ما هو البريبيوتيك وكيف يساعد في الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي؟

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

تعريف البريبيوتيك

البريبيوتيك "Prebiotics" هي بشكل رئيسي مجموعة من الألياف غير القابلة للهضم من قبل الجهاز الهضمي للجسم، تتكون هذه الألياف من مركبات سكرية "Oligosaccharides"، وتتواجد الياف البريبيوتيك في الأطعمة المختلفة التي نتناولها بشكل طبيعي.

تكمن أهمية البريبوتيك بأنها تشكل المصدر الغذائي للجراثيم والعضويات الحية الموجودة في الأمعاء. أي بمعنى أدق فإن البريبوتيك هو غذاء البروبيوتيك "Probiotics" بمكوناته المختلفة. حيث أن مكونات وألياف البريبوتيك مقاومة للأنزيمات الهاضمة والحالة التي تتعرض لها خلال مرورها في المعدة لتصل في النهاية إلى الأمعاء.

تحرض مكونات البريبوتيك نمو الجراثيم والعضويات الدقيقة في الأمعاء، حيث تتغذى مكونات البروبيوتيك على هذه الألياف بالتالي تصبح أكثر قدرة على التكاثر وتعويض النقص والضرر الذي يصيب فلورا الأمعاء لأسباب مختلفة.

يمكننا القول أن توازن الفلورا المعوية (البروبيوتيك) بمكوناتها المختلفة، مرتبط بحصولها على التغذية والدعم من تناول البريبوتيك "Prebiotics". وتكون النتيجة هي تنشيط وتفعيل أكبر لدور الأحياء والجراثيم المكونة للبروبيوتيك. وهذا ينعكس على صحة الأمعاء بشكل رئيسي والجسم بشكل عام.

فوائد ومهام البريبيوتيك

الآلية الرئيسية التي تحقق فيها مواد البريبيوتيك الفائدة هي من خلال تنشيط نمو ومهام مكونات البروبيوتيك. ومن أهم الفوائد والتأثيرات الإيجابية لتناول البريبيوتيك هي:

١- تقوية المناعة والجهاز المناعي

تلعب الجراثيم والعضويات الدقيقة الموجودة ضمن الأمعاء دوراً هاماً في الدفاع عن الأمعاء والجسم من العوامل الممرضة. حيث تقوم بمنع تكاثر الجراثيم الضارة والممرضة وتتعاون مع خلايا بطانة الأمعاء لتشكل حاجز مخاطي يغلف الأمعاء من الداخل.

كما وتعمل على عزل الجراثيم والفضلات ومنع وصول الانتان لجدار الأمعاء والجسم، تقوي مركبات البريبيوتيك هذه الوظيفة من خلال تغذية الجراثيم والفلورا المعوية ومساعدتها على الترميم واستعادة التوازن بشكل مستمر.

٢- الوقاية من أمراض الأمعاء الالتهابية "Inflammatory Bowel Diseases"

أمراض الأمعاء الالتهابية هي أمراض مجهولة العامل المسبب يحدث فيها التهاب مزمن في جدار الأمعاء يؤدي لحدوث اضطرابات معوية وينتهي بتبدلات مرضية وتشوهات غير قابلة للعكس في الأمعاء.

وأمراض الأمعاء الالتهابية هي عبارة عن مرضين رئيسيين هما التهاب القولون التقرحي "Ulcerative Colitis" وداء كرون "Crohn’s disease".

أحد العوامل التي تعتبر من محرضات ومسببات حدوث هذه الأمراض الالتهابية هو وجود نقص وعوز في الجراثيم والعضويات المعوية المفيدة (البروبيوتيك) ضمن السبيل الهضمي والأمعاء، بالتالي هذا ما يسمح للجراثيم والأحياء الضارة بإحداث الخلل والاضطراب في الأمعاء.

يساهم تناول البريبوتيك في الوقاية والتخفيف من هذه الأمراض الالتهابية أيضا لأنه يحرض تكاثر الجراثيم والعضويات المفيدة ضمن الأمعاء، وهذا يسبب عودة التوازن للوسط ضمن الأمعاء والتقليل من حدوث الأذيات الالتهابية وتكاثر الجراثيم الضارة.

٣-   التخلص من مشاكل الإمساك "Constipation"

يعتبر نقص مستويات الجراثيم المفيدة في الفلورا المعوية أحد أسباب الإمساك واضطراب حركة الأمعاء، لذلك يعتبر من المفيد تناول البريبيوتيك بشكل منتظم عند من يعانون من الإمساك المزمن لأنه يزيد من أعداد البكتيريا المفيدة في الأمعاء ويزيد من حركة وحيوية الأمعاء ويقلل الإمساك.

ووفقاً لدراسة شملت حوالي 132 مريضاً يعانون من امساك مزمن ومستمر، تم اعطائهم جرعة يومية من مركبات البريبيوتيك لمدة ثلاث أسابيع، لوحظ تحسن في الحركات المعوية وانخفاض في أعراض الإمساك لديهم.

٤- إنقاص الوزن

وجد ارتباط بين تناول البريبوتيك وتحسن مستويات الجراثيم المفيدة في الأمعاء مع تقليل امتصاص الدهون من الأمعاء، إضافة لتحسن عملية استقلاب وامتصاص السكر وتقليل الشهية وهو ما يساهم بإنقاص الوزن.

٥- تخفيض مستويات الكوليسترول

تساهم الفلورا المعوية بضبط عملية امتصاص وهضم الشحوم والكوليسترول، وفي حال كانت هذه الجراثيم والفلورا المعوية مضطربة وغير فعالة ينقص دورها في هذه العملية بالتالي يرتفع امتصاص الدهون والكوليسترول من الأمعاء.

بالتالي فإن استهلاك البريبيوتيك وتقوية الفلورا المعوية وتنشيطها سيحسن من عملها وسيؤدي لإنقاص امتصاص الشحوم والدهون وبالتالي تخفيض مستوى الكوليسترول في الجسم.

٦- تحسين امتصاص المعادن من الأمعاء

تساهم مركبات البريبيوتيك أيضا في زيادة امتصاص بعض المعادن الهامة للجسم من الأمعاء مثل الكالسيوم والمغنيزيوم، والسبب في ذلك هو أن هذه المركبات تجعل الوسط في الأمعاء حامضي وهو الوسط الملائم لامتصاص هذه المعادن.

المصادر الغذائية

توجد ألياف ومكونات البريبيوتيك في العديد من المواد الغذائية المتنوعة والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

  • التفاح
  • الموز
  • التوت
  • الشعير
  • الكاكاو
  • الثوم
  • الخضراوات ذات الأوراق الخضراء
  • البصل
  • الطماطم
  • حبوب الصويا

الآثار الجانبية لاستخدام البريبيوتيك

يعتبر استهلاك أنواع واصناف البريبيوتيك على شكل مكملات غذائية اجراءً أمناً بشكل عام، حيث يمكن للأشخاص الاصحاء الذين لا يعانون من أي مشاكل صحية تناوله بدون آثار جانبية تذكر، لكن يمكن ببعض الأحيان أن تظهر الآثار الجانبية والمضاعفات التالية:

  • الإحساس بعدم الارتياح في البطن
  • الشعور بالانتفاخ
  • كثرة الغازات في البطن
  • الاسهال
  • الإمساك

شرح الفرق بين البروبيوتيك والبريبيوتيك

البروبيوتيك والبريبيوتيك هما مصطلحان يستخدمان في مجال الغذاء والتغذية، وهما يشيران إلى نوعين مختلفين من المكونات الغذائية التي تساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ومع ذلك، فهناك فرق أساسي بين البروبيوتيك والبريبيوتيك فيما يتعلق بتعريفهما ووظائفهما:

١- البروبيوتيك "Probiotics":

البروبيوتيك هو مصطلح يستخدم لوصف البكتيريا الحية المفيدة والموجودة طبيعياً في الجهاز الهضمي. تعتبر هذه البكتيريا النافعة مفيدة للصحة العامة للجسم وخاصة للجهاز الهضمي، حيث تساعد في تعزيز التوازن البكتيريا في الأمعاء وتعزيز عملية الهضم وامتصاص المواد الغذائية، كما وتحسن صحة المناعة.

يتواجد البروبيوتيك في العديد من المصادر الغذائية مثل اللبن والزبادي.

٢- البريبيوتيك "Prebiotics":

البريبيوتيك هو نوع من الألياف الغذائية غير قابلة للهضم التي تعمل كمصدر غذائي للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، يصل البريبيوتيك إلى الأمعاء الغليظة دون أن يتأثر بعملية الهضم، وهناك يتم تخميره من قبل البكتيريا النافعة لتكوين المنتجات الغازية والأحماض الدهنية القصيرة التي تساهم في صحة الأمعاء، وتعتبر هذه الألياف هي غذاء للبكتيريا المفيدة (البروبيوتيك). ويتواجد البريبيوتيك في العديد من المصادر الغذائية مثل البصل والثوم.

الخلاصة

في الختام، يجب أن نشير إلى إن تناول مركبات ومستحضرات البروبيوتيك أو البريبوتيك هو آمن بشكل عام. ويمكن للأشخاص الاصحاء استهلاك هذه المركبات دون أعراض تذكر، ولكن يجب التنويه والتأكيد على ضرورة الاختيار الجيد لهذه المستحضرات والمكملات الغذائية ويفضل استشارة الطبيب المختص قبل البدء بتناولها وذلك لأخذ النصيحة والمشورة عن أفضل الأنواع وما يناسب كل جسم.