متلازمة ما قبل الحيض (PMS): الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 22 سبتمبر 2022

ما هي متلازمة ما قبل الحيض؟

تشير متلازمة ما قبل الحيض (Premenstual Syndrome) إلى الأعراض الجسدية والعاطفية التي تعاني منها العديد من النساء في الفترة التي تسبق بداية الدورة الشهرية أو مرحلة الحيض.

وتخف متلازمة "ما قبل الحيض" بعد بدء الدورة الشهرية، وعادةً ما يكون هناك أسبوع واحد على الأقل في كل دورة بدون أعراض.

ويعتقد العلماء أن معظم النساء يعانين من أعراض ما قبل الحيض، والتي تتراوح من خفيفة عند معظم النساء إلى شديدة عند نسبةٍ أقل، فحوالي 75% يعانين من عرض واحد على الأقل.

إلا إنَّ المعايير السريرية لتشخيص متلازمة "ما قبل الحيض" تنطبق على نسبة قليلة منهنَّ، وذلك وفقاً للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد.

المعايير السريرية

تتضمن المعايير السريرية لتشخيص لمتلازمة "ما قبل الحيض":

  • تؤثر الأعراض على الأنشطة اليومية
  • تظهر الأعراض قبل 5 أيام من بدء الدورة وتنتهي خلال 4 أيام من بدايتها
  • تحدث الأعراض لمدة 2 - 3 أشهر على الأقل

وتعتبر متلازمة ما قبل الحيض حالة معقدة فهي تتضمن أعراضاً مختلفة، وقد وُجد أنَّ النساء المصابات بمتلازمة "ما قبل الحيض" شديدات الحساسية لهرموناتهن الدورية الطبيعية "بروجسترون" و"إستروجين".

لا تظهر الأعراض أثناء الحمل أو بعد سن اليأس نظراً لتوقف الدورة الشهرية.

وقد تؤثر عادات معينة على شدة أعراض متلازمة "ما قبل الحيض"؛ وتشمل بعض العوامل المحتملة التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض المتلازمة ما يلي:

  • التدخين
  • تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر والملح
  • قلة النشاط البدني
  • عدم الحصول على نوم جيد
  • شرب الكحول المفرط أو بشكل منتظم يزيد من احتمالية ظهور أعراض المتلازمة

أعراض متلازمة “ما قبل الحيض”

تتراوح أعراض متلازمة "ما قبل الحيض" من خفيفة إلى شديدة لدرجة أنها قد تؤثر على قدرة المرأة على أداء أنشطتها الاعتيادية وتقلل من جودة حياتها.

بينما قد تمر الدورات الشهرية عند بعض الإناث دون وجود أعراض على الإطلاق.

ويمكن أن تشمل الأعراض الجسدية لمتلازمة "ما قبل الحيض" ما يلي:

  • التغيرات في الشهية، كالرغبة الشديدة في تناول الطعام
  • مضض أو ألم الثديين أو تورمهما
  • زيادة الوزن
  • انتفاخ البطن
  • ألم وتقلصات في أسفل البطن
  • الإمساك أو الإسهال
  • الصداع
  • الإعياء
  • البشرة الدهنية، وظهور حب الشباب وأعراض جلدية أخرى

أما بالنسبة للأعراض النفسية لمتلازمة "ما قبل الحيض"، فيمكن أن تشمل ما يلي:

  • انخفاض المزاج أو تقلبه
  • البكاء
  • التهيج أو الغضب
  • الاكتئاب
  • زيادة القلق
  • الانسحاب الاجتماعي
  • مشاكل النوم مثل "الأرق"
  • صعوبة في التركيز
  • انخفاض الرغبة الجنسية

وفي متلازمة "ما قبل الحيض"، قد تلاحظ المرأة أيضاً أنَّ أعراض بعض الحالات كالسكري والاكتئاب وداء الأمعاء الالتهابي تزداد سوءاً.

كما يمكن أن يؤثر العمر على شدة الأعراض؛ ففي فترة ما قبل انقطاع الطمث (وهي الفترة الانتقالية التي تسبق سن اليأس) قد تعاني النساء من تفاقم أعراض متلازمة "ما قبل الحيض".

الاضطراب المزعج السابق للحيض PMDD

يعاني عدد قليل من النساء من أعراض أكثر حدةً لمتلازمة "ما قبل الحيض"، وتشكل ما يعرف باسم الاضطراب المزعج السابق للحيض "PMDD".

وتتشابه أعراض هذا الاضطراب مع أعراض متلازمة "ما قبل الحيض"، ولكنها أكثر حدة ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي أكبر على الأنشطة اليومية ونوعية الحياة.

ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

  • أعراض جسدية مثل التشنجات والصداع وآلام المفاصل والعضلات
  • أعراض سلوكية مثل الأكل بنهم ومشاكل النوم
  • أعراض عقلية وعاطفية مثل الشعور بالقلق الشديد والغضب والاكتئاب أو حتى الانتحار في بعض الحالات

أنواع العلاج

تختلف خيارات العلاج لمتلازمة "ما قبل الحيض" اعتماداً على الأعراض.

ويمكن تدبير الأعراض عن طريق تناول الأدوية وإجراء تغييرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتجربة طرق الرعاية الذاتية وإدخال تغييرات أخرى على نمط الحياة.

١- الأدوية

قد يساعد تناول بعض الأدوية في تخفيف الأعراض المؤلمة، مثل تقلصات البطن والصداع؛ وتتضمن أمثلة الأدوية التي تؤخذ لعلاج متلازمة "ما قبل الحيض" ما يلي:

  • مسكنات الألم مثل "أسيتامينوفين": والتي يمكن أن تساعد في تخفيف آلام العضلات والتشنجات والصداع.
  • مضادات الالتهاب غير ستيروئيدية: والتي يمكن أن تقلل من الآلام أيضاً.
  • مدرات البول: ويمكن أن تخفف من الانتفاخ وألم الثدي.

وفي حال كانت الأعراض شديدة، قد يوصي الطبيب بتناول حبوب منع الحمل لتقليل الأعراض، والتي تعمل من خلال التأثير على مستويات هرموني "إستروجين" و"بروجسترون" في الجسم.

٢- تقنيات الاسترخاء

يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء والتعامل مع التوتر مثل التنفس العميق أو التأمل في تنظيم الآثار العاطفية الناتجة عن متلازمة "ما قبل الحيض".

وتتضمن بعض الأمثلة ما يلي:

  • ممارسة "اليوغا"
  • رياضة "تاي تشي"
  • الاستحمام
  • كتابة اليوميات
  • التحدث مع صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة
  • الذهاب إلى معالج نفسي

٣- ممارسة التمارين الخفيفة

قد تزيد ممارسة الرياضة الخفيفة من مستويات هرموني "إستروجين" و"بروجسترون"، مما قد يساعد في تقليل أعراض متلازمة ما قبل الطمث، فقد وجدت دراسة عام 2018 أن ممارسة التمارين الهوائية أدت إلى تحسين بعض الأعراض ل 40% من الإناث.

٤- تخفيف الانتفاخ

يمكن لانتفاخ البطن أن يسبب شعوراً بالثقل والخمول؛ ويمكن تقليله عن طريق:

  • عدم تناول الأطعمة المالحة والتي تزيد الانتفاخ سوءاً
  • تناول الأطعمة الغنية بعنصر "بوتاسيوم" مثل الموز
  • المحافظة على الجسم رطباً
  • ممارسة تمارين لطيفة

٥- تخفيف تقلصات الدورة الشهرية

تظهر هذه التقلصات عادةً قبل أيام قليلة من بدء الدورة ويمكن أن تستمر لعدة أيام. ويمكن أن تساعد في تخفيفها العلاجات المنزلية مثل:

  • تدفئة البطن
  • ممارسة التمارين الخفيفة
  • التدليك

٦- تعديل النظام الغذائي

قد يؤدي إدخال بعض التغييرات الغذائية إلى التخفيف من الأعراض الخفيفة والمتوسطة؛ ومن الأمثلة التي قد تساعد في ذلك:

  • المغنيزيوم: والذي يمكن أن يخفف نوبات الصداع المتعلقة بمتلازمة "ما قبل الحيض"؛ ويوجد المغنيزيوم في الخضار الورقية مثل اللفت والسبانخ.
  • الحموض الدهنية: قد تساعد في تقليل تقلصات البطن؛ وتوجد في الأسماك والمكسرات والخضروات الخضراء.
  • الكالسيوم: ويدعم قوة العظام وكثافتها؛ ويساعد الحصول على مستويات كافية منه في تنظيم الحالة المزاجية والنوم والرغبة الشديدة في تناول الطعام. وقد أفادت دراسة في 2017 أنَّ الكالسيوم قد ساهم في تخفيض مستويات الاكتئاب والقلق واحتباس الماء المرتبطة بمتلازمة "ما قبل الحيض".