصنيعها، وتمت الموافقة على استخدام هذه اللقاحات للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر فما فوق. 

و تعطى على شكل حقنة في عضلة ذراع الطفل.

٢- لقاح الإنفلونزا الحي المضعف

تمت الموافقة على هذا اللقاح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و49 عاماً، ويعطى على شكل بخاخ للأنف.

لا ينبغي إعطاء هذا اللقاح للحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، وحتى بعض الأطفال الذين يعانون من حالات صحية معينة.

٣- الأنواع الأخرى

يستخدم لقاح الإنفلونزا المؤشب للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر، وهناك أنواع أخرى من لقاحات الإنفلونزا خاصة بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عام.

أهمية لقاح الإنفلونزا للأطفال

تعد الإنفلونزا من الأمراض الشائعة لكنها قد تكون خطرة على فئات معينة من الأطفال، إذ تؤدي لحدوث مضاعفات لديهم، ولذلك يعد التطعيم ضد الإنفلونزا سبيل الوقاية الأول، إذ يقلل من شدة الإصابة والأعراض.

ويعد الأطفال تحت عمر خمس سنوات، وبشكل محدد أكثر تحت عمر السنتين من الفئات المعرضة للخطر، إذ تشمل مضاعفات الإنفلونزا لديهم ما يلي:

  • الالتهاب الرئوي
  • حصول التجفاف
  • تفاقم المشكلات الطبية طويلة الأمد مثل أمراض القلب أو الربو
  • خلل في وظائف الدماغ مثل اعتلال الدماغ
  • التهابات الجيوب الأنفية والتهابات الأذن

حالات تستوجب اللقاح

يجب التأكيد على أهمية الحصول على اللقاح في الحالات التالية:

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر حتى خمس سنوات: فالأطفال في هذه الفئة العمرية معرضون لخطر أكبر للإصابة بالمضاعفات بسبب عمرهم فقط.
  • الأطفال حتى عمر 18 عاماً الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، بما في ذلك:
    • الربو وأمراض الرئة المزمنة الأخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والتليف الكيسي.
    • أمراض الجهاز العصبي والنمو العصبي بما في ذلك اضطرابات الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب المحيطية والعضلات مثل الشلل الدماغي والصرع والسكتة الدماغية والتخلف العقلي وتأخر النمو المعتدل إلى الشديد والحثل العضلي أو إصابة الحبل الشوكي.
    • أمراض القلب مثل أمراض القلب الخلقية وقصور القلب الاحتقاني أو مرض الشريان التاجي.
    • اضطرابات الدم مثل فقر الدم المنجلي
    • اضطرابات الغدد الصماء مثل داء السكري
    • اضطرابات الكلى أو الكبد
    • اضطرابات التمثيل الغذائي مثل الاضطرابات الاستقلابية الموروثة واضطرابات ميتوكوندريا.
    • ضعف جهاز المناعة بسبب مرض أو دواء، كالإصابة بالإيدز أو السرطان أو أدوية أخرى تكبح عمل جهاز المناعة.
    • الأطفال الذين يتناولون الأدوية التي تحتوي على ساليسيلات
    • السمنة المفرطة
  • أما فيما يخص الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر فهم أصغر من أن يتم تطعيمهم.

كما قد ثبت أن لقاح الإنفلونزا الذّي يتم إعطاؤه أثناء الحمل يحمي الطفل من العدوى لعدة أشهر بعد الولادة قبل أن يبلغ من العمر ما يكفي للتطعيم.

كذلك يعد من الجيد أن يتلقى اللقاح كل الأشخاص حول هؤلاء الأطفال للتخفيف من خطر العدوى.

الأعراض الجانبية للقاح الإنفلونزا للأطفال

يحتوي اللقاح العضلي على الفيروس المقتول، لذا قد يسبب ألم واحمرار وتورم مكان الحقن فقط يبدأ عادةً بعد بضع ساعات من الحقن ويغيب في غضون أيام قليلة، ومن النادر أن يسبب الحمى أو آلام في الجسم.

بينما يحتوي اللقاح بشكل رذاذ الأنف فيروسات إنفلونزا حية ضعيفة، لذا قد يسبب أعراضاً خفيفة مثل:

  • سيلان الأنف
  • التهاب الحلق
  • الإقياء
  • الحمى
  • التعب
  • آلام العضلات

وتبدأ هذه الأعراض في أول يوم أو يومين من إعطاء اللقاح وتستمر لأيام قليلة، ويفيد خلالها ارتداء ملابس خفيفة وشرب الكثير من السوائل.

كما يفضل تجنب لف الطفل في بطانية خلال هذه الفترة بل يجب الحفاظ على برودة الغرفة لتجنب الحمى.

آثار جانبية نادرة

  • يكون الأطفال الصغار الذين يحصلون على لقاح الإنفلونزا مع لقاح المكورات الرئوية "PCV13" أو لقاح "DTAP" في نفس الوقت أكثر عرضةً للإصابة بنوبة صرع ناجمة عن الحمى، ويجب بهذه الحالة استشارة الطبيب فوراً.
  • يغمى على الأشخاص أحياناً بعد الإجراءات الطبية بما في ذلك التطعيم، لذا إن كان الطفل واعٍ بما يكفي يجب إبلاغ الطبيب في حال الشعور بالدوار أو حدوث أي تغيرات في الرؤية أو طنين في الأذنين، وبشكل عام يجب الجلوس أو الاستلقاء لمدة 15 دقيقة مباشرةً بعد اللقاح لمنع ذلك.
  • هناك احتمال قليل جداً أن يتسبب اللقاح في حدوث تفاعل تحسسي يظهر في غضون بضع دقائق إلى بضع ساعات، ويعد هذا التفاعل حالة إسعافية ويجب استشارة الطبيب فوراً، ويكون دليل التفاعل التحسسي ظهور ما يلي:
    • الشرى
    • تورم في الوجه
    • بحة الصوت
    • صعوبة في التنفس
    • تسرع ضربات القلب
    • الدوخة أو الضعف
  • هناك احتمال ضئيل لارتباط لقاح الإنفلونزا بمتلازمة "جيلان باريه"، لكن يبقى هذا أقل بكثير من خطر حدوث مضاعفات خطيرة من الإنفلونزا، والتي يمكن منعها عن طريق اللقاح.

كما يجب إبلاغ الطبيب قبل إعطاء اللقاح في حال كان يعاني الطفل مما يلي: 

  • حمى تصل إلى 38 درجة مئوية
  • حدوث رد فعل سابق وخطير تجاه أي لقاح
  • وجود حساسية شديدة من أي شيء
  • مصاب بمتلازمة "جيلان باريه"

توقيت التطعيم

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" أن يحصل كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق على التطعيم في كل موسم للإنفلونزا.

وذلك نظراً لأن الأمر يستغرق حوالي أسبوعين بعد التطعيم حتى يتمكن الجسم من تطوير الأجسام المضادة ضد عدوى فيروس الإنفلونزا.

فمن الأفضل الحصول على التطعيم باكراً قبل أن تبدأ الإنفلونزا في الانتشار.

ويجب الحصول على جرعتين في حال:

  • الأطفال الأقل من تسع سنوات الذين لم يتم تطعيمهم سابقاً أو الذين حصلوا على جرعة واحدة سابقاً.
  • الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم أو زرع الأعضاء الصلبة في المرة الأولى لتلقي اللقاح بعد الزرع.

ويوصي الأطباء بالحصول على الجرعة الأولى بمجرد توفر اللقاح لأن الثانية يجب أن تعطى بعد الأولى بأربعة أسابيع على الأقل.

بينما يجب الحصول على جرعة واحدة في حال:

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 سنوات والذين حصلوا على جرعتين على الأقل من لقاح الإنفلونزا في الموسم الفائت.
  • الأطفال الأكبر من 9 سنوات.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

١- هل لقاح الإنفلونزا يمنع الإصابة 100%؟

على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا ليس فعالاً بنسبة 100%، إلا أنه يقلل بشكل كبير من فرص إصابة الشخص بالإنفلونزا، كما يمكن أن يجعل الأعراض أقل حدةً بحال الإصابة.

٢- هل يكفي الحصول على اللقاح لمرة واحدة؟

هناك العديد من فيروسات الإنفلونزا وهي في حالة تغير دائم، لذا يصنع لقاح جديد للإنفلونزا كل عام ويجب الحصول على التطعيم في كل موسم.

كذلك، يتم أحياناً تضمين أنواع الفيروسات نفسها في اللقاح من عام إلى آخر ويبقى عندها من المهم الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي لأن مناعة الجسم ضد فيروس الإنفلونزا تتراجع بمرور الوقت، وحتى عندما لا يتطابق اللقاح تماماً مع الفيروسات المنتشرة فهو يوفر بعض الحماية.

٣- هل يسبب اللقاح المرض؟

قد يسبب اللقاح العديد من الأعراض الجانبية لكنّه لا يسبب الإصابة بالإنفلونزا.

٤- هل تتوجب المباعدة بين اللقاحات؟

عموماً يمكن إعطاء اللقاح مع اللقاحات الأخرى للأطفال.

لكن بشكل خاص بالنسبة للأطفال من سن 5 إلى 11 عاماً قد يكون من الأفضل الانتظار 14 يوماً على الأقل بين لقاح COVID-19 واللقاحات الأخرى، والسبب في ذلك هو سهولة تحديد المسبب في حالة حدوث أي آثار جانبية.

٥- هل من الضروري إعطاء الأدوية عند تلقي اللقاح؟

لا يفيد إعطاء إيبوبروفين أو أسيتامينوفين قبل أو في وقت قريب من التطعيم لمنع ألم الحقن، بينما قد تساعد وضع قطعة قماش مبللة دافئة في موقع الحقن دون فركها في تخفيف الألم.

أما فيما يخص هذه الأدوية فهي لعلاج الحمى أو غيرها من الآثار الجانبية المزعجة إذا ظهرت بعد التطعيم، وتعطى بعد استشارة الطبيب حول الجرعة المناسبة.

٦- هل يتطلب فوات موعد اللقاح عدم الحصول عليه حتى العام المقبل؟

يظل التطعيم اللاحق وقائياً طالما أن فيروسات الإنفلونزا تنتشر طوال الموسم.

وبما أن العدوى بفيروسات الإنفلونزا تنتشر خلال الأشهر الباردة من العام، لذا قد يتفاوت موعدها من بلد لآخر ويعد الحصول على لقاح الإنفلونزا في وقت متأخر من الموسم مهم بشكل خاص للأشخاص المسافرين. حيث قد تكون الإنفلونزا مازالت نشطة في مكان آخر من العالم.

٧- هل من الضروري الحصول على اللقاح إن لم أكن من مجموعات الخطر؟

إن الحصول على لقاح الإنفلونزا لا يحمي المتلقي فقط من الإنفلونزا بل يساعد في حماية الأشخاص والمجتمع من حوله، إذ يجعل لقاح الإنفلونزا الشخص أقل عرضةً للإصابة، وبالتالي أقل احتمالية لنشر العدوى.

ويعتبر ذلك مهماً بشكل خاص للذين يتعاملون مع الأشخاص المعرضين لخطر، مثل كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مثل الربو.