لماذا نشعر بالاسترخاء والرغبة بالنوم بعد ممارسة الجنس؟

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

يعد النوم والاسترخاء من الأمور الأساسية التي يحتاجها الإنسان للحفاظ على صحة جسمه وعقله. ومن بين الأساليب العديدة التي يستخدمها الناس لتحسين نومهم واسترخائهم، تأتي ممارسة الجنس على رأس القائمة. فعلى الرغم من أن الممارسة الجنسية تعتبر من الأمور الشخصية الحميمة، إلا أنها تمتلك العديد من الفوائد الصحية المذهلة التي تؤثر على صحة الجسم والعقل بشكل إيجابي. وفي هذه المقالة، سنتحدث عن كيف تساعد ممارسة الجنس على النوم.

تعد ممارسة الجنس عنصراً مهماً في حياة البالغين، لا سيما من الناحية الصحية الجسدية والعاطفية، وتمتد هذه الفوائد إلى تحسين النوم والاسترخاء ومحاربة القلق.

 بدأت الأبحاث الحديثة توضح الصلة المهمة بين الجنس والنوم، حيث أن النوم الجيد يمكن أن يحسن الحياة الجنسية. وبالمقابل يمكن للحياة الجنسية الصحية أن تساعد على تحسين نوعية النوم. ومن المؤكد أن توضيح تلك العلاقة المثيرة للاهتمام بين الجنس والنوم سيساعد على تحسين صحة الأفراد ونوعية حياتهم بشكل عام.

لماذا تساعد ممارسة الجنس على النوم؟

عند ممارسة الجنس وبعد الوصول إلى النشوة الجنسية يتم إفراز هرمونات يمكن أن تحفز النعاس وتخفف من القلق وتساعد على الاسترخاء. ومن أهم هذه الهرمونات الأوكسيتوسين "oxytocin" والبرولاكتين "prolactin".

١- هرمون الأوكسيتوسين

يعرف هرمون الأوكسيتوسين باسم هرمون الحب، وهو يساعد على تعزيز الارتباط العاطفي ويخفف القلق والتوتر، مما قد يؤدي إلى الحصول على نوم أفضل ولكن لا يزال هنالك حاجة لدراسات إضافية حول هذا الأمر.

حيث قد وجدت إحدى الدراسات أن إعطاء الأوكسيتوسين للمرضى الذين يعانون من توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم قد أدى إلى تحسن وقت النوم والحصول على ما يكفي من الراحة. (1)

٢- هرمون البرولاكتين

أظهرت الدراسات أن مستويات هرمون البرولاكتين ترتفع أثناء ممارسة الجنس مع ارتفاع ملحوظ بعد النشوة الجنسية. مما يوجه إلى أنه يساهم في الشعور بالنعاس بعد ممارسة الجنس. (2)

حيث من المعروف أن هذا الهرمون يزداد خلال النوم كما أن المستويات العالية منه إلى جانب زيادة مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء تعزز نوم حركة العين السريعة "REM" وهي إحدى مراحل النوم، مما يؤدي إلى تحسين جودة النوم بشكل عام.

٣- الإندورفين

يتم إفراز الإندورفين أثناء ممارسة الجنس أيضاً، مما يمنح الجسم تأثيراً مهدئاً ومسكناً للألم بالتالي يساعد على تهدئة المرء ومساعدته على النوم. (3)

٤- هرمون الكورتيزول

إن مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) تنخفض استجابةً للإثارة الجنسية، مما يساعد على النوم بشكل أفضل. (4)

نصائح لتحسين النوم والصحة الجنسية

١- تحسين النوم

إن تحسين النوم ومساعدة الجسم على الاسترخاء والحصول على قدر كافٍ من الراحة خلال الليل يساعد على إصلاح الأنسجة وتجديد الخلايا بالإضافة إلى الحفاظ على وظائف الجسم الطبيعية ويقلل من التوتر والقلق.

يساعد تحديد أسباب اضطرابات النوم وعلاجها إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام، ويحسن من الصحة الجنسية أيضاً. حيث على سبيل المثال وُجد أن الالتزام بالعلاج في حالة توقف التنفس أثناء النوم قد حد من ضعف الانتصاب عند الرجال. (5)

يمكن للعاملين في نظام الورديات أو الأشخاص الذين يسافرون باستمرار استشارة الطبيب لتحسين نومهم بما يتوافق مع جدول أعمالهم. فيمكن أن تساعد أنواع مختلفة من العلاج بما في ذلك ما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي للأرق "Cognitive behavioral therapy for insomnia" والذي يمكن أن يساعد في الحصول على راحة أفضل.

يمكن أن يساعد بذل بعض الجهد واتباع النصائح اللازمة لتحسين النوم في الحصول على المزيد من النوم الذي يحتاجه المرء كل يوم، ويمهد الطريق إلى حياة جنسية أكثر حيوية. ويمكن أن يتم ذلك بتهيئة بيئة مناسبة للنوم تشمل:

  • ضبط حرارة غرفة النوم واستخدام إضاءة خافتة والنوم على فراش داعم
  • الالتزام بجدول نوم ثابت بنفس وقت الاستيقاظ والنوم كل يوم حتى في أيام العطل
  • تجنب شرب الكحول والتبغ
  • تجنب الكافيين والوجبات المتأخرة والثقيلة ليلاً، والغفوة الطويلة في وقت متأخر بعد الظهر أو المساء
  • تجنب استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل النوم
  • ممارسة النشاط البدني خلال النهار والتعرض للضوء الطبيعي
  • تعلم تقنيات الاسترخاء وممارستها ليلاً
٢- تحسين الصحة الجنسية

يمكن أن يؤدي تحسين الصحة الجنسية إلى تعزيز الصحة العامة وتسهيل الحصول على نوم أفضل. ومن المهم استشارة الطبيب في حال وجود أي مخاوف تتعلق بالصحة الجنسية أو الضعف الجنسي. وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يتجنبون الخوض في هذه القضايا، إلا أنه من المفيد مناقشتها مع الطبيب لتحديد المشكلة والوصول إلى حل لها.

قد يتضمن تحسين الصحة الجنسية معالجة الأمور المتعلقة بالأداء الجنسي أو الرضا عن العلاقة الجنسية، ومعرفة الطرق الآمنة لممارسة الجنس، وإجراء اختبارات للعدوى المنقولة جنسياً.

بالنسبة لبعض الأزواج يمكن أن يقدم العلاج الجنسي نصائح لتعزيز العلاقة الحميمة والإشباع الجنسي. وعلى الرغم من أنه يمكن الحصول على النصائح العامة لممارسة الجنس من مصادر مختلفة. إلا أن استشارة الأخصائي تضمن الوصول إلى أساليب موثوقة قائمة على الأدلة لتعزيز الحياة الجنسية بالشكل الصحيح.