ما هي حساسية الإنسولين؟

الكاتب - أخر تحديث 23 نوفمبر 2022

يعد هرمون الإنسولين من الهرمونات الأساسية في الجسم، وذلك لأهمية عمله في تنظيم مستويات السكر في الدم، وحالة "حساسية الإنسولين- Insulin sensitivity" تعني مدى حساسية الجسم لتأثيرات عمل هرمون الإنسولين.

بمعنى آخر كلما زادت حساسية الخلايا للإنسولين ازداد عمله بشكل فعّال أكبر في إدخال السكر لداخل الخلايا، وبالتالي يقلل من نسبة السكر الموجودة في الدم، ولذلك فحساسية الإنسولين هي أمر جيد، بعكس حالة "مقاومة الإنسولين".

ما هو هرمون الإنسولين وكيف يعمل؟

"إنسولين" هو هرمون أساسي يتم إنتاجه في البنكرياس وينظم مستويات السكر "الغلوكوز -Glucose" في الدم، كما ويساعد بشكل فعّال على إدخال السكر من الدم إلى الخلايا.

عندما يرتفع سكر الدم سواء بعد تناول الطعام بالحالة الطبيعية أو لأسباب مختلفة، يعمل الإنسولين على إدخال السكر في الدم إلى الخلايا، وبشكل خاص الخلايا الموجودة في الكبد لتخزينه أو يمكن أن يتم استعمال هذا السكر في كسب المزيد من الطاقة، ونتيجة هذه العملية ينخفض مستوى السكر الموجود في الدم.

أما الفائض من السكر الذي لا يتم تخزينه في الكبد، فيعطي الإنسولين إشارات للخلايا الشحمية لتخزين هذا الفائض على شكل دهون ثلاثية.

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من زيادة الحساسية للإنسولين لكميات أقل من هذا الهرمون لخفض مستويات السكر الموجود في الدم.

مقاومة الإنسولين

تسمى الحالة المعاكسة لحساسية الإنسولين بـ "مقاومة الإنسولين"، أي عجز الخلايا على استخدام هذا الهرمون لإدخال السكر إليها.

وبالتالي تبقى نسبة السكر في الدم مرتفعة وهي حالة تعرف باسم "ما قبل داء السكري"، والتي تتطور فيما بعد لمرض السكري.

تعد مقاومة الإنسولين مسؤولة بشكل رئيسي عن الداء السكري من النمط الثاني.

طرق زيادة حساسية الإنسولين

كون الجسم حساساً للإنسولين يضمن أنه يستخدم الطعام بشكل صحيح ويحول الكمية الصحيحة من السكر إلى طاقة بأكثر الطرق فعّالية.

يجدر الإشارة إلى أن هنالك عوامل لمقاومة الإنسولين في الجسم مثل بعض الهرمونات وهذه العوامل لا يمكن التحكم بها، كما ينصح قبل البدء بأي من الوسائل التي تزيد من حساسية الإنسولين استشارة الطبيب المختص والتأكد من حالة المريض.

حيث من الممكن أن تكون زيادة حساسية الإنسولين أمر ذو حدين، فإذا ازدادت الحساسية بشكل كبير فهذا يزيد من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم وخاصة لمرضى السكري من النمط الأول بعد حصولهم على جرعة الإنسولين.

وتتعلق طرق زيادة حساسية الإنسولين بمجموعة من التغييرات في النظام الحياتي والغذائي، ومنها ما يلي:

١- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

إن فوائد ممارسة الرياضة بانتظام لا حصر لها، فهي تعمل على تعزيز حساسية إنسولين، وتقليل الإجهاد وزيادة إفراز هرمون "إندورفين" أو "هرمون السعادة"، وأيضاً خفض الكوليسترول وخفض ضغط الدم.

وأثبتت دراسة عام 2019 وجود ارتباط هام بين ممارسة التمارين الرياضية وتحسين حساسية "إنسولين"

وأشارت دراسة ثانية عام 2013 إلى دور التمارين الهوائية خاصةً ثم تمارين القوة التي قد تزيد بشكل خاص من حساسية "إنسولين" أكثر من غيرها.

بالإضافة إلى ذلك أهمية دور الرياضة في تخفيف الوزن وفقدان الدهون الزائدة التي تساعد أيضاً على تحسين حساسية "إنسولين".

لذا ينصح بممارسة الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً 5 أيام في الأسبوع.

٢- نظام غذائي صحي

إن إجراء تغييرات غذائية معينة يمكن أن يزيد من حساسية الإنسولين، وتشمل بعض العادات الصحية التي يمكن اتباعها ما يلي:

  • التركيز على التحكم في الكمية واتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والأطعمة منخفضة السكر
  • استهلاك الخضار والحبوب الكاملة الصحية والبروتين الخالي من الدهون
  • تناول الفواكه المنخفضة السكر
  • شرب الكثير من الماء
  • استهلاك كميات أقل من السكريات
٣- تقليل العادات الغذائية السيئة

تعتبر الوجبات السريعة والأطعمة المعالجة والمحضرة مسبقاً مضرة للجسم فهي تكون غنية بالصوديوم والسكر والمكونات الصناعية.

كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون الكافيين فقد أثبتت دراسة عام 2019 تأثير الكافيين السيء على نسبة امتصاص الغلوكوز في الدم.

بالإضافة إلى أن شرب الكحول يزيد من إفراز الإنسولين بكثرة ويسبب بالتالي نقص مستويات السكر في الجسم بشكل خطير.

ولذلك ينصح بالتقليل من استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة المعالجة وكذلك الكافيين والكحول والنيكوتين، حيث يقلل استهلاكها من زيادة حساسية الجسم للإنسولين.

٤- استعمال الألياف الغذائية

يزيد استعمال الألياف الغذائية التي تأتي من النباتات والأوراق الخضراء بزيادة حساسية الجسم للإنسولين، حيث تؤخر هذه الألياف إفراغ الطعام من المعدة ودخوله بالأمعاء الدقيقة مما يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم بشكل معتدل بعد الوجبات.

٥- الصيام المتقطع

الصيام المتقطع أو صيام اليوم البديل أو الصيام كل يومين، وهو نوع من الأنظمة الغذائية التي تركز على توقيت الوجبات بدلاً من الأطعمة المحددة في النظام الغذائي.

يساعد هذا النوع من الأنظمة الغذائية بتحسين حساسية الإنسولين (1) وتقليل خطر الإصابة بداء السكري (2).

ولكن لا ينصح خبراء التغذية بهذا النمط على المدى الطويل حيث ما يزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات حوله.

٦- الابتعاد عن الجهد والتوتر

تعد إدارة مستويات التوتر والحد منها أمراً أساسياً للصحة بشكل عام، فخلال هذه الحالات ترتفع مستويات عدة هرمونات في الجسم والتي تؤثر بدورها على الإنسولين وعمله وبالتالي تؤثر على مستويات السكر في الدم.

لذلك فمن المفيد تخصيص الكثير من الوقت للراحة العقلية وممارسة الهوايات المفضلة، وكذلك أنشطة تقليل التوتر مثل "اليوغا".