ما سبب ظهور قرحة الفم وكيف يمكن علاجها؟

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

تعرف قرحة الفم "Mouth ulcer" بأنها فقدان أو تآكل لجزء من النسيج الذي يبطن الفم من الداخل والذي يسمى الغشاء المخاطي. كما يمكن أن تتشكل هذه التقرحات على اللثة أو الشفتين أو داخل الخدين أو الحنك. يمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة عوامل عديدة كالإصابات الفيزيائية على سبيل المثال عض باطن الخد عن طريق الخطأ. ويمكن أن تكون تظهر نتيجة عوامل أخرى مثل تناول أدوية معينة أو نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية أو حتى فطرية.

غالباً ما تكون تقرحات الفم غير ضارة وتختفي من تلقاء نفسها في غضون 10 إلى 14 يوماً دون الحاجة إلى علاج. ولكن من المهم الانتباه إلى أن القرحة التي لا تلتئم قد تكون علامةً على سرطان الفم.

والجدير بالذكر أن هناك نوعاً من التقرحات يسمى بالقرحة القلاعية وهي تقرحات متكررة تصيب حوالي 20% من الأشخاص، ولا يوجد سبب معروف لها عند معظم الناس، ولكن قد تحدث عند البعض الناس بسبب نقص فيتامينات B أو الحديد.

الأعراض

من السهل اكتشاف قرحة الفم، وهي تظهر عادةً على شكل تقرح على الشفاه أو اللثة أو اللسان أو داخل الخدين أو سقف الفم أو الحنك، وتكون حمراء حول الحواف وبيضاء أو صفراء أو رمادية في المنتصف. ويمكن أن تظهر أكثر من واحدة في نفس الوقت.

ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • انتفاخ حول القرحة
  • زيادة الألم عند تنظيف الأسنان بالفرشاة
  • ازدياد الألم سوءاً عند تناول الأطعمة الحارة أو المالحة أو الحامضة

كما لا ينبغي الخلط بين تقرحات الفم وبين قروح البرد، والتي هي عبارة عن بثور صغيرة تظهر على الشفاه أو حول الفم، وهي غالباً ما تبدأ بشعور بالوخز أو الحكة أو الحرق حول الفم.

أسباب ظهور تقرحات الفم

إن السبب الدقيق لظهور قرحة الفم غير محدد بعد، ويمكن أن يتخلف بين شخصٍ وآخر. ولكن هنالك مجموعة من الأسباب والعوامل التي تؤدي لظهور وتفاقم هذه القرحات، ونذكر منها:

  • العدوى الفيروسية: مثل فيروس الهربس البسيط، الذي يسبب قرحة الزكام أو القرح الفموي، ويمكن أن يظهر بشكل متكرر
  • العدوى البكتيرية: بعض البكتيريا مثل الستربتوكوكس والمكورات العقدية
  • العدوى الفطرية: مثل عدوى الخميرة الفموية (الترشح الفموي) التي تنجم عن فطريات الكانديدا
  • التهابات المناعة الذاتية: مثل الذئبة الحمامية وبعض الاضطرابات الأخرى التي تؤثر على جهاز المناعة
  • الإقلاع عن التدخين
  • الحمضيات والأطعمة الحاوية على نسبة عالية من الحموضة أو التوابل
  • عض اللسان أو الخد من الداخل
  • تقويم الأسنان أو أطقم الأسنان غير الملائمة، والأجهزة الأخرى التي قد تحتك بالفم واللثة
  • الحالة النفسية مثل الشعور بالتوتر أو القلق
  • التغيرات الهرمونية التي تحصل أثناء الحمل والبلوغ وانقطاع الطمث
  • بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا ومسكنات الألم
  • العوامل الوراثية
  • كما قد تحدث القرحة الفموية نتيجة حالات طبية معينة أو نقص في التغذية. حيث قد تؤدي بعض الحالات مثل الداء البطني أو داء كرون أو نقص فيتامين B12 أو نقص الحديد أو ضعف جهاز المناعة إلى حدوث ظهور هذه التقرحات.

الفرق بين قرحات الفم السليمة والسرطانية

تختلف الأعراض التي ترافق سرطان الفم وتقرحات الفم؛ ولكن مع ذلك فإن القرحات الجديدة أو المستمرة تتطلب زيارة الطبيب لفحصها.

ومن الاختلافات الجوهرية بين تقرحات الفم السليمة والسرطانية نذكر ما يلي:

  • غالباً ما تكون تقرحات الفم مؤلمة، بينما سرطان الفم يكون غير مؤلم
  • تختفي تقرحات الفم في غضون أسبوعين تقريباً، في حين أن سرطان الفم فغالباً ينتشر ولا يختفي
  • قد تكون بقع سرطان الفم قاسية وليس من السهل كشطها
  • غالباً ما يتضمن سرطان الفم على مزيج من مناطق حمراء وبيضاء أو مناطق بيضاء كبيرة تظهر على اللسان أو مؤخرة الفم أو اللثة أو الخدين
  • غالباً ما يرتبط سرطان الفم بالإفراط في تناول الكحوليات أو تعاطي التبغ

المضاعفات

هنالك مجموعة من المضاعفات المحتملة لقرحة الفم وتشمل ما يلي:

  • التهاب النسيج الخلوي في الفم نتيجة حدوث عدوى جرثومية ثانوية في القرحة
  • العدوى السنية (خراجات الأسنان)
  • في حالات نادرة يمكن أن تتطور الحالة لسرطان الفم وخاصة في حال لم تلتئم القرحة بعد فترة طويلة
  • نقل الأمراض المعدية إلى الآخرين خاصةً في حال كان سبب ظهور تقرحات الفم هو العدوى

التشخيص

يمكن للطبيب أن يشخص قرحة الفم عادةً بمجرد النظر إليها. ويمكن أن يطرح بعض الأسئلة حول الأعراض والنظام الغذائي والتاريخ الطبي والأدوية التي يتناولها المريض.

وإذا اعتقد الطبيب أن قرحة الفم مصابة بعدوى ما يجري مسحاً للقرحة لتأكيد الإصابة والمساعدة في تحديد العلاج المناسب.

السبل العلاجية لتقرحات الفم

١- العلاجات المنزلية

إن معظم حالات تقرحات الفم تكون بسيطة وتختفي خلال أسبوعين تقريباً دون الحاجة للعلاج. ولكن يفيد خلال هذه الفترة اتباع بعض الارشادات العلاجية المنزلية لتخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء. ومن هذه الارشادات:

  • استخدام محلول ملحي لغسل الفم يساهم في تهدئة الألم وتسريع شفاء قرحة الفم.
  • استخدام محلول المضمضة المطهرة يمكن أن يقلل من التهابات الفم ونمو البكتيريا.
  • تطبيق المواد المهدئة: توجد تقارير من الأطباء والمرضى تشير إلى أن استخدام مرهم الهيدروكورتيزون أو المراهم المهدئة الأخرى يمكن أن يساعد في تخفيف الالتهاب والألم في قرحة الفم.
  • الابتعاد عن المسببات المحتملة: قد يكون هناك أطعمة أو مشروبات معينة تزيد من تهيج قرحة الفم. حاول تجنب الأطعمة الحارة والحامضة والمالحة، والمشروبات الغازية والكحولية.
  • تناول الأطعمة اللينة والسائلة: قد يكون من المفيد تجنب الأطعمة القاسية والصلبة التي يمكن أن تزيد من الالتهاب والألم. حيث ينصح بتناول الأطعمة اللينة والسائلة مثل العصائر الطبيعية والمرق والزبادي.
٢- العلاجات الطبية

إذا استمرت قرحة الفم لفترة طويلة أو كانت شديدة الألم وتسبب صعوبة في البلع أو تؤثر على قدرتك على التغذية والتحدث، فمن الأفضل مراجعة الطبيب العام أو طبيب الأسنان لتقييم الحالة ومساعدة المريض بتحديد العلاج المناسب.

وتشمل العلاجات الممكنة ما يلي:

  • المراهم المضادة للالتهاب: قد يوصي الطبيب بتطبيق مرهم يحتوي على مواد مضادة للالتهاب مثل الهيدروكورتيزون، وذلك لتخفيف الالتهاب وتسريع شفاء القرحة.
  • المضمضة المضادة للبكتيريا: في حالة وجود عدوى بكتيرية مصاحبة للقرحة، يمكن أن يوصي الطبيب بمضمضة تحتوي على مضادات حيوية للقضاء على البكتيريا وتقليل الالتهاب.
  • الأدوية المسكنة: في حالة الألم الشديد، قد يصف الطبيب أدوية مسكنة للألم مثل الأسيتامينوفين أو المضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم وتسكين الحكة.
  • المضادات الفيروسية أو الفطرية: إذا كانت القرحة ناجمة عن عدوى فيروسية أو فطرية، قد يوصي الطبيب بتناول أدوية مضادة للفيروسات أو الفطريات لعلاج العدوى وتقليل الأعراض.
  • الستيرويدات الموضعية: التي تعطى على شكل بخاخ ضمن الفم أو أقراص تذوب في الفم. حيث في بعض الحالات، قد يصف الطبيب الستيرويدات الموضعية بشكل مؤقت لتقليل الالتهاب وتعزيز شفاء القرحة.

الوقاية

عادةً ما تظهر تقرحات الفم بشكل متكرر طوال حياة الشخص. إلا أن هناك بعض الأساليب الوقائية التي يمكن اتباعها لتقليل شدة القرحة أو تقليل عدد مرات حدوثها.

ومن هذه الأساليب:

  • التحدث إلى الطبيب بشأن تغيير الأدوية التي يمكن أن تسبب القرحات.
  • تجنب الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات الطازجة.
  • الحفاظ على نظافة الفم باستخدام الفرشاة والخيط بشكل يومي.
  • استخدام فرشاة أسنان ناعمة الشعيرات لتجنب تهيج الأنسجة.
  • زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات اللازمة.
  • وإذا كانت القرحات الفموية ناجمةً عن مشكلة صحية أخرى فإن علاج الحالة يمكن أن يقلل من خطر عودة القرحة.