متلازمة رامسي هانت: الأعراض والعلاج

الكاتب - 18 فبراير 2023

متلازمة رامسي هانت "Ramsay Hunt Syndrome" هي حالة نادرة تصيب البالغين، وتشير إلى حدوث تفعيل لفيروس كامن في أحد الأعصاب القحفية، وهي مجموعة من إثنى عشر زوج من الأعصاب التي تنشأ مباشرة من الدماغ مثل العصب الشمي والبصري.

أما كلمة متلازمة وهي مجموعة من الأعراض أو الحالات السريرية التي تشير إلى مرضٍ معين، قد تكون الأعراض مختلفة عن بعضها البعض وتخص عدة أعضاء، إلا أنها تشترك بالمرض نفسه.

تتميز هذه المتلازمة بثلاث أعراض وهي:

  • ألم الأذن
  • شلل وجهي
  • طفح حول الأذن

تحدث الأعراض عادةً في جانب واحد من الوجه، وتستجيب بشكل جيد للعلاج، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تترافق مع مضاعفات، وتستمر أعراضها لفترة طويلة.

يقدر أن هناك 5 إصابات بمتلازمة رامسي هانت لكل 100000 شخص في كل عام، وتصيب هذه الحالة الذكور والإناث بشكلٍ متساو. (1)

تزداد نسب الإصابة مع التقدم في العمر، حيث أنها نادرة الحدوث عند الأطفال، وتزداد شيوعاً بشكل خاص بعد الـ 60 سنة. (2)

أعراض متلازمة رامسي هانت

هنالك مجموعة أعراض مميزة لمتلازمة رامسي هانت وخاصةً إذا أتت مجتمعة وتضم:

  • شلل في عضلات الوجه: إن إصابة العصب الوجهي (العصب السابع)، ستؤدي لحدوث ضعف أو شلل بيل
    • يميز هذا الشلل عدم قدرة المريض على إغلاق العين أو تقطيب الحاجب في الجهة المصابة، بالإضافة لميلان زاوية الفم للأسفل في نفس الجهة.
  • طفح حويصلي: ينتشر في هذه المتلازمة طفح أحمر اللون، وذلك حول صيوان الأذن وفي قناة السمع الخارجية أو من الممكن على غشاء الطبل.
  • ألم في الأذن للجانب المصاب
  • طنين في الأذن على الجانب المصاب
  • ضعف السمع في الجانب المصاب
  • دوار
  • غثيان وإقياء

أسباب متلازمة رامسي هانت

إن العامل المُسبب لمتلازمة رامسي هانت هو فيروس جدري الماء النطاقي "Varicella zoster virus"، وهو تابع لمجموعة الفيروسات الهربسية.

كما لا تؤدي العدوى المباشرة لهذا الفيروس لأول مرة إلى حدوث المتلازمة، وإنما يحدث ذلك نتيجة إعادة تفعيل عدوى كامنة.

  • إن العدوى الأولية بفيروس جدري الماء النطاقي، تؤدي لحدوث طفح منتشر يرافقه ارتفاع في درجات الحرارة، وتُعرف هذه الحالة باسم جدري الماء.
    • تحدث هذه الحالة في الطفولة عادةً، وتُشفى خلال عدة أيام.
  • إلا أن الفيروسات المُسبِبة لا تختفي، وإنما تبقى في حالة سبات في العصب الوجهي أو العقد الجذرية الظهرية وهي عقدة من الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي.
    • ونتيجة حالة ما (إجهاد أو نقص مناعة) يتم إعادة تفعيل هذا الفيروس الكامن.
      • الذي إذا حدث في العقدة الجذرية الظهرية، ظهر طفح في منطقة محددة من الجلد، وتعرف هذه الحالة باسم الهربس النطاقي.
    • أما إذا تفعل الفيروس الموجود في العصب الوجهي، ينتج متلازمة رامسي هانت.

وقد أظهرت بعض التقارير حدوث متلازمة رامسي هانت بعد التطعيم ضد كوفيد-19، دون معرفة السبب المباشر وراء هذه الحالة. (3)

ولكن من المهم هنا التنويه إلى أن هذه الحالات كانت نادرة الحدوث وكانت المخاطر بها منخفضة، ولذلك فهنا يجب التأكيد على أهمية التطعم للوقاية من الأمراض والقضاء على الأوبئة.

التشخيص

يصل الطبيب لتشخيص متلازمة رامسي هانت بناءً على الأعراض المُشاهدة بالإضافة للفحص السريري المرافق.

١- القصة السريرية

يأخذ الطبيب القصة السريرية المُفصلة من المريض، من ثم يقوم بتوجيه مجموعة من الأسئلة التي تدور حول:

  • تاريخ بدء الشكوى والأعراض
  • مدى تكرار حدوث الأعراض
  • الفترة التي تستمر بها الحالة
  • الأمور التي تزيد أو تقلل من شدة الأعراض
  • وجود أي مشاكل أخرى (التوزان- الرؤية- الإحساس- الحركة)
  • وجود إصابة سابقة مُشابهة
  • وجود إصابة سابقة بجدري الماء
  • العمليات الجراحية المُجراة
  • الأدوية

٢- الفحص السريري

يجرى الفحص السريري عادةً لنفي أي إصابة في الجهاز العصبي أو في الأذن خاصةً التي تأتي بأعراض مشابهة، وذلك من خلال:

  • فحص الأعصاب القحفية: يوجد في الجسم 12 عصباً قحفياً (أي التي تنشأ من الدماغ)، ويعتمد هذا الفحص على اختبار الأعصاب بالترتيب من الأول إلى الثاني عشر.
  • فحص المخيخ
  • فحص اللمس والإحساس
  • فحص الأذن: الذي يتم عبر مجموعة من المناورات بالإضافة للفحص المباشر عبر الأدوات

٣- الفحوص الإضافية

قلّ ما يلجأ الأطباء للفحوص الإضافية لتشخيص متلازمة رامسي هانت، إلا أنه من الممكن أن يتم إجراء:

  • تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR) من خلال عينة من الحويصلات (الطفح)
  • تصوير الرأس بالرنين المغناطيسي (MRI)، لنفي أي سبب عصبي آخر

المضاعفات

قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة الإصابة متلازمة رامسي هانت، والتي تضم:

  • الألم العصبي التالي للهربس، وهو ألم حارق حاد يحدث في مرحلة الشفاء، وبعد اختفاء الحويصلات
  • خدوش في القرنية
  • عدوى جرثومية ثانوية
  • طنين الأذن المزمن
  • دوار مزمن
  • نقص سمع دائم

علاج متلازمة رامسي هانت

إن معظم حالات متلازمة رامسي هانت تختفي من تلقاء نفسها بدون علاج، وفي حالات أخرى يلزم إدارة الأعراض أو المضاعفات الحاصلة، ومن المهم أن يكون الطبيب متابع للمريض ليحدد الوقت المناسب في حال الاضرار لبدء العلاج، حيث تستجيب معظم الحالات بشكل أفصل كلما كان التشخيص وبدء العلاج أبكر.

ومن الخيارات العلاجية المتبعة لمتلازمة رامسي هانت:

١- الستيرويدات ومضادات الفيروس

تعمل الستيرويدات على تخفيف وطأة الالتهاب الحاصل، أما مضادات الفيروس يكون عملها مباشرةً على الفيروس.

حسب دراسة فإن النتائج الخاصة بعلاج مرضى متلازمة رامسي هانت خلال أول 72 من ساعة من بداية الأعراض كانت مبشرة بشكل مقبول، فقد اختفى شلل الوجه لدى أكثر من 80% من المرضى المعالجين بالإضافة إلى ذلك تراجع الطفح الجلدي أيضاً. (4)

٢- حماية العين

لابد من الانتباه للعين، وذلك لتأثير الشلل على قدرة إغلاق، لذا من المهم تطبيق دموع صناعية أو أغطية للعين.

٣- علاج الأعراض المرافقة

يمكن أن تساعد بعض الأدوية الإضافية، مثل:

  • مسكنات الألم البسيطة
  • الأدوية المضادة للإقياء

الوقاية من متلازمة رامسي هانت

لا يوجد إلى الآن طريقة واضحة للوقاية من متلازمة رامسي هانت، حتى أن اللقاحات لا تجدي نفعاً في هذا الخصوص، بل من الممكن أن تفعل هي الفيروس وذلك في حالات نادرة.