ما هي مكونات الفيلر وما هي أبرز آثاره الجانبية؟

الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

يعتبر الاهتمام بالمظهر الجمالي ومنع وتأخير علامات التقدم بالعمر من الأمور التي تحظى باهتمام كبير على الصعيد الطبي، حيث تم انتاج العديد من المواد والمستحضرات التجميلية التي تخفي وتعالج آثار العمر كالتجاعيد الجلدية وغيرها، ويعد الفيلر هو أحد أهم وأشهر هذه المستحضرات المستخدمة لهذه الغاية، فما هو مستحضر الفيلر، مما يتكون، وكيف يتم استعماله؟

تعريف الفيلر

الفيلر أو الفيلر الجلدي "Dermal Filler" هو عبارة عن مادة سائلة إلى هلامية القوام، مكونة من مواد طبيعية أو مصنعة في المخبر، يتم استخدامها لأغراض تجميلية بشكل رئيسي.

يعتبر الفيلر أقرب لمادة مالئة (أي تملأ المكان الذي يتم حقنها فيه) يتم حقنها تحت الجلد لتخفيف وإزالة التجاعيد، وتخفيف علامات التقدم في العمر، بالإضافة إلى تحسين مظهر الندب على الجلد، وملئ المناطق الغير منتظمة أو التي يكون فيها تشوه ناجم عن رض أو إصابة.

مكونات الفيلر

يوجد عدة أنواع من الفيلر تختلف فيما بينها في المواد والمكونات الرئيسية. وتختلف هذه الأنواع في حجم الجزيئات المكونة لها أولاً وفي الهدف من استخدامها ثانياً، حيث يملك كل نوع خصائص مميزة تجعله مفيد في مواضع وحالات معينة أكثر من بقية الأنواع.

وفيما يلي أشهر المواد المستخدمة في الفيلر:

١- حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid)

حمض الهيالورونيك هو عبارة عن مادة طبيعية موجودة ضمن الجلد والنسيج الضام للجسم، تعمل على المحافظة على مرونة ورطوبة الجلد وتساعده على التمدد.

يتم الحصول على حمض الهيالورونيك بمساعدة بعض أنواع البكتريا، ومن ثم يتم استخدامه في صنع الفيلر، ويعد من أشهر أنواع الفيلر المستخدمة. وغالياً ما يتم استخدام هذا النوع للحقن في الوجه وإزالة خطوط التجاعيد فيه واستعادة الامتلاء فيه.

٢- بولي ميثيل ميتاكريلات (Polymethyl methacrylate)

يتكون هذا النوع من الفيلر من بلورات وكرات مجهرية موضوعة ضمن جل غني بالكولاجين. يمكن لهذا النوع ملئ الفراغات بشكل مباشر في الجلد وإصلاح التجاعيد والندبات في الجلد، وتساهم البلورات المجهرية التي يتم حقنها مع الفيلر بتأمين دعم لبنية الجلد واعطاءه النعومة والنضارة.

٣- حمض بولي لاكتيك (Poly-L-lactic Acid)

تم انتاج هذا المستحضر لعلاج حالات الضياع المادي في الوجه (الناتجة عن إزالة الأورام في الوجه أو الحرق)، ومن ثم تم الموافقة على استعماله ضمن الفيلر لعلاج علامات تقدم العمر.

٤- كالسيوم هيدروكسيل أبتايت (Calcium Hydroxylapatite) 

تتواجد مادة الكالسيوم هيدروكسيل أبتايت بشكل طبيعي في العظام البشرية، ولكن يتم تصنيعها وتحضيرها مخبرياً للاستخدام ضمن الفيلر.

يستخدم هذا النوع في معالجة التجاعيد وطيات الجلد العميقة، ويستعمل أيضاً على مستوى الفك والخدين، ويتميز بعمره الطويل نسبياً الذي قد يصل لثلاث سنوات.

٥- الشحوم أو الدهون الذاتية (Human Fat)

يعتمد هذا النوع من الفيلر على الحصول على دهون من الجسم نفسه من المناطق الغنية بالشحم كالبطن مثلاً، حيث يتم سحب هذه الدهون ومعالجتها ومن ثم إعادة حقن هذه الشحوم على شكل فيلر في المناطق المرغوبة.

الفوائد والاستخدامات

هنالك العديد من الاستخدامات للفيلر حيث تتضمن فوائده:

  • إخفاء خطوط التجاعيد الجلدية في محيط الأنف والفم، ومنح الجلد الاستقامة والنعومة
  • استعادة وزيادة حجم الخدين في الوجه
  • تكبير ونفخ الشفتين
  • اصلاح الطيات الجلدية والترهلات في مستوى العنق والذقن
  • ملئ التجاعيد وإزالة الظلال الجلدية حول العينين
  • تصحيح مناطق الجلد التي تحوي على ندبات أو ضياع مادي ناجم عن إصابات رضية أو جروح

خطوات تطبيق الفيلر

الطريقة الأساسية في تطبيق الفيلر هي عن طريق حقنه تحت الجلد بواسطة ابرة ذات قطر رفيع، ويتم ذلك وفق الخطوات التالية:

  • تحديد المنطقة من الجلد المراد حقن الفيلر ضمنها وفحصها ومعاينتها، وذلك من أجل تحديد الهدف من الحقن وتقدير الكمية اللازم حقنها من المادة المالئة.
  • تخدير المنطقة لتخفيف الألم وذلك بواسطة كريم جلدي خاص عادة يستخدم لتسكين الألم وتهدئته.
  • البدء بتطبيق الفيلر من خلال حقنه بواسطة ابرة رفيعة، حيث يتم اختراق الجلد والوصول للطبقة تحت الجلد ومن ثم حقن الفيلر بكميات صغيرة وتوزيعه في المنطقة حسب الحاجة، وقد تحتاج المنطقة أكثر من مكان للحقن.
  • تستغرق عملية حقن الفيلر 20-30 دقيقة وسطياً.
  • بعد الحقن قد يحدث تورم واحمرار وألم في منطقة الحقن وهذا أمر طبيعي ويحتاج لعدة أيام ليتراجع.

الآثار الجانبية لاستخدام الفيلر

يعتبر الفيلر الجلدي والمواد المالئة الحاصلة على الموافقات والتراخيص من الهيئات الصحية آمنة بشكل عام، لكن كما هو الحال في أي اجراء طبي فإنه توجد بعض المضاعفات والآثار الجانبية التي يمكن أن تنجم عن استعمال وتطبيق الفيلر، وتكون ناجمة إما عن نوعية الفيلر، تقبل المريض وحساسيته تجاه الفيلر، وأخيراً خبرة ومهارة الطبيب الذي يطبق المعالجة.

وتتضمن أشيع الاثار الجانبية التي قد تنجم عن حقن الفيلر ما يلي:

  • حدوث احمرار وطفح على الجلد مع أو بدون حكة.
  • ظهور لانتفاخ مكان الحقن يشبه البثور.
  • حدوث نزيف مكان الحقن.
  • الحصول على مظهر غير مرض بعد الحقن، مثل عدم التناظر بين جهتي الحقن، أو حقن كمية زائدة من الفيلر.
  • حدوث انتان جرثومي مكان الحقن.
  • تموت وتنخر الجلد مكان الحقن بسبب اغلاق الأوعية الدموية في منطقة الحقن.

مدة التأثير والفعالية

تعتمد مدة تأثير الفيلر واستمرار فعاليته على عدة عوامل تتضمن:

  • مكان تطبيق الفيلر على سبيل المثال فيلر الشفتين يتراجع بشكل أسرع من مناطق أخرى.
  • نوعية الفيلر المستخدم، حيث يكون كقاعدة عامة الفيلر المصنع والمعتمد على مصدر طبيعي أقل تأثير كمدة زمنية مقارنة بالذي يتم تصنيعه حيوياً في المخابر.
  • مدى استجابة جسم المريض والتزام المريض بالتعليمات التي تحافظ على الفيلر لفترة أطول.

بشكل عام يستمر تأثير الفيلر من 6 -12 شهراً قبل الحاجة لإعادة الحقن في أنواع الفيلر الممتصة، أما في أنواع الفيلر غير الممتصة أو التي تتحلل ببطء يمكن أن يصل تأثيرها لعدة سنوات، لذلك يجب التأني قبل اختيارها لأن النتيجة ستبقى ثابته بعد الحقن لفترة طويلة دون القدرة على التعديل.

الخلاصة

يعتبر الفيلر من المواد الآمنة وذات الفائدة الكبيرة سواء من الناحية التجميلية أو الترميمية للجسم. لكن يجب التأكيد على ضرورة عدم الاستخدام المفرط والتنسيق الجيد بين المريض والطبيب المعالج لوضع خطة للحقن من أجل الحصول على أفضل النتائج الشكلية وتجنب المضاعفات.